لا احتاج للبحث عن تاريخ صدور المسرحية لكي أعرف أنها صدرت في العهد الناصري؛ فتقريبًا جميع مسرحيات هذه الفترة تتسم بنفس الفكر والشعارات المعلبة والوعظ الا احتاج للبحث عن تاريخ صدور المسرحية لكي أعرف أنها صدرت في العهد الناصري؛ فتقريبًا جميع مسرحيات هذه الفترة تتسم بنفس الفكر والشعارات المعلبة والوعظ المباشر المقحم عن الاشتراكية والشعب والفساد والوحدة العربية وإلخ إلخ.
وتحكي المسرحية عن مجموعة من الجيران الذين كانوا ينتمون في الماضي لنفس الطبقة الاجتماعية. احدهم كوَّاء له أفضال كثيرة على جيرانه الذين ارتفع مستواهم الاجتماعي فجأة؛ فتنكروا لمعروف الكوَّاء، وحاولوا طرده من منزله للاستيلاء على حوش المنزل الذي كان يستخدمه في غسل وكوي الملابس، بينما هم يريدون تحويله إلى حديقة. وهكذا بدأ الصراع والحرب غير الشريفة بين الكوَّاء المسكين والجيران الفسدة الذين يستغلون نفوذهم في المؤامرات والمصالح الشخصية.
للأسف مسرحية سخيفة، وحواراتها مصطنعة. ربما كانت فكرتها جيدة، لكن التنفيذ لم يكن بنفس الجودة....more
تتحدث المسرحية عن رجل يقترب من الموت، ويملؤه الكره والحقد نحو البشر والعالم بأكمله؛ فيقرر أن يقوم بلعبة خطيرة لتكون بصمته الأخيرة في الحياة هي (لعبة اتتحدث المسرحية عن رجل يقترب من الموت، ويملؤه الكره والحقد نحو البشر والعالم بأكمله؛ فيقرر أن يقوم بلعبة خطيرة لتكون بصمته الأخيرة في الحياة هي (لعبة الموت). فتُرى هل ستنجح خطته، أم يكون للقدر رأي آخر؟ هذا هو ما ستعرفه من خلال هذه المسرحية الفلسفية اللطيفة لعملاق المسرح العربي (توفيق الحكيم)....more
الجزء الثاني من مسرحة (أهلًا يا بكوات). وفيه يذهب البطلان إلى المستقبل بعد ثلاثة قرون؛ حيث عالم جديد ذو ميزات جديدة ومشاكل أيضًا جديدة.
ويرسم لنا الكاالجزء الثاني من مسرحة (أهلًا يا بكوات). وفيه يذهب البطلان إلى المستقبل بعد ثلاثة قرون؛ حيث عالم جديد ذو ميزات جديدة ومشاكل أيضًا جديدة.
ويرسم لنا الكاتب عالم مستقبلي طريف. ولقد كان ذكيًا للغاية في تصوره عن هذا العالم، فرغم كون المسرحية مكتوبة منذ أكثر من ٢٥ عامًا إلا أن تنبؤاتها بشأن المستقبل تحمل قدرًا كبيرًا من الواقعية، مثل تقبل العالم وتشجيعه للتحول الجنسي، والجندرية، والحرية الجنسية المطلقة، والأفكار التحررية المبالغ فيها لدرجة إنعدام المنطق، والعدمية، والأنانية، وسيطرة الآلة، وإلخ إلخ، في صورة هي أقرب للعالم الغربي كما نعرفه حاليًا.
ولقد كان كلام الكاتب عن الحاضر والمستقبل حكيمًا للغاية؛ حيث قال بأن المستقبل يولد الآن من رحم الحاضر؛ فنحن ننتقل إلى المستقبل في كل لحظة، ولذلك إذا لم نعد العدة لمجابهته فسيضيع كل شئ؛ لإن المستقبل لن ينتظرنا، ولن ينتظر استيقاظنا من غيبوبتنا فهو يقترب منا بكل نفس نستنشقه في صدورنا....more
مسرحية فلسفية ساخرة قد تظن أن غرضها هو إلقاء الضوء على عصر المماليك، ومدى فساده، ولكنها في الحقيقة تُظهِر كيف أن التاريخ لا يتغير أبدًا مهما اختلفت أشمسرحية فلسفية ساخرة قد تظن أن غرضها هو إلقاء الضوء على عصر المماليك، ومدى فساده، ولكنها في الحقيقة تُظهِر كيف أن التاريخ لا يتغير أبدًا مهما اختلفت أشكاله، بل يعيد نفسه في صور متعددة.
وتحكي المسرحية عن صديقين يجدان أنفسهما قد عادا بالزمن إلى عصر المماليك؛ فيفكران في تنبيه الناس ليغيروا التاريخ، ويتلافوا كوارثهم المستقبلية التي تعتبر بالنسبة للصديقين ماضي معروف. ولكن مع مرور الوقت والأحداث يختلف الصديقان فيفضل أحدهما أن يتأقلم مع هذا العصر، ويتقبله بمساوئه وذلاته، بينما يظل الآخر مصرًا على إحداث التغيير فيصبح منبوذًا وملاحقًا من قِبَل السلطة. فتُرى كيف سينتهي الأمر بالصديقين؟ وهل سيفلح وعيهما بالماضي في تغيير المستقبل، أم أنهما سيتحطمان تحت مطرقة الواقع؟ والسؤال الأهم: هل محاولة تغيير التاريخ أمر حكيم، أم أنه من الأفضل ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي دون تدخل؟...more
مغزي المسرحية الوحيد هو أن تُظهِر للناس مدى حقارة (نابليون بونابارت)؛ حيث تجسده كشخص مخادع منافق كاذب زير نساء عديم الأخلاق يفعل أي شئ للوصول لغايته. مغزي المسرحية الوحيد هو أن تُظهِر للناس مدى حقارة (نابليون بونابارت)؛ حيث تجسده كشخص مخادع منافق كاذب زير نساء عديم الأخلاق يفعل أي شئ للوصول لغايته.
اعتقد أن المسرحية غير دقيقة تاريخيًا؛ فالأحداث الرئيسية صحيحة، لكن مع إضافة المؤلف لبعض اللمسات الدرامية عليها؛ فقصة (زينب) مثلًا فيها كثير من التحوير، ولذلك كانت تصرفاتها غير منطقية ومبالغ فيها؛ لأنها ببساطة ليست حقيقية، بل من وحي خيال المؤلف، ولكن ربما يمكن تبرير ذلك بأن المؤلف أراد الإيحاء بكونها فقدت عقلها بسبب ما حدث لها....more
تدور المسرحية حول معاناة زوج مع زوجته التي سيطر عليها حب المال بشكل مرضي حتى صارت تعمل طوال الوقت ليلًا ونهارًا. ولا تبالي بزوجها أو أطفالها أو أي شئ تدور المسرحية حول معاناة زوج مع زوجته التي سيطر عليها حب المال بشكل مرضي حتى صارت تعمل طوال الوقت ليلًا ونهارًا. ولا تبالي بزوجها أو أطفالها أو أي شئ سوى جمع المال الذي تبخل بإنفاق أيًا منه على منزلها حتى عند الحاجة، وكل هذا بتحريض من والدتها. وسنرى رد فعل الزوج المتطرف الذي كان على وشك فقدان عقله، وكيف تدخل والده لحل الأزمة حلًا جذريًا؛ لتأتي النهاية السعيدة للجميع أخيارًا وأشرارًا ...more
يتكون الكتاب من أربع مسرحيات لكل منها مغزى مختلف، لكن تشترك جميعها في وجود "الحمير" يتكون الكتاب من أربع مسرحيات لكل منها مغزى مختلف، لكن تشترك جميعها في وجود "الحمير" ...more
"ليست المشكلة أيتها الست المبجلة أن عيوننا مغلقة، المشكلة فيكم أنتم أصحاب العيون المفتوحة على وسعها، ومع كده لا ترى إلا نفسها. انتوا عايزنا نفضل نتخبط "ليست المشكلة أيتها الست المبجلة أن عيوننا مغلقة، المشكلة فيكم أنتم أصحاب العيون المفتوحة على وسعها، ومع كده لا ترى إلا نفسها. انتوا عايزنا نفضل نتخبط في الضلمة، عشان تفضلوا أسيادنا، وتتحكموا فينا. المشكلة إنكم يا مفتحين، فاقدين البصيرة، وعشان كده مفيش قدامنا غير إن اعتمادنا يكون على نفسنا."
مسرحية رائعة الجمال رغم عدم تفضيلي للأعمال العامية. ...more
مسرحية خفيفة تُقرَأ في جلسة واحدة. وهي تذكرني ببعض الأفلام المصرية القديمة؛ حيث المواعظ المباشرة، والبطل الذي يذهب إلى البار لينسى همومه بين خموره، وامسرحية خفيفة تُقرَأ في جلسة واحدة. وهي تذكرني ببعض الأفلام المصرية القديمة؛ حيث المواعظ المباشرة، والبطل الذي يذهب إلى البار لينسى همومه بين خموره، والمبالغة في إظهار فساد الشخصيات السيئة، أو مثالية الشخصيات الجيدة؛ فهم إما ملائكة أو شياطين لا وسط، وحتى الشرير يصبح مثاليًا بعد حدوث العبرة. ...more
تبدأ المسرحية بمقابلة البرنس والدكتور (حمودة) اللذان ينتميان لعالمين مختلفين تمامًا، لكن يجمعهما التعطل عن العمل. وتنعقد مسرحية رائعة أفسدها التسييس!
تبدأ المسرحية بمقابلة البرنس والدكتور (حمودة) اللذان ينتميان لعالمين مختلفين تمامًا، لكن يجمعهما التعطل عن العمل. وتنعقد الصداقة بينهما؛ ليذهب الدكتور، ويعيش مع البرنس في قصره الذي كان يقيم فيه وحيدًا بعد مقاطعته لابنتيه؛ بسبب زواج إحداهما من عامل فقير، ثم ذهاب الأخرى لتعيش معها. ويعيش البرنس في فقر شديد بعد سلب قانون الثورة لكل أمواله، وتحاول ابنتاه مساعدته - مع تحسن أحوالهما المادية - ، لكنه يرفض بكبرياء. وتتوالى الأحداث، وتتغير شخصية البرنس رويدًا رويدًا حتى ينزل أخيرًا من عليائه، ويقرر أن يعمل ويكسب قوته بيده.
مغزى المسرحية الأساسي هو التأكيد على قيمة العمل؛ فقيمة الشخص هي فيما يبذله من عمل، وفيما يحققه من فائدة للمجتمع. ولقد بالغ الكاتب كثيرًا في التغني بذلك، ولم يكن ينقص سوى أن تبني الشخصيات صنمًا للعمل لتدور حوله متعبدة....more
(هيلين) ابنة طبيب بارع يعمل في منزل أحد النبلاء؛ حيث ترعرت (هيلين)، وعاشت طفولتها ومراهقتها. وخلال ذلك استحوذ على قلبها حب (برترام) ابن هذا النبيل، ول(هيلين) ابنة طبيب بارع يعمل في منزل أحد النبلاء؛ حيث ترعرت (هيلين)، وعاشت طفولتها ومراهقتها. وخلال ذلك استحوذ على قلبها حب (برترام) ابن هذا النبيل، ولكنه كان حبًا من دون أمل؛ نظرًا للفوارق الاجتماعية الكبيرة بينهما. وتمر السنوات، ويموت الطبيب، ويمرض الملك فتذهب إليه (هيلين) بإحدى وصفات والدها القديمة الفعالة التي تنجح في مداواة الملك؛ فيكافئها بأعطائها الفرصة لاختيار أي رجل من رعيته ليكون زوجًا لها؛ فتختار حبها الأثير (برترام)، لكنه ينفر منها لوضاعة أصلها - من وجهة نظره - ؛ فيتزوجها نزولًا على أمر الملك، ثم يتركها، ويسافر إلى الحرب، لكن (هيلين) لا تفقد الأمل في استعادة حبها؛ فتلجأ للحيلة التي مكنتها في النهاية من تحقيق مأربها.
مسرحية خفيفة مختلفة عن باقي مسرحيات (شكسبير)؛ فهي لا تحمل معان عميقة؛ اللهم إلا أن الإخلاص والاستماتة في الحب تُمَكِن الإنسان من الحصول على سعادته في النهاية. وهو الأمر الذي لا نستطيع أن نُسلِم بصحته دائمًا؛ فتاريخ البشرية ملئ بمن استمات، وأخلص، وضحى من أجل حبه، ثم عاد بخفي حنين في النهاية. والحقيقة أنني لا أرى أن (برترام) يستحق حب (هيلين) على الإطلاق؛ فهو أناني متكبر عديم الاخلاق؛ ولكن كما يقال "مرآة الحب عمياء".
أما عن الترجمة، فهي مقبولة، وبذل فيها المترجم جهدًا واضحًا يُشكَر عليه....more
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول عبارة عن مقال يستعرض فيه (الحكيم) رأيه في النظام البرلماني. وهو يرى أن النظام البرلماني في (مصر) هو الأداة ا ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول عبارة عن مقال يستعرض فيه (الحكيم) رأيه في النظام البرلماني. وهو يرى أن النظام البرلماني في (مصر) هو الأداة الصالحة لتخريج الحكام غير الصالحين، وأن البرلمان لم يعد له اعتبار، وكف عن مراقبة أعمال الحكومة بالمعنى الحقيقي؛ فأصبحت الحكومات تحكم ارتكانًا على شبه توكيل من أغلبيتها البرلمانية. ولا يعني ذلك أنه يطالب بإلغاء النظام البرلماني؛ فمن شأن ذلك أن يفضي إلى مشاكل لا حصر لها، ولكن لا بد من إصلاح الوضع؛ فوجود النظام النيابي وحده لا يكفي لاعتبار الحكم صالحًا؛ فالأوضاع الديمقراطية والمبادئ الوطنية المثالية لا فائدة لها مادام الفساد ينخر في نفوس الأشخاص، ومادام البشر غير قادرين على التجرد من مطامعهم ورغباتهم الشخصية. ويتوقف خير (مصر) على ظهور حفنة من رجال نسوا أبهة أشخاصهم ليعملوا خالصين مخلصين؛ لتحقيق المبادئ المثالية، بما تحويه من عدالة وحق ومحبة. ولكن هيهات، فظهور هؤلاء من النادر للغاية، وحتى إذا ظهر من يتمتع بالبطولة والتضحية والشرف؛ فإلى متى سيحتفظ بقوة هذه المشاعر، فلا يلين لمغريات المنصب، أو يذعن لشهوات النفس؛ لذلك فالحل الحقيقي هو في وجود رأي عام متيقظ وواعي لحقوقه، ويحاسب كل مسئول كما يستحق.
أما عن القسم الثاني من الكتاب، فهو مسرحية ساخرة تحكي عن سياسيين ومسئولين وجدوا أنفسهم في الجنة التي رغم جمالها إلا أنهم رأوها ناقصة لشجرة هامة، ذات ثمرات فائقة اللذة، من يتذوقها مرة لن ينساها أبدًا، وهي شجرة الحكم! وهذا يرينا كم استمتع هؤلاء الأشخاص بالحكم في الدنيا، واستفادوا منه. وتستمر الشخصيات في حديث صادق عن الحكم والانتخابات والسياسة؛ فيجيء على لسانهم:-
(إن فاكهة شجر الحكم في (مصر) لم يكن لها شوك يحميها. والشوك هو المسئولية، وفاكهة الحكم في (مصر) لم يكن بها شوك ولا نوى، بل كانت سهلة المأخذ سائغة المأكل. أما في (أوروبا) حيث الرأي العام المتيقظ، تُحاط هذه الفاكهة بأسلاك شائكة من المسئولية؛ لذلك فإن كثيرًا من الناس يعافونها، ويخشون أن يمدوا إليها يدًا).
(إن الشعب لا ينتخب، ولا يدري ما هو الانتخاب، ولكنه يرى معدات الموسم قد نُصِبَت، ويسمع الطبل والزمر، ويجد أشخاصًا قد أقبلوا في سيارات يجمعون أصواته بالنقود والوعود، فشأنه في موسم الانتخابات كشأنه في موسم دودة القطن سواء بسواء؛ حيث يرى سيارات مقاولي الأنفار قد أقبلت تجمع الأنفار بالحبوب والنقود، وهكذا يعمل جماعة من المقاولين لحساب جماعة من الممولين). (وهكذا يفوز الفريق الأكثر مالًا، او الأقوى سلطانًا، أو الأمهر دجلًا، وليس الأكثر كفاءة).
(الحكم هو كل قوة المبادئ، خصوصًا في (مصر). إن المبادئ بغير حكم كالقفاز بغير أصابع، هل يستطيع القفاز أن يحرك شيئًا، أو يقبض على شيء بغير أصابع في داخله؟)
(قاتل الله البراعة السياسية؛ إنها ككل براعة تخلط الحق بالباطل؛ فلا يستطيع الإنسان أن يميز شيئًا).
(لماذا كان يكثر عدد خصومنا ونحن في الحكم؟ لأننا كنا نرتكب الأخطاء. لقد كنا ننسى أنفسنا على الكراسي؛ فتمتد أيدي المنتفعين والمستغلين إلى جيوبنا دون أن نشعر؛ فكثرت المحسوبية والوصولية، وكادت تتشوه تلك المبادئ التي نصبنا أنفسنا لحمايتها ونشرها، وسقانا المريدون والمغرضون خمر الغرور باسم كلمة الأغلبية المطلقة؛ فكدنا ننزلق إلى نوع من حكم الطغيان لا يمكن أن تقره مبادئنا ولا ماضينا الديمقراطي النزيه).
(الشر فيما ذكرت ناتج من النظام؛ فكل أغلبية مطلقة تؤدي إلى الانزلاق نحو الطغيان. لا تنس أن (كرومويل) كان نتيجة ثورة برلمانية، وأن (نابليون) هو ابن الثورة الديمقراطية، وأن (هتلر) نفسه هو وليد أغلبية برلمانية دستورية؛ فالعيب عيب النظام؛ فحتى الديمقراطية تحمل ضدها بين ثناياها، وسمها في طياتها).
(يا لك من قدير أيها المفتي، تُخرِج من جرابك أشكالًا من الصور وألوانًا. أنت أيضًا كنت خلاط دش، لا للأحزاب، ولكن للمبادئ، تخلط ساخنها وباردها، وتلائم بين أضدادها ومتناقضاتها عند اللزوم؛ لتُخرِج الرأي أو المبدأ أو الفتوى التي تناسب درجة الحرارة السياسية في الظرف الطارئ).
(- تريد أن تقول إن هؤلاء الذين يطلبون الحكم ليسوا بمصلحين؟ - حاشا الله، بل إنهم لمن المصلحين؛ فهم إذا جاءوا للحكم أصلحوا على الفور أحوالهم، وأحوال المقربين إليهم).
أما عن القسم الثالث من الكتاب، فهو قصة قصيرة عن حياة وزير بعد تقلده للمنصب، والآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك، والطريقة التي تسير بها الأمور في الوزارة، كما ترينا القصة كم يستطيع البشر أن يتغيروا من النقيض للنقيض؛ فما نهتف به اليوم نتصرف بما يناقضه غدًا. سبحان الله، لا يدوم إلا وجهه. ...more
تجري المسرحية في (أشبيلية) في عصر ملوك الطوائف، وهو من أسوأ العصور في التاريخ الإسلامي؛ حيث جعل من (الأندلس) بلدًا منحلًا مضمحلًا ضعيفًا حتى استولى علتجري المسرحية في (أشبيلية) في عصر ملوك الطوائف، وهو من أسوأ العصور في التاريخ الإسلامي؛ حيث جعل من (الأندلس) بلدًا منحلًا مضمحلًا ضعيفًا حتى استولى عليها غير المسلمين، وجردوها من كل ما يمت للإسلام بصلة. والسبب الرئيسي في ذلك هو ملوك الطوائف الذين لم يتمتعوا بهمة الملوك أو رشادهم، بل انغمسوا في ملذاتهم الشخصية، وغرقوا في التآمر على بعضهم البعض حتى لا تكاد الشمس تشرق إلا على ملك مخلوع، ��لا تغرب إلا على ملك مقتول؛ مما أضعف قواهم جميعًا. وقد شغلتهم حروبهم الأهلية عن العدو الخارجي الأخطر والمتمثل في (ألفونس) ملك الأسبان الذي أخذ يعتدي على بلادهم، ويفرض عليها الجزية والإتاوات، كما كان هناك خطر (يوسف بن تاشفين) سلطان (المغرب) الذي كان يريد الاستحواذ على (الأندلس)، والتخلص من حكم ملوك الطوائف، يؤيده في ذلك فقهاء (الأندلس) وعلمائها، كل ذلك لم يؤثر في ملوك الطوائف، أو يرجع إليهم عقولهم حتى فقدوا كل شيء، وأفقدونا (الأندلس) معهم.
أما عن قصة المسرحية فتحكي عن الملك (المعتمد بن عباد) ملك (أشبيلية) وابنته (بثينة) الشخصية المتمردة التي تعشق أبيها وبلدها، وتغضب ممن يريد إلقاء البلاد في أحضان سلطان (المغرب)؛ لأنها ترى أن أبيها قادر على توحيد البلاد، وانقاذ (الأندلس) من قبضة الفرنجة. وتروي لنا (بثينة) مدى تردى الحال الذي وصلت إليه (قرطبة)؛ بسبب كثرة الفتن والاضطرابات حتى أشفقت على أخيها (الظافر) من حكمه لهذه المدينة المتقلقلة التي لم يحكمها أمير إلا وقد قُتِل أو عُزِل، وقد صدق حدسها في النهاية مع الأسف. ومع مرور الوقت، زادت اعتداءات (ألفونس) على البلاد؛ مما دفع الملك (المعتمد) إلى التحالف مع (يوسف بن تاشفين) ضد (ألفونس). وبالفعل ينجحا في دحره في موقعة (الزلاقة)، لكن ينقلب (يوسف) فجأة على (المعتمد)، ويستولي على ملكه، وينفيه وأسرته إلى (أغمات) المغربية!
تُظهِر لنا المسرحية كيف كان الملك غارقًا في لذاته وخمره ورقصه. وحتى بعد معرفته بوجود مؤامرة ضد ولده لم يُظهِر الاهتمام الكافي. وقد بان ضعفه وقلة حيلته في أكثر من موقف. كما تعرض علينا المسرحية مدى تردي حال (الأندلس) في ذلك الوقت من السرقة والقلاقل والصراعات والمؤامرات. وهذه المسرحية هي أول مسرحية نثرية أقرأها لـ (أحمد شوقي)، وهي جيدة، وإن كانت ليست بجودة مسرحياته الشعرية. ولقد أوحت لي مقدمة المسرحية بأنها ستكون سياسية، لكنها في الحقيقة مسرحية رومانسية ذات خلفية تاريخية سياسية، وهذه عادة (أحمد شوقي)؛ فكل مسرحياته بسيطة، وغير معقدة، وقلما وجدت بها حبكة قوية. ...more
يبدأ (توفيق الحكيم) كتابه بمقال عن تاريخ المسرح أو الأدب التمثيلي في (مصر). وكيف أنه كان هناك حاجزًا في البداية بين عالم الأدب وعالم المسرح حتى أن أحد يبدأ (توفيق الحكيم) كتابه بمقال عن تاريخ المسرح أو الأدب التمثيلي في (مصر). وكيف أنه كان هناك حاجزًا في البداية بين عالم الأدب وعالم المسرح حتى أن أحدا لم يكن يفكر في نشر مسرحياته في كتاب أبدًا؛ لأنهم رأوا أنها لا تستحق النشر. والحقيقة أنهم كانوا على حق؛ فقد كانت المسرحيات في ذلك الوقت خفيفة وغير متقنة بالشكل الكافي. ولكن عندما سافر (توفيق الحكيم) إلى الخارج، ورأى امتزاج الأدب بالمسرح عند الغرب غير نظرته للمسرح، وعكف على دراسة الأدب المسرحي الغربي. وعندما عاد إلى الوطن قرر تطوير المسرح العربي بالاستيحاء من المسرح الإغريقي العريق؛ حيث أعاد تهيئة بعض الأعمال المسرحية الإغريقية مثل (الملك أوديب) لـ (سوفوكليس)، ثم أخرجها للناس مصبوغةً بلون تفكيرنا، ومطبوعةً بطابع عقائدنا. ولم يكتفي (الحكيم) بذلك بل عمل على تأليف مسرحيات حاول فيها إدخال عنصر التراجيديا في موضوعات عربية إسلامية، والتراجيديا هنا بمعناها الإغريقي القديم أي الصراع بين الإنسان وبين قوى خفية تفوقه، ومن هنا نشأت مسرحيات كـ (أهل الكهف). وفي النهاية، نجح (الحكيم) في مسعاه في جعل الأدب التمثيلي لونًا من ألوان الأدب العربي.
ثم تأتي المسرحية حيث (أوديب) الذي تربى في بيت ملكي مع والدين محبين، لكنه للأسف اكتشف أنه لقيط؛ فلم يهدأ له قرار، وطاف في البلاد باحثًا عن حقيقته حتى وصل إلى (طيبة) التي نصبته ملكًا عليها، وزوجًا لملكتها بعدما قتل الوحش (أبو الهول) الذي روع المدينة، وقتل الكثير من سكانها. ولكن نكتشف فيما بعد أن تلك قصة مزيفة، وأن ما قابله (أوديب) في الحقيقة كان اسدًا عاديًا يفترس الناس، فقتله بهراوته. ولكن (ترسياس) الذي كان يظنه قومه نبيًا مباركًا قام باختلاق هذه القصة؛ لأنه لم يكن يريد أن يصل (كريون) أخ الملكة إلى العرش. ولم تكن تلك أولى تدخلات (ترسياس) في تنصيب الملوك؛ فقد أوحى إلى الملك الراحل والزوج الأول للملكة بقتل ابنهما في المهد موهمًا إياه بأن السماء أوحت إليه بأن الولد إذا كبر قتل أباه. والسبب في أفعال (ترسياس) هو أنه رجل أعماه الغرور يريد أن يكون منبع الأحداث ومصدر الانقلابات ومحرك القوى ومبدل المصائر، وكأنه يريد تنصيب نفسه إله على البشر. إنه (ترسياس) الأعمى الذي ظن أنه يبصر للناس خيرًا مما تبصر لهم السماء؛ لذا قرر تغيير نظام الوراثة، وتحدى إرادة السماء التي أخرجت من صلب الملك الراحل خليفة بجعل رجل غريب يتقلد الحكم؛ فكان له ما أراد في الظاهر، لكن في الحقيقة أن كل ما فعله لم يغير من نتيجة الأحداث شيئًا، فكأن الأقدار أرادت الاستهزاء به؛ لتريه أنه مهما فعل فلن يغير ما شاءت حدوثه مهما اختلفت طريقة الحدوث؛ فالطفل الذي قرر قتله في مهده حتى لا يتقلد الحكم أتضح أنه هو نفسه (أوديب) الذي سلمه العرش بيده! بل وزادت سخرية الأقدار منه بتحقق نبوءته باتضاح أن (أوديب) هو من قتل أباه بالفعل. لقد ظن (ترسياس) أنه يحارب إرادة السماء فأتضح أنه مجرد أداة في يدها! أما (أوديب) وزوجته، فقد فجعا بالحقيقة الفظيعة بكون زوجته هي في الواقع أمه. موقف شنيع، ومأساة تخطت الحدود، وعذاب ليس له نهاية، ولا منجي منه إلا الموت.
مسرحية رائعة مثيرة للذهن تجعلك متأرجحًا طوال الوقت بين الظنون، ولقد أبكاني فصلها الأخير كثيرًا. ...more
(نورا) زوجة محبة، وأم مرحة، لكن ذات شخصية متهورة وحالمة وطفولية بعض الشيء، متزوجة من (تورفالد هيملر) الذي يحبها، ويحنو عليها، ولكن يعيبه التحكم الزائد(نورا) زوجة محبة، وأم مرحة، لكن ذات شخصية متهورة وحالمة وطفولية بعض الشيء، متزوجة من (تورفالد هيملر) الذي يحبها، ويحنو عليها، ولكن يعيبه التحكم الزائد وكثرة الانتقاد لزوجته، وإن غلف هذا غالبًا بطابع من الدعابة؛ مما فرض على (نورا) الشعور، وكأنها طفلة لا بد من توجيهها في كل شاردة وواردة. ولم يكن هذا الإحساس غريبًا عليها؛ فوالدها كان يعاملها بنفس الطريقة؛ مما جعلها في حاجة دائمة لأصدقاء تتبادل معهم الحديث براحة، دون خشية انتقاد أو توجيه، وهو ما وجدته في صداقة د. (رانك)، وفي صداقتها للعاملين في منزل والدها. وكانت الدنيا لتسير بشكل طبيعي لولا أن (نورا) كانت تخفي سرًا كبيرًا عن زوجها، وهو أنها استدانت مبلغًا من المال من أحد العاملين في البنك، وقد اضطرت لتزوير إمضاء والدها على ورقة الضمان نظرًا لمرضه، وكانت تحتاج تلك الأموال لترسل زوجها في رحلة علاجية ضرورية. ومضت الأيام، و(نورا) تضع القرش فوق القرش لتسدد دينها، حتى جاءت الانفراجة بتعيين زوجها مديرًا للبنك، فظنت أنها أخيرًا ستتخلص من متاعبها، وسيتوفر لها المال لتسديد دينها، ولكن هيهات؛ فأول قرارات زوجها في منصبه كان رفد الرجل الذي تدين له بالمال نظرًا لسمعته السيئة. ويذهب الرجل إلى (نورا)، ويبتزها، ويهددها بتسليم التوقيع المزور للشرطة لو لم تستجيب هي وزوجها لطلباته، ثم يكشف لزوجها الحقيقة. وجاءت ردة فعل الزوج قاسية؛ فجرح زوجته جرحًا عميقًا. وبعد تراجع الرجل عن الابتزاز ظن الزوج أن كل شيء انتهى، وأن حياته ستعود لسابق عهدها إلا أن زوجته كان لها رأي آخر؛ فقد قررت الانفصال عنه، وهي ردة فعل طبيعية نتيجة الضغط العصبي والحزن والخوف الذي عانت منه في الفترة السابقة، وجاء تصرف زوجها معها كالقشة التي قسمت ظهر البعير، خصوصًا أنها شعرت أن حبه لها مشروط، فإما أن تكون في الصورة التي يريدها بالضبط، أو تصبح غير صالحة كزوجة وأم!
مسرحية اجتماعية لطيفة. ورغم حدوث الانفصال إلا إنني أؤمن بأن (نورا) ستعود لبيتها في النهاية، ولكن بعدما يتعلم زوجها درسه، وبعدما تقوم بصقل شخصيتها، ربما تنضج الطفلة بداخلها أخيرًا، وهذا ما أدركه الزوج الذي ظهر بريق الأمل في عينيه في النهاية. ...more