ثوابت وأركان من أجل خيار حضارة أخرى ~~~ الكتاب من ثلاثة محاور أساسية.. * المحور الأول عنوانه "وجهٌ آخر للصراع"، يطرح في فصليه فكرة أن الصراع الحالي ليس صراعًا عسكريًا بالضرورة، بل هو حضاري ثقافي وقيمي في أساسه.. في الفصل الأول من هذا المحور، "دينٌ جديد"، يناقش فكرة أن أمريكا أصبحت بمثابة دينٍ جديدٍ يغزو العالم بأفكاره ومعتقداته ونمط حياته أكثر منها مجرد دولةٍ إمبراطوريةٍ عظمى كسالف الدول التي سادت العالم سابقـًا. لبُّ هذا الدين الجديد وأساسه المتين يرتكز على فكرة الحلم الأمريكي: الرفاهة والترف، والعيش في فردوس السلع الأرضية. في الفصل الثاني، "سيناريو الفقدان وخطة الاستعادة"، يربط الكتاب بين الحلم الأمريكي الذي اجتاح العالم، وبين محاولات الإنسان العودة إلى الفردوس منذ خروجه منه، عبر تكوين فردوسٍ أرضيٍّ، وهي الرحلة التي ابتدأت بآدم خروجًا، وبإبراهيم بحثًا، وبسيدنا محمدٍ (ص) انتهاءً، وهو يقلب وجهه بين مختلف الوجهات. المحور الثاني من الكتاب "ثوابت الأركان"، يناقش ثوابت الفردوس الأمريكي الخمسة: المادية، الفردية، الاقتصاد الحر، الاستهلاك، العيش في الحاضر (الآن وهنا), ويحاول أن يقارن ويمايز بينها وبين ثوابتنا وأركاننا: هل يمكن لهذه الثوابت أن تتأسلم وتشهر إسلامها بمجرد وضعنا لشعاراتٍ إسلاميةٍ عليها؟ أم أن الفرق والتمايز بينهما أبعد من ذلك بكثير؟ ينتهي المحور الثالث باستشرافٍ لضرورة وجود بديلٍ للأفكار التقليدية السائدة التي انتهت مدة فعاليتها وصلاحيتها، دون أن يعني ذلك أبدًا أن يكون البديل نسخةً مستعارةً من فردوسٍ أمريكي، حتى لو كان هذا الفردوس واقعًا حقيقيًا عندهم.
~~~
الإهداء --- إهداء من نوع خاص جدًا... أُهدي هذا الكتاب إلى القناص الامريكي الذي قتل -بدم بارد- الخالة "منى عبد الهادي العبيدي" وزوجها الدكتور "أحمد الراوي"، وخمس وعشرين شخصًا آخرين من المدنيين، تصادف أنهم مَرّوا من أمام مكمنه على مشارف مدينة "الرمادي" ظهيرة يوم الرابع عشر من تموز 2004م.. بدلاً من رصاصات مماثلة كالتي أطلقها عليهم، أُهدي هذا الكتاب إليه وإلى كل زملائه الآخرين.. أُهديه إليه، وإلى دقته في التصويب: رصاصة واحدة فقط على رأس زوجها.. وتسلية بإطلاقه بضعة عشر رصاصة عليها.. أُهديه إلى القيم التي دفعت به إلى هنا.. وإلى رأسه الفارغ إلا من نظرته المحددة سلفًا لكل الأمور.. وإلى حضارة الرجل الأبيض التي جاء لينوب عنها.. وإلى ثقافة البوب كورن التي جاء لينشرها.. أُهديه إليه، عندما يعود إلى بلاده.. سواء بكفن، أو على عكازة أو عكازتين.. أو سالمًا يمشي على قدميه.. وأُهديه إليه، عندما يحتضن زوجته وأولاده، ويجلس بينهم؛ بينما يحكي بطولاته مع أولئك المتوحشين -الذين هم نـحن-.. ورسالته التي أدّاها في جَرّنا إلى درب الحضارة.. لقد أدّى قسطه للعلى في حوار الحضارات، الذي يتحدثون عنه.. كانت تلك الرصاصات المنفلقة هي سطوره التي أدّاها بشكل عملي.. أبلغ وأكثر تأثيرًا من كل الأقوال! هذا الكتاب هو ردي عليه، وهو سطوري أنا في ذلك الحوار.. و كما كان هو دقيقــًا في التصويب، آمل أن أكون أكثر دقة.. ~ د. أحمد
أحمد خيري العمري باحث وكاتب وروائي مهتم بفكر التجديد والتنوير مع الحفاظ على الثوابت، ولد في بغداد عام 1970 لأسرة موصلية الجذور تخرَّج من كلية طب الأسنان جامعة بغداد عام 1993 متزوِّج وله من الأولاد "زين العابدين"، "آمنة"، "أروى" و"لميس" أصدر كتابه الأول البوصلة القرآنية في عام 2003 له الآن عشرين عنوانًا مطبوعًا غير المقالات المنشورة. أشهر مؤلفاته: اليوصلة القرآنية، شيفرة بلال، ليطمئن عقلي، كريسماس في مكة، استرداد عمر، وسلسلة كيمياء الصلاة صفحته على الفيس بوك: www.facebook.com/Ahmed.Khairi.Alomari كما قدم عدة برامج مرئية مثل " لا نأسف على الإزعاج" و" سبع دقائق لتغيير العالم" و" أنتي إلحاد". أعماله حسب التسلسل الزمني للصدور :
1.البوصلة القرآنية 2003 (عشر طبعات) 2. ليلة سقوط بغداد 2003 ( 5 طبعات). 3.سلسلة ضوء في المجرة (2005) (خمس طبعات) بستة عناوين 4.الفردوس المستعار والفردوس المستعاد 2006 (4 طبعات) 5.أبي اسمه إبراهيم (رواية) 2007 (3 طبعات) 6.سلسلة كيمياء الصلاة 2008 بستة عناوين (20 طبعة) 7. ألواح ودسر : رواية فانتازية ( خمس طبعات ) 8.استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة 2013 (18 طبعة) 9. سيرة خليفة قادم (قراءة عقائدية في بيان الولادة) 2013 5 طبعات 10.طوفان محمد صلى الله عليه وسلم (حزيران 2014) 3 طبعات. 11- القرآن لفجر آخر مارس 2015 (4 طبعات). 12. لا نأسف على الإزعاج 2015 4 طبعات 13. رواية (شيفرة بلال) ديمسبر 2016 40 طبعة 14 السيرة مستمرة 2018 15. ليطمئن عقلي ( الإيمان من جديد بمواجهة إلحاد جديد) 2019 16. كريسماس في مكة ( رواية) 2019 17- القرآن نسخة شخصية 2020 18- بيت خالتي ( رواية ) 2020 19- الخطة السرية لإنقاذ البشرية 2021. ( رواية). 20- لا شيء بالصدفة : العلاقة الممكنة بين الإيمان ونظرية التطور 2021. 21- نقش الحجر: قراءة شخصية في جزء عمّ 2023.
الأمور لا تبدو على ما يرام حينما تقرأ " للعمري " هي يجب أن لا تكون على ما يرام أيضاً ، إنكَ كائن جنيني وأنتَ تقرأ له ، تصبج ناضجاً وواعياً بمَ يكفي بعد أن تنتهي منه ، لكنكَ لن تكون واعياً بأي شيء ، بل بحقيقة الأشياء .. بالبُعد الثالث منها ، البُعد الذي لم تسمع به من قبل ، سيصدمك ، يهزك ، يفتت قناعاتك السابقة ، أنتَ ستصبح كائناً جديداً كُلياً بإختصار
الشهادة ، الصلاة ، الزكاة ، الصيام ، الحج .. أركننا الخمسة صحيح ؟ أنتَ وأنا نعرفها ، كُل مسلم يجب ُ أن يعرفها ، لكن العُمري يفاجئك بحقيقة واحدة ، مقنعة ، منطقية : أنتَ لا تعرفُ شيئاً أبداً ، أصبحت الأركان لفرط إستهلاكها هشة ، خاوية ، لا تحوي أي شيء يعنينا ، إننا نقوم بها لأننا يجب أن نفعل ذلك ! ألم تردد حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه في طفولتك ، ألم تصرخ به بملئ فيّك ، لقد فعلت بالطبع
سيبهرك بالكم الهائل من المعاني الجديدة ، العميقة لكل ركنٍ منها ، سيخبركَ بأنهم الخيار الآخر للحضارة ، الحضارة البديلة ، حضارة لا تأخذ من أمريكا محاسنها وتترك مساوئها ظناً بأن هذا هو الخيار ، حضارة لا تأخذ من الإسلام سوى ما يناسبها ، حضارة تضع الإسلام في قوالب جاهزة مُسبقاً ، غافلة عن أن الإسلام وُجد ليكون القالب !
نعم نعم حضاارة جديدة ، وخيار بديل ، لا يشبه أي شيء آخر عرفته ، كان يفاجئني ، كنت أظن بأنني أعرف فعلاً ما سيقوله في أي موضوع من المواضيع ، لكنه أبداً لا يفعل ، لا يفعل ، كان لديه طرح مختلف وإستثنائي ليقدمه ، طرح يجب أن يُقرأ ، يطبق !
غمرني الكِتاب لمعلومات لم أكن قد عرفتها عن المادية ، الفردية ، البرغماتية ، الرأسمالية ، .. إلخ من ثوابت حضارة أمريكا الخاوية .. كُل هذا كان دافعاً / حافزاً حقيقياً حتى لا أشعر بالملل ، الضجر ، التكرار .
سعيدة لأنني بدأت به عامي الجديد ، سعيدة بهذا فعلاً :)
قد كان من الممكن أن أعتبر هذا الكتاب رواية الدكتور العمري الشخصية -والشخصية جدا - عن الحضارة الأميركية لو لا أنه تحرى ذكر المصادر والمراجع في كل فكرة وبعد كل إحصائية .. لا أنكر أن بعض الحقائق عسيرة الهضم ،و أنها دفعتني للتحري والبحث هنا وهناك حتى أتأكد من صحتها ، لكني في كل مرة لم أجد شيئا يناقض المذكور !
يقوم الدكتور العمري بمقارنة القيم و الثوابت الفكرية بين حضارتين ، الأولى هي الحضارة الأميركية والتي أطلق عليها مجازا (الفردوس المستعار) والثانية هي الحضارة الإسلامية القائمة على المنهج القرآني تحت مسمى ( الفردوس المستعاد) . المقارنة كانت بين الأركان الخمس التي تقوم عليها كل من الحضارتين : الركن الأول : الشهادة في الإسلام والتي في جوهرها تعني الإيمان بالغيب ويقابلها في الحضارة الأميركية المادية. الركن الثاني : الصلاة والتي تعني ذوبان الفرد ضمن الجماعة ، وتقابلها الفردية. الركن الثالث : الزكاة والتي تضمن التوازن بين الأغنياء والفقراء ، وتقابلها الرأسمالية أو الاقتصاد الحر . الركن الرابع : الصيام والذي هو انقطاع عن الاستهلاك ، مقابل الحياة الاستهلاكية . الركن الخامس : الحج الذي يعزز المفهوم الزمني والتاريخي عند المسلم ، مقارنة بمبدأ (الآن وهنــا ) .
فكرة الكتاب تعتمد على أن (القيم السلوكية ) أو القيم الظاهرية و التي يروّج لها على أنها لب حضارة ما، إنما هي ناتج من نتائج تفاعل (القيم المحركة ) التي تحرض السلوك العام و المسئولة عن الشكل النهائي لسائر الحضارات . ولذلك فإذا أردنا البحث في أي حضارة علينا أن نتوجه نحو المصدر العميق ، أي نحو القيم المحركة .وعليه فإن النظرة السائدة عندنا وهي أن (( قيم المجتمع الغربي هي قيم إسلامية في أصلها لكن الغربيين لا يدركون ذلك )) ، هي نظرة مغلوطة إذا ما بحثنا قليلا في العمق ، ذلك أننا والغرب على طرفي نقيض فيما يتعلق بالقيم المحركة أي القيم الجوهرية التي أسست لكل من الحضارتين .
يصل في نهاية الكتاب إلى أن ثقافة السلاح ليست هي الحل في مواجهة المد الحضاري الأميركي ، لكن الحل يكمن في إنشاء حضارة بديلة هي في مضمونها عودة نحو ثوابتنا الفكرية المقررة في النهج القرآني وتحويلها إلى واقع معاش، وإنشاء مشروع حضاري حقيقي منافس .
حرص الكاتب على دعم رؤيته بكثير من الإحصائيات والمقالات والأدلة الاجتماعية والعلمية والتاريخية مما جعل الكتاب يعطي نظرة شمولية إلى حد ما . لكنها بالطبع ليست محايدة فهي تعبر عن رؤيته و قراءته لهذه المعطيات ، وهو أمر لنا أن نعجب به أو ننقده . أما بالنسبة (( للمبالغة أو التحامل على الحضارة الأميركية ))، فهذا يعزى إلى اللغة ( العمرية ) كما تعودناها ، بانفعاليتها ، صراحتها و وضوحها المستمد من القراءة الدقيقة و البحث المتعمق في جوهر الشريعة القرآنية . لكني لم ألحظ وجود أفكار متحاملة وإنما عبارات أدبية قوية و أسلوب بلاغي فقط ، هذه العبارات الأدبية المبالغ فيها أحيانا كنت أفضل غيابها لأنها لم تخدم الفكرة كثيرا وإنما أطالت على القارئ و شتتته في بعض الأحيان ، وخاصة في فصل (سيناريو الفقدان و خطة الاستعادة ) .
كتاب مهم جدا سلط الضوء على ضعف ومضاعفة الانتماء الذي نعيشه بين حضارتين تختلفان كل الاختلاف ، أضاف لي الكثير و نبهني على عمق لم أدرك وجوده أصلا, أنصح به وبشدة .
"وهكذا نحن.. اذا علمنا بسرطان أمتنا وأمراضها الخبيثة نستطيع استخلاصها والتخلص منها...... فإن التجربة التي لا تقتلك تقويك" عندما تقرأ للعمري ضع في اعتبارك انك ستمر بمحطتين اساسيتين أثناء القراءة والتي يمكن أن نطلق عليهم " ثنائية الهدم والبناء" نعم سيتم هدم معتقدات ورواسخ وأفكار جعلتنا نفقد هويتنا العربية الإسلامية لنبدأ بعدها عملية البناء واستعادة الرؤية الصحيحة للواقع الذي حولنا وكيفية التعامل معه وفي الحقيقة "العمري" بارع في هذه النقطة كتاب الفردوس المستعار والفردوس المستعاد تم نشره عام 2006 ولم اقرآه الا في عام 2022 ولكي أكون صادقا كنت حزينا انه في مكتبتي ولم أقرآه طوال هذه السنوات.. يتحدث الدكتور أحمد خيري العمري عن الحضارة الإسلامية المفقودة والحضارة التي جاءت لتشغل فراغها، وهي الحضارة الأمريكية المادية المبهرة في أول أمرها، ليقارن بين قيم وثوابت الأركان العميقة التي تقوم عليها كل من الحضارتين: “الفردوس المستعار” حسبما سمّى الحضارة الأمريكية، و”الفردوس المستعاد” للحضارة الإسلامية. يرى الكاتب أن دخول أمريكا للعالم العربي لم يكن بالسلاح، فدخولها الثقافي سبق تدخلها العسكري بعقود طويلة، يقول “كانت أمريكا قد دخلت إلى رؤوسهم من زمن بعيد، بعيد جدًا، وسارت فيهم مسرى الدم”، وهو أمر سهّلته الصورة البراقة الزاهية التي تصلنا عن أمريكا، مقابل الواقع العربي البائس والمحبط على كافة الصعد. يقسم الكتاب إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها بعنوان “وجه آخر للمواجهة”، وفيه يشخّص السرطان الذي أصيبت به الأمة الإسلامية، ويؤكد على أن مواجهة هذه الحقيقية وتشخصيها هي بداية علاجها.
“ثوابت وأركان” هو ثاني المحاور، وتندرج تحته خمسة ثوابت “للفردوس المستعار” الأمريكي، مقابل أركان “الفردوس المستعاد” الإسلامي. وفيه يبحث حول فكرة كثر الحديث عنها إعلاميًا، فهل يمكن للثوابت الغربية أن تتأسلم بمجرد وضع شعاراتٍ إسلاميةٍ عليها؟ أم أن الفرق والتمايز بينهما أبعد من ذلك؟
ويختتم الكتاب بمحور “خاتمة ومن بعدها البداية”.
الكتاب من أفضل كتب العمري يحتاج إلي قراءة بتركيز فهو ملئ بالمعلومات و وجهات النظر وأساليب التحليل كعادة اسلوب العمري.. بالإضافة الي كبر حجمه نسبيا ولكن للحقيقة اذا كان بإمكاني ان اهدي كل صديق لي كتابا يفيده لن اتردد في إهداء كتاب "الفردوس المستعار والفردوس المستعاد" ينصح به وبشدة 22/ 8 / 2022
أفضل كتاب قراته في عام 2011. فتح الكتاب عيناي على الكثير من الأشياء التي قد لا نفكر فيها لكثرة تعودنا على وجودها. بعد قراءتي للكتاب اتخذت قرارين لم استطع التقيد بأي منهما حتى الآن: الأول أن أقفل التلفاز والثاني أن أقاطع الأسواق. نسختي من الكتاب ما زالت تدور في فلك ما، لذا ما زلت أؤجل تعليقي حتى إشعار آخر. أنصح الجميع بقراءته قبل ان ينتهي العالم بشكله الحالي (كما تقول الأسطورة الماوية أنه بنهاية هذا العام ستبدأ دورة حياة جديدة للأرض)
"فعندما أبحرنا في ثوابت الفردوس المستعار ازددنا فهمنا لثوابتنا". يغوص الدكتور في ثوابت الحضارة الأمريكية يحلل، يفسر، ويستعين بعشرات المراجع، لنزيح عن عيوننا الانبهار بالتجربة الأمريكية، يجرد هذه الثوابت من شكلها المغري ليصل إلى العمق، يقارن هذه الثوابت المبهرة بثوابت الدين الإسلامي الذي قمنا بتسطيحه إلى مجموعة من الشعائر والطقوس بمعزل عن معانيها ومقاصدها. " خمسة مقابل خمسة الشهادة التي تعني الإيمان بالغيب، كانت الثابت الأول ضد المادية. الصلاة التي تعني ذوبان الفرد في الجماعة، كانت الثابت الثاني ضد الفردية. الزكاة التي تعني التدخل من أجل إحداث التوازن بين الفقراء والأثرياء، هي الثابت الثالث مقابل رأسمالية عدم التدخل وترك السوق كما هو وترك العرض والطلب ينظمان الأمر. الصيام الذي هو الانقطاع عن الاستهلاك، هو الثابت الرابع، مقابل الاستهلاك بلا حدود الذي صار ركيزة اساسية من ركائز حضارة السلع الاستهلاكية. والآخرة الممثلة بالحج هي الثابت الخامس، مقابل حضارة( الآن وهنا) وحضارة إلغاء التاريخ، وحضارة الانغماس بالمتع الجسدية".
وصلني هذا الكتاب هدية من صديقتين جميلتين - ايمان وبث��نة أجمل مافي الموضوع أني قرأته وأنا لا أعلم عن ماذا يتحدث بالضبط أو كيف سيسير الكتاب.. لذلك لم أفقد عنصر المفاجأة أثناء قرائتي الكتاب
أولا عندما قرأت الإهداء بدأت دموعي تعرف طريقها للأسفل ! لا أعرف لماذا لكن الخطاب في الإهداء جدا أثر بي ، يقول: أهدي هذا الكتاب إلى القناص الأمريكي الذي قتل -بدم بارد- الخالة منى عبد الهادي و زوجها الدكتور أحمد الراوي.. وخمسة وعشرين شخصا آخرين من المدنيين تصادف أنهم مروا من أمام مكمنه على مشارف مدينة الرمادي.. بدلا من رصاصات مماثلة كالتي أطلقها عليهم أهدي هذا الكتاب إليه.. وإلى زملائه الآخرين.. أهديه إلى القيم التي دفعت به إلى هنا وإلى رأسه الفارغ إلا من نظرته المحددة سلفا لكل الأمور "
بكيت كثيرا عندما تخيلت فقط مجرد تخيل كم من الموارد البشرية التي قتلت بدم بارد في العراق على يد الجيش الأمريكي..لعلي تلمست الصدق أكثره في هذا الإهداء الذي لايتعدى صفحة ونصف الصفحة..
من جملة "القيم التي دفعت به إلى هنا " عرفت أني على موعد مع "فصفصة " و "شرشحة " القيم الأمريكية .. وعلى موعد مع طريقة أستاذي أحمد الخاصة في تحليل الأمور وربطها واستفزاز عقلك للتفكير من جديد في الأمور.
يحتوي الكتاب على ثلاثة محاور المحور الأول : وجه آخر للمواجهة وفيه يوضح كيف أن مانحن فيه أصبح سرطان وكشفه أول عملية لعلاجه وقد كتب كلام جميل بهذا الخصوص ثم تحدث في فصلين : دين جديد سيناريو الفقدان و خطة الاستعادة
ثم المحور الثاني: ثوابت وأركان ويندرج تحتها خمسة ثوابت مستعادة مقابل خمسة ثوابت مستعارة
ثم المحور الثالث: خاتمة وما بعدها البداية
يتحدث الكتاب عن حضارتنا المفقودة والحضارة التي جاءت لتشغل فراغنا وهي الحضارة الأمريكية المادية المبهرة في أول أمرها.. يتحدث عن ثوابت فردوسنا مقابل ثوابت فردوس الحضارة الأمريكية.. ثابت مقابل ثابت
"خمسة مقابل خمسة : خمسة أركان و ثوابت مقابل خمسة أركات وثوابت.. الشهادة التي تعني الإيمان بالغيب ضد ثابت المادية الصلاة التي تعني ذوبان الفرد داخل الجماعة ضد ثابت الفردية الأساسي والهم في تكوينهم الحضاري الزكاة التي تعني التدخل من إجل إحداث توازن بين الفقراء والأغنياء مقابل الرأسمالية الصيام الذي هو انقطاع الاستهلاك ضذ الاستهلاك بلا حدود الذي صار ركيزة من ركائز حضارتهم الآخرة مفهومها الزمني التاريخي الممثلة بالحج مقابل حضارة ( الآن وهنا ) وحضارة إلغاء التاريخ والانغماس بالمتع الجسدية
في هذا الكتاب معلومات استفزازية أحيانا ،، وأحيانا مبالغات وأحيانا واقع !! وأحيانا واقع عُمينا عنه بإدارتنا أو بغيرها.. وأحيانا أخرى صدمات.. وأحيانا أخرى تحليلات لتسهل لعقلك الدخول والانخراط في حضارة أبقى وأرقى هي حضارة فردوسنا المستعاد
كعادة العمري يربط الأمور ويرجع لأصولها ليذهلك "بالمعنى الحرفي لكلمة يذهلك" بما يستنتجه - حتى وإن لم تكن توافقه -ويذهلك بربطه وتعمقه في الأمور وعدم انجذابه للسطحيات وإنما مهنته استخلاص مافي العمق من كل الأمور..
لا أستطيع وصف شعوري حينما تحدث عن الصيام وتعمق فيه لحين خلص أنه ثابت ليحمينا من الاستهلاك ويعودنا على ضبط النفس من جميع النواحي.. كما لا أخفي إعجابي بتفكيره في رحلة ابراهيم عليه السلام مقابل رحلة آدم والبعد التاريخي للرحلة وأثره في الفردوس المستعاد.. وارتباط الحج بعمق تاريخي هو ذاته هذا العمق الذي يصنع مستقبل..
هناك أشياء ذكرها عن الحضارة الأمريكية لم تزد هذه الحضارة إلا بشاعة في عيني وخصوصا قضية الاستهلاك.. كما يقول دكتوري الراحل عبد الوهاب المسيري..إن عدونا ليس سواه.. الاستهلاك والامبريالية.. مع كلام العمري ستفهم هذا التعبير الموجز بشيء من التفصيل ومزيد من الإقناع..
ماجعلني أحسم نجمة - بشكل شخصي - هو الحديث الزائد عن بعض الأمور -بل كثير منها - ولو عاد الأمر لي لاختصرت الكتاب ولبقي أفضل إن كان واقعا في ٣٠٠ صفحة لا أكثر.. أرى أنه يحتاج لبعض الاختصارات لأن الكتاب يحتوي على تفاصيل لم أشعر بأهميتها في كثير من الأجزاء + " مط " الكلام والموضوع والجمل مما جلعني أكتفي بقدر معين من الصفحات كل يوم وأنا التي تتناول كتب الدكتور أحمد في أقل من ساعتين
أيضا أجد هناك بعض المبالغات -والتي قد لايجدها غيري مبالغات بمعنى الكلمة-.. لكني لا أعلم شعرت بذلك حينما يتم التركيز بشدة واضحة على الجوانب السلبية من قيمة من قيم الحضارة الأمريكية
أيضا أجد هناك اهتمام زائد بنظرية نهاية التاريخ .. وعلي حد علمي أن فرانسيس فوكوياما تراجع عنها.. فأعتقد مناقشتها كأنها قائمة قد يعطي الموضوع بعضا من الضعف لأن مؤلف هذه النظرية قد تراجع هنا.
نهاية.. أنا من أشد الناصحين بهذا الكتاب .. على رغم بعض ملاحظاتي إلا أن هذا الكتاب قد يوقظ فيك بعض الأمور التي كنت نائما عنها.. بإمكانك قفز الكثير من الصفحات حالما تشعر بالإطالة في ذات الموضوع إن كنت لاتملك وقت.. أيضا أنصح بإهدائه لكل منبهر لايرى في حضارة الغرب وأمريكا إلا الحسنات والجمال
” ستعرفُ أنك قرأت كتاباً جيداً عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقاً د / بهجت سمعان
ملخص رأيي في الكتاب:يجب أن يدرس لطلبة المدارس كمقرر دراسي؛وهو ما اقترحه الدكتور محمد عباس أيضًا... الكتاب رااائع ومميز بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ... يتحدث الكتاب عن المعاناة التي نعانيها من جراء نموذج الحياة الأميريكية الطاحنة-بالأرقام-؛وكيفية استلهام ثوابت راسخة لمقاومته من قصة أبينا ابراهيم عليه السلام في القرآن ومن أركان ديننا؛بعيدًا عن المدرسة الدينية التقليدية لفقهاء السلطان... كتاب ديني سياسي اجتماعي واضح بعيد عن غموض الفلسفة؛يقع في 600 صفحة بأكثر من 200 مرجع... وأستغرب أن لم ينل نصيبه من الشهرة التي يستحقها؛ربما...لسباحته ضد التيار... بعد قراءته كنسخة اليكترونية؛عزمت على شراء العديد من النسخ الميكانيكية وتوزيعها على محبي القراءة من أصدقائي...
قبل قراءة الكتاب كان لدي العديد من الأفكار و النظريات و التأملات و الاستنتاجات المبعثرة هنا و هناك , قام الدكتور العمري بترتيبها بشكل منظم و متسق و سد الثغرات هنا و بيان أصل الفكرة هناك حتى أصبحت الصورة كاملة !
الكاتب يطرح قضايا فكرية كبرى , عن الانتماء و الهوية و بناء الحضارة و صراع الحضارات و العولمة , أفكار اعتاد المفكرون من أبراجهم العاجية افراغها في كلمات رنانة لا يمكن للإنسان العادي فهمها و من ثم ادراكها . الكاتب هنا بسط النظريات و استخدم كلمات " كل يوم " و استند الى تشبيهات معروفة و مطروقة و تلامس وجدان الانسان العادي بالتالي يمكنه اعتناقها و من ثم احداث التغيير .
يضع الدكتور العمري أميركا , و الذي سماها مجازا الفردوس المستعار , تحت المجهر . الفردوس المستعار الذي يسعى لاحتلال راسك قبل بيتك و استنزاف قيمك قبل ثرواتك . يتضح أن الانارة الشديدة المسلطة على المجتمع الأميركي ليظهر كلوحة شديدة الابهار , تمنع رؤية الحقيقة و تخفي تحتها ألاف القيم التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون مفردات لبناء المجتمع المتوازن . لا مجال لأن تشهر بعض القيم اسلامها , الأهم ليس ظاهر القيمة , بل دافعها و محركها .
على الطرف الأخر يرسم الدكتور العمري الخطوط العريضة للمجتمع الاسلامي , كما يجب أن يكون لا كما هو الان , و الذي سماه مجازاً الفردوس المستعاد . وفق نظريته المجتمع الاسلامي كالأواني المستطرقة ما يؤثر على فرد يؤثر حتماً على بقية المجتمع , سلباً أو ايجاباً . انه كلوحة متكاملة , بألوان متعددة مختلفة و لكنها متجانسة و متناسقة . و كي يكون المجتمع متوازناً لا يمكن أن تكون الألوان متفردة و بدون رتوش . تعديل الألوان قبل استخدامها في اللوحة سيجعلها متكاملة و متسقة , و هذه هي وظيفة الحرام أو الحلال .
هذا من أحد المقاطع المفضلة لدي و التي تشرح فلسفة الكتاب ببضعة سطور
" لم يصح الغربيون ذات يوم في القرون الوسطى ليقرروا أن عليهم احترام الوقت وتقدير العمل والحرية الشخصية ؛ الأمر أعقد وأطول وأصعب من ذلك كله. لقد مروا بمخاض طويل ، وبدرب طويل ، وبتجارب معقدة ، وتفاعلات متسلسلة وأساسية وثانوية ، نتج عن هذا كله في النهاية ما نرى من إيجابيات ومن سلبيات. ومن ضمن النتائج كانت تلك القيم السلوكية التي تروج على أنها هي لب الحضارة المنتصرة، لكنها في الواقع كانت ناتجًا من نتائج التفاعل لا التفاعل نفسه......................... فلا يمكننا أن نتصور أن نفوز بتلك القيم السلوكية دون أن نهضم ما ورائها من قيم محركة .. لأن القيم لا تباع بعبوة منفصلة وإنما تؤخذ جملة "
ملاحظة أخيرة , على الرغم من أنني من أشد المعجبين بالدكتور العمري , الا أن اسلوبه في تكرار الفكرة و طرقها من جوانب مختلفة , أخص بالذكر فصل سيناريو الفقد و خطة الاستعادة , فيها الكثير من الاطالة و الاعادة و التكرار . هذا الاسلوب سرب لي بعض الملل في بداية قراءة الكتاب و لو لم أكن أقرا للدكتور العمري , لكنت أغلقت الكتاب دون عودة منذ الفصل الثاني .
كتاب جميل قيّـم جداً.. يصف واقع الانهزام أمام الثـقافة الأمريكيّة التي غزت العالم وعولَمَتـْه .. أي جعلتـْه كلّـه –على اِختلاف مشاربه وأديانه وثـقافته- يدور في فلكها ويقـدّس ذاتها تقديساً يكاد يصل إلى حدِّ العبادة.. ولو كان ذلك على حساب ثقافة تلك الشعوب وحساب كرامتها وذاتها وأصالتها.. كانت البداية التي افتتح فيها كتابه قويّـة جـداً تعكس واقعاً أليماً ومخزياً.. لن أذكر لكم عن الكتاب أكثر، أوّلاً كي لا أحرقه عليكم، وثانياً لعدم توفّـره عندي الآن حيث قامت صديقتي باستعارته ولمّـا تـنتهِ منه بعـد.. ولكن أنصح به فهو يشخّـص ويكشف خللاً وأمراضاً.. فيه الكثير من التكرار وبعض التّـطويل، لكنّـه قيّـم وضروري الاِطّـلاع عليه..
أشواك ناعمة .. جميلة هادئة .. تبدو و كأنها للإنسان .. لمصلحة الإنسان .. لما وجد من أجله الإنسان .. هذه هي ثوابت أمريكا .. التي أظهرها الكاتب بعيداً عما تبدو عليه في أفلام هوليود و منابر السيناتورز .. يبدو أنها سوس ينخر تاركاً بياضاً لامعاً على أسنانهم ظانين أنهم يزدادون جمالاً به .. ثوابتهم خمسة ك��ا أركاننا .. و لكل ثابت ركن بديل .. ربما هم الذين أوجدوا لكل ركن ثابتاً بديلاً ! .. في هذا الكتاب وجدت متعة في توضيح الحقائق المخفية تحت الستار في أسس الحضارة التي سادت العالم اليوم بمفاهيمها المادية .. و الأجمل من هذا أن الكاتب يضع ثابتهم و يضع له حلاً في النهاية .. حتى كانت النهاية التي أظهرت تماماً النموذج البديل عنها .. النموذج التي تخافه .. ليس ذاك الذي يحمل صاروخاً أو كلاشينكوف .. بل الذي يحمل الدعوة و الرسالة قبل أي شيء بمفهومها الحقيقي بعيداً عن التوارث و التقليد ..
أربع نجوم .. نعم .. و الخامسة تركتها للجملة الأخيرة : يجب ألا يكون مستحيلاً ..!!
كتاب جريء وعميق وقيم وراااائع بشكل لا يوصف!! كان حقاً رصاصة صُوِّبت وأطلقت بدقة وفن عظيمين كما ذكر دكتور أحمد في إهدائه العجيب والفريد من نوعه! يتحدث عن ثوابت وأركان الفردوس المستعار "أمريكا" والتي صُدّرت إلينا بشكل أو باخر، مقابل ثوابت وأركان الدين الاسلامي والتي تقودنا لفردوس من نوع آخر "الفردوس المستعاد" خمسة مقابل خمسة! أسلوب الربط فيه مثير للغاية وغير متوقع إطلاقا ولا يترك أي فرصة لأي قول يعارضه من أي جهة أو مؤسسة دينية أو غيرها ويتحدى بقوة وصراحة أي معارضة!
مناقشته ضمن مجموعة النقاش التي تتم دوريا في الجامعة كانت من أروع المناقشات لهذا الترم بمشاركة د. أحمد خيري العمري لنا عن طريق الفيس بوك بالإجابة على أسئلتنا بشكل فوري! ربما يكون الكتاب الأول لي الذي قام بتثبيت وتوثيق المبادئ الاسلامية الاساسية - التي اعتدنا ترجمتها في شكل عادات وطقوس و أدعية بشكل تقليدي وبإلغاء تام للتفكر في الهدف من ورائها- بشكل منطقي يخاطب العقل قبل الوجدان.. أشعر بأنني مسلمة بفكر وعقيدة ثابتين فعلا الان مع أنني أحتاج إلى إعادة قراءته أكثر من مرة.
آمل وأتمنى وأرجو أن يلتفت إلى هذا الكتاب أحد المسؤولين ويجعلون منه منهجا لأول مستوى لثقافة اسلامية يدرس في جامعات المملكة العربية السعودية...هكذا تغرس المبادئ وتثبت العقيدة! يااااارب!
لم أكن اعلم أنه لإحياء الحضارة الإسلامية يكفينا فقط أن نفقه أركانه الخمسة ... ثم نؤمن أن هناك فردوسٌ ينتظر استعادته بينما نحن منبهرون بالفردوس المستعار ! وبين الفردوسين قيَم وثوابت تؤسسهما و تشكّلهما أحدها سماوية والأخرى أرضية .. لكن الفردوس المستعار غزا الانسان والحضارات، عبارة عن فردوس يؤمن أن الحياة عبارة عن "مادة" يتعرف عليها بحواسه و عن طريقها يمكن لـ "الفرد" ( الـ أنا ) أن يجد سعادته عبر تكنيز واستثمار رأس ماله و تجارته "دون تدخل" من أحد، ليتداولوه بين الأغنياء أما الأفراد فمغيّبون بـ "اللهث" خلف ملذاتهم ومنافعهم الشخصية والتسابق بإقتناء كل جديد ولامع ، فالحياة الأبدية هي هذه اللحظة "الآن وهنا" وكل ما مضى لم يعد صالحا وكل ما يأتي ليس مضمونا لهذا فلنستمتع بالحاضر حتى أقصى حدودها ولو كان مبنيّا على أنقاض تعاسة الآخر!! ( لا ادري لماذا خطرت لي احداث روايات عندما وصلت للثابت الخامس "الآن وهنا" ) ! ، و خمس ثوابت أخرى في الفردوس المستعاد عبارة عن أركان نؤديها كشعائر دينية لو فقهناها كثوابت، بإمكاننا بناء حضارتنا رغم كل المِحَن .. فقط لنؤمن بالفكرة ونعمل على إحيائها.
"الفرق بين القيم السلوكية والقيم المُحركة: أن القيم السلوكية تصير مع الوقت جزءاً من الشخصية، جزءاً ظاهراً من سطح الشخصية، بالضبط مثل: احترام الوقت، العمل الإنجاز. أما القيم المحركة فهي تسكن الأعماق، فهي الحوافز والدوافع التي تُسيطر على السطح دون أن تضطر للوثوب بشكل واضح عليه، ودون أن تُفصح عن نفسها بشكل أوضح"
بين استعارة فردوس، و استعادة الفردوس ! لا بد لك في كل رحلة مع الدكتور العمري أن تربط أحزمتك، أن تربط أحزمتك فعلياً خوفاً من أية ردة فعل قد تقوم بها لا إراديا.. خوفاً من الصدمة على الأقل التي إن لم تطح برأسك كاملاً فقد تطيح بكل ما في داخله. تتوقع أنك ستقرأ عن تلك الأمريكا.. أمريكا البعيدة..هناك في آخر العالم.. إذاً لا دخل لنا نحن.. لا علاقة لنا.. هذه أمريكا -و العياذ بالله-..! ثم تغوص.. تغوص في الثوابت التي أبادتها أمريكا قبل الإبادة الجماعية في فيتنام..و التي قصفتها أمريكا قبل أن تقصف أفغانستان، و التي اجتاحتها بزمن قبل اجتياح العراق.. تغوص أكثر في الفلسفات الشاذة من هنا و هناك، و التي لم تجد من يصفق لها إلا أمريكا.. من دارون-سبنسر، مروراً بفرويد.. و لا أدري من العراف التالي الذي سيكون محط تصفيق تلك البلاد التي جعلت من اللامبدأ مبدأً.. أتوقف قليلاً عند دارون و سبنسر.. منذ فترة كنت أقرأ للشيخ نديم الجسر كتابه الأشهر (قصة الإيمان بين الفلسفة و العلم و القرآن)، التي عرض فيها آراء الفلاسفة جميعاً ابتداءً باليونانيين مروراً بالغزالي و ابن رشد و سبينوزا و كانط و انتهاء بدارون و سبنسر و الشيخ الجسر الأب، و التي أثبت فيه أن "الفلسفة الصحيحة التي انتهى إليها أكابر الفلاسفة لا تتنافى أبداً مع الدين الحق في إثبات وجود الله".. حينما قرأت ما كتبه الدكتور العمري عن سبنسر و كيف أنه أرخ فعلياً لقرون أمريكا القادمة، و رسم للأجيال الخطة الحتمية القائمة على التنافس بين الأفراد.. المؤسسات الاقتصادية.. الحضارات.. و حدد المسار بحيث أنه لا مكان للضعيف، فإما أن يخرجه ضعفه أو من هو أقوى منه فهو في الحالتين"out"، و كيف أن البقاء للأصلح فقط (الأصلح مادياً طبعاً) ، و هذا كله تم بالاعتماد على ما حدده دارون في مذهب النشوء و الارتقاء "تنازع البقاء" و أن الأحياء في تنازع دائم مع الطبيعة ينتهي بفوز الفرد الذي تؤهله صفاته للفوز و الغلبة. ظل يترددني طيلة قراءتي أن دارون و سبنسر انتهوا إلى الإيمان بالله كما يبين الشيخ الجسر، حيث يوضح ما كتبه والده في الرسالة الحميدية، "أن مذهب دارون حتى عند ثبوته لا يتناقض مع وجود الخالق الحق في شيء، و متى قامت الأدلة القطعية عليه كان علينا أن نؤول ظاهر النصوص و نوفق بينها و بين ما قام عليه الدليل القاطع". و قد كان علي أن أدقق أكثر؛ في أمريكا مشكلتنا مع دارون و سبنسر ليست في وجود الله، (فأمريكا كما نعلم تؤمن بالله حين يكون الإيمان مفيداً "للبزنس" ثم تطلق الإيمان حينما يتطلب أن تدفع هي له، يعني إيمان حسب الطلب) و باعتبارهما يقولان بتفوق العقل فلا مناص لهما من الاعتراف بوجود الله الذي يقود إليه أي عقل صريح، بل مشكلتنا فيما أوصلتنا إليه الداروينية من الداروينية الاجتماعية، و مشكلة التنافس كمجتمع "طبيعي غابي" و أكل القوي للضعيف و الضعيف لمن هو أضعف منه، و ما مجتمعاتنا الفالحة منها ببعيد.
ينطلق الدكتور في رحلته لاستعادة الأركان التي تم هدمها و البناء مكانها للأسف، بواسطة رافعات اللاحضارة الأمريكية.. استعادة الأركان التي هي أكبر من مجرد حديث نحفظه مدرسياً و ننقضه حياتياً. أتلفت حولي.. لا ليست أمريكا ببعيدة عنا، نحن ما زلنا نعيش سكرات الحلم الأمريكي.. ما زلنا ننام يومياً على موسيقى الفلم الهوليوودي أمام ذلك التلفاز-المصنم أو بالأحرى الصنم-المتلفز.. ما زلنا نعيش ثقافة البوب كورن حينما لا نتورع الترويج للاقيم الأمريكية، حينما لا نتوقف عن الركض المحموم وراء الشراء و من ثم الاستهلاك و أحياناً أخرى الشراء بلا استهلاك.. و حينما يقوم فاعل خير منا بإنتاج البرامج الأمريكية بنسخة عربية أو أسلمة البضائع الأمريكية.. حينما نتحسر على أنفسنا شاعرين بعقدة النقص أمام العائلة الأمريكية التي تمتلك الفيلا الفخمة و الثلاث سيارات سبورت غير مدركين المصائب وراء هذا كله.. الأعظم محاولتنا لأسلمة هذا كله، آيات من هنا أحاديث من هناك و تغدو الوصايا الأمريكية برعاية إسلامية..!
و لن يغني حديثي هذا عن قراءة هذا الكتالوج الذي يعلمك كيف لا تكون إنساناً عولمياً، كيف تبقى على الفطرة التي فطر الناس عليها، كيف لا تتأمرك.. يا صديق.. عبر الحل الأوحد كما يرى الدكتور العمري، و ما يخرجك من هذه المعمعة سالماً.. ببحثك عن الفردوس الأوحد بمحاولتك استعادته.. بتكرارك لرحلة ابراهيم عليه السلام حيث جعل الله البيت مثابة للناس و أمناً.. (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى)، أن تعيد قيام الأركان بفهمك السليم البناء فتصير ثوابت.. فرائض.. لا غنى عنها.. ليس بتكرارها و إعادتها فارغة، جوفاء، بلا معنى.. كما تريد اللاحضارة الأمريكية تماماً.. لكن بعلمك للمقاصد التي لأجلها نزلت.. للمعاني التي بها اكتملت.. لنعيد البنيان.. لنعيد الفردوس المستعاد.
في مدبنة مثل الرياض حيث لا حلول وسطية فيها و لا مساحات خضراء تسرح فيها بروحك و كل الخيارات الترفيهية فيها ما هي إلا خيارات استهلاكية تستنزف روحك و محفظتك !!
وجدت نفسي أمام خيارين.. إما أن أنطلق في عجلة الاستهلاك و أخوض فيها و أغدو مسيرةً لا مخيرة و أشقُّ السماء عالياً كبرج المملكة و أغدو كالملكة بالسيارة جديدة ... و الفستان الجديد ... والعطر الجديد ... و المطعم الجديد ... و النكهة الجديدة أو أن أتزهّد.. و أنقطع عن عجلة الاستهلاك.... و أغدو كمباني الرياض السكنية الكئيبة منخفضة .. مغمورة و منسية ... لا فن فيها و لا حياة ..
فجربت الخيار الأول ... و تكسدت خزانتي بشتى أنواع الحقائب و الأحذية و الحجابات ... باعتبارها كانت المساحة الوحيدة التي يسمح لي فيها أن أكون " حرة الاختيار " ( طبعاً بسبب العباءة السوداء التي قتلت عشقي للتفسح و الخروج من المنزل ) و لكن شتان أن تتحقق سعادتي بتنسيق الحجاب الأخضر مع الحقيبة الحضراء ! و بتبديل العباءة السوداء إلى أخرى سوداء غيرها !
و هكذا حتى دخلت في دوامة من الاكتئاب أودت بي إلى الخيار الثاني .. فانقطعت عن المولات أو المجمعات الت��ارية لأنها كانت تحوي نفس البضائع بنفس الماركات التجارية و حتى وجوه البائعين الفلبينيين المكتسحة بالسمرة ... كانت نفسها!! و غرقت في دموع سئمت منها وسادتي ... ما ألبث حتى أصحو منها شيئاً فشيئاً لأعود و أبدأ الدورة من جديد و أشتري حقيبة جديدة و حجاباً جديدا !! و هكذا حتى جمّعت في خزانتي أكثر من أربعين حجاب و عشر حقائب !! ( الأرقام المفجعة صحيحة مئة بالمئة )
و ما بين قمة الاستهلاك الذي زيّن برج المملكة بعباءة سوداء ضخمة و قمة التزهّد الذي غطى مباني الرياض القزمة الممتدة على مدِّ البصر بغبار أصفر كئيب ظهر كتاب الفردوس المستعاد و الغردوس المستعار للدكتور أحمد ��يري العمري الذي عمّر في نفسي وعياً أطول من برج المملكة و ممتداً أكثر من مبانيها القزمة ! لفت نظري إلى سوادٍ أعمق في روحي من سواد العباءة هذا السواد الذي سينتقل معي حتى لو عشت في أسعد مدن العالم ! و نبهني إلى غبار غطى عيني عن حقيقة لعبة الماركات و الأسعار في الأسواق قبل أن يغطي تلك المباني الباهتة و أفجعني بأرقام و حقائق كانت السبب الحقيقي في " بؤسي " و تدخل بتفاصيل صلاتي و نسكي و محياي و وقف بجانبي أمام مرآتي و عرفني بأني جميلة بدون كذبة شركات التجميل !! و أن الروح أحق أن أرتقي بها و أجمّلها
كتاب بدايته ستبدأ عندما تفرغ منه !! لأنه سيدخل معك في تفاصيل مأكلك و مشربك و يفتش في خزانتك كعنصر المخابرات عن كل ما تحتاجه بالفعل و لا تحتاجه و ستراه يرافقك كالفلتر على عربة السوبر ماركت ... و يدوي في رأسك كصفارات الانذار أثناء انبهارك بإعلانات التلفاز يعلمك كيف و لماذا و أين تشتري .... و تتعايش معه كالطفيلي في روحك ... يئن كالوسواس في أذُنك .... أنت مسؤولٌ باستهلاكك هذا عن الأرقام المفجعة في الطرف المنسي من العالم تحب الحياة في مدينة لا حياة فيها ... تبعثر أوراقك و ترتب أولوياتك من جديد تتغلب على الملل الاستهلاكي في مدينة تتطلب منك أن تكون مستهلكاً حتى تسعد فيها ! تكتشف مساحات واسعة في نفسك ...كنت قد ملئتها و كدستها بحاجيات هي لا تحتاجها أصلاً فتجدد روحك من دون أن تصرف ريالاً واحداً و تستطيع بلوغ الرضا من حيث لا تدري ... تقول الحمد لله في صلاتك لأنك من القلة المحظوظين في العالم يسعدك هذا الرضا .... و يرسم على وجهك ابتسامةً لا تألفها في مولات الرياض !! تشتاق لمزيد من الكتب .... لمزيد من أوراق الحياة... لمزيد من المعرفة و الكلمات تشعر بعطش عتيق عمره آلاف السنين .... عطش يجعلك تركض كالطفل في مكتبة جرير نحو قسم الكتب و تتجاوز اغراءات بقية أقسامها الاستهلاكية لتتعشق بمزيد من الكلمات و تولد من جديد تقف أمام مغرياتك الكثيرة و تنظر لها نظرة اللئيم الشاطر .... و تقول لها " كان العمري أشطر "
بداية الكتاب من وحي دخول القوات الأمريكية على العراق،ورغم كون امريكا بلد الأحلام إلا أنها قائمة على فردوس مستعار ماديّ،بينما الفردوس "المستعاد" قائم على ثوابت حقيقية مقتبسة من القرآن الكريم،ويشدد المؤلف على أن الفكر لايواجه إلا بالفكر. الكتاب بمجمله مقارنة بين الثوابت المادية والثوابت الحقيقية, مايعاب على الكتاب التكرار والتطويل على خلاف طريقة المؤلف في إصداراته الأخرى.
من أروع ما قرأت من كتب .. يلخص ما يجب أن نعرف عن حضارة أمريكا وعن أركانها ويقارنها بأركان الاسلام. يكشف لنا حقيقة أسلوب حياتنا الذي هو أقرب ما يكون إلى الفردوس المستعار، وأبعد ما يكون عن الفردوس الذي يجب أن يستعاد. . جمع لي معلومات متعددة شاهدتها في أفلام أو قرأتها في كتب أخرى، شرح بعض ما لم أفهم وأضاف الكثير إلى ما أعرف .. كما كتب أحد يجب أن يدرس في المدارس واعتقد أن قراءته مهمة وواجبة.
هذا الكتاب غريب جدا .. جداجدا بالرغم من أنك تختلف في أمور كثيرة معه -جزئية غالبا- , لكنك تشعر بالحماس لقراءة أفكاره. لا بد من أن يقنعك و لو عاطفيا لفكرته, تجد ترابط لا مثيل له بين اللأفكار و إسقاطات لأشياء لم تكن لتتوقعها. نظرتك للأشياء بعد قرائتك لهذا الكتاب حتما ستتغير. ستزدري كل ثابت أمريكي -كما أسماه هو- , و ستزدري كل شخص يعمل بهذه الثوابت بشعور أو لا شعور. فكرة "خمس ثوابت لهم تقابل خمس ثوابت لنا" تملئ كيان الكتاب و لا بد من أن تفهمها بعمق.
لم تصل درجة الأدرينالين في دمي لهذا الحد .. كما وصلت عند قرائتي لأجزاء من كتاب أحمد خيري العمري .. شي غريب جدا. صفحاته الـ 570 مليئة بالإضاءات الملمهمة لا بد من الاطلاع عليها.
أتمنى أن أصل لدرجة قدرة الكاتب على إيصال أفكاره بقوة و أتمنى بل أنصح و بشدة لكل من تأثر بالعولمة - أو الأمركة - بأن يقرأ هذا الكتاب ... و من منا لم يتأثر بالعولمة, فلذلك أنصح بهذا الكتاب لجميع من في العالم اليوم
رفعت الجلسة..!! وصدر الحكم علی ألافكار المغلوطة التي تسكنني بإن تتغير ،أن تصحح " الآن وهنا" .... . ..تعرفون ماذا ، حين تقرأ للعمري تجد نفسك وكأنك في محكمة المتهم فيها أفكارك المغلوطة المتكلسة..والقاضي فيها كلمات العمري!! حينما تبدأ القراءة تشعر وكأن القاضي يوجه لك الاتهامات او دعونا نقول الدلائل والبراهين التي أمامها لن تستطيع الإنكار فتصرخ وتقول .. لم يعد الإنكار ممكناً لم يعد الهروب من الحقائق ممكناً.. وبعدها يصدر القرار ..ولكن المفارقة هنا ان لك حرية تنفيذ القرار من عدمه.... ... عن الكتاب .. الكتاب يتحدث عن ذاك الحلم الأمريكي الذي لطالمنا رغبنا بشيء منه عن القيم التي صورت لنا ع انها الارقی بينما هي في الواقع معاكسة لما نتخيله.. *الكتاب في الحقيقه ليس ممتعاً ، ليس ممتعاً ع الإطلاق .. ومنذ متی كانت كتب العمري ممتعة ؟ كتب العمري مؤلمة، صادمة، محيرة، لكنها صادقه.....!!
الكتاب عبارة عن مقارنة بين الفردوس المستعار (الحضارة الامريكية) و الفردوس المستعاد ( الحضارة الاسلامية كمبادئ و ليست حضارة الخلافة الاسلامية السياسية ) الكتاب كان موفق في عدة نواحي منها
1- التعريف بالمرجع التاريخي للحضارة الامريكية منذ اكتشفها من قبل كريستوفر كولمبس و ان الغرض الاساسي للبحث كان البحث عن الذهب و هذا ما رسخ الفكر المادي للحضارة منذ اساسها
2- استخدم مراجع وكتب للتعريف المبادئ الامريكية و الاحصاءات التي تمثل اثرها على المجتمع - مع ان وكيبديا لا تعبر مصدر علمي موثوق
3- مقارنة المبادئ الخمسة للحضارة الامريكية (المادية, الفردية , الرأسمالية , الاستهلاك و اخيرا الأن و هنا ) بمبادئ ( الشهادة , الصلاة ,الزكاة . الصوم والحج ) كترياق و علاج لمقاومة الفكر بالفكر للعودة للفردوس المستعاد
4- طريقة ربط الكتاب للأركان شعائريا و يدعوا للتفكر فيها على انها اكثر من مجرد طقوس بمعزل عن معانيها
يهدف د. أحمد خيري في الكتاب بقولة(ان إبحارنا في ثوابت الفردوس المستعار يزيد فهمنا لثوبتنا , و للنصوص التي تحدد هذه الثوابت . ز ان العرف على الفردوس المستعار , من منطق البحث و التمخيص , لا من منطق الانبهار الاعمى , جعلنا نعترف على ما بجيب ان نكون )
المشكلة التي واجهتني في قرائه الكتاب و ما جعلتي اقيم بـ 3 نجوم فقط هو اسلوب الكتابة الخطابي و التكرار الرتيب جعل القراءة صعبة من اول صفحة, اكثر كتاب سبب لي الصداع و كنت اقراء و اقوم بحذف و تلحيص في رائسي و اضغط على نفسي للانتهاء منة
كتاب قيم و مهم يسلط الضوء على الواقع الذي نحياه و كيف أننا انغمسنا دون وعي في ثوابت ليست لنا -ثوابت الفردوس المستعار- و نسينا ثوابتنا -ثوابت ديننا - الكتاب مليء بالاحصائيات و المعلومات و الأفكار المختلفة .. جعلني طوال فترة قراءته و بعدها افكر كثيرا
عزيزي القارئ، ضع في حسابكَ أنَّ كُلّ الدّوافع والأهداف والقراراتَ الجيّدة الحسنة الجميلة التي قد َتحمِلُ شخصا ما في لحظةٍ ما لقراءة كتاب ما لهِي ذاتُ شرعيّةٍ كاملة هنا مُسبقًا.. وأنّكَ ستجِدُ -لعقلك- بين دفّتيه كُلّ خير.. النّور لونه أخضر، فإقرأ !
ثنائية الهدم والبناء، وإن لم يذكرها العمري، موجودةٌ أبدا في صفحاته... كما هي هنا، وتكتسبُ صفةً مميّزة جدّا في هذا الكتاب. فهي ليست مبنيّة على الفرد فقط ولا على الجماعة حصرًا.. بل هي نتاج تحليلٍ نفسيّ -تاريخيّ- واقعيّ لناتجٍ حضاريّ كامل... ومؤسسة فكرٍ ارتحلت من القارة الأمريكية لتغزو باقي العالم.. ولامست أخيرًا الموروث الحضاريّ الاسلاميّ فأطاحت بالقواعد !!!
وكما قد يقول العمري في موقفي هذا هي القواعد إذن !!
قصّةُ نشوء مجتمع من الصّفر؟ متوفرة. تاريخ النشوء؟ المحيط الفكري للتكون؟ متوفر. التحليل الموضوعي والمصادر؟ متوفر الوضع وراء العدسة القرآنية المعتاد؟ متوفّر. وبالعدسة نفسها يتمّ البناء
تمهيدٌ طويلٌ نسبيّا مقارنة بأغلب كتابات العمري... فبداية، علينا أن نفهم ما الذي يقصده العمري بالفردوس.. وهو مرسى الكتاب الأوّل الذي بني عليه. ما الذي يعنيه لنا؟ و كيف نبنيه، وبمن نقتدي؟ و ماهي البوصلة؟؟
لكن ما إن يدخل العمري في صلب الموضوع، يصبح الأمر جديا ويتطلب كامل التركيز. علامةُ ذلك دائما وأبداً، تحديده للمراسيّ، موضعا، آية،وسورة. وكأنّك به في عين الخيال يقف أمامك ويفرد خريطة -قرآنية- ليحدد خطة الهجوم.
أمريكا، فكرةً، فلسفةً، دافعاً، وتاريخًا. ستكونُ المُشاهِدَ ريثما يفكك لك العمري كلّ القطع -قطع ماكينة الفردوس المستعار- و يتم استبدالها بالقطع الأصيلة.
الرحلة كاملة المحطات و تنتهي بمصافحة جميلة، ولن تفتقد السفينة إلى الرواسي اللازمة.
"صعب جداً؟ نعم صعب جداً.. إنما ليس مستحيلاً يجب ألا يكون مستحيلاً"
بها ختم الدكتور كتابه
تختصر ما يجب فعلاً أن نؤمن به في رحلة التغيير.. ربما كلٌ منا تحدث إلى نفسه بها: صعب جداً.. لكنه ليس مستحيلاً الطريق تبدأ من كسر المألوف من التفكير, الخروج خارج حدود الفكر الموروث المقيّد.. الطريق الذي سلكه إبراهيم يوم كفر بالأوثان..و ساح بفكره باحثاً عن الحقيقة,, كان يمكن أن يكتفي بما قال قومه :"إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون" لكنه رفض,, و انطلق كاسراً ذلك الحاجز..حتى وصل كان دربه صعباً جداً..كان عليه ابتداء أن يبدأ بكسر الأوثان معارضاً بذلك قبيلة كاملة..مروراً بإلقائه بالنار و انتهاء بالصحراء التي كان عليه أن يترك زوجه و ابنه وحيدين فيها دربنا أشبه بتلك الصحراء.. يبدو النجاة منها صعباً..لكنه ليس مستحيلاً.. لكن نبع ماء النهضة و التغيير حتما سينفجر
يناقش الكتاب القيم المعولمة الحالية, وقيمنا الإسلامية الأساسية ويكشف عن تناقضاتهما بعكس ما قد يبدو على السطح. كما يشجع لطرح خطة بديلة قوية تنبثق من النصوص لا من قراءة الشيوخ للنصوص لتحل محل القيم الحالية وتتميز بتكريم الإنسان والقيام بالمجتمع والحفاظ على الموارد..
اختلف أسلوب العمري نوعا ما في هذا الكتاب; فبالإضافة لتأملاته وتساؤلاته المعتادة كان يأخذ دوره ودور المقابل بشكل مباشر وهذا ما لم يعجبني, كما أوافق العديد من القراء الذين علقوا على نقطة إسهابه في بعض المواضيع.
وعن محتوى الكتاب فقد نمى هذا الكتاب وعيي بما يدور في ذهني حيال ما أفعل أو أرى, وزاد من معرفتي بثقافتي أكثر من ثقافة الآخر, فالعمري بأسلوبه المتميز يرفع ما يدور في اللاشعور للسطح حتى يتحكم الإنسان ويختار.
كتاب يتحدث عن الاستلاب الثقافي والاستهلاكي الذي يعيشه العرب اليوم، الانبهار بالنمط الأمريكي في كل شيء كان السبب في غزو أمريكا للعراق قبل أن تغزوها على أرض الواقع. أهم ما في الكتاب (بعد الاطلاع السريع عليه): ص472 إحصائيات عن الجنس عند الأمركيان ص489 تعدد الممارسات الجنسية لدى الأمركيان لما دون سن 18 ص494 معدلات الاغتصاب في أمريكا ص499 ارتفاع معدل الأطفال غير الشرعيين، وانخفاض معدل الزواج الشرعي في أمريكا والإحصائيات كلها من ص472 حتى ص510 تتحدث عن مدى الإباحية الجنسية التي انحط إليها الأميركان الاقتباسات في تعليق لاحق... لم أقرأ الكتاب كاملاً لأن أسلوب المؤلف تكراري بشكل كبير وسردي يعتمد على الخيال والإيحاء فلا صبر لي على أمثال هذه الكتب.
وجه آخر للصراع، ثوابتنا في مواجهة ثوابتهم الكتاب يتحدث عن ثوابت المجتمع الأمريكي التي بدأت نوعاً جديداً من الصراع بيننا وبينهم، كنت أتمنى أن يتحدث أكثر عن ثوابتنا نحن، حيث خصص لها جزءاً أصغر في نهاية كل فصل مررت بأفكار قوية وعميقة في بعض أجزاء الكتاب، لكن بالمقابل هناك حديث طويل وممل عن التسوق والاستهلاك في ثقافتهم، هي مشكلة أن تكون الحياة والغاية منها تدور حول محاور بهذا التسطح لكن الأمثلة المطروحة والخطر الذي يحذر منه الكاتب في هذا الموضوع لم يكن مقنعاً بشكل كافٍ الكتاب مفيد بالطبع وأنصح بقراءته بشدة..
يضعنا الكاتب في مواجهة مع حياتنا الحالية التي نظن بأننا نعيشها وفق ثوابتنا نحن التي نهلل بأننا نتمسك بها ولكننا في الحقيقة نقوم بها دون أن ندخل في أعماقها لنرى بأننا على وشك أن نتوه في فردوس ذاك المجتمع المبهر الذي عطل العقول وبهر الحواس وجعلها مناط تشريعاته دون الاهتمام باللب.. يجعلنا الكتاب أن نعيد غربلة حياتنا ونقف مع ذواتنا لنعيد لثوابتنا تلك الروح التي سنفقدها ما دام لبنا قد سُلب بفعل بهرجة الفردوس المستعار ونرجع ازدهار فردوسنا المفقود لنصل للفردوس المنشود
الحمدلله الآن صار هناك عدد اكبر بكثير من من يفهمون زيف الحلم الامريكي عما كان قبل عشرة سنوات او يزيد لكن لم استمتع بالكتاب مطلقا..ومع ان شهادتي قد تكون مجروحة بسبب انتقادات شخصية ضد الكاتب وفكره السياسي لكني اعتقد انه كان لزاما له البقاء ضمن حيز الوعظ الديني والادب البعيد عن السياسة وفلكها لم استسغ الكتاب من اول صفحاته حتى آخرها
في رأسك وفي رأسي وفي رأس كل واحد منا دارت الحرب واشتدّ الخصام وبلغ التشاكس أوجه بين فردوسين ..أحدهما مستعار مستورد وآخر مستعاد مفقود لكنه نابع من ذواتنا وقيمنا هل نستسلم ونُسلّم لذاك المستعار وقد بغلنا الحضيض وهبطنا ثم هبطنا حتى لم يبق قاع يستوعبنا أم مازال هناك بصيص ذرة نور... ربما أقول ربما.. تلتهب تتوهج تُضيء فتُعيد لنا ما فقدناه لنحيا في فردوسنا المستعاد !!