من المضحكات المبكيات هي أن العديد من الأفلام لم يُصرح بعرضها إلا بعد أن أقر ذلك رئيس الجمهورية بعد أن شاهدها بنفسه، سواء عبد الناصر والسادات، ومنها أفمن المضحكات المبكيات هي أن العديد من الأفلام لم يُصرح بعرضها إلا بعد أن أقر ذلك رئيس الجمهورية بعد أن شاهدها بنفسه، سواء عبد الناصر والسادات، ومنها أفلام عُرضت خلال فترة حرب الاستنزاف...ولا تعليق
Merged review:
من المضحكات المبكيات هي أن العديد من الأفلام لم يُصرح بعرضها إلا بعد أن أقر ذلك رئيس الجمهورية بعد أن شاهدها بنفسه، سواء عبد الناصر والسادات، ومنها أفلام عُرضت خلال فترة حرب الاستنزاف...ولا تعليق...more
كتاب لطيف ونافع ومفيد، انتخب كاتبه خمسين حديثاً من فضائل الأعمال، وعرضها مع الشرح والأمثلة المعاصرة وبعض أقوال علماء السلف وصدق رسول الله صلى الله عليهكتاب لطيف ونافع ومفيد، انتخب كاتبه خمسين حديثاً من فضائل الأعمال، وعرضها مع الشرح والأمثلة المعاصرة وبعض أقوال علماء السلف وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: أوتيت جوامع الكلم
لدي حاجز نفسي تجاه إبراهيم عبد المجيد - لأسبابٍ سأحتفظ بها لنفسي - لكني مع ذلك أحب قراءة ما يكتبه عن الإسكندرية، لأنه من جيل والدي، وما يكتبه يصير باللدي حاجز نفسي تجاه إبراهيم عبد المجيد - لأسبابٍ سأحتفظ بها لنفسي - لكني مع ذلك أحب قراءة ما يكتبه عن الإسكندرية، لأنه من جيل والدي، وما يكتبه يصير بالنسبة لي أشبه بالنوستالجيا، لأنه يقص بعض ما حكاه لي والدي عن الإسكندرية في صباه وشبابه، وعلى نفس هذا النسق نجد هذا الكتاب الذي يطوف بك في سينمات الإسكندرية ما بين الخمسينيات إلى السبعينيات، مع مجموعة من أهم أفلام وممثلي هذه الفترة....more
برغم رأيي السلبي في شخص هيكل، لكن قراءة مثل هذا الكتاب - بجوار كتب أخرى تتناول نفس المرحلة- مفيد لتكوين صورة شبه مكتملة عن التركيبة النفسية لصانعي القبرغم رأيي السلبي في شخص هيكل، لكن قراءة مثل هذا الكتاب - بجوار كتب أخرى تتناول نفس المرحلة- مفيد لتكوين صورة شبه مكتملة عن التركيبة النفسية لصانعي القرار ورأس السلطة الذين ابتلينا بهم. قطعا لن نجد الكثير مما يمكن اعتباره جديدا علينا نحن من كنا شهودا ومعاصرين لهذه الأحداث، لكن قراءة ما خلف الكواليس يؤكد أن ما لم نشهده كان "أعفن" مما تخيلناه. وأعتقد أن أي قاريء لهيكل - أو لغيره- ينبغي عموما أن يكون لديه الحد الأدنى من الحصافة والذكاء وحسن التقدير ليميز بين الحقيقة، والمبالغة، ناهيك عن الكذب. وهذه ملاحظة عامة ولا أعني بها أن هذا الكتاب تحديدا يحوي كذبا.
Merged review:
برغم رأيي السلبي في شخص هيكل، لكن قراءة مثل هذا الكتاب - بجوار كتب أخرى تتناول نفس المرحلة- مفيد لتكوين صورة شبه مكتملة عن التركيبة النفسية لصانعي القرار ورأس السلطة الذين ابتلينا بهم. قطعا لن نجد الكثير مما يمكن اعتباره جديدا علينا نحن من كنا شهودا ومعاصرين لهذه الأحداث، لكن قراءة ما خلف الكواليس يؤكد أن ما لم نشهده كان "أعفن" مما تخيلناه. وأعتقد أن أي قاريء لهيكل - أو لغيره- ينبغي عموما أن يكون لديه الحد الأدنى من الحصافة والذكاء وحسن التقدير ليميز بين الحقيقة، والمبالغة، ناهيك عن الكذب. وهذه ملاحظة عامة ولا أعني بها أن هذا الكتاب تحديدا يحوي كذبا....more
يتناول هذا الكتاب تاريخ فلسطين الحديث حتى نهاية الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1939، ويُعتبر من الكتب الهامة والمتميزة في مجاله، لاعتماده بشكل كبير على يتناول هذا الكتاب تاريخ فلسطين الحديث حتى نهاية الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1939، ويُعتبر من الكتب الهامة والمتميزة في مجاله، لاعتماده بشكل كبير على الأرشيفات والسجلات والرسائل والوثائق التاريخية، بل وحتى المقابلات الشخصية مع بعض صناع الحدث كالمفتي أمين الحسيني. بدأ الكتاب بعرض لمحة عن جغرافيا فلسطين وتاريخها القديم بشكل مختصر، ثم تناول في الفصل الثاني بشكل أكثر تفصيلاً الوضع العام لفلسطين في أواخر العهد العثماني. وهنا أستطرد قليلاً لأن من خلال هذا العرض المبدئي، يتبين للقاريء خلفية الكاتب الفكرية وتوجهه، والذي يتضح أنه قومي، وهو شيء طبيعي ومتفهم نظراً للعصر الذي شهد خروج هذا العمل للنور (أواخر الستينيات)، وبشكلٍ عام، فإن خلفية الكاتب وتوجهه تحدد انحيازاته واختياراته ومفاهيمه، ولذلك يجب على قاريء التاريخ أن ينتبه لأيديولوجية المؤرخ قبل القراءة، وأن ينتبه لمدى تأثيرها على جهده البحثي وموضوعيته، وأن ينتبه للفارق بين المعلومة والرأي، فإنه لا يُتوقع أن يخلو أي عمل من تحيزات لأن عدم التحيز هو أمرٌ مخالفٌ للطبع البشري، لكن غاية ما يرجوه المرء من الكاتب هو أن يكون موضوعياً، وأعتقد أن د. عبد الوهاب الكيالي في هذه الدراسة قد غلبت موضوعيته تحيزاته مهما ظهرت. ومن جانبٍ آخر، فإنه من المفيد أن ينظر المرء للحدث التاريخي بأعين مؤرخين من خلفيات فكرية مختلفة حتى لو لم يتفق معها، فإن كل مؤرخ حينها سيتناول الحدث التاريخي من منظورٍ مختلف ويركز على زوايا لم يركز عليها غيره، سواء عن حقٍ أو بتعسف، وحينها لن يعدم القاريء من حصول الفائدة الناتجة من تنوع الرؤى واكتمال الصورة. نعود لموضوع الكتاب، تحدث الكاتب عن بدء نمو ظاهرة الهجرة اليهودية لفلسطين أواخر عهد العثمانيين، وبدى الجانب القومي في تناوله للثورة العربية، وهو ما يدعونا لاستطراد آخر لأننا نحتاج ونحن ندرس مثل هذه الأحداث الفارقة أن ننتبه لمنظور أهل العصر لها، ونتفهم الدوافع والمسببات حتى لو لم نتفق معها بالضرورة، فهذه الثورة إن كانت بحساباتنا الحالية – وخصوصاً لو كانت أيديولوجيتك إسلامية - هي من قبيل الخيانة، فهي من منظور الغير رد فعل على سياسات التتريك والتهميش للعرب وغيرهم. لعب اليهود على كل الحبال لكي يحققوا أحلامهم، ولكنهم تعلقوا بعنق بريطانيا التي رأت في تبني الحلم الصهيوني اتفاقاً في المصالح، وبالتالي كان وعد بلفور، ومن بعده وثيقة الانتداب، في الوقت الذي كان العرب فيه ممزقين ما بين الاستعمار أو الانتداب أو الملكيات المتحالفة مع الاستعمار. نلاحظ أن وعي أهل فلسطين المبكر بخطر الصهيونية والهجرة اليهودية، وسعيهم بشتى الوسائل لتنظيم صفوفهم للوقوف ضد هذا الخطر، فنشأت العديد من الجمعيات الإسلامية المسيحية، ونشط دعاة الوحدة المطالبين بوحدة سوريا الكبرى الممزقة بين الفرنسيين والإنجليز، ويُلاحظ أنهم كانوا يُعبرون عن فلسطين بصفتها (سوريا الجنوبية)، كما تكررت الهبات والانتفاضات الشعبية الناتجة من الاحتكاك مع العدو، وعلى رأسها ثورة العشرين، وثورة البراق عام 1929. وفي وسط هذه الهبات نشأت على استحياء بعض الجماعات التي تبنت الكفاح المسلح ومنها جماعة (الفدائية)، ولكن هذه المجموعات كانت تُطارد وتحاصر وتوئد، ليس فقط بواسطة قوات الانتداب البريطاني، بل أيضاً من خلال اليهود الذين كونوا أجهزة استخبارات خاصة بهم! على مدار الكتاب يبدو جلياً تباين المواقف بين الشباب وبين الشيوخ والوجهاء، ففي حين كان الشباب أكثر وعياً بالمخاطر وسعياً للكفاح والحل الثوري، كان الوجهاء أكثر تريثاً وميلاً للمهادنة والسلام مع الإنجليز، ولم يكن هذا مستغرباً لكون أكثرهم من الاقطاعيين أصحاب المصالح، وكانت تسيطر عليهم مشاعر الهيبة تجاه بريطانيا والخوف منها ومن قوتها، وحتى حينما قررت بريطانيا أن تعين شخصية صهيونية (هربرت صمويل) كأول مندوبٍ سامٍ لها بفلسطين، فإن الوجهاء تهيبوا حتى أن يقاطعوا الاجتماع معه! تعدد الاضطرابات نشأ عنه تعدد للوفود التي تكرر سفرها لبريطانيا لعرض وجهة النظر العربية، والتي كانت ترجع صِفر اليدين سوى من وعودٍ بأن وعد بلفور كما تبنى فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، فإنه جعل ذلك مشروطاً بعدم التعرض لحقوق أهل البلاد، وكانت الأحداث تثبت أن بريطانيا كانت تسوف وتشتري الوقت لصالح اليهود. تحدث الكاتب عن مؤتمر القاهرة عام 1921، وهو مؤتمر هام دعا إليه تشرشل بصفته وزير المستعمرات، والتقى فيه بكبار المسؤولين الإنجليز في الشرق الأوسط ليناقش ترتيبات المنطقة في مرحلة الانتداب والاضطرابات في العراق وسوريا، وكان من ضمن توصيات المؤتمر إنشاء إمارة شرق الأردن بقيادة عبد الله بن الحسين، لتكون مأوى للفلسطينيين الذي سيضطرون مستقبلاً لمغادرة بلادهم بسبب المخطط الصهيوني! شهدت المرحلة منذ بداية الانتداب وحتى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 متغيرات عدة، فقد فترت الهجرة اليهودية قليلاً في العشرينيات ثم عادت لترتفع وتيرتها بشكلٍ كبير بعد صعود النازية في ألمانيا في الثلاثينيات، وازدادت معاناة الفلاحين الفلسطينيين إزاء زيادة الأعباء الاقتصادية والضرائب الحكومية عليهم، بخلاف نزع الأراضي من صغار الفلاحين وتواطؤ حكومة الانتداب لتيسير استحواذ اليهود عليها، وتعددت الصدامات بين العرب واليهود، وبين العرب وحكومة الانتداب، وفي خلال هذا كانت دعوة الشيخ عز الدين القسام تكتسب الأنصار في حيفا ومحيطها، إلى أن خرج الشيخ مع بعض أنصاره لبدء الاستعداد للجهاد أواخر عام 1935، واستشهد مع بعض رفاقه مشتبكاً مع العدو، وكان استشهاده علامة فارقة وإحدى الشرارات التي أدت لاندلاع الثورة بعدها بأشهرٍ قليلة. مع اندلاع الثورة وبدء الاشتباكات المسلحة مع العدو وانضمام العديد من المتطوعين من خارج فلسطين لدعم الثورة، اضطر الانجليز لاستدعاء الاحتياطي وطلب قوات من مصر ومن بريطانيا ذاتها لكي تستطيع السيطرة على الموقف، وفي حين كان الشعب يسجل مواقف مشرفة في النضال والقدرة على التحرك بشكل موحد لدعم الثورة عن طريق الاضرابات العامة مثلاً، فإن القيادات مرة أخرى لم تكن على مستوى الحدث، وكانوا يصارحون الانجليز أنهم لا يستطيعون كبح جماح الجماهير كي لا يفقدوا مصداقيتهم أمامهم، أما الملكيات والحكومات العربية المحيطة، فما كان منها إلا أن ضغطت على الثوار ترضيةً لبريطانيا وثقةً بها، ودعوا لحل الإضراب والاعتماد على النيات الطيبة ل��ديقتهم بريطانيا! وفي نفس السياق، كان حزب الدفاع الوطني التابع لآل النشاشيبي - المنافسين لآل الحسيني عائلة المفتي – لديه النية للموافقة على قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وكان ذلك بالتواطؤ مع عبد الله ملك الأردن الذي كان سيكسب من ذلك توسيع مملكته إذا ضم إليها الضفة. ومع تباين المواقف، كان بعض الساسة يسعى لإيجاد أي قدر من المرونة والوصول لحل وسط، لدرجة أن جمال الحسيني عرض الموافقة على بقاء اليهود الحاليين في فلسطين واعتبارهم مواطنين لهم حقوق كاملة وتمثيل نسبي وحكم ذاتي في مناطقهم، لكن حتى مثل هذه التنازلات لم تقبلها حكومة الانتداب التي كان همها الأول هو كسر الثورة ومحاكمة (المتمردين). وقد تعرضت الثورة للعديد من الضربات داخلياً وخارجياً حتى خمدت في عام 1939، الذي شهد مطلعه مؤتمراً في لندن حضرته وفود من فلسطين ومن الدول العربية (المستقلة)، وحضر كذلك وفد صهيوني بقيادة وايزمان، وقابل الإنجليز كل طرف على حدة لرفض العرب الاجتماع بالصهاينة، وكانت الطلبات العربية هي استقلال فلسطين ووقف الهجرة اليهودية وبيع الأراضي وفكرة الوطن القومي اليهودي، أما وايزمان فقد طالب باستمرار تنفيذ ما ورد بصك الانتداب وتصريح بلفور، ورفض أن يكون اليهود أقلية في فلسطين، بل وقدم البراهين والحجج التي تثبت للإنجليز الفائدة التي تعود عليهم من وجود (حليف مخلص نشيط تقدمي) في هذا الجزء من العالم. أما الإنجليز، فكان الوضع العام في أوروبا الذي ينذر بقرب نشوب الحرب دافعاً لهم لعدم إغضاب العرب وإثارة حفيظتهم، لكنهم لم يعطوا لهم شيئاً حقيقياً في المقابل، أما اليهود فقد شعروا أن بريطانيا توشك على التخلي عن سياسة الوطن القومي اليهودي، فبدأ الصهاينة في الوقت نفسه بالتطلع شيئاً فشيئاً نحو الولايات المتحدة. وبعد أن أنهى الكتاب، وضع الكيالي ملحقاً للوثائق، أدرج به مراسلات الحسين مكماهون، وكذلك نص صك الانتداب، والمطلع على المراسلات يجد أن الإنجليز باعوا الهواء للعرب، وحفلت ردود مكماهون بعبارات مطاطة لا تلزم الإنجليز بحدود الدولة التي رغب فيها الشريف حسين، بل لقد قلصوا منها وجعلوا الشام والعراق رهناً للاعتبارات السياسية والعسكرية لكل من إنجلترا وحليفتها فرنسا، وحتى عام 1939 كانت الوفود العربية في مفاوضاتها مع الإنجليز تستدعي ما فهموه من هذه المراسلات بأن فلسطين مشمولة في المنطقة التي تعهد مكماهون نيابةً عن الحكومة البريطانية بأن يعترف باستقلال العرب فيها ويؤيده، وكان رد الإنجليز أنهم يأسفون لسوء الفهم الذي نشأ حول بعض العبارات الواردة في هذه المراسلات، وأنهم لا يرون إلا أن فلسطين وكل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن كانت خارجة عن هذا التعهد! أما صك الانتداب، فإن المطلع على مواده يجد أنه يُمكن أو يوصف باختصار أنه اللائحة التنفيذية لتطبيق وعد بلفور، وترتيب كافة الأوضاع التي تُمكن من إقامة الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين. وإلى هنا ينتهي هذا الكتاب الهام في موضوعه والمميز في مصادر جمع مادته، وإن المرء ليأسف أن العدو قد اغتال كاتبه قبل أن يتمكن من إعداد الجزء الثاني من الكتاب. ولا يملك المرء وهو يقرأ هذه التفاصيل التاريخية، ما بين ثورة الشعب المقاوم ضعيف التسليح أمام عدو مدجج بالسلاح، وهو ما بين مطرقة العدو، وسندان القيادات المتخاذلة والحكومات العربية العميلة، إلا أن يقارن ما بين الحاضر والماضي، فنحن نشهد ما حدث حينها رأي العين، لكننا نوقن أن النهاية ستكون مختلفة، وعسى أن يكون هذا قريباً! ...more
أعتقد أن هذا الكتاب من أهم الدراسات التاريخية التي كُتبت باللغة العربية عن هزيمة يونيو، على ما تعانيه المكتبة العربية من فقرٍ في الكتابات عن حدث يُعتبأعتقد أن هذا الكتاب من أهم الدراسات التاريخية التي كُتبت باللغة العربية عن هزيمة يونيو، على ما تعانيه المكتبة العربية من فقرٍ في الكتابات عن حدث يُعتبر من أهم الأحداث التي مرت بالأمة في تاريخها، والذي لا زلنا نعيش في آثاره حتى يومنا هذا. على أن الإطلاع على أي دراسة تاريخية يحتاج أحياناً من القاريء أن ينتبه لخلفية المؤرخ وتحيزاته، بل حتى لصفاته الشخصية، فالعناد والاعتداد بالرأي وغلبة الهوى لا تضع للموضوعية محلاً من الإعراب، وقل من يسلم من غلبة الهوى في هذا الموضع أو ذاك. وإن استطردنا في الحديث عن التحيزات، فهي ليست نقيضاً للموضوعية، فالإنسان لا يمكنه أن يكون محايداً بارداً بلا تحيزات طالما أنه يتحدث عن قضية تشغله أو تخصه، والحياد حينها سيكون صفة غير إنسانية أو بشرية، فلا يمكنك أن تتغلب على انحيازاتك، لكن يمكنك أن تسعى لأن تكون موضوعياً قدر الإمكان، فلا تجرفط انحيازاتك عن عرض الحقيقة. لزمني أن أستطرد هذا الاستطراد لأني قبل الشروع في القراءة كنت متوجساً من كاتبه د. عبد العظيم رمضان، الذي لا أحتفظ عنه بانطباعات إيجابية، من واقع إطلاعي على بعض مقالاته ولقاءاته التليفزيونية قديماً، لكن بتقدمي في قراءة هذا الكتاب، وجدت مجهوداً بحثياً محترماً، وإن لم يخلُ من هناتٍ أو غلبة الهوى والاعتداد بالرأي في بعض المواضع. الكتاب في أساسه هو تجميع لسلسلة من المقالات عن هزيمة يونيو نُشرت للكاتب في مجلة أكتوبر في مطلع الثمانينيات، والمقالات تعتمد بشكل أساسي على عدد من الكتب والمذكرات التي سجلها عدد من القادة المرتبطين بأحداث الهزيمة، وعلى رأسهم كتاب الفريق عبد المحسن مرتجي، وكتاب الفريق محمد فوزي، والدراسة الرصينة للفريق صلاح الدين الحديدي بعنوان (شاهد على حرب 67)، بالإضافة لكتاب عبد الصمد محمد عبد الصمد (العشاء الأخير للمشير) الذي يروي الأحداث من وجهة نظر عبد الحكيم عامر. نجد بالكتاب عيباً خطيراً ينتقص من أي دراسة تاريخية وهو خلوه من الهوامش، لكن ربما يرجع ذلك لكون أساس الكتاب هو تجميع لمقالات، لكن كان ينبغي عند تحريره وإعداده للنشر في هذه الصورة أن يُراعى هذا الأمر. يتميز الكتاب بتجميع عدد من الروايات المرتبطة بالحدث الواحد وتناولها بالتحليل، وهي إما أن تكون تناول للحدث من عددٍ من الزوايا فتُكمل بعضها البعض لرسم صورة كاملة، وإما أن تكون متعارضة، فيرجح المؤرخ بين الروايتين ويبين أسباب رفضه لما يراه الرواية الأضعف أو غير الدقيقة أو غير المنطقية. بدأ الكتاب بتمهيد عن الظروف السياسية السابقة للهزيمة، وهو ما استدعى تناول وضع المنطقة منذ نكبة 1948، فخلال النكبة، سارع اليهود لاحتلال أم الرشراش وتحويلها إلى ميناء سمته إيلات ليكون لهم منفذ على خليج العقبة، ولكن حكومة الوفد عام 1950 قد وجهت القوات المصرية للتمركز في جزيرتي تيران وصنافير، بالإضافة لتواجد قوات عسكرية في رأس نصراني للتحكم في المضيق بشكلٍ كامل، ثم أمرت بإغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة والتجارة الإسرائيلية لتفرض عليها حصاراً بحرياً في البحر الأحمر يجعل اغتصابها لأم الرشراش بدون فائدة. وظل هذا الحصار مفروضاً حتى عام 1956، وبعد انتهاء الحرب وبدء ترتيبات انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، وتواجد القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة على خطوط الهدنة وفي شرم الشيخ، اشترط العدو السماح لسفنه بعبور خليج العقبة، وقد قبل النظام المصري بهذه التسوية – التي لم يعلم عنها الشعب المصري شيئاً – لعجزه عن إخراج العدو من سيناء بالقوة، وقد صرحت جولدا مائير بأن أي إغلاق لخليج العقبة في وجه إسرائيل سيكون بمثابة إعلان للحرب، وظل هذا هو الوضع حتى عام 1967، والذي كانت إذاعات الدول العربية المعادية لعبد الناصر تسخر منه، بما مثل عبئاً عليه لأنه يمس صورته كزعيم! تناول الكاتب في الفصل الأول مقدمات الحرب، بدءاً من عرض قصة الحشود على الجبهة السورية، مروراً بقرار إغلاق خليج العقبة واستعداد العدو للحرب، وأن عبد الناصر أخطأ التقدير حين أدار الأزمة بنفس عقلية 56، وهو يظن أنه سيخرج منها بنصرٍ سياسي، في حين أن الظرف الدولي كان مختلفاً تماماً. كما ناقش رمضان مسألة الضربة الجوية الأولى والمعلومات التي ذكرها الفريق مرتجي عن وجود قرار بضربة جوية تُوجه للعدو يوم 29-5-1967، ويرى رمضان أن هذه قصة ملفقة، وأن أنصار المشير هم من روجوها بعد الهزيمة لإلقاء اللائمة على القيادة السياسية. وهنا يجب أن نلفت الانتباه أن رمضان يلقي باللوم في مسببات الهزيمة على كل من القيادتين العسكرية والسياسية (عامر وناصر)، لكنه في تحليله للأمور ومع تحميله عبد الناصر المسؤولية، إلا أنه كثيراً ما يلتمس له العذر، بينما يصب جام انتقاداته على عامر. وفي غياب الوثائق، وفي ظل العشوائية التي كانت تُتخذ بها القرارات العسكرية بل والسياسية، فإنه ربما يكون لهذا القرار نصيبٌ من الصحة، وخصوصاً أنه أُشير إليه في مذكرات قادة آخرين، لكن المُرجح أن عبد الناصر لم يكن يعلم به إلا قبيل اللحظات الأخيرة، وحينها أمر بإيقافه! خصص الفصل الثاني لعرض أحداث الحرب بدءاً من هجوم العدو، ثم ناقش قرار الانسحاب وكواليسه ومن المسؤول عنه، وربما نعرضها بالتفصيل في موضعٍ آخر، بينما خصص الفصل الثالث لأحداث ما بعد قرار تنحي ناصر وعامر، وتحركات أنصار المشير ومخطط الانقلاب عن طريق الاستيلاء على القيادة الشرقية من خلال ضباط الصاعقة والضباط الموالين من الأسلحة الأخرى، وتمكن مجموعة ناصر من عزل المشير عن أنصاره واعتقاله، وصولاً لانقضاء هذه الصفحة من الصراع على السلطة بموت المشير – الذي يرجح رمضان أنه قُتل بيد السلطة ولم ينتحر – بعد أن تسبب هذا الصراع في ضياع البلاد والأمة بأسرها. تناول في الفصل الرابع الخطوات السياسية الخارجية التي اتبعها النظام في محاولته لإعادة بناء القوات المسلحة، فعلى الصعيد العربي، تناول مؤتمر القمة بالخرطوم وما واكبه من محاولة لتصفية الخلافات، مع رفع عبد الناصر لمبدأ اللاءات الثلاث، على أن رمضان ينقل لنا رؤية عبد الناصر خلال المؤتمر، الذي يتلخص في أنه استرجاع سيناء لن يكون ممكنًا سوى بالقوى، وأننا لا نملك سوى أن ننتظر لحين استكمال الاستعدادات العسكرية لذلك، لكنه قلق فيما يخص الضفة الغربية والقدس، وأن كل يوم يمر عليهما وهما تحت الاحتلال هو خطوة على طريق ربطها بإسرائيل، وأنه يرى تفويض الملك حسين في التفاوض مع الأمريكان للاتفاق على استرجاع الضفة. لكنه في الوقت ذاته رفض أن يتضمن التفاوض مبدأ الاعتراف بإسرائيل والصلح معها، فكان هذا القيد مفرغاً للفكرة من معناها، أضف إلى هذا أن الجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية رفضتا مبدأ التفاوض، ويذكر تعليقاً على هذا الموقف عبارة وجهها كوسيجين لبومدين في نقاشٍ نصح في السوفييت العرب بالسعي للحل السياسي والوصول لحل مع إسرائيل، وعقب رفض العرب هذا الحل قال كوسيجين (إن ثورية الكلام، إذا لم تستند على قوة فعلية، تكون خيانة)! والحقيقة أن أي قراءة تتناول هذه الأحداث باعتبارها فرصة ضائعة في ظل الحقائق التي نعيشها من ترسخ احتلال القدس والضفة لا يعدو كونه حكمة بأثر رجعي، وأكثر الزعماء العرب ارتماءً في أحضان الغرب لم يكن يملك في الستينيات أن يواجه شعبه بأي خطاب يتضمن اعترافاً بالعدو، لا سيما بعد هزيمةٍ مذلة. أما في الفصل الخامس والأخير، فقد فصل فيه رمضان أحداث إغراق المدمرة إيلات، وحاول من خلال جمع الروايات المختلفة رسم سيناريو لأحداث هذا اليوم بالتفصيل، وأثبت أن المدمرة لم تغرق من الضربة الأولى، وإنما أصبها الشلل لانقطاع الاتصالات وتعطل المحركات، وأن الضربة الثانية من اللانش الثاني هي التي أجهزت عليها، وعرض بنهاية الكتاب عدداً من المقالات التي تتضمن أخذاً ورداً بينه وبين عبده مباشر ثم جمال حماد في النقاش حول تفاصيل تلك القضية، وهي مفيدة للقاريء في كونها توسع الرؤية لتشمل مناهج أخرى في التحليل، وخصوصاً فيما يخص الفارق بين المحلل العسكري والمؤرخ. وإلى هنا ينتهي هذا الجزء من هذه الدراسة الهامة، وهي على ما بها من فوائد، لكنها لن تغني المتخصص عن الإطلاع على مصادرها من مذكرات القادة وغيرهم بنفسه، أضف إلى ذلك المصادر والمذكرات التي صدرت لاحقاً والتي لم يعتمد عليها الكاتب في دراسته. ...more
كتيب صغير شديد التركيز والجمال، يسرد فيه أحد أبطال الحرب بعض ذكرياته عن فترة خدمته في القوات المسلحة فيما قبل الحرب ثم أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وذلك كتيب صغير شديد التركيز والجمال، يسرد فيه أحد أبطال الحرب بعض ذكرياته عن فترة خدمته في القوات المسلحة فيما قبل الحرب ثم أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وذلك من خلال إحدى سرايا الدفاع الجوي المتمركزة غرب القناة. وقد قص علينا تفاصيل استشهاد معظم أفراد سريته بعد تطوير الهجوم ثم حدوث الثغرة، ثم وقوعه في الأسر إلى أن عاد إلى أرض الوطن. أمسكت دموعي أكثر من مرة في أثناء القراءة، كعادتي في هذه النوعية من الكتب. رحم الله شهداءنا، وألحقنا بهم على خير، ونسأل الله أن ينتقم ممن ضيع تضحياتهم سُدى....more
بخلاف ذكر عدد من المواقف التي جمعته بالملك فاروق ومحمد نجيب وعبد الناصر والسادات والملك عبد العزيز والملك فيصل، فالكتاب به الكثير جداً من النخع، وحتى بخلاف ذكر عدد من المواقف التي جمعته بالملك فاروق ومحمد نجيب وعبد الناصر والسادات والملك عبد العزيز والملك فيصل، فالكتاب به الكثير جداً من النخع، وحتى ما ذكره عن رفعت الجمال وأرملته يختلف عن المذكور في مذكرات الهجان وتعليق زوجته عليها. ...more