What do you think?
Rate this book
160 pages, Hardcover
First published January 1, 2001
ليس كتابا في التاريخ بمعناه المعتاد و لا بالطريقة المعروفة بسرد الأحداث التاريخية بترتيبها الزمنية أو حتى بترتيب الموضوعات أو البلاد و لن تجد أنه تاريخ القادة و الزعماء و قد تتعجب أنه لم يرد أي اسم لأي شخص في هذا الكتاب. لا هتلر و نيوتن و لا حتى نبي أو قديس. ليس أيضا تاريخا للشعوب و لا الحركات الفلسفية و الثقافية و العلمية.
الحرب العالمية الأولى تسببت في مشاكل للعديد من البشر. وكانت هذه المشاكل مختبئة في اللاوعي. وقالوا إن الناس في العشرينات والثلاثينات بدءوا يعانون من الاضطراب العصبي. لأنهم لم يكونوا غير قادرين على التأقلم مع الحالة العامة والحالة الداخلية. وبلغ عدد من يعانون من اضطراب نفسي في أوربا في الستينات 25% من النساء. و15% من الرجال. وقال الصحفيون بأنه مرض القرن. وبدأ يتزايد عدد من يعاني من الإحباط في السبعينات. ومع نهاية القرن أصيب بالإحباط واحد من كل خمسة أفراد في أوربا. وقال علماء الاجتماع بأن الاضطراب العصبي والاكتئاب يعكسان التغيرات الثقافية في المجتمع الغربي في القرن العشرين. وأن الاضطراب العصبي هو حالة المجتمع الذي يحكمه الانضباط. والطبقية. والمحظورات الاجتماعية. وأنه تعبير باثولوجي على الشعور بالذنب. وأن الاكتئاب هو تعبير باثولوجي عن الشعور بالعجز والفراغ. كان الناس في البداية يعانون من الاضطراب العصبي. لأنهم كانوا يتطلعون إلى القيام بأمور ممنوعة. ولم يستطيعوا لأنها كانت ممنوعة. وعندما أُلغِي المنع بدءوا يشعرون بالذنب. ولاحقًا. عندما صار كل شيء تقريبًا مُباحًا. بدءوا يشعرون بالاكتئاب. لأنهم لم يعرفوا ما الذي يمكنهم القيام به. وتحولوا إلى حالات باثولوجية جديدة. وكان علماء النفس يقولون بأن الحالة الباثولوجية تغيرت تمامًا خلال هذه الفترة. وقال علماء الاجتماع إن الاكتئاب هو تعويض للعالم. حيث لم يعد لدى الانسان الحر تصور معين عن المثل العليا التي يسعى جاهدًا للوصول إليها. ولا توجد عوائق ليحاول تخطيها. كان الاضطراب العصبي عبارة عن قلق من مخالفة الأمور الممنوعة. والاكتئاب عبارة عن ضيق من وطأة الحرية. وسعى البعض إلى البحث عن قيمة لكل ما في حياتهم. وعانوا من خيبة الأمل. وقال علماء النفس إن البحث عن معنى للحياة يرتبط بضرورة مواجهة الفراغ والفناء. وأن هذا يمكن الإنسان من الحياة بكل معانيها. وأصدرت منظمة الصحة العالمية في نهاية الثمانينات إعلانًا يقول إن الاكتئاب هو أكثر الأمراض انتشارًا في العالم الغربي.
قال البابا في عام 1950 إن نظرية التطور التي تعتقد أن أصول البشر تعود الى القردة والمحار والكوارك. الخ. لا تتعارض مع الايمان بالانسان. ولا مع الرسالة التي كلفه الله بها. وإن كانت هيئة الإنسان تعود قديمًا إلى كائن حي فإن الروح قد خلقها الله. وقد خلق الله الروح عندما اكتسب جسد الانسان هيئته الكاملة. وقال بابا آخر في عام 1996 بأن نظرية التطور هى على الأرجح صحيحة. لكنها لا تفسر الميتافيزي��ا. وهذه هى مهمة الدين. وقال إن العلم يمكنه أن يجيب على التساؤلات الخاصة بنشأة الإنسان. لكن على الجانب الآخر يجيب الكتاب المقدس عن التساؤلات الخاصة بسبب نشأة الإنسان. ويساعد على فهم التناقض بين الاستمرارية الفيزيقية للكائن الحي. وبين الفجوة الوجودية الناجمة عن وجود الإنسان. وكان الناس الذين لم يؤمنوا بوجود الله. ولا بالعصر الجديد. ولا بالكائنات الفضائية. ولا بالعناصر الروحانية. يؤمنون بأن الانسان نشأ بمحض الصدفة. وأن العالم لا منطق له. وكذلك الطبيعة. فهى شاذة. وأن البحث عن منطق يحكمها مجرد لغو. لا طائل منه. واعتقد آخرون ممن آمنوا بالله وبخلق العالم أن نظرية التطور هى محاولة شيطانية للقضاء على الإنسان. وأن البابا ما هو إلا بوق للشيطان.