كتاب الطبقات الكبير
كتاب الطبقات الكبير | |
---|---|
نسخة من كتاب الطبقات الكبير الصادر عن مكتبة الخانكي سنة 2002م
| |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري |
البلد | بغداد |
اللغة | اللغة العربية |
الناشر | مكتبة الخانكي، القاهرة، مصر |
تاريخ النشر | 2002م |
الموضوع | تاريخ، سير ومغازي، سيرة نبوية |
الفريق | |
المحقق | الدكتور علي محمد عمر |
ويكي مصدر | الطبقات الكبرى - ويكي مصدر |
تعديل مصدري - تعديل |
كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد بن منيع البصري الزهري المشهور بابن سعد، من أهم الكتب التي ألفت في الطبقات وتراجم الرجال، ولم يسبقه في هذا الموضوع إلا «كتاب الطبقات» لشيخه الواقدي، غير أن كتاب الواقدي لم يصل إلينا، ويُقال إن ابن سعد أفاد منه كثيراً.
يعد كتاب الطبقات الكبير مرجعًا في السيرة النبوية والتراجم والتواريخ، حيث تناول فيه مصنفه السيرة النبوية المطهرة، عارضًا لمن كان يفتي بالمدينة المنورة، ولجمع القرآن الكريم، ثم قدم تراجم للصحابة ومَن بعدهم من التابعين وبعض الفقهاء والعلماء. ومن منهج المصنف في الكتاب أنه يذكر اسم العلم المترجم له، ونسبه، وإسلامه، ومآثره، وما ورد في فضله في ترجمة مطولة، وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم 4725 علمًا، ويُعد هذا الكتاب من أقدم الكتب التي وصلت إلينا من كتب التواريخ الجامعة لرواة السنة النبوية من ثقات وضعفاء، وهو مرتب على الطبقات، وقد تكلم على الرواة جرحًا وتعديلًا.
اسم المؤلف ونسبه ولقبه وكنيته
[عدل]هو: محمد بن سعد بن مَنِيع (بفتح أوّله وكسر النون وسكون المثناة تحت الياء ثم عين مهملة)[1][2] البصري الزهري، ولم يتجاوز جميعُ من ترجمه جدّه منيعاً.
وأما نسبه، فالأكثر على أنه مولى لبني هاشم،[3][4][5][6][7][8][9][10]، وفسّر هذا الولاء تلميذه الحسين بن الفهم، فقال: «هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب».[11] ولا يعني هذا أنّه هو نفسه مولى للحسين بن عبد الله، فقد يكون جدّه هو المولى، وربما أبوه،[12] لأن هذا الفرع من البيت العبّاسي قد انقرض بموت الحسين بن عبد الله، فقد توفّي الحسين سنة 140هـ، ولم يخلف بعده سوى ابنه عبد الله ومات ولم يعقب.[13]
ويُشار إلى ابن سعد بأنه زهري،[14][15][16] نسبة إلى زهرة بن كلاب من قبيلة قريش، وهذا الاضطراب في نسبته يسبب حيرة من ولائه بين بني هاشم وبني زهرة، لكن الراجح هو اللقب الأول؛ لأن تلامذته هم الذين نسبوه إلى ذلك النسب، وتلامذته هم أعرف الناس به، ويُحتمل أنه انتسب إلى بني زهرة ثم إلى بني هاشم أو العكس.
ويُكنَّى ابن سعد بـأبي عبد الله،[17] وهذه الكنية لا تدل على أنه تزوج ورزق ولداً سماه عبد الله، لا سيما أنه لا يوجد ما يشير إلى أسرته وعائلته في جميع المصادر التي ترجمت له. كما يُعرف بلقب كاتب الواقدي،[18] وصاحب الواقدي،[19] والأول أكثر استعمالاً، وقد يكتفي بعضهم بلفظ الكاتب،[20] وانفرد السمعاني بقوله: «ويعرف بـغلام الواقدي»،[21]، وقد لُقّب بهذه الألقاب بسبب ملازمته لشيخه محمد بن عمر الواقدي.
اسم الكتاب ونسبته للمؤلف
[عدل]اسم الكتاب
[عدل]ذكر العلماء كتاب الطبقات الكبير باسمين:
- الاسم الأول: الطبقات الكبير، حيث جاء هذا الاسم مثبتاً هكذا في أكثر من نسخة من نسخ الكتاب الخطية،[22]، كما جاء هذا الاسم أيضاً في عدد من المصادر المطبوعة.[23]
- الاسم الثاني: الطبقـات الكبرى، حيث جـاء مسمى هكذا في بعض المصادر،[24] وهذه التسمية أشهر من الأولى.
وقد يجرّد بعض العلماء الكتاب عن وصفه فيقول: كتاب الطبقات،[25]" كما فعل تلميذ المصنف الحسين بن الفهم، حيث قال: «... وهو الذي ألّف هذا الكتاب، كتاب الطبقات، واستخرجه وصنفه».[26] وكذا فعل تلميذه البلاذري في كتاب أنساب الأشراف.[27] ويقع أصل كتاب الطبقات في خمسة عشر مجلداً.[28]
نسبته للمؤلف
[عدل]لم يرد في المراجع أن هناك أدنى شك أن هذا الكتاب، كتاب الطبقات الكبير، لمحمد بن سعد، ومما يدل على ذلك أمور عدة، منها:
- استفاضة هذا الكتاب وشهرته لدى أهل العلم قديماً وحديثاً، حتى إنهم لا يذكرون هذا الكتاب إلا مقروناً بابن سعد غالباً.
- جاء في ترجمة ابن سعد التي كتبها تلميذه الحسين بن الفهم: «وهو الذي ألّف هذا الكتاب، كتاب الطبقات، واستخرجه وصنَّفه وروي عنه».[26]
- أن كل من ترجم لابن سعد ذكر هذا الكتاب ونسبه إليه.
- إسناد الكتاب المثبت على النّسخ الخطية،[29] وكذا في أول النسخ المطبوعة،[30] ينتهي إلى محمد بن سعد مؤلّف كتاب الطبقات.
- الأسانيد الواردة في الكتاب عن شيوخه هي الأسانيد نفسها التي يرويها عنه تلامذته، وهم: الحارث بن أبي أسامة، والبلاذري، وابن أبي الدنيا، والحسين بن الفهم.
موضوعه
[عدل]ينقسم كتاب الطبقات إلى قسمين رئيسين
[عدل]القسم الأول
[عدل]يتعلق بسيرة النبي محمد، وقد أبدع ابن سعد في هذا القسم، وظهر فيه- بالإضافة إلى كونه من المحدّثين- بشخصية المؤرخ البصير المطلع، حيث تناول فيه كل ما يتعلق بالسيرة النبوية، وخدم هذا الموضوع بمقدمات وممهدات لفترة ما قبل النبوة والرسالة، وأضاف فصولاً وأبواباً يندر أن تجدها مجتمعة (هكذا) عند غيره، بأسلوب سهل سلس محبوك الفصول والأبواب، مدعوماً بالروايات المسندة التي سمعها من شيوخه، أو مما استقاه من مصادر أخرى سبقته.[31] ويمكن إجمال موضوعات هذا القسم في النقاط الآتية:
1. الأمور المتعلقة برسول الله قبل مولده، من نسبـه الشـريف، وعلاقته بالأنبيـاء قبله- بدءاً بآدم عليه السلام، ثم من بعده ممّن له صلة برسالة النبي، فذكر إدريس ونوحاً وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام- ثم أسرته، وزواج والديه، والحمل به، ووفاة والده، وولادته وما يتعلق بها من أسمائه وكنيته ومرضعاته، ثم وفاة أمّه آمنة، وكفالة عمّه أبي طالب له.[32]
2. أحواله قبل البعثة، وما يتعلق بذلك من تواريخ وأحداث مرت به، وفيه[33]
- ذكر رعيه الغنم بمكة.
- ذكر حضوره حرب الفجار.
- ذكر حضوره حلف الفضول.
- ذكر خروجه إلى الشام المرّة الثانية.
- ذكر زواجه بخديجة رضي الله عنها.
- ذكر أولاده وتسميتهم.
- ذكر إبراهيم بن محمد.
- ذكر حضوره هدم قريش الكعبة، وبناءها.
- ذكر نبوة رسول الله.
- ذكر من تسمّى في الجاهلية بمحمد رجاء أن تدركه النبوة.
- ذكر علامات النبـوة بعد نزول الوحي، سـواء ما كان في مكـة أو المدينة.
3. مبعثـه وما بعث به حتى هجـرته، وما تعلق بذلك من أحداث جرت له ولأصحابه في تلك المرحلة.[34]
4. هجرته وما وقع فيها من أحداث، وما فعله حين قدم المدينة من مؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبناء المسجد، وما جرى فيها من نزول بعض الأحكام كصيام رمضان وزكاة الفطر وصـلاة العيدين والأضحية ونحوها.[35]
5. كتابتـه للملوك والعظماء ووجهـاء الناس في عصره، يدعوهم للإسلام.[36]
6. وفادات العرب عليه، وذكر فيه اثنين وسبعين (72) وفداً.[37]
7. صفته الخَلْقية والخُلقية، وأحواله في معيشته، ونسائه، وعبادته ولباسه، وأدواته، ودوابه، وخدمه، ومواليه، وبيوته، وصدقاته، والآبار التي شرب منها.[38]
8. مغازيه وسراياه، وعمره، وحجة الوداع.[39]
9. مرضه ووفاته، وما حصل أثناء ذلك من أمور، مع ذكر من رثى النبي.[40] وهذه السيرة المطولة بمثابة مدخل لكتاب الطبقات، وهي جزء أساسي لا ينفك عمّا يأتي بعدُ من إحداث منهجية تقسيم الرجال والنساء إلى طبقات، وتقديم بعضهم على بعض، وإضفاء المصطلحات والألقاب المميزة لدرجاتهم حسب قربهم وبعدهم عن الرسول.
- الأول: الجانب التاريخي، حيث سرد فيه الأحداث والوقائع بتسلسل زمني.
- الثاني: الجانب المتعلق بصاحب السيرة، حيث جعله المحور الذي يربط بين هذه الأحداث والوقائع.
القسم الثانى
[عدل]يتعلق بطبقات الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وقد أفصح عن ذلك مؤلِّف الكتاب حيث قال في أوّل الطبقات:«تسمية من أحصينا من أصحاب رسول الله، من المهاجرين والأنصار وغيرهم، ومن كان بعدهم من أبنائهم وأتباعهم من أهل الفقه والعلم والرواية للحديث، وما انتهى إلينا من أسمائهم وأنسابهم وكناهم وصفاتهم طبقة طبقة».[41] وراعى ابن سعد في ترتيبه للطبقات عدة جوانب: نوعي، وزماني، ومكاني، ونسبي، وعلو الرواية والإسناد.[42] وقسم تـراجم الطبقات إلى قسمين: قسم للرجـال، ويمثل مـعظم الكتاب[43]، وآخر للنساء يمثل جزءاً يسيراً من الكتاب.[44] وجعل الصحابة خمس طبقات، مراعياً في تقسيمه هذا السبق في الإسلام والفضل، ثم راعى في إيراد التراجم داخل كل طبقة عنصر النسب والشرف.[45]
طبقات الصحابة
[عدل]الطبقة الأولى
[عدل]وهم أهل بدر، بدأهم برسول الله، ثم الأقرب فالأقرب إليه في النسب، فذكر من شهدها من بني هاشم ومواليهم[46]، ثم من شهدها من بني عبد شمس وحلفائهم ومواليهم[47]، ثم من شهدها من بني أسد بن عبد العزى وحلفائهم[48]، ثم من شهدها من بني عبد الدار وعبد ابن قصي[49] ثم من شهدها من بني زهرة وحلفائهم[50]، ثم من شهدها من بني تيم بن مرة ومواليهم[51]، وهكذا حتى أنهى بطون قريش. ثم بدأ بذكر الأنصار؛ فبدأ بالأوس قبل الخزرج، حتى أنهى بطون الأوس، ويذكر مع كل بطن مواليهم وحلفاءهم[52]، ثم بدأ بذكر بطون الخزرج وحلفائهم ومواليهم[53]، وأنهى الحديث عن الطبقة الأولى بالحديث عن النقباء الإثنى عشر في بيعة العقبة.[54]
الطبقة الثانية
[عدل]وهم من لم يشهد بدراً ولهم إسلام قديم، وقد هاجر عامتهم إلى الحبشة، وشهدوا أحداً وما بعدها.[55] وسلك في ترتيبهم المسلك السابق في الطبقة الأولى.
الطبقة الثالثة
[عدل]وهم من شهد الخندق وما بعدها، ومن أسلم فيما بين الخندق وفتح مكة.[56] واتّبع في ترتيبهم نفس الترتيب السابق.
الطبقة الرابعة
[عدل]وهم من أسلم عند فتح مكة، وما بعد ذلك.[57]
الطبقة الخامسة
[عدل]وهم من قبض رسول الله وهم أحداث الأسنان، ولم يغز منهم أحد مع الرسول، وقد حفظ عامتهم ما حدثوا به عنه، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدث عنه شيئاً.[58] وبعد انتهاء ابن سعد من ذكر طبقات الصحابة، والقائمة أساساً على العنصر الزماني، أتبعهم بذكر طبقات التابعين ومن بعدهم، مراعياً في ذلك عنصراً آخر، وهو العنصر المكاني، حيث رتبهم بحسب البلدان التي نزلوها واستقروا بها.[59] فبدأ بالمدينة النبوية باعتبارها دار الهجرة، وعاصمة الإسلام، ثم مكة، فالطائف، فاليمن، فاليمامة، فالبحرين[60]، ثم الكوفة[61]، والبصرة[62]، وواسط، والمدائن، وبغداد، وخراسان، والرّي، وهمدان، وقم، والأنبار، ثم الشـام والجزيرة، والعواصم والثغور، ثم مصـر، وأيلـة، وإفريقيـة والأندلس.[63]
منهج ابن سعد في ايراد أخباره
[عدل]طريقة المؤلف في تسلسل الأبواب والأحداث والوقائع
[عدل]أورد ابن سعد في هذا القسم طائفة من تراجم المهاجرين، ثم أعقبهم بتراجـم الأنصار، ومن الملاحظ أن ابن سـعد راعى في ترتيبهم الأسبقية إلى الإسلام، حيث بدأ بالبدريين قبل غيرهم، وفي داخل طبقات البدريين أنفسهم راعى ترتيباً آخر هو عنصر النسب، حيث رتبهم حسب قربهم من النسب النبوي الشريف، فقدم المهاجرين على الأنصار بناءً على هذا الأساس.[64] وفي المهاجرين بدأ ببني هاشم، وأول من ذكره فيهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي، وختم بطون قريش ببني فهر بن مالك بن النضر، وأول من ذكره فيهم أبا عبيدة بن الجراح.[65]
وفي الأنصار بدأ بالأوس ثم الخزرج، فبدأ ببني عبد الأشهل مقدما فيهم سعد بن معاذ البدري العقبي النقبي[66]، ثم بني حارثة، ثم بني ظفر... وهكذا حتى أتى على آخر بطون الأوس، ويذكر مع كل بطن مواليهم وحلفائهم غالباً.[67] وبعد أن أنهى بطون الأوس بدأ بذكر بطون الخزرج، فبدأ ببني غنم بن مالك بن النجار مقدماً فيهم الصحابي الجليل أبا أيوب الأنصاري[68]، ثم بني عمرو بن مالك بن النجار، ثم بني عامر بن مالك بن النجار... وهكذا حتى أتى على آخر بطون الخزرج، ويذكر مع كل بطن مواليهم وحلفائهم غالباً.[69] وبعد أن أنهى بطون الأوس والخزرج أفرد باباً خاصاً للنقباء الاثنى عشر الذين اختارهم رسول الله من الأنصار ليلة العقبة بمنى.[69]
وجعل ابن سعد الصحابة الكرام المحور الأساسي الذي يربط بين الأحداث والوقائع التي جرت في عهدهم، فهو يذكر في ترجمة الصحابي ما وقع له من أحداث ووقائع، ويقتصر في تلك الأحداث على ما يخدم ترجمة ذلك الصحابي دون إسهاب في ذكر أحداث تلك الوقائع، إذ هي تأتي تبعاً للترجمة. ومن أبرز تلك الوقائع التي ذكرها المؤلف موزعة ضمن تلك التراجم: غزوة مؤتة (وكانت بين المسلمين والروم)[70]، وحادثة سقيفة بني ساعدة (وفيها كان اجتماع المهاجرين والأنصار لاختيار الخليفة بعد وفاة رسول الله)[71]، ويوم اليمامة (وهو أشهر معارك حروب الردة)[72]، ومعركة القادسية (وكانت بين المسلمين والفرس)[73]، وعام عمـواس (وهي الواقعة التي استشهد فيها عدد كبير من الصحابة بالشـام بسبب الطاعون)[74]، ويوم صفين (وهي الواقعة التي جرت بين علي بن أبي طالب ومعاوية)[75]، وغزو القسطنطينية(وكانت في عهد معاوية)[76]، وغيرها.
ويذكر ابن سعد في تراجم الصحابة من شهد منهم تلك الوقائع والأحداث، أو من كان له فيها رأي بارز، أو من قُتل بها، هذا بالإضافة إلى عنايته بصفة خاصة بذكر المشاهد التي شهدها صاحب الترجمة مع رسول الله من غزوات ونحوها، حتى لا تكاد تخلو ترجمة من ذلك. وقد تنوعت التراجم في كتاب الطبقات من حيث الطول والتوسط والاختصار الشديد، وذلك حسب توفر عناصر الترجمة لدى المؤلف، وشهرة المترجم له أو عدمها.
ويمكن إجمال عناصر الترجمة في النقاط التالية:
- إذا كانت الترجمة مطولة قسم الكلام فيها على موضوعات وجعل لها عناوين، كما فعل في تراجم الخلفاء الأربعة. ففي ترجمة عمر بن الخطاب مثلاً بعد أن ذكر اسمه ونسبه وأولاده ونساءه ومنزله أفرد عنوانا خاصاً في ذكر إسلام عمر[77]، ثم عنواناً آخر في ذكر هجرته وإخائه[78]، ثم عنواناً آخر في ذكر استخلافه[79]، ولم يلتزم هذا التقسيم في بعض التراجم المطولة، كترجمة سعد بن معاذ مثلاً[80]، وترجمة معاذ بن جبل[81]، وغيرهما.
- يذكر اسم المترجم ونسبه، ويرفعه إلى آبائه وأجداده، ويذكر أمه وينسبها أيضاً، وينبه على أمه هل هي من المبايعات أو المهاجرات، أو يسكت.[82]
- يذكر ما للمترجم من نسوة وأولاد.[83]
- اهتم بذكر كنى الصحابة، حتى أنه يورد أحياناً إسناداً بكامله من أجل التنصيص على كنية المترجم.[84]
- يهتم كثيراً بوقت إسلام المترجم له، وهل هو من السـابقين الأولين ممن أسلم قبل دخول رسول الله دار الأرقم، أو بعد ذلك، ويورد في ذلك نصوصاً مسندة.[85]
- يهتم كثيراً بذكر منازل المهاجرين بالمدينة، وعلى من نزلوا، وقد انفرد في ذلك بجملة من المنازل لم يذكرها غيره.[86]
- يذكر إن كان صاحب الترجمة من مهاجرة الحبشة في الهجرة الأولى أو الثانية، أو كلاهما.[87]
- اعتنى بشكل خاص بذكر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وينص في كل ترجمة على ذلك، ويورد في ذلك نصوصاً مسندة، أوينقل عن غيره.[88]
- اعتنى بشكل خاص بذكر المشاهد التي شهدها المترجم مهما كانت ترجمته قصيرة.[89]
- يذكر وفاة المترجم له، وكم كان عمره عند موته، ويسوق أحياناً لأجل ذلك عدة روايات مع الترجيح عند الاختلاف كما فعل في تحديد سن عمر بن الخطاب عند موته.[90]
- يذكر كيف غسّل، ومن صلّى عليه، وكم كبّر عليه، ومن نزل في قبره، ولم يلتزم بذلك في جميع التراجم.[91]
- يعتني بذكر ثناء الصحابة على المتوفي إذا كان مشهوراً وذا مكانة خاصة كما فعل في ترجمة عمر، حيث ساق في ذلك نصوصاً كثيرة عن جمع من الصحابة.[92]
- يعرض أحياناً لوصية المترجم، ويذكر ما جاء فيها، وقد يفرد لها باباً خاصاً.[93]
- إن كان للمتوفي عقب نص على ذلك، وكذا إذا لم يكن له عقب.[94]
- يعتني بذكر صفات المترجم الخَلْقية، كطوله أو قصره، أو وجهه وشعره، ونحو ذلك.[95]
- يذكر أحياناً ما يتعلق بسيرة المترجم من زهده وورعه وعبادته، ونحو ذلك سيما إذا كان مشهوراً.[96]
- يذكر أحياناً بعض ما يتعلق بلبـاس المترجم له، كلبس الخاتم مثلاً، ومن أي شيء هو، والعبارة التي نقشت عليه.[97]
- إذا كان المترجم من الموالي نبّه على ذلك، وغالباً ما يصدر به الترجمة وكذا يفعل إذا كان المترجم من الحلفاء.[98]
- أولى عنـايـة خـاصـة بـذكـر الأوائـل ممن أسـلم[99]، أو هاجر[100]، أو استشهد[101]، أو بايع.[102]
- يذكر أحياناً بعض الوقائع والأحداث التي شارك فيها المترجم، أو كان له فيها رأي بارز، أو قتل بها.[103]
- يذكر أحياناً رواية المترجم له عن بعض الصحابة، لا سيما عن الخلفاء الأربعة، أو بعضهم.[104]
تلك هو جملة العناصر التي ظهرت لي من خلال القسم الذي قمت بتخريجه، وهي تكاد تشتمل جميع الأمور التي تتعلق بجوانب حياة المترجم له ابتداء من نسبة إلى أن يلتحق بالرفيق الأعلى، وقد تفاوتت تلك التراجم من حيث الطول والقصر لدى المؤلف حسب توفر تلك العناصر في ترجمة الصحابي كمَّا وكيفاً.
وأما بالنسبة لترتيبه للنصوص داخل تلك التراجم، فلم يظهر لي أن المؤلف اتبع في ذلك منهجاً معيناً، وذلك أن موضوع الطبقات يختلف عن مقاصد التأليف الأخرى كالتأليف على طريقة الجوامع والسنن والمصنفات ونحوها، فهو ينتقي من المتون ما يتعلق بترجمة الصحابي غالباً، ويمكن إجمال الملحوظات في هذا الباب على النحو التالي:
- الأحاديث والآثار الواردة في كتاب الطبقات ليست مقصودة بذاتها إنما جاء بها المؤلف لتخدم عناصر الترجمة عنده على النحو الذي ذكر سابقاً.
- تتفاوت النصوص عنده كثرة وقلة، حسبما يتوفر لديه من مادة في تلك الترجمة، ففي ترجمة عمر بن الخطاب مثلاً في النصف الأخير منها - ذكر ثلاثة وستين نصاً، وفي ترجمة سعد بن معاذ ذكر ثمانية وأربعين نصـاً، ويقل هذا العدد في أغلب التراجـم ليصـل إلى نص أو نصين.[105]
- لم يلتزم المؤلف بجمع النصوص وضمها تحت عنوان واحد في التراجم المطولة، حيث فعل ذلك في تراجم الخلفاء الأربعة مثلاً، وتركه في كثير من التراجم، كترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل[106]، وأبي عبيدة بن الجراح[107]، وسعد بن معاذ، وغيرهم.
- لم يلتزم بذكر الروايات الصحيحة دون غيرها، بل يورد الصحيح والحسن والضعيف والواهي، وهذه لم يلتزم فيها بترتيب معين أيضاً، فقد يبدأ بالصحيح ثم الضعيف أو العكس.
- تنوّعت الرويات عنده من مراسيل، وموقوفات، وبلاغات، ومقاطيع، دون التزام بترتيبها في الذكر.
- يورد أحياناً تحت بعض التراجم أحاديث لا علاقة لها بالترجمة فيما يظهر.[108]
طريقة ابن سعد في سرد المتون
[عدل]فإنه بعد انتهاءه من سرد الإسناد المفرد أو الإسناد الجمعي يسوق المتن بتمامه، والمتون هذه على نوعين: متن لإسناد مفرد، وهو الغالب على الكتاب، ومتن لأسانيد مجموعة قد ينبه على أن حديث بعضهم دخل في حديث بعض[109]، وأغلب الأحيان لا ينبه على ذلك.
وممكن إجمال طريقته في إيراد المتون في النقاط التالية:
- يحافظ على ألفاظ شيوخه في المتون، كقوله:«أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سـالم، عن ابن عمر:» أن عمر كـفّن في ثلاثة أثواب«، قال وكيع: ثوبين سحوليين، وقال محمد بن عبد الله الأسـدي: صحاريين، وقميـص كان يلبسـه»، وكقوله:«أخبرنا يزيد بن هارون قال: ...» فساق خبراً في اجتماع أصحاب الشـورى ثم قال:«قال يزيـد: فيما أعلم».
- لم يستخدم الألفاظ الاصطلاحية في الإحالة على المتون إلا نادراً كقوله«مثله».[110]
- يشير أحياناً إلى ما وقع في المتن مخالفا للترجمة التي من أجلها ساق ذلك المتن، كقوله في ترجمة سواء بن غزية:«أخبرنا إسماعيل بن إبراهـيم، عن أيوب، عن الحسن: أن رسول الله رأى سواء بن عمـرو»، فقال ابن سـعد معقـباً على ذلك:«هكذا قال إسماعيل».[111]
- يشير أحياناً إلى الشك الواقع في متن الحديث، وينص على الراوي الذي شك في ذلك، كقوله في ترجمة حارثة بن سراقة عند ما ساق حديث أنس يرفعه: » يا أم حارثة إنها ليست بجنّة واحدة، ولكنها جنـان كثيـرة، وإن حارثة لفي أفضـلها، أو قال: في أعلى الفردوس «، قال ابن سعد شك يزيد بن هارون.[112]
- يعتني أحياناً بذكر اختلاف الألفاظ بين الرواة، وينسب كل لفظ إلى قائله، كقوله- عند سياقه لخبر وفاة إحدى بنات رسول الله وفيه:«فلما ماتت»- قال يزيد: زينب بنت رسول الله، وقال عفّان: رقية بنت رسول الله، وقال سليمان بن حرب: ابنة لرسول الله.[113]
- يعتني أحياناً ببيان ما يقع في المتن من غريب أو مبهم أو مهمل، ونحوه.[114]
- يقوم أحياناً بتقطيع الحديث إلى عدة أطراف على حسب تعلقه بالترجمة، كتقطيعه لحديث أنس بن مالك يرفعه:«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»، حيث ذكر طرفاً منه في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح[115]، وطرفاً في ترجمة أبي بن كعب[116]، وطرفا في ترجمة معاذ بن جبل.[117]
- تعرض ابن سعد لنقد النصوص والترجيح بين النقول والروايات في مواطن متعددة في كتابه، وهذا النقد إما منه استقلالا، ويستخدم في التعبير عن ذلك عبارة«هذا وهل»[118]، وهي بمعنى الغلط والسهو[119]، وأكثر ما يستعملها في موضوع شهود الصحابة للغزوات مع رسول الله، أو ينقل عن شيخه الواقدي تعقباته على النصوص كقوله:«وهو الثبت عندنا»، أو «وهذا أثبت الأقاويل عندنا» ونحوها[120]، وغالباً ما يقره على ذلك، ومن الأمثلة على ذلك عندما تعرض للروايات الواردة في تحديد سن عمر بن الخطاب عند موته، حيث ذكر رواية معاوية(توفي عمر وهو ابن ثلاث وستين) - وهي في صحيح مسلم، فأعقبها بقوله:«ولا يعرف هذا الحديث عندنا بالمدينة»، ثم ساق بعد ذلك رواية زيد بن أسلم عن أبيه (توفي عمر وهو ابن ستين سنة)، وأعقبها بقوله:«وهذا أثبت الأقاويل عندنا».
طريقة المؤلف في سوق الأسانيد والمتون
[عدل]بالرغم من كون كتاب ابن سعد من كتب الطبقات التي تعنى بتراجم الصحابة- وغيرهم-، فإن مؤلّفه اعتنى بالإسناد عناية ��الغة، واعتمده في أغلب المادة التي ساقها، وبالأخص في طبقات الصحابة ويمكن إبراز معالم سياقه للأسانيد في النقاط التالية:
- استخدم صيغ الأداء المعروفة لدى المحدثين، فيصدر الأحاديث بكلمة (أخبرنا) غالباً في روايته عن شيوخه المباشرين، وأما في طبقة شيوخ شيوخه فيستخدم غالباً كلمة (حدّثنا) أو (حدّثني)، وقليلاً ما يستخدم كلمة (سمعت).
- يحافظ في الغالب على كلمة (قال) قبل صيغ الأداء.
- إذا جمع بين إسنادين أو أكثر من شيوخه، فإنه يصدّر الأول بقوله (أخبرنا)، ويعطف عليه اسم الآخر، دون إعادة لصيغة السماع.
- غالباً ما يذكر اسم الراوي واسم أبيه، وقد التزم هذا في شيخه محمد بن عمر– هو الواقدي-، ولم ينسبه في كتابه هذا ولو مرة واحدة، حتى عابه بذلك ابن الصلاح حيث قال: «... وهو ثقة غير أنه كثير الرواية فيه عن الضعفاء، ومنهم الواقدي، وهو محمد ابن عمر الذي لا ينسبه».
- يذكر أحياناً الكنية التي اشتهر بها الراوي، أو نسبته التي عرف بها، لا سيما في طبقة شيوخه، كقوله:«أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي»، وقوله:«أخبرنا أبو معاوية الضرير»، وقوله:«أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي»، وقوله:«أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي».
- يعتني أحياناً ببيان الأسماء التي تشترك مع غيرها في الاسم الأول والثاني، كقوله:«أخبرنا سليمان بن داود بن حصين»، ليميزه عن (سليمان ابن داود الطيالسي) صاحب المسند وإذا كان الراوي ليس يمشهور عرفه أكثر، كقوله مثلاً:«أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الملك بن زيد (من ولد سعيد بن زيد)».
- يعتني أحياناً ببيان الأسماء المهملة، كقوله:«أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا عبد الملك (يعني ابن أبي سليمان)».
- لم يستخدم ابن سعد التحويل بين الأسانيد- المعروفة لدى المحدثين- عند تعدد المتابعات، بل يعبر عن ذلك بقوله:(قالا) أو (قالوا) أو جميعاً).
- إذا كانت النصوص التي أوردها عن شيوخ ساق أسانيده إليهم في أول الطبقات[121]، كالواقدي وابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبي معشر، فإنه لا يعيد تلك الأسانيد، وإنما يعبر عنها بقوله:(قالوا)، وقد تكررت هذه الكلمة كثيراً في كتاب الطبقات.
- استخدم ابن سعد الإسناد الجمعي في سياقه لمتن واحد على نطاق واسع دون تمييز لفظ هذا عن لفظ ذاك، وهو في ذلك مقلد لشيخه الواقدي، وهذا الصنيع قد أنكره العلماء على الواقدي[122]، وهو من المآخذ البارزة على ابن سعد؛ لأن من ذكر حديثهم في سياق واحد ليسوا على مرتبة واحدة في ميزان الجرح والتعديل، بل فيهم جماعة من الضعفاء والمجهولين- وفي مقدمتهم شيخه الواقدي-، وهذا المنهج استخدمه ابن سعد في الأحاديث والآثار التي يرويـها عن شـيوخه، بالإضافة إلى أسانيد شيخه الواقدي. ولعل السبب في هذا الصنيع من ابن سعد جمعه بين أسلوب الإخباريين وطريقة المحدثين.
- يقرن في إسناده بين اثنين أو أكثر من شيوخه في مواطن متعددة، وأكثر ما وقفت عليـه من ذلك في هذا القـسم قرنه بين أربعـة شيوخ.
- أسانيده رباعية في الغالب، ومنها ما هو خماسي، أو سداسي وقليل منها ثلاثي.
- يعتني ببيان ما سمعه من شيوخه مباشرة، وما سمعه عنهم بواسطة، كقوله:«حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت جعفر بن محمد يخبر عن أبيه، لعله إن شاء الله عن جابر»، ثم ساقه بعد ذلك فقال:«أخبرنا بعض أصحابنا، عن سفيان بن عيينة أنه سمع هذا الحديث عن جـعفر بن محمد، عن أبيـه، عن جـابر بن عبد الله، ولم يشك».
- إذا وقع شك في صحابي الحديث حكاه كما هو، كقوله في ترجمة أبي طلحة الأنصاري:«أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر أو عن أنس بن مالك».
- لا يذكر أحياناً الواسطة بينه وبين من نقل عنه الخبر، كقوله:«أُخبرت عن هشيم»[123]، وقوله:«أخبرنا بعض أصحابنا، عن سفيان بن عيينة».
مصادر الكتاب
[عدل]ويمكن تقسيم مصادره إلى قسمين رئيسين، قسم قد أفصح المؤلِّف عن مصادره فيه، وقسم آخر لم يصرّح فيه بمصادره، وهو الأكثر، وإنما يظهر ذلك من خلال رواياته عن شيوخه ممّن كانت لهم تصانيف وكتب. وقد اعتمد ابن سعد في المادة التي أوردها على الأسانيد في الغالب، سواء كانت تلك المصادر ممّا صرّح باسمها أو لم يصرّح بذلك.
القسم الأول: المصادر التي صرّح بأسمائها
[عدل]ذكر ابن سعد في أوّل طبقات الصحابة قائمة بأسماء الرواة وهؤلاء- على الترتيب الذي ذُكِر- هم:
- محمد بن عمر الواقدي.
- محمد بن إسحاق.
- أبو معشر نجيح المدني.
- موسى بن عقبة.
- عبد الله بن محمد بن عُمارة الأنصاري.
- أبو نعيم الفضل بن دكين.
- معن بن عيسى القزّاز.
- هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
ثم قال ابن سعد:«فكل هؤلاء قد أخبرني في تسمية أصحاب رسول الله، ومن كان بعدهم من التابعين من أهل الفقه والرواية للحديث بشيء، فجمعت ذلك كله وبيّنت من أمكنني تسميته منهم في موضعه».[124] ويُلاحظ أن المصدر الثاني (أبو معشر)، والثالث (ابن إسحاق)، والرابع (موسى بن عقبة) ليسوا من شيوخه الذين أخذ عنهم مباشرة، وإنما أخذ عنهم بواسطة، وقد ساق إسناده إليهم، وهذه المصادر الثلاثة- بالإضافة إلى المصدر الأول (الواقدي)- هي المصادر الأساسية التي اعتمدها ابن سعد في إيراد مادته في كتاب الطبقات الكبرى، وكل واحد منها يعدّ رأساً في فنّه، وعمدة في تخصّصه. وتعتبر هذه المصادر (أيضاً) من المصادر الرائدة في هذا الباب، وممّن أرست قواعد وأصول علم السير والمغازي، وأخبار الصحابة وأنسابهم، وكل من جاء بعدها فهو عيال عليها، وبالرغم من تضعيف المحدّثين لبعض هذه المصادر، غير أنهم يعترفون بفضلهم وعلمهم في المغازي والسير وأخبار النّاس. وقد استخدم ابن سعد للتعبير عن تلك المصادر عند العزو إليها كلمة (قالوا)، وهي تعني: الواقدي، وابن إسحاق، وأبا معشر، وموسى بن عقبة[125]، وتكرّرت هذه الكلمة في الطبقات كثيراً. وأما المصادر الأخرى- وهم: عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبو نعيم، ومعن بن عيسى، والكلبي-، فقد أفاد منها أيضاً، لكن بشكل أقل من المصادر الأساسية، وأفاد منها بكثرة في الطبقة التي تلي طبقات الصحابة والتابعين كما ذكر ذلك بعض الباحثين.[126]
القسم الثاني: المصادر التي لم يصرح بأسمائها
[عدل]وهي أكثر من المصادر التي صرح بها، وقد قاربوا ثلاثمائة شيخ، وفيهم طائفة ممن عُرف بالتصنيف، كيزيد بن هارون[127]، ووكيع بن الجراح[128]، وإسماعيل بن علية[129]، وروح بن عبادة[130]، وأبي داود الطيالسي[131]، وسعيد بن منصور [132] وغيرهم.
وبعد هذا العرض لمصادر ابن سعد في كتابه هناك جملة من الملحوظات على تلك المصادر، وهي:
- أن ابن سعد نظر لمصادره حسب الأقاليم والفنون التي أتقنها الرواة، وتتبع الأخبار من مظانها.
- اعتمد في كل فن على رجاله المتخصصين فيه، فالمغازي والسير يرجع فيها إلى موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي، وأبي معشر، والأنساب يرجع فيها إلى عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، وهشام الكلبي، وفي الأخبار يرجع إلى المدائني، وغيره، وهكذا.
- تنوع تلك المصادر واشتمالها على كثير من الفنون من مغازٍ وسير، ومناقب، وتواريخ وأحداث، وأنساب، وجرح وتعديل، وفقه وتفسير، وغيرها.
- أن أغلب مصادر ابن سعد من المحدثين، وأكثرهم من الثقات، بل فيهم طائفة من كبار الأئمة الحفّاظ.
- اعتماد ابن سعد في نقله عن تلك المصادر على الإسناد، غالباً.
نسخ الكتاب المطبوعة
[عدل]ظل كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد حبيس الرفوف والمكتبات العالمية لعدة قرون، شأنه في ذلك شأن باقي كتب التراث، إلى أن جاءت النهضة العلمية الحديثة وما لحق بها من ظهور الطباعة، وتحرك للنشاط الاستشراقي الذي أولى عناية خاصة بالتراث الإسلامي، بدافع استعماري في المقام الأول. فكان كتاب الطبقات من الكتب الأولى التي طبعت ضمن هذا النشاط وقد تم إخراجه إلى حيز الوجود لأوّل مرة بإشراف المستشرق الألماني إدوارد سخاو، وحقّقه بالاشتراك مع:«بروكلمان، وهورفتس، وليبرت، ومايسنر، وميتفوخ، وشفالي، وتسترستين»، وحقق الكتاب عن خمس مخطوطات، واستغرقت طباعته أربعة عشر عاماً من سنة 1904-1918م في ليدن بهولندا، فخرج في ثمانية أجزاء، يشمل كل منها قسمين، ما عدا الجزأين الخامس والثامن، فلم يشملهما تقسيم، وأما المجلد التاسع، فخصّص للفهارس، ظهر القسم الأوّل منه سنة 1920م، ثم صدر القسم الثاني بعد ثمان سنوات، أي سنة 1928م، وبه فهارس الأماكن، والقبائل، وكلمات الرسول، والقوافي، وآيات القرآن. وفي عام 1940م ظهر القسم الثالث من المجلد التاسع، وهو عمل المستشرق جوتشالك، وفيه فهرس لأسماء الأشخاص الذين ورد ذكرهم في الكتاب. وبهذا يكون الكتاب قد تم طبعه في خلال ستة وثلاثين عاماً، من 1904م إلى 1940م.[133] وقد بذلوا جهداً واضـحاً في ضبط الكتاب، والتعليق على النص، وإثبات الفروق، وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلوها في إخراج هذا الكتاب - لا سيما محاولاتهم لاستكمال نسخه-، فقد سقط منه ما يعادل مجلدين أو أكثر.[134]
ثم أعيدت طباعته في القاهرة عن دار التحرير عام 1388هـ عن طبعة ليدن، وترجمت معها هوامش المستشرقين[135]، وتعليقاتهم ومقدماتهم.
ثم أعيدت طباعته في لبنان سنة 1957م اعتماداً على طبعة المستشرقين (أيضاً)، بإشراف إحسان عباس، وحذفت الهوامش والتعليقات، وفي هذه الطبعة تصحيفات كثيرة، وهي دون طبعة ليدن في الجودة والدقة، ولم يستدرك فيها شيء مما فات المستشرقين.[136]
ثم قام بعض الباحثين بإكمال النقص الموجود وتحقيقه، فقام الدكتور زياد منصور بإخراج طبقة تابعي المدينة فمن بعدهم. من ربع الطبقة الثالثة إلى منتصف الطبقة السادسة- في رسالة تقدم بها لنيل درجة الماجستير بالجامعة الإسلامية، وطبع بنفس الجامعة سنة 1403هـ. ثم قام الدكتور محمد بن صامل السُّلمي بإخراج الطبقة الخامسة من الصحابة في رسالة علمية تقدم بها إلى جامعة أم القرى لنيل درجة الدكتوراه وذلك سنة 1409هـ.[137] ثم جاء بعده الدكتور عبد العزيز السلومي، فقام بإخراج الطبقة الرابعة من الصحابة، في رسالة علمية تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه وذلك بجامعة أم القرى، سنة 1412هـ.[138] وقد طبـع الكتاب كاملاً بدار إحيـاء التراث العربي، ببيروت، وذلك سنة 1417هـ، وتضّمن السّقـط الذي قام بتحقيقـه الأساتذة المشار إليهم آنفاً. وأما مخطوطاته، فلا تخلو مكتبة من مكتبات العالم من نسخة أو قطعة منه، وقد ذكر له الدكتور فؤاد سزكين ستّ عشر نسخة موزعة في مكتبات العالم، ولا تكاد توجد له نسخة كاملة خالية من السقط والخروم.[139] ولعل من أكمل تلك النسخ نسخة مكتبةأحمد الثالث[140] الموجودة بتركيا(استانبول)، في مجموعة من القرن السابع، وتتكون في أصلها من أحد عشر جزءاً، فقد منها الثاني والعاشر، وهي نسخة جيدة مسندة عليها سماعات مقابلة على الأصل المنقول عنه، وعليها علامات المقابلة، وخطها نسخي واضح مشكول، وقد دون في هامشها بعض تفسير الغريب، ولم يدون عليها اسم الناسخ، وعلى الورقة الأولى من كل جزء ختم تملك المكتبة. والجزآن الأول والثالث من رواية الحارث بن أبي أسامة، أما الخامس والسادس والسابع والثامن فمن رواية الحسين بن الفهم، والتاسع من روايتهما معاً.[141]
اهتمام العلماء بالكتاب وثناؤهم عليه
[عدل]تضافرت أقوال العلماء في الثناء على كتاب الطبقات وتعظيمه، فيما يلي بعض من أقوال الأئمة الأعلام في ذلك: فيقول الخطيب البغدادي: «وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن».[142] وكذا قال السمعاني[143]، وابن خلّكان.[144] ويقول أبو عمر بن الصلاح الشهرزوري:«وكتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي كتاب حفيل كثير الفوائد».[145] ويقول الذهبي: «وكان من أوعية العلم، ومن نظر في الطبقات خضع لعلمه».[146] ويقول ابن كثير: «ومن أجلّ الكتب في هذا- يعني معرفة الطبقات -طبقات محمد بن سعد كاتب الواقدي».[147] ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في معرض الحديث عن طبقات ابن سعد:«وكتابه أجمع ما جمع في ذلك».[148] ويقول السّخاوي: «والطبقات الكبير كتاب حفيل جليل كثير الفائدة».[149] وتظهر أهمية كتاب الطبقات في كونه حوى كثيراً من الفنون العلمية في شتى الميادين المتخصصة، مما أهّله ليكون مرجعاً أساسياً لدى العلماء والباحثين، فهو مرجع أساسي في سيرة المصطفى وغزواته، ومعرفة دلائل نبوّته وشمائله، وهو مرجع أساسي في معرفة السنن والآثار لاشتماله على كمّ هائل من أقوال الصحابة والتابعين- بالإضافة إلى الأحاديث-، وهو مرجع أساسي في معرفة تراجم الرواة وأحوالهم وأنسابهم، ومنزلتهم في ميزان الجرح والتعديل، هذا فضلاً عن كونه مرجعاً أصلياً في علم الطبقات. فهو كتاب ينهل منه المحدّث والفقيه والمفسّر والمؤرخ والنسّابة والواعظ والداعية، وغيرهم. ولأجل هذا وغيره فقد اهتم العلماء بكتاب الطبقات اهتماماً كبيراً، ولم يترددوا في النقل عنه والاعتماد عليه على نطاق واسع كل حسب تخصصه وحاجته، ومن أبرز هؤلاء:
- أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت279هـ). وهو من تلامذة ابن سعد، وله عدة مؤلفات، من أبرزها وأوسعها كتاب«أنساب الأشراف»، وقد روى في كتابه هذا عن ابن سعد كثيراً، وجعله من موارده الأساسية[150]، وروى عنه أيضاً في كتابه فتوح البلدان.[151]
- محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ)، وله عدة مؤلفات، من أبرزها وأعظمها«تاريخ الأمم والملوك»، ومن مصادره المعتمدة في كتابه هذا كتاب الطبقات لابن سعد، وقد تحمله عن طريق شيخه الحارث بن أبي أسـامة- وهو أحد رواة الطبقات الأساسيين- وقد أكثر من النقل عنه.[152]
- أبو عمر يوسف بن عبد البرّ (ت463هـ)، وله عدة مؤلفات، من أجلها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، وكتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، وقد صرح في مقدمة كتابه الاستيعاب أنه روى كتاب الطبقات للواقدي من طريق تلميذه محمد بن سعد برواية أبي بكر ابن أبي الدنيا عنه[153]، وهذا مما يدل على أن ابن سعد فرّغ كتاب شيخه الطبقات كلّه أو أكثره.
- أبو بكر أحمد بن علي (الخطيب البغدادي) (ت 463هـ)، صاحب التصانيف المشهورة النافعة، وأشهر كتبه وأضخمها تاريخ بغداد، وقد أكثر من النقل عن طبقات ابن سعد[154]، يقول الأستاذ أكرم ضياء العمري:«كان الخطيب يمتلك نسخة من كتاب الطبقات قدم بها دمشق، وينقل عنه في تاريخ بغداد في (258) موضعاً، من ثمانية طرق، تجتمع عند ثلاثة من رواة كتاب الطبقات لابن سعد، هم: الحسين بن الفهم (127 رواية)، وأبو بكر بن أبي الدنيا (90 رواية)، والحارث بن محمد (39 رواية)... كما نقل الخطيب عن كتاب الطبقات مباشرة في موضعين ربما ليبين أنه ينقل عن الكتاب الذي يمتلك حق روايته بالسماع...وتتعلق المقتطفات بتراجم الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وتدل المقارنة على أنها من كتاب الطبقات لابن سعد».[155]
- أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي (ت 571هـ) ومن أجلّ تصانيفه وأوسعها كتاب «تاريخ دمشق» والمطبوع في سبعين مجلداً، وقد وصل إليه كتاب الطبقات عن طريق تلامذة ابن سعد، وهم: الحسين بن الفهم[156]، والحارث بن أبي أسامة[157]، وأبو بكر بن أبي الدنيا[158]، وروى من طريق هؤلاء أكثر كتاب الطبقات، وضمنه تاريخ دمشق.[159]
- أبو الفرج عبد الرحمن بن علي (ابن الجوزي) (ت597هـ)، وهو مشـهور بكثرة التصنيف حتى زادت مؤلفـات على خمسمائة مصنف في شتى أنواع العلوم[160]، وقد نقل عن كتاب الطبقات لابن سعد في عدد من مؤلفاته -إما رواية أو أخذاً من كتابه مباشرة-، ومنها: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم[161]، وكتاب تلبيس إبليس[162]، وكتاب الثبات عند الممات، ومناقب عمر بن الخطاب، وغيرها.
- أبو الفتح محمد بن محمد المعروف بابن سيد الناس (ت734هـ)، ومن أهم مؤلفاته «عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير». وقد صرّح في آخر كتابه هذا أن كتاب الطبقات الكبير أحد موارده الأسـاسية وساق إسـناده إليه من طريق أحمد بن معروف الحنشـّاب، عن الحـارث بن أبي أسـامة، عن محمد بن سـعد[163]، وكثيراً ما ينقل عن ابن سعد بقوله: «روينا عن ابن سعد» أو «قال ابن سعد» أو «ذكر ابن سعد».[164]
- أبو الحجاج يوسف المزّي (ت742هـ)، وله عدة مؤلفات جليلة، ولعل المناسب منها في الموضوع الذي نحن بصدده- وهو طبقات الصحابة والتابعين فمن بعده - كتابه العظيم «تهذيب الكمال في أسماء الرجال»، وهو في التعريف برجال الكتب الستة، وقد أفاد فيه كثيراً من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد[165]، لا سيما فيما يتعلق بالكلام عن أحوال الرواة جرحاً وتعديلاً، وأحوالهم، ووفياتهم، ونحو ذلك.
- شمس الدين الذهبي (ت748هـ)، وله مؤلفات نفيسة، وهو من المكثرين من التصنيف، بلغت مؤلفاته أكثر من مائتي مصنّف[166]، في شتّى أنواع الفنون.
ومن مؤلفاته التي أفاد فيها من كتاب الطبقات الكبرى ونقل منه: ميزان الاعتدال[167]، والسير[168]، وتذكرة الحفاظ[169]، وتاريخ الإسلام.[170]
- عماد الدين ابن كثير (ت774هـ)، ومن مؤلفاته النافعة كتاب التفسير، وكتاب البداية والنهاية، وهما من أشهر كتبه وأجودها، وقد نقل في كتابه الثاني عن طبقات ابن سعد في مواطن كثيرة، لا سيما في تراجم الصحابة.[171]
- ابن حجر العسقلاني (ت852هـ)، صاحب التصانيف المفيدة والكتب الجامعة[172]، كفتح الباري بشرح صحيح البخاري، والإصابة في معرفة الصحابة، وتهذيب التهذيب، وغيرها. وقد وصل كتاب الطبقات الكبرى إلى الحافظ بن حجر من رواية الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي والحسين بن الفهم ملفقاً، كما نصّ هو على ذلك في كتابه المعجم المفهرس[173]، وساق أسانيده إليهما.
وقد اعتمد ابن حجر كتاب الطبقات في كتابه «الإصابة»[174]، وجعله من موارده الأساسية، ونقل منه كثيراً في كتابه تهذيب التهذيب أيضاً.
- أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي (ت874هـ).
وقد صـرح بالنقل عنه عنه في كتابه الحافل «النجـوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» حيث قال: «ونقلنا عنه كثيراً في الكتاب رحمه الله تعالى».[175]
فهؤلاء طائفة من مشاهير العلماء الأعلام ممّن أفاد من كتاب الطبقات، ونقل عنه، وبعضهم جعله من موارده الأساسية. وقد اختصر ابن منظور كتاب الطبقات وسماه «مختار الطبقات»[176]، وكذا اختصره السيوطي في كتاب سماه: «إنجاز الوعد المنتقي من طبقات ابن سعد».[177]
مراجع
[عدل]- مراجع
- ^ توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (8/293)
- ^ المغني في ضبط الأسماء (ص243)
- ^ تاريخ بغداد 5/321
- ^ تهذيب الكمال 25/255
- ^ تذكرة الحفّاظ 2/425
- ^ الوافي بالوفيات 3/88
- ^ تهذيب التهذيب 3/571
- ^ النجوم الزاهرة 2/258، ومنهم تلميذاه ابن أبي الدنيا والبلاذري
- ^ التـدوين في أخبـار قزوين 3/152
- ^ أنسـاب الأشـراف للبلاذري 2/348 و 6/100
- ^ الطبقات، دار صادر (7/364)
- ^ المغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس (ص126)
- ^ الطبقات، دار صادر (5/315)، والقسم المتمم بتحقيق زياد منصور (ص18،246)
- ^ ذكر ذلك السمعاني في الأنساب (10/307)
- ^ ابن خلكان في وفيات الأعيان (4/351)
- ^ حاجي خليفة في كشف الظنون (2/121)
- ^ الطبقات، دار صادر (1/19)، عن تلميذه الحارث بن أبي أسامة، وانظر: تاريخ بغداد 5/321، تهذيب الكمال 25/255، السير 10/664
- ^ انظر: أنساب الأشراف 8/246، الفهرست لابن النديم ص128، تاريخ بغداد 5/321، المنتظم لابن الجوزي 11/161 ، تاريخ دمشق 53/62، تهذيب الكمال 25/256، التقريب ص480
- ^ انظر: الجرح والتعديل 7/262، التدوين في أخبار قزوين 3/152، عن تلميذه ابن أبي الدنيا
- ^ روى ذلك الخطـيب البغدادي في تاريخه ( 5/321 ) بسـنده إلى محمد بن موسى البربري (ت294هـ )، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/64) .
- ^ الأنساب للسمعاني (10/307)
- ^ انظر : ( تاريخ التراث العربي 2/112، الطبقة الخامسة من الصحابة ، بتحقيق د. محمد صامل 1/56، 95-96 ) ، ومن هذه النسخ : نسخة أحمد الثالث بتركيا ، ونسخة دار الكتب المصرية ، ونسخة مصورة بالجامعة الإسلامية.
- ^ انظر : ( تاريخ دمشق 35/457 ، 47/269، تهذيب الكمال 7/466، 10/278، 14/461، 28/209، السير 10/664، ذيل التقييد 2/153، طبقات علماء الحديث 2/73).
- ^ انظر: ( تذكرة الحفّاظ 2/425 ، ذيل التقييد 1/247 ، تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة لابن حجر ص168 ، الرسالة المستطرفة ص138 ).
- ^ انظر:(العبر1/320، الوافي بالوفيات3/88،التهذيب3/571،شذرات الذهب2/69) .
- ^ ا ب انظر : الطبقات ، دار صادر (7/364).
- ^ الطبقات ، دار صادر (260/1).
- ^ انظر:( وفيات الأعيان 4/351 ، كشف الظنون 2/121 ، الرسالة المستطرفة ص138).
- ^ انظر : الطبقة الخامسة من الصحابة ، بتحقيق محمد بن صامل (1/95-96) .
- ^ الطبقات، طبعة دار صادر (1/19)
- ^ أخذ هذا القسم المجلد الأول، وأكثر المجلد الثاني إلى غاية الصفحة (333)، وختمه بقولـه : " آخر خبر النبي ".
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (20) إلى الصفحة (125) من المجلد الأول.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (125) إلى (190) من المجلد الأول.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (190) إلى الصفحة (226) من المجلد الأول.
- ^ استغرق�� هذه الموضوعات من الصفحة (227) إلى الصفحة (257) من المجلد الأول.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (258) إلى الصفحة (291) من المجلد الأول.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (291) إلى الصفحة (359) من المجلد الأول.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (360) إلى الصفحة (506) وهي آخر المجلد الأول .
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة (5) إلى الصفحة (205) من المجلد الثاني.
- ^ استغرقت هذه الموضوعات من الصفحة(205) إلى الصفحة (333) من المجلد الثاني، وختمه بقولـه: "آخر خبر النبي"، وذكر بعـده مباشرة من كان يفتي بالمدينة ويقتدى به من الصحابة في عهد النبي وبعده، ثم من كان يفتي بها بعد الصحابة من أبناء المهاجرين والأنصار، وبه ينتهي المجلد الثاني من المطبوع.
- ^ الطبقات (3/5).
- ^ انظر : ( الطبقة الخامسة ، بتحقيق د. محمد بن صامل 1/63 ، ابن سعد وطبقاته ص30) .
- ^ واستغرق هذا القسم من المجلد الثالث إلى نهاية المجلد السابع.
- ^ وهو المجلد الثامن ، وبه ينتهي الكتاب.
- ^ انظر : الطبقة الخامسة ، بتحقيق د. محمد بن صامل ( 1/63) .
- ^ الطبقات (3/6) .
- ^ الطبقات (3/53) .
- ^ الطبقات (3/100) .
- ^ الطبقات (3/116) .
- ^ الطبقات (3/124) .
- ^ الطبقات (3/169).
- ^ الطبقات (3/419-483).
- ^ الطبقات (3/483-601).
- ^ الطبقات (3/602-621).
- ^ الطبقات (4/5) .
- ^ سقط قسمٌ من هذه الطبقة من المطبوع ( أكثر من النصف )، والموجود منها في المطبوع (4/252) من أسلم قبل فتح مكة وأولها ترجمة خالد بن الوليد، وتقع في المخطوط في نسخة أحمد الثالث (6/ق67)، كما ذكر ذلك الدكتور محمد بن صامل في تحقيقه للطبقـة الخامسة (1/64).
- ^ سقطت هذه الطبقة بكاملها من المطبوع، وحققها الأستاذ عبد العزيز السلومي في رسالة علمية تقدم بها إلى جامعة أم القرى بمكة، لنيل درجة الدكتوراه، وطبعت بمكتبة الصديق بالطائف وتقع في نسخة أحمد الثالث التي اعتمدها المحقق من (7/55ب) إلى (7/245أ).
- ^ سقطت هذه الطبقة بكاملها من المطبوع، وحققها الأستاذ محمد بن صامل السلمي في رسالة علمية ، تقدم بها إلى جامعة أم القرى بمكة لنيل درجة الدكتوراه ، وطبعت بمكتبة الصديق بالطائف ، وتقع في نسخة أحمد الثالث التي اعتمدها المحقق من (7/246أ) إلى (8/145ب).
- ^ انظر : بحوث في تاريخ السنة (ص84).
- ^ استغرقت هذه المدن المجلد الخامس بأكمله، وأكثره يتعلق بالمدينة النبوية (438 صفحة).
- ^ استغرقت الكوفة وحدها المجلد السادس بأكمله .
- ^ استغرقت مدينة البصرة وحدها أكثر المجلد السابع من (7/5) إلى (7/309) .
- ^ استغرقت هذه المدن من واسط إلى الأندلس بقية المجلد السابع.
- ^ انظر : ابن سعد وطبقاته لعز الدين عمر موسى (ص30).
- ^ انظر : الطبقات ، دار صادر (3/8-19).
- ^ انظر : الطبقات ، دار صادر (3/420-436).
- ^ انظر:الطبقات، دار صادر (3/419-483).
- ^ انظر : الطبقات ، دار صادر (3/484-485).
- ^ ا ب انظر : الطبقات ، دار صادر (3/602-621).
- ^ انظر: الطبقات ، دار صادر (3/407، 517، 519، 530، 533، 613 ).
- ^ انظر: الطبقات ، دار صادر (3/460، 465، 567) .
- ^ انظر : الطبقات ، دار صادر ( 3/377-378 ، 406، 470، 517، 551، 595 ).
- ^ انظر: الطبقات ، دار صادر (3/458).
- ^ انظر : الطبقات (3/414، 588-590) ، وانظر النص رقم (160).
- ^ انظر : الطبقات (3/448، 472، 508) ، وانظر النص رقم (250).
- ^ انظر : الطبقات (3/485) ، وانظر النص رقم (261).
- ^ انظر : الطبقات (3/267-271).
- ^ انظر : الطبقات (3/271-273).
- ^ انظر : الطبقات (3/274-376).
- ^ انظر : الطبقات (3/420-436).
- ^ انظر : الطبقات (3/583-590).
- ^ انظر : الطبقات (3/385، 393، 415، 420، 437) .
- ^ انظر : الطبقات (3/420، 439، 443).
- ^ انظر : الطبقات (3/406، 408، 415، 525 – 526) .
- ^ انظر : الطبقات (3/382، 390، 400).
- ^ انظر : الطبقات (3/396، 405، 407، 415، 418).
- ^ انظر : الطبقات (3/392، 401، 405، 415، 417).
- ^ انظر : الطبقات (3/387، 396، 401، 421، 498).
- ^ انظر : الطبقات (3/437، 439، 475، 493، 549).
- ^ انظر : الطبقات (3/365، 402، 440، 458، 514).
- ^ انظر : الطبقات (3/366-368، 385، 432).
- ^ انظر : الطبقات (3/369-374).
- ^ انظر : الطبقات (3/192، 357، 366-367، 610-611) ، وانظر النصوص ذات الأرقام (10، 15، 413، 414).
- ^ انظر : الطبقات (3/391، 409، 420، 437، 440) .
- ^ انظر : الطبقات (3/414، 433) ، وانظر النص رقم (162) و (207) .
- ^ انظر : الطبقات (3/506) ، وانظر النص رقم (292) و (293).
- ^ انظر : الطبقات (3/385، 412) وانظر النص رقم ( 93) و (152).
- ^ انظر : الطبقات (391، 408، 443، 451، 516، 545).
- ^ انظر : الطبقات (3/448، 491، 545، 608).
- ^ انظر : الطبقات (3/387، 405) ، وانظر النصوص دات الأرقام (96، 97، 134).
- ^ انظر : الطبقات (3/391-392) ، وانظر النص رقم (103) و (104) .
- ^ انظر : الطبقات (3/488).
- ^ انظر : الطبقات (3/377، 407، 458، 465، 517، 588، 595)، وانظر النصوص ذات الأرقام (65، 160، 236، 240، 323).
- ^ انظر : الطبقات (3/387).
- ^ انظر : الطبقات (392، 400 ، 404، 407، 437، 469، 508، 517، 534- 535، 598).
- ^ انظر : الطبقات (3/379-385).
- ^ انظر : الطبقات (3/409-414) .
- ^ انظر : الطبقات (3/409) ، وانظر النص رقم (141).
- ^ انظر : الطبقات ( 3/118 ، 199 ، 213 ، 275 ، 296 ) .
- ^ انظر : الطبقات ( 3/365 ، 370 ، 497) ، وانظر النص رقم (35) و (268).
- ^ انظر : النص رقم ( 304 ).
- ^ انظر : النص رقم ( 300 ) .
- ^ انظر : النص رقم ( 124 ).
- ^ انظر : النصوص ذات الأرقام (49 ، 249 ، 305 ) .
- ^ انظر : النص رقم ( 149 ).
- ^ انطر : النص رقم ( 272 ) .
- ^ انظر : النص رقم ( 380 ).
- ^ انظر : الطبقات ( 3/401 ، 567 ، 584 ) .
- ^ انظر : لسان العرب ، مادة وهل (11/737) .
- ^ انظر : الطبقات (3/365 ، 384 ، 405 ، 448 ، 568) .
- ^ انظر : الطبقات (3/5-6) .
- ^ انظر: شرح العلل لابن رجب (2/672-677).
- ^ انظر : الطبقات ( 3/365) .
- ^ انظر : الطبقات (3/6).
- ^ ويظهر ذلك بشكل أوضح عندما ذكر هؤلاء في أوّل المغازي (2/5) واقتصر عليهم، ثم قال: دخل حديثهم في حديث بعض (قالوا): ... ثم ذكر خبر المغازي الطويل مقسما على العناوين التي وضعها.
- ^ قام الباحث محمد باقشيش في رسالته الدكتوراه " محمد بن سعد وكتابه الطبقات " (2/641-644) بإحصاء تلك المصادر، وخلص إلى أن ابن سعد اعتمد هؤلاء- وغيرهم ممّن لم يصرح باسم - بشكل أكبر في الطبقات التي تلي طبقة الصحابة والتابعين.
- ^ ولـه تفسير القرآن، وكتاب الفرائض، انظر: ( تاريخ التراث العربي 1/93).
- ^ ولـه: كتاب فضائل الصحابة، وكتاب السنن، وتفسير القرآن، وكتاب الزهد– وهو مطبوع-، وغيرها.
- ^ ولـه: كتاب التفسير، وكتاب الطهـارة، وكتاب الصلاة، وكتاب المناسك.
- ^ وله : كتاب التفسير ، وكتاب السنن .
- ^ وله: المسند، وهو مطبوع.
- ^ وله كتاب السنن، وهو مطبوع.
- ^ انظر: ( تاريخ التراث العربي 1/113، دراسات في الجرح والتعديل للدكتور محمد الأعظمي ص 325-326، مقدمة إحسان عباس لطبعة دار صادر 1/16) .
- ^ انظر : علم طبقات المحدثين لأسعد تيم (ص156) .
- ^ انظر : مقدمة الطبقة الخامسة لمحمد بن صامل (1/56).
- ^ انظر : علم طبقات المحدثين (ص156).
- ^ وطبع الكتاب بمكتبة الصديق بالطائف في مجلدين ، ط1 1414هـ .
- ^ وطبع الكتاب بمكتبة الصديق بالطائف في مجلدين، ط1 1416هـ.
- ^ انظر: تاريخ التراث العربي (1/112-113).
- ^ مكتبة متحف قصر طوب قابي نسخة محفوظة 21 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ المصدر نفسه، وانظر: مقدمة محمد بن صامل للطبقة الخامسة من الصحابة (1/91-92).
- ^ تاريخ بغداد (5/321).
- ^ الأنساب (10/307).
- ^ وفيات الأعيان (4/351).
- ^ انظر : التقييد والإيضاح (ص443).
- ^ السير (10/665).
- ^ انظر: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (2/672).
- ^ النكت على نزهة النظر (ص186).
- ^ فتح المغيث (4/397).
- ^ انظر : موارد البلاذري في الأنساب الأشراف له حمد جاسم (1/264-282)
- ^ انظر ، فتوح البلدان ( 31، 61، 168، 225، 240، 367، 437، 541، 630).
- ^ انظر : تاريخ الأمم والملوك (1/120، 170، 187، 206، 309) و (2/137، 166، 252، 307، 419 ) و ( 3/153، 160، 421، 479).
- ^ انظر : الاستيعاب (1/130)، وقد سقط من الإسناد راوي الطبقات( أبو بكر بن أبي الدنيا ) ولا يتم الإسناد إلا به .
- ^ انظر : الملحق رقم (2) الذي وضعه الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ص389).
- ^ انظر : موارد الخطيب في تاريخه، للدكتور أكرم العمري ( ص388-389).
- ^ انظر : تاريخ دمشق : (2/66-67) و (3/149، 206، 320)و (4/266، 330) و (5/260) و ( 6/150) و (7/342) و (9/181) .
- ^ انظر : تاريخ دمشق : (1/49) و (3/79، 235) ، و ( 4/217) و ( 6/173، 256) و (7/231) و (8/296، 398) و (9/33) و (10/124) .
- ^ انظر : تاريخ دمشق : (3/59، 126) و (6/133، 153) و (7/155،235) و (8/20، 345).
- ^ انظر : النصوص ذات الأرقام (2، 3، 16،25، 28،29، 32، 45، 47، 48، 52، 60، 64، 70، 75) وغيرها كثير.
- ^ انظر: مؤلفات ابن الجوزي لعبد الحميد العلوجي، من منشورات مركز المخطوطات بجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت ، ط1 1412 ، وقراءة جديدة في مؤلفات ابن الجوزي للدكتورة ناجية إبراهيم ، نشر المكتبة العالمية ببغداد ، ط1 1987م .
- ^ انظر : النص رقم (65، 68، 69).
- ^ انظر : النص رقم (113)، وراجع المطبوع من التلبيس (ص80، 94، 254،259، 286، 287).
- ^ انظر : عيون الأثر (2/457-458).
- ^ انظر : عيون الأثر (1/54، 68، 90، 112، 113، 128، 238) و (2/39، 59، 72، 83، 199، 234، 310).
- ^ انظر : تهذيب الكمال (1/264، 432) و (2/11، 18، 43، 95، 170، 223) و (3/48، 141، 182، 191، 410) و (4/327،367، 367، 415) ، و (غيرها كثير).
- ^ انظر : مقدمة السير لبشار عواد (1/75-90) .
- ^ انظر : الميزان (1/39، 643) و (2/531، 576) و (3/94-95).
- ^ انظر : السير (1/13، 32، 185، 264، 351) و (2/209، 414، 576) و (4/114، 282، 358، 532) .
- ^ انظر : التذكرة (1/19، 231، 303) و (2/455).
- ^ انظر : تاريخ الإسلام ، عهد الخلفاء الراشدين (ص70، 153، 230، 349، 450، 596، 607، 664) .
- ^ انظر : البداية والنهاية (5/55، 67، 79-83، 246، 340) .
- ^ انظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته، ومنهجه وموارده في كتاب الإصابة، للدكتور شاكر عبد المنعم ( رسالة دكتوراه في التاريخ الإسلامي بجامعة بغداد )، نشر دار الرسالة، بغداد، 1978م.
- ^ انظر : المعجم المفهرس ( ص168-170 ).
- ^ انظر : الإصابة (1/3) .
- ^ انظر : النجوم الزاهرة (2/258).
- ^ أفاد الدكتور محمد بن صامل في مقدمته للطبقة الخامسة (1/57) أنه يوجد منه الجزء الرابع والأخير في دار الكتب الوطنية بمصر.
- ^ انظر: كشف الظنون (2/121).