يضم الكتاب مجموعة أبحاث تتصدى بالنقد العلمي والمناقشة العلمانية والمراجعة العصرية لبعض نواحي الفكر الديني السائد والذي يسيطر إلى حد بعيد على الحياة العقلية والشعورية للإنسان العربي، إن كان ذلك بصورة صريحة وجلية أو بصورة ضمنية لا واعية. بمحاولة تهدف إلى شرح مضمون الايديولوجية الدينية ونقلها من حالتها الضمنية العفوية اللاشعورية إلى حالة تتشبه بالعرض والتنظيم الفكري والوعي المنطقي واستبدال الفكر الديني بالفكر العلمي التحليلي للنقد الايديولوجية الغيبية السائدة على كافة المستويات.
صادق جلال العظم المولود بدمشق هو مفكر وأستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة كان أستاذاً زائراً في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007.درس الفلسفة في الجامعة الأميركية، وتابع تعليمه في جامعة يال بالولايات المتحدة، عمل أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل أستاذاً في جامعة دمشق في 1977–1999 انتقل للتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت بين 1963 و1968عمل أستاذاً في جامعة الأردن ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت.
عاد إلى دمشق 1988 ليدرس في جامعة دمشق، وتمت دعوته من قبل عدة جامعات أجنبية ثم انتقل إلى الخارج مجدداً ليعمل أستاذاً في عدة جامعات بالولايات المتحدة وألمانيا، كتب في الفلسفة وعن دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر، وهو عضو في مجلس الإدارة في المنظمة السورية لحقوق الإنسان.
النجمات الثلاثة ليست لجرأة الكاتب ، فالجرأة هي أول و أقلّ ما أنتظره من قلم ٍ ناقدٍ في موضوعٍ كهذا ، و لكنها لنقاطٍ و فصول محددة أعجبني أسلوب طرحها و مناقشتها في الكتاب . أولها النقطة الأخيرة من ثلاثٍ يوضح فيها الأستاذ العظم رؤيته للتعارض بين الأسلوب العلمي و أسلوب الفكر الديني. إذ يذكر أن العلم في منهجه يسعى دائما لاكتشاف حقائق جديدة غير معروفة حول العالم و الوجود ، أي أنه في بحثه ينظر للأمام ، نحو حقيقة ما مجهولة تستدعي الاكتشاف. كما أنه ينوّه أن العلم كمنهج لا يعترف بحقيقة مسلّمة أو نص مقدس لا يحتمل النقد أو التصويب. لكنّ المنهج الديني لديه طرح مخالف تماما ، فهو يسعى لفهم أعمق و أشمل للنص المنزّل سابقا. و يعمل على الربط بين أجزائه و يتدارس تأويلاته وشروحه ، وشروح شروحه ، لاستخلاص الحقائق و المعارف الثابتة برأيه والمخبأة بين سطور الكتاب المقدس. و عليه فإن ما يستجدّ بتغير الزمن من وجه نظر الدين ليس الحقيقة نفسها ، بل فهمنا لها و المعنى الجديد الذي نكتشفه لقالب و محتوى النصّ . ولهذا يعزو الكاتب توجه أنظار المؤمنين للوراء ، نحو لحظة نزول النص المقدس باعتبارها لحظة كشف للحقائق الأزلية .
و بعيداً عن تحميل مفهومي ( الأمام و الوراء ) هنا رمزية تقدم أحدهما أو تخلفه عن الآخر . تبدو لي وجهة النظر هذه صائبةً . وعليها يبني الكاتب رأيه في أن الفكر العلمي و الديني لا يلتقيان في منهج بحثهما بالضرورة ،ولا يشتركان في أسلوبه.
و أضيف تعقيبا حول تباين المنهجين ،أنه ومن وجهة نظر علمية صرفةٍ ، فالايمان بصحة قضية ما كمقدمة ٍ لإثباتها ، يعتبر في منهج البحث العلمي مغالطة منطقية ، و تدعى هذه المغالطة بـ "المصادرة على المطلوب " أو Begging the question. مغالطة "المصادرة على المطلوب" هذه و حسب تعريف الدكتور عادل مصطفى لها في كتابه المغالطات المنطقية ، هي التسليم بالمسألة المطلوب البرهنة عليها من أجل البرهنة عليها .
وكمثال على هذا التباين ، أذكر الاستدلال الشرعي بالنصوص الثابتة على جواز أمرٍ ما من عدمه. الاستدلال هنا يأتي من كون النص الثابت صحيحاً و غير قابل للجدل بالضرورة، و بالتالي فإن القضية التي نريد البرهنة عليها صحيحة قطعاً كنتيجة لصحة النص . هذا المنطق التشريعي مقبول بداهةً بين أتباع الديانة الواحدة ، وذلك لأن نقطة البدء ( النص الديني ) التي انطلق منها البرهان هي نقطة ثابتة وغير خلافيّـة بينهم ، لكنها لا تعود كذلك بين مؤمن و غير مؤمن . و بالتالي فإن شيئاً مما يسمى برأي العلم "مغالطةً منطقيةً " ، يعتبر في بعض آليات المنهج الديني بعكس ذلك ، "منطقا تشريعيا" ومن هنا يقع الأسلوب الدينيّ أحياناً مع غير المؤمنين (أو مع الآخر بصورة أوسع) في حرجٍ ، عندما يعتمد في برهانه على الحقائق العلمية كنقطة غير خلافيّـة و يحاول أن يستدلّ من خلالها على أسبقيـّة النص و إعجازه. فيأتي بحادث علمي أو حقيقة كونيّة ويدّلل على سابق قول النص فيها و إشارته إليها ، بما يعرف بالإعجاز العلمي للنص الديني. ثم لا يلبث العلم لاحقاً أن ينقض تلك الفرضية العلمية أو يستبدلها ، بسبب تطور أساليبه و أدواته أو بواحدة من آلياته الروتينية كالنقد الذاتي مثلا ، فيقع المنهج الديني هنا في إشكالية جدلية كبيرة.
و أسوق كمثال على هذا الحرج ، ما أورده الأستاذ عماد الدين السيد في مقاليه التاليين :
وأنوه إلى أن الحديث هنا في بيان الاختلاف بين المنهجين ، و عدم صحة مزاج التطبيع السائد بينهما ، وليس في تفضيل أحدهما على آخر.
الفصل الآخر الذي أعجبني في عرضه هو فصل مأساة إبليس. و الغريب في الأمر أن أكثر الانتقادات التي وجهت للكاتب تدور حول عدم اتباعه لأسلوب علمي في الطرح، وعدم سوق أدلة علمية مع العلم أن قصة الخلق بمجملها قضية ميثولوجية ، لا يمكن دحضها أو إثباتها بأدلة علمية مادية ، لأنها حادثة غير علمية في أصلها. ما وجدته أن الكاتب لم يكن بصدد إظهار مظلمة إبليس و شحذ التعاطف لأجله، وإنما اختار لحظة بدء الخليقة للإشارة إلى خلل ما في أسلوب التأويل ، ابتداءً من فهم اللحظة الأولى ، فقام بنقد المنهج الديني من خلالها نقدا داخليا. فالمنهج ذاته الذي يتحدث بالتفريق بين الأمر الإلهي القابل للطاعة أو المعصية، وبين المشيئة الإلهية الواقعة بالضرورة. هو ذاته من استثنى عشوائيا قصة طرد إبليس من تفريقه السابق. و الذي يؤكد على قبول التوبة لكل عبد في كل حينٍ ، سيجد حرجا منطقيا من قبول توبة إبليس -إن حصلت- باعتباره مصدر الشر و لاعبا أساسيا في توازن المتضادات (الخير والشر).
بالنسبة لمشكلة الحوار المسيحي - الإسلامي ، وتطرق العظم لوجوب مناقشة قضايا اللاهوت بين الطرفين و الكفّ عن التأكيد أن المسيحيين والمسلمين إيمانٌ واحدُ دون البحث في القضية اللاهوتية التي تفرق بينهم . خاصة و أن ما يعد كفراً بائنا في أحدى الديانتين يصبّ في جوهر عقيدة الأخرى. فأختلف مع الكاتب وأجد ان مثل هذه القضايا إن تمّ حلّها فسيكون على حساب طرف دون الآخر، وذلك لعدم قابلية أي فكرة لاهوتية للتمويه أو التعديل. وأرى أن وضع القضية للنقاش هو بذاته شيء من العبث. فلن نحصل في أفضل نسخة منه سوى على حوار خلافيّ لا توفيقي ، يزيد التفريق و الصدام ، كالحوار بين أحمد االديدات و أنيس شروش : هل القرآن كلام الله أم الإنجيل و أرى من الأفضل بناء أي نقاش ديني قادم على قاعدة إنسانية ، فهي الوحيدة التي تتسع للجميع.
ومن ثمّ أخيرا فصل (مدخل إلى التصور العلمي - المادي للكون و تطوره) وهذا الفصل لم أجد له من داعٍ. لكني أعرف أن الكاتب عندما يثير كثيرا من التساؤلات و يضع كثيرا من المفاهيم تحت مجهر النقد و التمحيص ، سيـُطالَب ولو بعد حين بإيجاد البديل . و لذا فقد اختصر الأستاذ صادق على نفسه و وضع ما يرى فيه حركة علمية بديلة لما نقده . و أنا أقدس السؤال والتساؤل و لا تعنيني الإجابات كثيراً ، و ربما لهذا السبب لم يعجبني إقحام هذا الفصل في الكتاب .
كتاب فقير فى مادته العلمية ولا ابالغ اذا قلت انه مجرد خواطر وليس نقدا علميا مبنى على اسس وأدلة الفصل الأول مادته الأساسية تكرار لأفكار راسل فى الايمان الغيبى الفصل الثانى يخلط فيه بين المفاهيم الاسلامية والمسيحية فى قصة ابليس , فتارة نجده يقول ان ابليس كان ملاكا وعصى ربه وبذلك فالملائكة معرضون لغواية الشر , رغم انه يستشهد بالايات القرأنية ومنها " أنا خير منه، خلقتني مِن نارٍ وخلقته من طين" , فكيف يكون ملاك ومخلوق من نار؟ وبالتالى فاستنتاجات الكاتب خاطئة.
يقول ان ابليس عصى ربه ورفض السجود لأدم , لان النار أرفع وأكمل من الطين وهذا هو النظام الى خلقه الله فى الكون وبالتالى فابليس كان يطيع أمر أخر لله بعدم السجود , للاسف الكاتب يتغافل عن حقيقة اساسية ليدعم فكرته وهو ان المغزى من القصة ومن قصة سيدنا ابراهبم فى الذبح أن معيار التفضيل الالهى هو الطاعه والعمل وليس لون أو جنس.
ويقول ايضا ان ابليس عصى ربه ورفض السجود لأدم لانه كان يطيع امر الله بعدم عبادة غيره وان معنى السجود عند المسلمين هو للعبادة, وايضا هنا يتغافل الكاتب السجود للتعظيم والتوقير رغم ان قصة سيدنا يوسف واخوته اوضح مثال على ذلك فهل يعقل ان يرضى نبى الله يوسف بان يعبده اخوته؟
الفصل الأخير يتكلم عن النظرية المادية فى الكون بشقيها الجدلى والساكن وهو فى رأيى أفضل فصول الكتاب
كتاب مهم جدا للكاتب والمفكر السوري صادق جلال العظم، يناقش فيه مسألة مهمة جدا، وهي انتقاد او بصورة اكثر دبلوماسية نقد الفكر الديني، وفي نية الكاتب الاصلاح وايصال فكرة كيف ان الدين والعلم صعب جدا ان يتفقان، ومحاولة ايصال كل مقومات عدم التوافق هذا من حيث ان تقدم الامم ومحاولة اللحاق بالحضارة الحديثة يحتاج بالضرورة البدء بتحجيم الدين من الدولة والمؤسسات وطريقة مخاطبة الرأي العام، الى ان نصل الى تكوين نظرة جديدة واقعية عن العالم، النظرة العلمية التي تبنّيها بلا شك اصعب بكثير، وهي المتغيرة بصورة سريعة جدا يوما بعد يوم، كل ذلك يحتاج الى بذل جهد كبير ودفع من المفكرين والكتاب وغيرهم من المؤثرين على الناس. يبدأ في مقدمة الكتاب بالقول: "يجد القارئ في الصفحات التالية مجموعة أبحاث تتصدى، على ما أرجو، بالنقد العلمي والمناقشة العلمانية والمراجعة العصرية لبعض نواحي الفكر الديني السائد حاليا، بصوره المختلفة والمتعددة في الوطن العربي. من نافل القول أن هذا النوع من الفكر يسيطر الى حد بعيد على الحياة العقلية والشعورية للانسان العربي، إن كان ذلك بصورة صريحة وجلية أو بصورة ضمنية لاواعية."
لاحقا يقدم الكاتب سؤالا مهما للانسان العربي الواعي الافتراضي، واهمية السؤال تأتي من ان الاجابة قد تختلف من سائل لاخر لكنها تفتح الابواب نحو المعرفة وتحرر الفكر شيئا فشيئا: "هل يحق لي أن استمر في قبول هذه المعتقدات الموروثة عندما لا تكون منسجمة مع القناعات التي توصلت اليها، دون أن أخون مبدأ الأمانة الفكرية ودون أن أضحي بوحدة وتماسك أفكاري بعضها مع بعض؟ ��يدور بحثي أيضا حول مجتمع عربي معاصر ورث الدين كجزء لايتجزأ من كيانه، ولكنه يحاول أن يرفض ظاهرة التسليم الساذج البسيط وأن يمحص الاسس التي يقوم عليها هذا الارث على لسان مثقفيه وعلمائه وأدبائه وفنانيه وخاصة إذا كانوا من أصحاب القناعات الثورية والتقدمية."
ومما تطرق الكاتب اليه ايضا الطرائق التي يسلكها الفرد العربي في محاولة التوفيق بين العلم والدين، وانواعها وما تؤدي اليه من فصام في التفكير وتحجيم وتقييد لبعضهما وصولا الى تلطيخ المنهج العلمي في البحث، ومن اسباب ذلك الفصام مثلا اقتبس النص التالي: "يحوي الدين الاسلامي آراء معتقدات تشكل جزءا لا يتجزأ منه عن نشوء الكون وتركيبه وطبيعته، عن تاريخ الانسان وأصله وحياته خلال العصور. وليس من الضروري أن نشدد بأن هذه الآراء والمعتقدات تتعارض تعارضا واضحا وصارخا مع معلوماتنا العلمية عن هذه المواضيع بالذات. لكن ان يتناقض الدين مع العلم في اعتقاد معين حول موضوع محدد ليس أمرا هاما للغاية، إن الخلاف والنزاع بينهما يجريان الى أعمق من ذلك بكثير عندما يمسان مشكلة المنهج الذي يجب اعتماده في الوصول الى قناعاتنا ومعارفنا في هذه المواضيع المذكورة، والطريق التي يجب أن نسلكها للتيقن من صدق أو كذب هذه القناعات. أن الاسلام والعلم في هذه الأمر على طرفي نقيض."
مع الكتاب ايضا ملحق يضم بعض تفاصيل الاستجواب للكاتب والناشر، المحكمة التي جرت في بيروت وتهمة الكاتب بالالحاد والدعوة الى النعرة الطائفية وغيرها من التهم، كل ذلك على مجرد كتاب نقدي علمي، وفي مدينة عربية مثل بيروت كانت وما زالت رمزا من رموز الثقافة العربية والحرية -النسبية- والفكر التنويري، فتذكرني هذه المحكمة بمحاكم التفتيش في اوروبا العصور الوسطى ومحاكمة غاليليو الشهيرة بالذات، مع سخرية التشابه المثير بين محكمته ومحكمة صادق العظم، وتشابه جواباتهما الدبلوماسية من قفص الاتهام وخروجهما بريئين منها.....هلى يعني اننا متأخرون عن الغرب يحوالي اربعة قرون؟؟! إن كان هذا صحيحا فأيضا لا بأس، ان كنا لا نزال في طور الحركة والتقدم نحو نهضة عربية أو شرقية للحاق بركب الامم الاخرى التي تركتنا بعيدا خلفها. يوجد هذا التفاؤل في بعض اسطر الكتاب حيث يتنبأ العظم به بعد التأثر -المتأخر ربما- بما يصفهما اخطر كتابين في القرنين المنصرمين:
"بالنسبة لنا يبدو أن الموقف الديني القديم الممتلئ بالطمأنينة والتفاؤل في طريقه الى انهيار تام، لأننا نمر، في طور نهضة مهمة، وبانقلاب علمي وثقافي شامل، وبتحويل صناعي واشتراكي جذري، لأننا تأثرنا الى أبعد الحدود بأخطر كتابين صدرا في القرنين الاخيرين: (رأس المال)و(أصل الأنواع)."
التفاؤل الذي مع الاسف لا يبدو موفقا الى الان بعد مرور حوالي نصف قرن على صدور هذا الكتاب المهم.
من أوائل وقلائل الكتب العربية المعاصرة التي تجرأت وانتقدت الفكر الديني بكل وضوح وصراحة ليؤدي ذلك الى "جرجرة" الدكتور صادق جلال العظم الى المحكمة في لبنان التي كانت تعتبر البلد العربي الأكثر تحرراً
يتناول الكاتب عدة مواضيع مستقلة ومنفصلة عن بعضها كلها يتعلق بشكل ما عن الفكر الديني وإشكالياته وتناقضاته.
يبدأ الكاتب في توضيح الفرق بين المنهج الديني والمنهج العلمي والإختلاف الجوهري بينهم والتركيز على البعد اللاعقلاني واللامنطقي في المنهج الديني.
ومن ثم يتنقل الكاتب الى معضلة فلسلفية جميلة وهي مأساة ابليس في الجنة حيث يطرح الكاتب القصة بطريقة جداً مشوقة ويتحدث عن المأساة التي عاشها ابليس عندما خُير يا ان يسجد لآدم وبالتالي يعظم آدم كما يعظم الله وبالتالي يقع في حالة الشرك أو ان يرفض طاعة الله وبالتالي يقع في المعصية الكبرى.
بعد ذلك يتحدث العظم عن حالة الهوس الجمعي التي عاشتها المنطقة وبالتحديد مصر بعد نكسة حرب السعبة وستين وحدوث بعض الظواهر الغريبة في اواخر الستينات مثل إدعاء ظهور السيدة مريم على أسطح الكنائس في مصر وكيف تم اغلاق الشوارع والمحلات وتوقفت الأعمال من اجل الإنتظار امام الكنائس لربما تخرج عليهم السيدة بعد ألفين سنة. ويتم التركيز على كيفية اهتمام جميع الجرائد وخاصةً الحكومية مثل الأهرام في تداول هذا الموضوع بإستمرار وعدم اعطاء اي فرصة للمشككين بهذه الأحداث وكأن المجتمع اصيب بحالة برانويا او هلوسة جماعية يربطها الكاتب بحالة التشائم وغياب العقلانية بعد الهزيمة وبحث الناس عن مُنقذ جديد.
بعدها يتحدث الكاتب في فصل اخر عن النفاق الإجتماعي وخاصةً بين مشايخ المسلمين ورجال دين المسيحيين. يركز الكاتب على بعض المؤتمرات التي قاموا بها المشايخ ورجال الدين في لبنان في غياب المضمون والتركيز على المجاملات والكلام العائم والزائف من دون التطرق الى جوهر الإشكاليات العميقة والجذرية, كما يحاول الكاتب ان يبين بأنه لا جدوى من هذه المؤتمرات. تم إنتقاد العظم بشدة على هذا الموقف فيما تبين لاحقاً ان العظم كان صائباً وبأن هذه المشاكل الجوهرية مثل الطائفية والتقوقع والتطرف ادت فما بعد الى نشوب الحرب الأهلية اللبنانية, فيما كانت تحذيراته سبقت الكارثة بأكثر من خمس سنوات.
يخصص الكاتب بعدها فصل كامل للرد على بعض منتقديه من المشايخ
في نهاية الكتاب يدخل الكاتب في شرح الكون من منطلق مادي علمي ولكنه يصور حركة المادة على انها حركة حتمية متأثراً بالفسلفة الماركسية التي كان منتمياً اليها في تلك الحقبة. وتظهر كتاباته في انحاء متعددة على محاولته لإظهار الإشتراكية على انها منظومة علمية بحتة وحتمية تاريخية تتوافق وتتماشى تماماً مع اخر ابحاث العلمية, ولكنه للأسف تجاهل تماماً ابحاث الفيزياء (ميكانيكا) الكم التي وضعت كثير من علامات الإستفهام (او بالأحرى فندتها) حول النظرة النيوتونية (الحتمية) لحركة المادة.
يُرفق الدكتور العظم في نهاية كتابه وثائق عن محاكمته في لبنان ومنها القرار الظني والإستجواب وقرار المحكمة التي اسقطت التهم المرفوعة عليه لأن ما كتبه ليس بجريمة وانما يدخل في ايطار حرية الفكر والرأي والتعبير.
كتاب تنويري اتخذ فيه الدكتور صادق موقف المهاجم على غير عادة المفكرين العرب وتتميّز بالوضوح الشديد بالاضافه إلى العناوين الجذابه التي استفاض تحتها في حديث أكثر منطقيه
من أسوأ ما قرأت .. حرية الرأي والاعتقاد حق طبيعي لا نقاش فيه , لكن الكتاب ينحدر إلى مستوى القدح والذم والتحقير العلني بحق الاعتقاد الديني عموما والإسلامي ثم المسيحي خصوصاً .. لكي تكون , برأي الكاتب , مواكباً للعلم والحداثة وابناً للقرن العشرين "ساعة كتابة هذا الشيء" , عليك أن تكون ملحداً حصراً .. و ربما تشارك الكاتب اعتقاده الماركسي الثوري التقدمي الطليعي المناهض للرجعية و الامبريالية و البورجوازية ... إلى آخر هذا الهراء الذي دفن , بحمد الله وحسن الحظ , في القرن العشرين نفسه .. ولا تنسى أن تؤمن وتسلم بنظرية التطور (بصورتها النافية لعملية الخلق) كحقيقة علمية ثابتة تربعت على عرش علم الأحياء بشكل حرفي نهائي !!! لا أعرف ما الفائدة من أمثال هذه الكتب فالمؤمن لن يرى فيها ابداً إلا اعتداء فج على معتقداته وحريته الدينية الشخصية , والملحد لن يحتاجها " اللهم إلا في رحلة البحث عن طمأنينة مفقودة تجاه اعتقاده " ...
كتاب سابق لعصره في مجتمع عربي معاق فكرياً من الصعب عليه أن يفهم أهمية هكذا كتاب الدكتور صادق من المفكريين الأحرار القلائل الذين ظلوا يحملون راية التنوير و العلم
لا شك أن الاعتقاد الديني في حياة البشر هو الركيزة الأساسية في الطمأنينة النفسية التي يشعر بها كل الناس، وأي نقد أو محاولة فحص الدين باعتباره طقوسا و نصوصا في ميزان العقل و المنطق هو بمثابة زلزال عنيف مدمر في وجدان كل مؤمن متلقي لهكذا نقد، وفي هذا الكتاب للدكتو صادق جلال العظم والذي يحمل عنوان (نقد الفكر الديني) يقدم لنا العظم نقداً يقوم على إظهار مشكلات و تناقضات وقع بها الخطاب أو الفكر الديني بطريقة نقدية منطقية، ويترك لنا الدكتور صادق جلال العظم المجال في التمعن في أفكاره المطروحة من قبيل قصة إبليس وآدم وقصة ظهور مريم العذراء في مصر بعد نكسة العرب عام 67 وفكرة الحياة بعد الموت لدى البشر وغيرها من الروايات التي أخضعها العظم لميزان العقل وأبعد عنها القداسة المعهودة التي تحميها من النقد الموضوعي، يقول صادق جلال العظم عن الموت بوصفه مثالا نقلاً عن برتراند راسل ما نصه، (وفي مناسبة أخرى عندما سئل ب��تراند راسل : هل يحيى الإنسان بعد الموت؟ أجاب بالنفي وشرح جوابه بقوله: عندما ننظر إلى هذا السؤال من زاوية العلم وليس من خلال ضباب العاطفة نجد أنه من الصعب اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار الحياة بعد الموت، فالاعتقاد السائد بأننا نحيا بعد الموت _يبدو لي_ بدون أي مرتكز أو أساس علمي، ولا أظن أنه يتسنى لمثل هذا الاعتقاد أن ينشأ و أن ينتشر لولا الصدى الانفعالي الذي يحدثه فينا الخوف من الموت، لا شك أن الاعتقاد بأننا سنلقى في العالم الآخر أولئك الذين نكن لهم الحب يعطينا أكبر العزاء عند موتهم، ولكنني لا أجد أي مبرر لافتراضنا أن الكون يهتم بآمالنا و رغباتنا، فليس لنا أي حق في أن نطلب من الكون تكييف نفسه وفقاً لعواطفنا و آمالنا ولا أحسب أنه من الصواب و الحكمة أن نعتنق آراء لا تستند إلى أدلة بينة وعلمية) يعلق العظم على رأي برتراند راسل بالقول (لنقارن بين هذه النظرية العلمية المجردة القاسية الباردة وبين القصة الدينية الإسلامية الجميلة المريحة الدافئة التي تعودنا عليها، نجد أن الغيبيات و الملائكة والصلوات و المعجزات و الجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته، وكذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره، أما النظرة العلمية فقد عبر عنها أحسن تعبير فيلسوف وعالم رياضي آخر (لابلاس) عندما قدم كتابه (نظام الكون) هدية إلى نابليون، فسأله الامبراطور (وما المكان الذي يحتله الله في نظامك؟) فاجابه لابلاس: (الله فرضية لا حاجة لي بها في نظامي) فهل من عجب إذن أن نسمع نيتشه يعلن في القرن الماضي أن الله قد مات، وهل باستطاعتنا أن ننكر أن الآله الذي مات في أوروبا بدأ يحتضر في كل مكان تحت وقع تأثير المعرفة العلمية، التقدم الصناعي والمناهج العقلية في تقصي المعرفة والاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد؟ طبعاً، عندما نقول مع نيتشه أن الله قد مات أو هو في طريقه إلى الموت فنحن لا نقصد أن العقائد قد تلاشت من ضمير الشعوب و إنما نعني أن النظرة العلمية التي وصل إليها الإنسان عن طبيعة الكون و المجتمع و الإنسان خالية من ذكر الله، تماماً كما قال لابلاس) إن العظم حينما دخل في تحليل الخطاب الديني بهذا الكتاب، فهو كمن حاول عبور منطقة مليئة بالألغام سوف تقضي على حياته، وبالفعل لم تتأخر تلك القنبلة في التفجر بصاحب هذا الكتاب حيث تم التحقيق معه و محاكمته لاحقاً عن كل فصل في هذا الكتاب قبل أن تتم تبرئته بعد الاستماع لردوده حول الأفكار الواردة التي سوف تجدها عزيزي القارئ في ��فحات الكتاب الأخيرة، و سواء اتفقنا أو اختلفنا في ما كتبه صادق جلال العظم بهذا الكتاب، فأننا نعتقد بأنه لابد من تحفيز النقد العقلي الموضوعي في كل الأفكار التي تحيط بعالمنا وتتدخل في حياتنا اليومية ليس من باب الجدل وخلافه، ولكن من أجل التدافع الفكري الإنساني الطبيعي للوصول إلى نبذ الشاذ من الأفكار و محاولة إيجاد أفكار يجد الإنسان من خلالها مبتغاه في الإجابة على تساؤلات وجودية لربما مع المحاولة المستمرة في النقد الموضوعي سيصل لها يوماً ما… فهد الجهوري
بصراحة تم نصحي بقراءة هالكتاب لوسع ثقافتي... الكتاب نوعا ما يكشف عن طريقة تفكير العلمانيين و نظرتهم تجاه الاديان جميعا
الكتاب ليس سيئا من ناحية الصياغة او الفكر حتى لأنه فعلا أدى ما عليه ! و لكن للامانة هو يعرض فكرة مغلوطة تماما عن الإسلام وهو يخلط بين تفكير الإسلاميين و بين الدين الإسلامي فيربط اخطاء الملتزمين الفلسفية - و ما أكثرها في عصرنا- مع الدين الإسلامي و يلصق به التهم كيفما اتفق! و سأتلكم عن فكرة واحد فقط وهي : هل كان آدم يعلم من هم القدرية و من هم الجهمية ؟! و هل كان منصور الحلاج حاضرا يوم معصية إبليس ؟! أم هل نصوص منصور الحلاج صالحة للاستدلال بها على صحة فكر الكاتب !
نعم أنا مع الكاتب في نقد طريقة التفكير التي يستخدمها المتدينون اليوم من تحجر و تعصب و مسايرة لكل من يساعدهم من ذوي السلطان ! و لكن هذا لا يعني أنهم يمثلون الإسلام طبعا لا يحق لي أن أتلكم عن المسيحية بحكم معرفتي الضحلة بما قاله الكاتب عنها :)
انتهج الدكتور صادق العظم نهج المدرسة النقدية الماركسية في هذا الكتاب مما قاده لملاحظات هامة في نقد الاستغلال السياسي للأطروحات الدينية مثلاً و لكنني اختلفت مع الكثير من استنتاجاته وجدت أسلوبه محصوراً في ثنائية "الدين و العلم" والذي يزعم الكاتب استحالة التوفيق الحقيقي بينهما، الاشكالية في هذه الثنائية أنها تصور للقارىء وجود تجلي واحد وثابت لكل منهما وهذا يمثل تبسيطاً للمدارس العديدة التي تندرج تحت الاثنين
التعليق: يحاول صادق جلال العظم في هذا الكتاب أن يلبس الدين عباءة العلم، ولكن الفكر الديني تعرا في هذا الكتاب بالكامل. أكثر ما لفت انتباهي في هذا الكتاب هو الفصل المسمى بمأساة إبليس، حيث شاهدت ولأول مرة وجهاً ثانياً لإبليس لم نعتد عليه أو لم نعّود عليه.
قد تتفق مع جلال العظم أو تختلف معه .. لكن لا يمكنك إنكار الأسلوب النقدي العلمي الر صين الذي يتمتع به كل الاحترام لهذا العقل العظيم .. و أسفي أني لم أقرأ له إلا قبيل وفاته ..
نعم.. ببساطة لم يعجبني هذا الكتاب ولا أسلوب الكاتب الذي يبدو وكأنّه كان يزفر زفرة غيظ إثر هزيمة 67
الكاتب، لا يخلو كتابه من القراءات السطحية لمعظم ما تناوله بالنقد.. وأغربها وأكثرها إثارة للدهشة بالنسبة لي هو موضوع "مأساة إبليس" الذي يجب كما أشار معنى كلام الكاتب إلى أن نعيد له وضعه وننتهي من تحقيره وذمه.
ولا أدري من أين أتى الكاتب بهذه القدرة على استخراج ما لا يُستخرج من النصوص الصريحة القاطعة برفض إبليس السجود لآدم تكبّراً ؟!!
يعرج بعد هذا كاتبنا على أمور أراها مفرطة في النسبية والمحلّية بتناوله موضوع حوار الأديان الذي حدث بلبنان إبان تلك الفترة متناولاً بالنقد خطب المتحدثين فيه واتهامه لهم بأنهم يستخدمون معسول الكلام عن المواجهة الصريحة.. وأتفق معه في هذه.
طوال أقسام وفصول الكتاب لا تستشعر تلك القوة التي يمكنك أن تحسّ بها في كتاب مثل "وعاظ السلاطين" للوردي مثلاً أو "نقد الخطاب الديني" لأبي زيد رحمهما الله والذان أنصح بقرائتهما عوضاً عن قراءة هذا الكتاب والذي أراه سطحياً بدرجة صادمة.
الكتاب هو عبارة عن عدة ابحاث ومحاضرات ومقالات للمؤلف ،،، ما اعجبني حقا هو المبحث الاول في بيان التعارض بين العلم والدين ، حيث يبين ان الخلاف ليس في بعض المعلومات المتفرقة هنا وهناك او الخلافات العلمية ، بل هو في المنهج المتبع في الوصول الى قناعاتنا ومعرفتنا وآليات التحقق من صحتها من عدمها .
والمبحث الثاني على ما اعتقد وهو مآساة ابليس وكنت قد قرأته منفصلا قبل هذا الكتاب .
بحث الفارق ما بين الأمر الإلهي المباشر والمشيئة الإلهية في قصة إبليس جيد. كذلك، استعراض أشكال التوفيق بين الدين والعلم التي يلجأ إليها رجال الدين كلما سحب العلم البساط من تحتهم، على ما يقول العظم.
اهم افكار الكتاب: يهدف إلى إثبات أن الفكر الديني هو فكر قائم على الإيمان والتسليم الأعمى، ولا يمكن إثباته أو دحضه عقلياً، وأن هذا الفكر يشكل عائق أمام تطور الفكر الإنساني وتقدم الحضارة. كتاب ثوري نظراً لتوقيته وجغرافيا كتابته.
صادق جلال العظم قدم كتاب جريء قبل 50 سنة من الآن، وقد لاقى هذا الكتاب ضجة في الاوساط الثقافية والدينية في تلك الفترة، فانبرى كثير من الكتاب المسلمين دفاعاً ورداً عليه... ومن بينهم البوطي..في إحدى مقدمات كتابه كبرى اليقينيات الكونية...
يقدم العظم كتابه هذا بروح صحفية أكثر ما يكون روح نقدية علمية حقيقية، في الجزء الأول يؤسس لأهمية ظهور كتابه ولأهمية القضاء على التفكير الديني الغيبي السائد في مجتمعاتنا والذي يحمله جزء كبير من مسؤولية الحالة المتردية التي وصل اليها المجتمع في تلك الفنرى بالتحديد.. ثم يعلن تفوق العلم على الدين في المعركة الازلية الدائرة بينهما...
في الجزء الثاني- أقوى نصوص الكتاب- يذهب ميثيولوجياً فيناقش معاناة إبليس ويحاور ويناقش من وجهة نظر مثيولوجية.. على الرغم من أنه لا يخلو من الروح السفسطائية في الجدل والنقد...
في الجزء الثالث-في نص صحفي جيد- يناقش قصة ظهور العذراء في مصر 1968 بوجهة نظر تهكمية صحفية بحتة.. ودلالات هذه القصة سياسياً واجتماعياً في تلك الفترة التي أعقبت نكسة 67 ...
وفي آخر فصول الكتاب يحاول أن يروي الأسس العلمية الحديثة لنشوء الكون... لكن لم يكن اعظم بالقوة العلمية الكافية في الطرح والمناقشة، فكان هذا الجزء أضعف نصوص الكتاب...
رفعت قضية ضخمة وشائعة ضد الكاتب ودار النشر، أوقف العظم على اثرها ... لكن في النهاية برأت المحكة العظم ودار النشر على أساس الحرية الفكرية...
الذي اتجه بي نحو الكتاب، ليس الكتاب بعينه؛ بل فصل من الكتاب اشتهر أيما اشتهار و ذاع صيته لدرجة أنني في بداية إكتشافي لفكر صادق جلال العظم ظننته جهلا مني أنه كتاب مستقل بذاته لنفس الكاتب. و الفصل الذي نتحدث عنه هوالمعنون بـ: "مأساة إبليس" ، فصل باذخ يحفر بشكل جميل في تناقض البنية الداخلية للخطاب الديني (الإسلامي)، مع العلم أن الكتاب في مجموعه موجه لنقد الخطاب الديني عموما، مع اهتمام ظاهر بالشق العيسوي و المحمدي، وهو ما تطرق له في الفصل المذكور أنفا. من الجميل أن تقرأ مثل هذه الكثب؛ تفتح في ذهنك منافذ جديدة للنظر النقدي في المقول الديني و، و تستشري تهافتات خطاباته الداخلية .الكتاب كان سببا في جر صاحبه إضافة إلى صاحب دار النشر (دار الطليعة للنشر) محاكمة كانت من أشهر المحاكمات التي طالت حرية التفكير
فكرة الكتاب: الأفكار الموجودة فيه تنتقد فكر رجال الدين وتنتقد بعض آيات القران ولكن بدون حجة ��اضحة ،الأدلة العلمية التي ذكرها مغلوطة في العلم الحالي ، كقصة خلق الانسان. اسلوب الكاتب: انتقد الكاتب اسلوب التعميم في الدين وفي نفس الوقت هو يكتب بأسلوب تعميمي. يصعب معه احيانا فهم مقصد الكاتب بشكل عام وبرأيي الشخصي اعتقد ان الكاتب بالغ في عداوته للأديان وخصوصا الاسلامي،ولا اقصد هنا انتقاده لرجال الدين ، افضل ما في الكتاب انه يوضح لك التطرف الفكري من الناحيتين الفكر العلماني الذي يتهم الاديان و ينتقدهم بغير حق في عدة مواضع و فكر بعض رجال الدين المتطرف الذي يتحكم في حرية الانسان
The Chapter on Satan provides an exquisite view of Satan's tragedy. Although I do not agree totally with the writer, I still applaud his efforts to present this interesting perspective on Satan, I found it very stimulating.
أتفق معه في البعض ، وأختلف معه في الكثير ، وعلامات استفهام انبثقت من المتبقي . كتاب مستفز ، مثير ، أعمل ملكاتي العقلية واستمتعت به فعلاً ولا أعلم كيف يمكنني تقييم الكتاب لذا أكتفي بهذه المراجعة وابقيه بلا تقييم
قرأت الكتاب من قديم وهذه هي القراءة الثانية للكتاب وقرأت كتاب عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني"صراع مع المع الملاحدة حتى العظم" وأعتقد أن هذه من الطرق الجيدة في الحكم على أعمال المؤلفين
- كتابٌ فريد من نوعه، خصوصًا في ذلك الوقت الذي صدر فيه (وقد تم إحالة الكاتب والناشر للمحكمة بسببه)... الكتاب يُناقش الأفكار الدينية (بشكل عام) أمام التقدم العلمي، خصوصًا ما بعد الحداثة (أو خمسة أحداث مرت على شعوب البخر المتوسط وهي: حركة النهضة في إيطاليا، والانقلاب العلمي الذي بدأ مع كوبرنيكوس، والثورة الصناعية، ووصدور كتاب "أصل الأنواع" لداروين، وكتاب"رأس المال" لماركس، وتأثر من خارج القارة الأوربية بهذه الأربع الأحداث). وإن كان ميل الكاتب للإشتراكية التقدمية واضحٌ في كتابه كله. - موقف الفكر الديني أمام التقدم العلمي ووجود تناقضات بينهما، أو بالأحرى عدم انسجام، يُحاول الفكر الديني حل هذه المعضلة بحلولٍ، حصرها المؤلف بأربعة: 1- الحل الأول: التوفيق بين المعتقدات الدينية الموروثة والآرداء العلمية، وهو 3 أنواع: - التوفيق الخطابي: أي إظهار أن الخلاف بين الدين والعلم ظاهري محض، مثل أن الدين من الله، والله هو الحق، ولا يصدر عن الحق إلا الحق، وما صح عن العلم فهو حق، فلا جفوة بين الدين والعلم. - التوفيق التبريري: أي تبرير الأوضاع الاجتماعية والسياسية القائمة، مهما كان نوعها، على أساس انسجامها التام مع الدين الحنيف وتعاليمه وشرائعه (تبرير الثورات والأنظمة السياسية القائمة). - التوفيق التعسفي: أي محاولة استخراج كافة العلوم الحديثة ونظرياتها ومناهجها من آيات القرآن (مؤلفات يوسف مروة). 2- الحل الثاني: الرفض التام للنظرية العلمية، وجميع الأفكار والآراء التي تنطوي عليها، والانغلاق داخل النظرة الدينية انغلاقًأ تامًا. 3- الحل الثالث: التمييز بين البعد الزمني للدين، والبعد الأزلي (الروحي) له، فالبعد الروحي فلا علاقة له بالعلم البتة، وهنا يأتي دورة المتصوفة؛ الذي يرى المؤلف أن كل المتصوفة وأمثالهم يخرجون بتجربتهم متأثرين بتراثهم الديني، وإلا لتساوت تجاريهم باختلاف عقائدهم. وأما البعد الديني الزمني الخاص بالعلم والتاريخ.. فيمكن التنازل عنه للعلم. 4- الحل الرابع: عدم القبول بأي رأي لا يخرج عن تطبيق القواعد العلمية الصارمة، واستنثاء من ذلك وجود الله (وليم جيمس)، ورده إلى عاطفة كل مرء، إما أن يؤمن أو لا يؤمن، لأن وجود الله شيء لا قدرة للعلم على اكتشافه، خوفًا من الوقوع في الخطأ، إذا كان الله موجودًا. - ومن الجديد في هذا الكتاب الرؤية الجديدة لإبليس، وإظهار أن إبليس وقع في مأساة لن تتكرر ولن تتشابه مأساته مع أحد، لا مع سيدنا إبراهيم، وإلا مع انتجوانا في الأساطير اليونانية. فقد تصادم (عند الأمر بالسجود لآدم) بين معضلتين: الأولى: المشيئة الإلهية بالتوحيد لله وحده، والثانية: الأمر الإلهي بالسجود لآدم، لذا سجدت الملائكة امتثالًا للأمر الإلهي، بينما رفض إبليس السجود لآدم، تمسكًا بالمشيئة الإلهية (الكلية) في مقابل الأمر الإلهي (الجزئي)، ورفض السجود، واستحق الطرد والإبعاد، ويتحدث الكاتب عن سبب ذلك هو أن الله (حسب تعبيره) كان يريد أمرًا، فمكر بإبليس وبالملائكة، حتى لا يكون لديهم اعتراض مما فيه مشيئته، وهنا ندخل في مسألة القدرية والجبرية، ونظرية الكسب عند الأشعرية، في محاولة للتوفيق بين الأمر والمشيئة في مقابل استحقاق الثواب والعقاب. ويُقارب الكاتب بين محنة إبراهيم وماساة إبليس، في أن كليهما واجها أمرين أزليين، فاختار كلًا منهما أحدهما، ولكن لا تُعتبر محنة إبراهيم بأنها مأساة، لأنها انتهت نهايةً سعيدة بفداء الكبش، بينما استمرت مأساة إبليس ولم تنته. ويرى الكاتب أن إبليس سوف يُكافأة في آخر المطاف، لأنه اختار التوحيد، امتثالًا للمشيئة الإلهية بعدم السجود لأحد (دون النظر لمعاني السجود الأخرى التي قد يُفسرها الآخرون). ويرد المؤلف موقف الملائكة من السجود لآدم، أهو إشراكٌ بالله أم لا، إلى وجود 3 مستويات: 1- المستوى الديني الصرف، أي أنهم غير مشركين، لأنهم نفذوا الأمر الألهي. 2- مستوى التجرية، أي أنهم غير مشركين بالضرورة، لأن سجودهم كان جزءًا لا يتجرأ من التجربة. 3- مستوى المأساة، أي أنهم أشركوا بسجودهم، ولكن النظرة المأساوية هي نظرية جزئية إلى الموضوع، لا تقوم بمفردها. - ويمر الكاتب في كتابه بمسألة ظهور العذارء في لبنان ومصر، ويُفندها، كما أنه مر على مسألة التزييف في الفكر المسيحي المعاصر؛ الذي يقول شيئًا في مناصرة العلم والتنازل له، ولكنه يُضمر العكس. - وأخيرًا ينٌاقش المؤلف النظريات الفلسفية للطبيعة، مرورًا بالمادية الساكنة (أو الميكانيكية)، وقصورها هم البعد الروحي؛ الذي خرج آخرون بمحاولة لتعديل تلك النظرية بإضفاء البعد الروحي لها، وكذا بالمادية الديكالكتيكية، التي هاجمت المادية الساكنة، والتي جاءت النسبية الخاصة والعامة للانتصار للديكالكتيكية.
هو كتاب للفيلسوف والمفكِّر السوري صادق جلال العظم صادر في طبعته الأولى في العام 1969 عن دار الطليعة في بيروت، ثم أعيد نشره في عشرات الطبعات. أثار الكتاب عند نشره (ولا يزال) ضجة كبرى في العالمين العربي والإسلامي، وتعرض العظم بسببه إلى المحاكمة والملاحقات القانونية في بيروت آنذاك، كذلك فتحت النار على صاحب الدار الراحل بشير الداعوق. وذلك بحجة «إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية»، و«الحض على ال��زاع بين مختلف طوائف الأمة أو تحقير الأديان».
وقد أرفق العظم في نهاية الطبعة الثانية من كتابه آنذاك، وثائق عن محاكمته في لبنان، ومنها القرار الظني والاستجواب وقرار المحكمة التي أسقطت التهم المرفوعة عليه، لأن ما كتبه: «ليس جريمة وإنما يدخل في إطار حرية الفكر والرأي والتعبير»، ويضم «أبحاث علمية فلسفية تتضمن نقداً علمياً فلسفياً». امتثل العظم لقرار المحاكمة في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1969، بحجة «ازدراء الدينين المسيحي والإسلامي معًا» في كتابه، نافيًا أن يكون ما كتبه موجهًا للعقائد الدينية، بقدر ما كان للفكر الديني، بما يخص العقل لا العقيدة. وعندما أُدخل السجن، في 8 كانون الثاني (يناير) 1970م انتزعت نظاراته منه، فطلب نسخة من القرآن، فكيف ي��رؤها من دون النظارات؟ فسقط بأيديهم وأعادوها له (حديث تلفزيوني مع العظم)،وقد تضمن النسخة الثانية المطبوعة عام 1970م بوثائق المحاكمة والناشر .
أخلي سبيل العظم بعد أسبوع، وحوكم في 27 من الشهر ذاته، وصدر الحكم بردّ الدعوى في 7 تمّوز (يوليو) 1970م، وكان معه في الدعوى الكاتب والناشر بشير الداعوق.
ما لبثت أن أُغلقت القضية ضد العظم، وكان حينها وزير الداخلية اللبنانية الراحل كمال جنبلاط، فحاور العظم في مكتبه «حوار الثقافة»، كذلك استضافه مفتي طرابلس الشيخ نديم الجسر في ندوة عن كتابه، بحضور السيد موسى الصدر. فنادراً ما قام الفكر العربي الحديث بالتصدي الصريح للبنى الفكرية، وللإيديولوجيا الغيبية السائدة في مجتمعاتنا، لأن اقتحام هذا المجال يمس أكثر المناطق حساسيةً في العالم العربي "المسألة الدينية"، وهو تعبيرٌ صارخ عن مرحلة عاشها الفكر العربي بعد هزيمة العرب في حرب العام 1967 وقد تجلت هذه النكسة بشكل واضح في نقد الذات، إن لم نقل في جلد الذات، وسواء اتفقنا مع العظم أو اختلفنا معه، فهو أراد البحث بشكل علمي وفلسفي عن الأسس التي ترتكز عليها هذه الذات وخصوصا في بعدها الديني، ومحاكمة هذه الأسس على أساس أن هذا العمل لابد منه من أجل تأسيس ذات علمية، إلا أنه بالرغم من حرصه على المنهج العلمي إلا أنه لم يستطع أن يتجرد من ذاكرته العربية الإسلامية، فمقاربته لموضوع "إبليس" في الفصل الثاني من الكتاب، هي رجع الصدى لما تناقلته الكثير من المدارس الصوفية الإسلامية والديانات الشرقية القديمة.
هذا الكتاب المضحك له قصة غريبة معي : شيع في الكلية بأني ملحد :) كما شيع بأني انسان مثقف بل عالم :) فأتي في فترة بسيطة استاذان في الجامعة أحدهم جاء لينظر إلي مبلغ علمي الذي شيع بأنه كثير 😁 فبعد عدة اسئلة قال لي اقرأ كتاب نقد الفكر الديني وفند أفكاره ، وأخبر��ي أنه كتاب لملحد وهو من أهم المراجع الفكرية للعلمانيين العرب وقد صدق هو من أهم المراجع التي يعتمدون عليها فانظر علي سبيل المثال هذا التشابه بين هذا الملحد والمصباح المضيء خالد منتصر ((يقول الملحد : بعدما ادعي وجود تناقض بين العلم والدين : «عندئذ يقول أصحاب النظرية الدينية أنه لم يكن من موجب لهذا النزاع أصلا لأن الخلاف لم يكن من موجب هذا النزاع أصلا لأن الخلاف لم يكن بين جوهر الدين وروحه من جهة وبين العلم من جهة أخري لذلك لا يضر الدين أن يتنازل للعلم عن أمور لا تمس روحه ، ولكن الحق يقال أن هذا النمط من التفكير يخبئ وراءه سلسلة طويلة من التراجعات الهامة والحاسمة اضطر إليها الدين عندما وقف وجها لوجه أمام العلم» نقد الفكر الديني ص٢٤ ويقول المصباح المنير «القرآن كتاب سماوي محكم وشامل ، أحدث ثورة وتغييرا شاملا في مجتمع صحراوي بدوي ضيق ومنه إلي الكون ولكي تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوي بلغته ومفاهيمه بما فيها المفاهيم العلمية السائدة في هذا الوقت ؛ ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها…ولا يعني وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففي اعتقادي أن وجود هذه المفاهيم دليل قوة» وهم الاعجاز العلمي ص ١٠ قد تكاملا ، فالأول منظر والثاني مطبق ناشر ، فالأول ذكر سبيلا يصل بالمرء إلي نقض عرى الإسلام ، والثاني استحسنه ، فنشره بطريقة خبيثة ليتقبله بعده النخبة والمثقفون أهل الحداثة الوطنيون المفكرون !!)) والأستاذ الآخر ظن إني ملحد (خاصة لنشري بعض الاقتباسات من هذا الكتاب😁)فقدم لمساعدتي ، لكنه أتي في الوقت الخطأ وجدني اقرأ في شرح نزهة النظر في إيضاح نخبة الفكر ، فعرف أنه من تناقل بعض الأخوة بدون بينة الكتاب مع ركاكته وضعفه لكنه مهم للمهتم بهذا المجال ، مع العلم أنه يطرح شبهات كثيرة فإن لم تكن محصن فكريا وعقائديا ولك باع في الرد علي الملحدين فلا تقرأه
م يكن كتاب "نفد الفكر الديني" للمفكر السوري صادق جلال العظم، سبباً رئيسياً في تمرد "محمد سمير"، 26 عاماً، باحث إعلامي، على الدين الإسلامي، لكنه وضّح له الأسس المنطقية لفشل أي محاولة توفيقية تحاول رأب الصدع بين الإسلام من جهة والفلسفة أو العلم من جهة أخرى. يقول "محمد": "فهمت من الكتاب سبب فشل مشروع ابن رشد رغم عدم تعرضه له في هذه الجزئية، فقد كان نقده عاماً يكاد يكون نظرية في اللاهوت، تؤكد فشل أي محاولة توفيقية بين هاتين المنظومتين في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، ونبهني لظاهرة الفصام التي يعانيها المثقف المؤمن، فهو يؤمن بغيبيات تدحضها العلوم التي يدرسها". ونشر "العظم" هذا الكتاب عام 1969، وأثار عاصفة كبرى من النقد في العالم الإسلامي، وتعرض لملاحقات قانونية في بيروت، بتهمة "إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية". وتناول "العظم" في الكتاب النقد العلمي والمناقشة العلمانية لبعض نواحي الفكر الديني، وضم الكتاب محاور الثقافة العلمية وبؤس الفكر الديني، ومأساة إبليس، ومعجزة ظهور العذراء وتصفية آثار العدوان، والتزييف في الفكر المسيحي الغربي المعاصر.
التجربة الأولي للقراءة مع صادق جلال العظم لم تكن جيده بما يكفي. ليس اعتراضا على المطروح أو جرأته فانا اتفق مع كثير منه والدراسة حول موقف ابليس جيده فعلا وتطرح فكره مختلفة و منطقية لدرجه كبيره لكن أعيب على الكتاب والكاتب شيئين الأول وهو الإطالة والإفراط فهناك بعض الإفراط والتكرار الواضح يمكن إزالته بدون التأثير على المضمون المطروح الذي كان يحتاج لكثير من التكثيف في الحقيقة الكتاب يمكن اختصاره للمنتصف أو الثلاث أرباع على الأقل بدون أن يتأثر مضمونه. الثاني تأثر الكاتب مثل معظم كتاب تلك الفترة بالماركسية و الاشتراكية وتمجيده فيها وانطلاق معتقداته منها وهو ما يجعلها في بعض الأوقات مردود عليها خصوصا وان ثبت فشل وعدم وواقعية الماركسية والاشتراكية وأنها أيضا تعيش في عالم من الأوهام والخرافات. إجمالا مجهود جيد كان يمكن أن يكون أفضل لذا تستحق النجوم الثلاث فقط.