ما تبقى لكم هي تجربة كنفاني الثانية في كتابة الرواية. تأتي بعد "رجال في الشمس" لتحاول أن تعبر عن إرادة الخروج من الذات إلى الفعل، ومن الهموم الشخصية التي تأخذ دلالات عامة إلى الهموم الشخصية التي هي جزء من الهم العام.
Ghassan Kanafani was a Palestinian journalist, fiction writer, and a spokesman for the Popular Front for the Liberation of Palestine (PFLP). Kanafani died at the age of 36, assassinated by car bomb in Beirut, By the Israeli Mossad
Ghassan Fayiz Kanafani was born in Acre in Palestine (then under the British mandate) in 1936. His father was a lawyer, and sent Ghassan to a French missionary school in Jaffa. During the 1948 Arab-Israeli War, Kanafani and his family fled to Lebanon, but soon moved on to Damascus, Syria, to live there as Palestinian refugees.
After studying Arabic literature at the University of Damascus, Kanafani became a teacher at the Palestinian refugee camps in Syria. There, he began writing short stories, influenced by his contact with young children and their experiences as stateless citizens. In 1960 he moved to Beirut, Lebanon, where he became the editor of several newspapers, all with an Arab nationalist affiliation. In Beirut, he published the novel Men in the Sun (1962). He also published extensively on literature and politics, focusing on the the Palestinian liberation movement and the refugee experience, as well as engaging in scholarly literary criticism, publishing several books about post-1948 Palestinian and Israeli literature.
انه سباق بين المسافة و الزمن الزمن يمضي و الساعة تدق و الخطوات تبتعد من ناحية و تقترب من ناحية أخرى
في رحلة الهروب من الأسر إلى الحرية و من العار إلى الشرف و من الضيق إلى البراح في صحراء ممتدة في شتى الاتجاهات و حصون الأعداء مبعثرة في كل مكان يمضى حامد حاملا عاره يبحث عن ما تبقى له في الضفة الأخرى من عالمه
بينما يمتليء المشهد بالمواجهات بين مريم و حامد و مريم و زكريا و زكريا و حامد و حامد و الجندي الصهيوني و مريم و طفلها وتتحول الصورة بانعكاساتها و تناقضاتها في الزمان و المكان فإن فلسطين لا تزال حاضرة بنفسها و قضيتها في الأحداث بشخوصها و مشكلاتها و تعقيداتها و غموضها
ماذا تبقى لنا يا غسان؟ حتى أنت يا مسكين لم يتبق منك إلا بضعة أسطر خالدة تشعرنا بعبقريتك و تجسد أمامنا القضية التى تتآكل يوما بعد يوم
استمعت لتلك الرواية السريالية العبقرية عبر ساوند كلاود على مدى ساعتين
ما الذي تبقى لنا وحاول غسان توصيفه في هذه الرواية؟؟ ما المختلف في روايته هذه وجذبني إليها بشدة؟؟ كيف يكون كل من الساعة والصحراء بطلا رواية جنبا إلى جنب مع شخوصها الآخرين؟؟
تساؤلات كثيرة راودتني وأنا أنهي هذه الرواية القصيرة...
يتحدث غسان في روايته هذه من قلب فلسطين...عن معاناة أسرة بعد نكبة 1948...والبحث عن حلول لواقع مظلم يكاد يطبق عليهم بكلتا يديه...فالأم في الأردن...وابناها حامد ومريم في غزة...يقرر الابن الذهاب للأردن عبر صحراء النقب بعد أن حملت اخته سفاحا وتزوجت من ذلك النتن زكريا
حامد ومريم..شخصيتا الرواية الرئيستين...تلتحم روايتهما معا في المعاناة والهمّ والهواجس...لذلك يصعب علينا فصل حوارهما وأصواتهما...فأسلوب الحوارات المتداخلة دون فواصل هو الجديد الذي قدمه غسان في هذه الرواية...ورغم الصعوبة أحيانا في فك الأحجية، لكن انتقال غسان من شخصية لأخرى كان مبدعا وأكد على تلاحم الشخصيات
الساعة التي عدها غسان من أبطال الرواية كانت نعشا لدفن الأحلام المستعصية على التحقيق...مع كل دقة من دقاتها...فلم تعد إلا جالبة للمزيد من المحن والابتلاءات...والتي تحولت في نهاية الرواية إلى خير صديق له لأنه لا ينتظر شيئا...تشاركه دقاتها الإعلان عن لحظة الالتحام مع العدو والانتصار على الوهم القابع ستة عشر عاما
"الوقت لا يمكن أن يكون ضدنا نحن الاثنين معا، بصورة متساوية، فقد يكونون أقرب إليك مما أتصور، ولكنك أقرب إلي مما يتصورون"
وتلك الصحراء المخيفة بمجهولها...شكلت دعما لحامد ليتحرر من قيوده وأوهامه وسلبيته ويواجه عدوه بكل قوة...ويتعرف على مفهوم(الأنا) من جديد فيعيد اكتشاف نفسه...وهويته...فتكون ذكرى صديقه البطل سالم دافعة له نحو فعل مختلف...ليتأكد أنه أقوى من عدوه...وتصبح الصحراء مملكته
"ما تبقى لكم، ما تبقى لي، حساب البقايا، حساب الخسارة، حساب الموت، ما تبقى لي في العالم كله، ممر من الرمال السوداء، عبّارة بين خسارتين، نفق مسدود من طرفيه" بعد أن كان محاصرا بالخسائر...تولدت فيه رغبة التحدي والمقاومة ...والبقاء في أرضه.
هذا ما يحرص غسان على ترسيخه كل مرة في الذاكرة...ما تبقى لنا فلا نعاني المزيد من الضياع...
- يأخذ غسان احدى قطرات الجرح الفلسطيني ويخبر عنها في هذه الرواية القصيرة: عائلة يهجرها اليهود من يافا، بعضها يذهب الى الأردن وبعضها الى غزة.. فرحلة منفردة في الصحراء بإتجاه المنفى مجدداً يقوم بها حامد!
- حامد، مريم، زكريا، سالم والساعة التي تدق! تدور الرواية حولهم بتقاطع زمكاني وبتعدد أصواتهم وتداخلها بشكل كثيف. قصة عن الهجرة، عن الشرف الضائع، عن الخيانة، عن النتانة وفي ختامها غن التحرر، عن إيجاد وهج الحرية بعد الليل الدامس.
- الإسقاطات كثيرة وخصوصاً على شخصية مريم المحورية في القصة، انتقاء الأسماء كان له مدلولاته ايضاً، وفترة الإنتظار في الصحراء بين حامد وأسيره لها رمزيتها.. وكل ذلك فيما الوقت يمرّ والساعة تدقّ!
- الأسلوب كان قريباً لوليم فوكنر وماريو يوسا كما ان النص المتواصل قريب لتيار الوعي وكتابات ساراماغو.
- رواية قصيرة لابأس بها، لكنها ليست بجودة كتابات كنفاني الأخرى.
شتات.. شتات.. شتات... سرد مشتت.. أبطال مشتتين.. كاتب عاش حياته في شتات، يحكي عن ما تبقى له، لنا، ولكم، من وطن مغتصب، وغاصب نتن، وصغير مشتت يسعى إلى الوهم.
بداية جيدة للسنة مع غسان كنفاني التي ما زلت أرى بأنه من خلال رواياته بارع في الخطابة أكثر من براعته كروائي.
قصة تبدو عادية بل ومملة وأسلوبها غريب وصعب لن تقرأها لو لم تحمل اسم غسان كنفاني علي غلافها بما يحمله من رمزية للمكان والزمان والأحداث التاريخية
ما تبقي لكم أسرة فلسطينية من يافا يصيبها التشتت بعد النكبة الأم في الأردن حامد وأخته الكبري مريم في غزة تحمل مريم سفاحا من زكريا النتن يهرب حامد من العار عبر صحراء الأردن يأسر جندي صهيوني في الصحراء بعد مواجهة ضارية مواجهات وحوارات بين أبطال الرواية تحمل بين طياتها رمزية الحدث التاريخي
ما تبقى لها. ما تبقى لكُم. ما تبقى لي. حساب البقايا. حساب الموت. حساب الخسارة. ما تبقى لي في العالم كله: ممر من الرمال السوداء, عبّارة بين خسارتين, نفق مسدود من طرفيه. كله مؤجل, كله مؤجل, ثم صفق الباب وخلع نعليه وجلس, كأن البيت بيته, ولو كنت أملك خشبة و شبر أرض لأعدمته, و لكنها لم تقُل شيئاً, وتركتني أمضي دون كلمة نداء واحدة.
“ما تبقى لها. ما تبقى لكُم. ما تبقى لي. حساب البقايا. حساب الموت. حساب الخسارة. ما تبقى لي في العالم كله: ممر من الرمال السوداء, عبّارة بين خسارتين, نفق مسدود من طرفيه. كله مؤجل, كله مؤجل, ثم صفق الباب وخلع نعليه وجلس, كأن البيت بيته, ولو كنت أملك خشبة و شبر أرض لأعدمته, و لكنها لم تقُل شيئاً, وتركتني أمضي دون كلمة نداء واحدة.”
لا أعرف كيف اصفها .. فهى ليست رواية ولا قصة قصيرة وانما هى بين.
انه حامد الهارب الى الاردن .. انه زكريا النتن كما يسميها حامد .. انها مريم المكللة بعارها .
اسلوب غريب فى السرد لما اعهده فى كتابات كنفانى .. ربما تكون النسخة التى قرأتها هى السبب..
يتداخل الابطال فى السرد فينتج عنها ذلك الغموض المحبب .
إن هذا النوع من الكتابة صعب جداً، الكتابة التي تعمد لخلق عالم مختلط يتماهى فيها القلم ليتحدث عن الجميع، بدون فواصل ولا حوار، قد تمر عليك لحظات تقرأ سطوراً عديدة ولا تعرف من الذي يتحدث، هنا غسان اتبع سياسة تغيير حجم الخط ليفصل بين شخصية وأخرى إلا أنّها لم تؤدي العمل المطلوب منها، بالنسبة لي شوشت قراءتي كان يجب أن أشعر بذلك بدون وعي منّي لكنني لم أفعل، للأسف .
ومن هنا لم تعجبني الروايّة، فهمت أن مريم قد تمثل فلسطين، وأن زكريا يمثل العدو وحامد يمثل الفلسطيني، ولكنني لم أشعر بشيء سوى الانزعاج من القراءة، وهذا الأمر أزعجني فعلاً لأنني سبق وقرأت روايتين لغسان "رجال في الشمس" و "أم سعد" وأحببت غسان هناك، لكن هنا لا .. وانزعجت للغاية .
ما تبقى لها ...ما تبقى لكم...ما تبقى لي ... حساب البقايا حساب الخسارة ..حساب الموت ..ما تبقى لي في العالم كله : ممر من الرمال السوداء , عبا��ة بين خسارتين , نفق مسدود من طرفيه
غسان كنفاني 1936 – 1972 هو صحفي وروائي فلسطيني وهو كذلك الناطق باسم الجبهة الشعبية الفلسطينية. ناشط ومناضل فلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني.
هذه الرواية هي ثاني عمل روائي لكنفاني وصدر عام 1966. ولربما يكون أقل أعماله الروائية شعبية رغم أنه المفضل بكل تأكيد لدى النقاد.
تتحدث الرواية عن حكاية حامد وأخته مريم وزكريا.. حيث يتشابه حامد ومريم مع الكاتب بكونهما من يافا ومن حي المنشية بالذات. وكانا قد ��زحا إلى غزة في 1948. تشتت العائلة بسبب الحرب. فالأم تعيش في الأردن بينما الأولاد في غزة. مريم أكبر من حامد بـ 20 عاماً. وقد تربيا على يد خالتهما.
لا بد للقاريء هنا أن يتذكر "الصخب والعنف" – ويليام فوكنر والتي أطلق عليها "رواية الروائيين" ولربما أستطيع أن أطلق على هذه أيضاً رواية الروائيين العرب. فهي تتشابه في التقنية الروائية مع الصخب والعنف. حيث نجد استخدام الأحرف الكبيرة والصغيرة لتمييز تغير الراوي. وكما كان في الصخب والعنف لا يوجد أي شيء آخر يدل على تغيير طريقة السرد عدا تلك الأحرف الكبيرة. وهي ضمن السياق السردي خادعة جداً.
يحاول كنفاني هنا أن يضع توازناً دقيقاً بين سلوك الأخوين فبينما تجد مريم نفسها مضطرة للتعامل مع الخائن "النتن" زكريا.. يجد حامد نفسه مضطراً للتعامل مع جندي من جنود الإحتلال. وهنا نجد الزمن هلامي القوام وذلك الاستخدام المتكرر لاجترار الذكريات وكان السرد معتمداً بشكل كبير على ذلك الإجترار.
إن التقينة السردية ليست الشبه الوحيد بين هذه والصخب والعنف فهناك شبه في الموضوع كذلك. فبينما تطرقت الصخب والعنف إلى شرف أختهم كادي.. التي يكتشف بعد زواجها أنها حامل من رجل آخر.. نجد مريم في هذه تحمل من زكريا في أول لقاء جنسي بينهما والذي لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة. ولتضطر بعدها مريم الزواج من زكريا رغماً عن أنف أخيها حامد الذي لا يطيق زكريا.
وكما اضطر فوكنر لوضع مقدمة تشرح الرواية قبل أن تبدأ الرواية.. فقد وضع كنفاني مقدمة قصيرة يشير إلى موضوع الزمن والسرد بشكل غير مباشر.
وكما أشرتُ في مراجعتي السابقة عن الصخب والعنف إن مثل هذه التقنيات يجعلنا نتساءل عن ماهية الرواية في الأساس ؟ الرواية هي حكاية تروى.. وهذه هي الرواية في أبسط أشكالها. لكن، وكما هو الحال مع كل شيء.. فإن النماذج الفنية دائمة التطور بل إن روجر ألن الناقد الأمريكي والمتخصص في الأدب العربي.. يقول بأن التجديد هو ميزة من ميزات الرواية ومن هنا نستطيع أن نتفهم مدى الإهتمام النقدي بمثل هذه الرواية. لكن، ماذا عن القاريء ؟ من المدهش أن نرى كيف أن اسم الكاتب يضمن أحياناً كثيرة تقييمات عالية حتى وإن لم يتمكن القاريء من فهم الرواية ! وهذا موجود وبكثرة في كافة الأنواع الفنية. ورغم ذلك فإن كون هذه الرواية هي الأقل شعبية لكنفاني فيمكننا الإستنتاج بأن القاريء قد قال كلمته. وليذهب كل نقد إلى الجحيم !
إن القاريء العادي الذي قد يكون قابعاً في المخيم يلعق ذكريات "البلاد" لن يهتم بآراء النقاد. وهو على الأرجح لن يهتم بهذه الرواية لو لم يكن اسم كنفاني عليها.
باختصار، إن هذه الرواية نموذج العمل الفني حين يحاول الكاتب إرضاء النقاد على حساب القراء. وقد يقودنا هذا إلى سؤال مهم: هل من الممكن الموازنة بين إرضاء القراء والنقاد ؟ ولعلي هنا أجيب.. لربما يكون الأهم من إرضاء الإثنين هو إرضاء ذات الكاتب لنفسه وضميره الدافع لكونه كاتباً. وإذا ما توافق هذا مع إرضاء القراء وبعض النقاد.. إذن فليكن.
!جميلةٌ وجميلةٌ جداً، عميقةٌ وعميقةٌ جداً، ولكنّها مختصرةٌ ومختصرةٌ جداً !أبدع كنفاني بصياغتها بأسلوب فريد، لم أقرأ بعمقه يوماً رمزيةٌ متألقةٌ تتطلب تركيزاً أثناء قراءتها، لتحلّق بك إلى هناك... إلى الصحراء لتعيش مع حامد قصته التي لا تنتهي! .وكما في كل كتابات كنفاني تبقى فلسطين حاضرةً، بروحها ومعاناتها عيبها الوحيد أنها مختصرة، لو أكمل كنفاني مع شخصياتها بأحداث أخرى لكانت أغنت الرواية، وزادتها ألقاً وبريقاً
هذا العمل استحوذ حواسي لأكثر من ثلاث ساعات، لم تكن فقط عيني التي تقرأ، بل كانت حواسي كلها تنتفض مع كل كل سطر كأنها تتأرجح في الهواء كجثة عالقة على حبل الموت، يذهب بنا غسان في رحلات سريعة ما بين محطات الزمان والمكان، ويأخذنا في زيارة حسية وصورية للشخصيات بعمق مشهود يلامس ما يزيد حتى عن حواسنا الانسانية. عرفت أن هذا العمل سيحمل على نفس أثر عميق، فبمجرد قراءة الصفحات الأولى وجدت نفسي أشبه حامد في المشهد الذي يغلق فيه غسان الستار على غزة ويفتح أفق الصحراء أمام حامد. "عندها فقط عرف أنه لن يعود. وبعيداً وراءه غابت غزة في ليلها العادي.." تذكرت كل تفاصيل تلك اللحظة في معبر رفح حين تركت غزة متجهًا لصحراء أخرى تشبه صحراء حامد لكن باختلاف طفيف في المكونات. كان نص هذا العمل يتشكل أمامي بتلقائية لمشاهدٍ أتخيلها بشكل سينمائي، أغضب وأحزن وأضحك وأشفق على نفسي وما تبقى من وطني.. انتصر غسان أيضًا للمرأة الفلسطينية ولحريتها ولكونها الأكثر معاناة في ميزان القضية. في معظم الأحيان يختار القارىء أسماء شخصيات روايته ليعبر بها عن رؤيته الشخصية لهذه الشخصية، لذا كان اختياره لاسم مريم يعكس حالة العفة والوقار عند غسان للمرأة بشكل عام وانتفاضة ضد الصور النمطية التقليدية عن المرأة خصوصًا حين يدعي المجتمع زورًا أنها أذنبت. غسان كنفاني لم يكن يكتب بقدر ما كان ينزف في هذا العمل، شعور القهر والحسرة الذي كان فيه كان يبتلعني.. رحل غسان وترك لنا هذا العمل وغيره، كما تركت لنا القضية هواجس العودة والحرية.
ما الذي كنت تعتقده يا حامد المسكين ؟ أن يظل المحراث محرماً علي هذه الأرض الخصبة ؟ أن أصرف حياتي أمام سروالك المعلق ، واستوحي فيها رجلاً من يافا إسمه فتحي كان يحضر بصمت وكبرياء مهراً يليق بإبنة أبي حامد ؟ لقد ضاعت يافا أيها التعيس ، ضاعت ، ضاعت ، وضاع فتحي ، وضاع كل شئ ، في قرائتي الثانية لغسان وأعتقد أنه مؤقتاً أقول أن تلك اعظم رواية قصيرة قرأتها وأن أعلم أن ما ينتظرني في قراءات غسان سيكشف لي عن الأعظم دائماً برع غسان في رسم خطوط الأحداث التي لا تنقطع في السرد ، ولكنها تتقاطع في كلمات وأحداث وشخصيات تتذكر أتخذ من الصحراء والساعة شخصاً في روايته ، بل شخص مؤثر في مسار الأحداث ، شخصاً تتفاعل معه ويؤثر في عاطفتك غسان يكلمنا عن الشتات والعار والضياع والهروب المكلل بالعار أيضاً ، وهو الذي أصاب أبناء أرضه في المحنة غسان لا يضفي بطولة وقدسية علي أحد ، فالظروف تصنع من الإنسان أحياناً بطل وأحياناً خائن كزكريا ، قالوا أن الحرب تظهر أسوأ ما في الإنسان وهذا بالفعل كان محور الاحداث ، الحرب الحرب وما الذي فعلته ، لقد فرقت شمل العائلة وآه لو كانت أمي هنا ، الأم هي الأرض التي فارقها أبناءها وفارقتهم لأشخاص آُخر ، وما الذي أصاب الأبناء بعيداً عن أمهم ، ضعف وعار وشتات وتقطعت الأوصال ، رواية كتبت عن المصير المجهول الذي دائماً ينتظر الخاسرين ، حامد مبتور الشرف في أخته خرج هارباً إلي مصير مجهول ليقف في الصحراء بين المضي قدماً والتراجع لا يعلم ؟ إلي أين يذهب لا يعلم ، هو هارب إلي حضن امه وهو يعلم أنه لن يلقاه ، ومريم التي أنهكتها المحنة والتي تسابق قطار العمر ولا تريد أن تزيد العوانس واحدة ، آه لو كانت أمها في البيت لما وقع ما وقع ، أنها رواية عن الوقت ودقات الساعة التي تحكم الكثير من المصائر المجهولة ، من أين جئنا وإلي أين نمضي ؟
وماذا يتبقى بعد فقدان الوطن ؟ لا شئ، إذا فُقد الوطن فَقد البشر قيمة الحياة ومعناها، دخلوا متاهة الحياة، بصخبه وضجيجها، فيصارعوها وتصارعهم، وتضغطهم إلى درجة الفناء.
المهم: رواية صغيرة كعادة روايات غسان (الذي خطفه الموت باكرًا)، عميقة ومتعاقدة ، مليئة بحوارات البشر و أحداثهم. عمل مشتت على قدر الشتات الفلسطيني، متخذة من البشر مصدر لرمزيته، يتنقل بالأحداث بلا بوصلة محددة، والمطلوب منك أت تتابع ، فقط تتابع وتبني رؤياك. لغة جيدة و شخصيات مرسومة بحبكة ظريفة ولكنها أقل ما قرأت لغسان.
قراءتي الأولى لغسان كنفاني لا يسعني القول إلا أن الرواية وضعتني في ضياع ممتع، أسلوب السرد والشخصيات غريبة ، مشتتة، جاذبة! رواية تحكي عن عائلة من يافا اضطرت الهرب إلى غزة مما أدى لتفكك العائلة وتدور الأحداث الرئيسة حول حامد وأخته ، وكان للأشياء"الساعة والصحراء" دوراً هاماً في سرد الأحداث.
“ممر؛ فوقك تعبر كل الأشياء التي أردتها أن تكون لك و لكنها لن تكون أبدًا لك.”
"ما تبقى لكم. ما تبقى لي. حساب البقايا. حساب الخسارة. حساب الموت. ما تبقى لي في العالم كله: ممر من الرمال السوداء، عبّارة بين خسارتين، نفق مسدود من طرفيه."
ليست بروعة رجال في الشمس و عائد الى حيفا , لم اجد الكثير من غسان كنفاني فيها ربما لانني قرأتها في العمل , و تركيزي متشتت. لكن الفكرة عموماً عميقة و الربط بين مريم و فلسطين , زكريا واسرائيل و النهاية ماهي الا انتصار توج بالخسارة .
أواصل إعادة قراءة غسان كنفاني. بعد 30 عامًا رجعت أبحث في كتبه عن أسراره، لماذا خلدت أعماله، عباراته؟ ولماذا تسبب بقتله كلماته وأفكاره؟ ----
عملٌ روائي لغسان كنفاني. هذا عمله الثاني-تاريخيًا- بعد "رجال في الشمس". لم تحظَ الرواية بشهرة أخواتها. لأنها جاءت رمزية وذات أسلوبٍ سردي مختلف، لم أحبّه ولم أستسغه. في الرواية صاحب بيتٍ وقضية. يغادر بيته مضطرًا، لأنّ أخته (الأرض الخصبة) يخدعها خائن لعين جبان، فتحمل منه، ثمّ يتزوجها رغمًا عن أخيها. أمهما (الأمة العربية) تعيش خارج الحدود، لا تستطيع الدخول إليهما، ولا يستطيعان اللحاق بها. وربما تزوجت غير أبيهما، فهي أرملة ووحيدة. يريد اللحاق بها، فلطالما تمنى أن "لو كانت هنا". في الرواية تصاوير بليغة مذهلة. مثل حديثه عن عقارب الساعة التي يظل أحدها يجري طمعًا باللقاء بالآخر، لكنّه لقاء لحظي عابر لا يطول. وإن طال فتلك علامة موتهما معًا. فيها تلك النظرات الفلسفية العميقة في فهم علاقتنا بالأشياء من حولنا. مثال ذلك قوله (إنها أكبر من أن يحبها أو يكرهها) يقصد الصحراء. لكن (إن لم يكن بمستطاعك كرهها، فهل تستطيع أن تُحبها؟) فيها وصف لنظرات الشهيد الذي يمضي إلى حتفه بسبب الخيانة، نظرات رجل ميت؛ باردة وقاسية وتعلن عن ولادة شبح. وفيها مثل هذا القول الذي يهزّ الحرّ من الأعماق، ويقول أن كنفاني، ما كان له أن يبقى أو يموت مهترئًا على سريره، ليحتمل أن يسمع هذا الكلام عن نفسه. (لماذا يقتلونك أنت؟ تافه آخر، لا بأس من أن يكمل حياته تافهاً ويموت تافهًا...يموت كأن الريح ذوّبت عظامه... ويصير علامة طريق لا ترشد إلا لضياع بلا قرار!) ولا بد من أن أورد هذا القول البديع، والوصف المريع؛ (ممرٌ! فوقك تعبر كل الأشياء التي أردتها أن تكون لك، لكنها لن تكون أبدًا لك!) في ختام الرواية رغبة محمومة في القتل وتفصيل لبشاعته. قتل العدو وقتل الخائن معاً. الأرض تلفظ خبثها والإنسان يقتل عدوه. في الرواية، تبحث أم سالم عن قبره، لأنه ما بقي لها. وكأن العنوان "ما تبقى لكم" يحمل سؤالًا بقدر ما يحمل خبرًا وإشارة.
مُذهلة ومُتعبة ومُشتتة ! قبل أن تقرأ لغسان لابدُ أن تعلم أن كل ما يكتبه غسان هو فلسطين والقضية ؛ هُنا تكمن صعوبة هذه الرواية .. تسألتُ كثيراً أين هي هُنا!؟ ولكن بعد حين وربما بغباء وجدتُها بين كل السطور وجدتها بكل الشتات الذي فيها و في الساعة ودقاتها والصحراء وظُلمتها في الأُم البعيدة وفي تلاشي المكان والزمان.. الساعة والصحراء شخصيات أساسية في الرواية القصيرة هذه ... الشيء المُذهل في هذة السطور هو قدرة غسان على الانتقال من حوار لأخر من شخصية لِأخرى بشكل عجيب ومتداخل ومن دون أي تنويه إلا نقطة وصراعات تُعانيها تلك الشخصية وستُعانيها أنت معها. لكن مرة أخرى النهاية غير متوقعة وغير مُنتهية أصلاً . هي رسالة لنا: ماذا تبقى لنا !؟ .
“إن الصمت لا يكون بلا صوت و إلا لما كان و لما صار بالوسع أن يحس على هذه الصورة الفريدة، المفعمة بالغربة و الوحشة و المجهول .” . . "غسان كنفاني" يجيد العزف على الجروح، وعلى خيبات الأمل. رواية سوداوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. منذ الكلمات الأولى تعلم إن قلبك سوف يتمزق, وبأن روحك سوف تتحطم. كتب لنا "غسان" شخصيات امتزجت بالحسرة, والندم, والانك��ار, والضياع التام. شخصيات هذه الرواية قليلة, ولكنها ثقيلة, ثقيلة للغاية بما تحمل في جعبتها من أحزان أبدية, وصراع نفسي يهشم أحلامها وماضيها ومستقبلها, أن وجد! عبقرية "غسان" في وصف ما لايمكن وصفه, وربطه للأحداث وللشخصيات بأشياء أعمق مما نتخيله. من يقرأ لـ"غسان" يجب أن يستعد في الغرق في بحر مليء بالأوجاع، والانكسار... والأنتصار المر. . . “ما تبقى لها. ما تبقى لكُم. ما تبقى لي. حساب البقايا. حساب الموت. حساب الخسارة. ما تبقى لي في العالم كله: ممر من الرمال السوداء, عبّارة بين خسارتين, ونفق مسدود من طرفيه.”
مبدايًا نسخة الدار الزبالة دي لا أرشحها لأحد و كذلك أي دار نشر من بتوع الأزبكية او جامع الأزهر لأنهم مش عارفين هما بيهببوا ايه بيحاولوا يعملوا فلوس بس و خلاص. غسان كان عايز ينقل بين شخصياته بأنه يخلي أول حرف في النقل يكون مظلل طبعًا الحمار اللي أعاد كتابه الرواية عشان تنشرها الدار الزفت بيكتب و خلاص مش مركز الكاتب بيقول ايه و دي اوسخ حاجة في دور النشر دي اللي أغلبها دور نشر دينية ملهمش في الأدب اصلًا ولا يفهموا فيه يا اما دور نشر بتوع شوية ناس مش متعلمين حتي ولا بيقرأوا بس داخلين في بزنس نشر الأصلي عن طريق المضروب خليكم في المضروب بكرامتكم احسن بيجبلنا كتب حلوة و الله. المهم بديل لفكرة الكاتب كان انك تفصل بين كل شخصية و شخصية مع انها ينفع تتقرأ كده لو كان نية الكاتب الاصلية انه كمان ميحطش فواصل بس كانت هتبقي اصعب نسخة في قراءتها و هي دي النسخة اللي قرأتها كنت بنقل بين الشخصيات و نجحت في ده جدًا بس انا متعود علي قراءة حاجات أصعب غسان عمره ما كان صعب و عشان كده واصل لقراء كثير و قراء كثير بيحبوه. الرواية جميلة جدًا كان نفسي أتكلم عن إنطباعي عنها بس أنا كنت كتبت الريفيو من كام يوم في فايل و نسيت دلوقتي حالًا و مسحته أبطال الرواية حامد و مريم و زكريا النتن و الساعة و الصحراء رواية بتتكلم عن كسرة قلب حامد جشع و دناءة زكريا غباء و شبق مريم و خسارتها لكل حاجة بعد ما كانت بتحاول توصل لحاجة بسيطة جدًا من حقها بس حاولت توصلها بطريقة غلط و مع شخص نتن. الساعة صوتها بيطاردنا طول الرواية و الصحراء رفيق حامد الأخير. رواية عذبة و بسيطة من روايات غسان إستمتعت بقراءتها حتي لو قرأتها علي مرتين بينهم اكثر من اسبوع.
"ما تبقى لكم" هي روايتي الثالثة لغسان كنفاني بعد "عائد الي حيفا" و "رجال في الشمس".
ومراعاةً لمصداقية نقدي، يجب عليّ أن أخبركم أنني من محبي كنفاني وأنني على استعدادٍ دائمٍ لخوض غمار المغامرة على قوارب كلماته حتى حين يبدو للناظر البعيد أنها رواية خاسرة لا محال.
وهذا بالتحديد ما يواجهه أي قارئٍ يَطرُقُ باب هذا الكتاب. "في ما تبقى لكم" يخوض كنفاني مغامرةً جديدة مع روايةٍ لم أقرأ لأسلوبها مثالاً من قبل. وهذا لا ينفي وجود المثال لكنني شخصياً عايشت في هذه الرواية نوعاً جديداً مشوقاً.
شخصيات كنفاني الخمسة في "ما تبقى لكم" تتداخل زمانياً معاً. بعض المقاطع والتعابير تُقالُ في اللحظة عينها من أكثر من شخصية ويبقى لنا كقراء أن نستمتع بغرابتها، وما يجعل الأمر أكثر تعيقداً هو أن هذه المقاطع نفسها هي الفاصل بين شخصية وأخرى.
لشخصيات كنفاني الخمس رموزٌ وأبعاد يمكن إسقاطها بسهولة على النكبة والقضية والهزيمة، ولكن يبقى أجملها شخصية الساعة التي ترمز الي الوقت وأهميته في تحديد مصير القضية الفلسطينية.
قد يعتقد البعض أن كنفاني لم يقدم أي جديدٍ في هذا العمل، لكنني أصرّ على أن كنفاني كان كاتباٌ لقضيةٍ خصص لها كل ذاته ولهذا حقّه علينا أن نتقبل اعادته المستمرة لها.
"ما تبقى لكم" رحلةٌ جميلة ذكية ينقصها بعض الاحساس الذي لا أظنه جفّ عند كنفاني لكنني أعتقد أن القالب الذي وُضِعت فيه الرواية أتى ليحاكي العقل لا العواطف.
مملة للغاية والأسلوب معقد ومتداخل بطريقة مضجرة تجد الحديث يجرى على لسان احد الشخصيات ثم فجأة وبدون مقدمات وفى نفس ذات السطر يتحول الحديث على لسان شخصية أخرى وتتوه أنت ��ى المنتصف وتسأل نفسك .. من المتحدث الآن ؟!! والقصة حتى الصفحة اال 50 تفتقد للحبكة ومكررة تتكلم عن حامد الاخ الذى يخاف على أخته مريم الأكبر منه بسنوات ويحميها حتى من نظرات الناس منذ أن كان صبياً وتولى رعايتها بعد وفاة أمه وابيه فكان لها الاخ والأب رغم أنه اصغر منها وتدور الأيام وتقع فى الخطيئة مع زكريا الذى كان أحد أفراد المقاومة مع حامد وتحمل منه ويتزوجها ليوارى العار وبعد هذه المصيبه يقرر حامد أن يهجر أخته ويسافر الى الاردن عبر الصحراء فيلم عربى قديم أليس كذلك ؟ للاسف لم أكملها ولا أهتم بمعرفة نهايتها باختصاار لم أشعر أن هذا هو غسان كنفانى سأعطيها نجمتين لأننى لم أنهيها وربما أعجبتنى نهايتهااذا قررت ان اعيد قرائتها فيما بعد
من الظريف ان تجد (بعد أن تظن بنفسك الغباء) أن غسان كنفاني يعتذر عن هذه الرواية، فيقول انها كتبت للنقاد لا للقارئ العادي، تداخلات لشخصيات قد تخرج تماماً من المفهوم الذي نعرفه(كالساعة والصحراء) تتداخل ما بينها لتبرز معانات رجل يرحل بعيداً عن واقعه الذي (كساه العار... القصة تحتاج لتركيز شديد لتداخل الشخصيات بطريقة مطبقة للأذهان، تزدحم القصة بالتشبيهات العبقرية، والرمزية التي عودنا غسان كنفاني عليها
Kanafani is the most emotional writer I have ever come across. His descriptions are so vivid, and so empathy-evoking, that you cannot be unmoved reading it.
The narrative style of the title story is very experimental and at times slightly confusing, but never distracting from the story, and the voice of the desert adds an rare dimension to the tale. The other stories in the collection aren't as palestine-centric as Men in the Sun or The Land of Sad Oranges, but nevertheless transports you to the Middle-east that he knew, among the troubles and suffering of common men and women, and reflecting his compassion for their struggles.
I would recommend it to any fan of literature, particularly resistance or middle-eastern; your bookshelf is not complete without it.