انتقل إلى المحتوى

الخواجه لامبو مات فى أسبانيا

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
الخواجه لامبو مات فى اسپانيا

معلومات الكتاب
المؤلف عبد الرحمن الابنودى
البلد  مصر
اللغه مصرى
اللغه مصرى
النوع الادبى قصيده قوميه مصريه


الخواجه لامبو مات فى أسبانيا هيا قصيدة شعر عامى مصرى للشاعر المصرى الكبير عبد الرحمن الابنودى.

كلمات

[تعديل]

الضباب كان بات ليلتها ع الإزاز

كانت القريه اللى مات فيها الخواجة لامبو

نايمه ع الجليد

فى الصباح

اتحركت جوه المطابخ الصحون و الخدامات

و ابتدا الدق ف محلات الحديد

و المكاكيه ف حظاير الدواجن

لبست الأطفال فى إيد الأمهات من غير عناد

النهارده العيد يا كاسبر

لما سمعت ندهة الديك من بعيد

ضحكت البنت اللى واقفه

تشد فى حبال الجرس جوه الكنيسه

طالع القسيس سعيد

وبإيده بينفض عبايته م الجليد


كل أسبانيا بتصحا

عيد و عادى

و الجديد

الخواجه لامبو مات

كانت القريه اللى دايسه عليها اسبانيا

ضلام من غير عيون

فلاحين فقرا

بلا غيط أو كانون

أسبانيين بس فى شهادة الميلاد

يمضغو الأحزان مع كاس النبيت

إنما..

كان فيه كمان ناس اغنيا

ليهم بيوت

ليها سقوف طايله السما

مليانه باللى أسبانيا فارغه منه


و لامبو

لامبو كان شاعر مغنى

يمشى و الجيتار عشيقته

يلمسه

يملا ليل تسبانيا بفصوص الأمانى و الأغانى البرتقانى

عمو لامبو قضا عمره فى الحارات و الخمارات

كان يغنى للعيال المقروضين

كان يغنى للأرامل و الغلابه و السكارا

السكارا اللى يعودو من جحيم الحر فى المنجم

السكارا اللى المحاجر حوّلتهم زيّها

ازمه و حجاره


الجيتار يعشق زحام الأسطوات

و الأغانى بتتولد فى الغلبانين و الغلبانات

عمو لامبو

قضّى عمره فى الحارات والخمارات

كان يحب الشمس و الناس و الغيطان و الجيتار و قطته

و الناس اللى تحفظ غنوته

كان يغنى بألف صوت

يا قمر

يا رغيف بعيد

النهارده الحد.. عيد

الفقير ليه مش سعيد؟!

و الغناى ليه مبسوطين؟!

يا قمر يا ابو عمر لسه

العباد ع الحانه كابسه

عاوزه تنسا

عاوزه تنسا

والغناى لو يسكرو

يبقا لجل يفكرو

يسرقو م المسروقين


و جيتاره كان عجوز زيّه تمام

إنما.. له فى الكلام

لامبو ما كانلوش سكن

الحياه فى قريته ما لهاش تمن

قلب اسبانيا برونز

قلب اسبانيا صفيح

قلب أسبانيا عطن

برد أسبانيا مراكب

اترمت فيها القلوع

واقفه فى شطوط الزمن

كل أطفال البلد كانت تحبه

كلهم كانو فى يوم كورس للامبو

فوق جبينه

قريته كانت بترمى ضل اسبانيا الغميق

وشه كان وش البلد

تبتسم.. يضحكلها

تزعل القرية

أساه يصبغ خضار ورق الشجر

وكان له قطة يعزها

واما كان البرد مرة يغزها

لامبو يضحك لما يرفعها ف إيديه

ويهزها:

"ايه يا قطه ؟

يعنى عيطنا أهه

انزلى

اجرى

حلاوتك

يللا بينا ع العمل"


الخواجه لامبو ماشى

دخل الخمارا

حيوه السكارا

تاره بالضحكه و بالڤيزيتا تاره

غنى لامبو و برد أسبانيا مزنهر مناخيره

"يا غلابه

سيرو فى الأرض العريضه

و السعو النسمه بطواحين الهوا

فيه فى قلب الظلم حتة نجمه بيضا

الشغل مش حاجه ضايعه فى الهوا

برد أسبانيا استوا..."


لامبو كان نشوان

وكل ما فيه مغني

وجيتاره بين إيديه

والعباد

منتورة زى الفحم لاسمر حواليه

الشاويش دخل عليه:

"ايه يا اسبانيا

يا بطن ما فيهش عيش"

هس.. بس

الضلام اللى فى أسبانيا ظهر

برم شنابات الشاويش

الشاويش صرخ فى لامبو

لامبو خبى غنوتو اياها فى عبه

بس ما رضيش ييجى جنبه

و الفانوس اللى فى سقف الحانه متعلق رعش

الشاويش صرخ بقلبه

قلبه شايل كل دوسيهات الحكومه

لامبو ممنوع من أغانى الفقرا

غنى غير ده

الحكومة مش حماره

لامبو بص علا السكارا

البروده اللى فى إيديهم جمدت كاس النبيت

لامبو دمع

الحياة.. عايزه جساره

و الخلايق عاوزه ابطالها

يكون فيهم جداره

عايزه أبطالها فى عز البرد مشحونه حراره

الجيتاره

واخده ع اللحن النضيف

الجيتاره

برضه بتنام ع الرصيف

برضه بتموت زيى علشان الرغيف

بس ليل أسبانيا فى الزنزانه له شكله المخيف

والبلاط

و السقعه

و العود النحيف

لا ما اغنّيش للفقير

والسجن لا

لا أغنى.. لأ ما اغنيش

بس أنا راجل شريف

"ايه يا أسبانيا

يا سجن فى كاس نبيت..."

آه.. و آه


لامبو من يومها وقولة آه.. غناه

قريته لمتها آه

آه.. وآه

و الناس ترد الآهة آه

الكفاح الحى بقا آه

وآه ع الكفاح لو يتقلب علا شكل آه

والنهارده لامبو مات

قتله ليل أسبانيا فى الليل ع الرصيف

قلبه كان لابس خفيف

قتلته الآه

قتلته فى الحانه شنبات الشاويش

قتلته الناس اللى غرقانه بهمومها فى النبيت

قتلته الدوسيهات فى دواليب الحكومه

قتله الطفل اللى مش لاقى الفطار

طلعت الناس النهارده للكنيسه

لقوه جنب الجدار

قطته جنب الجيتار

قاعده مش شايفه النهار

فى انتظار الليل

و أسبانيا.. و شنبات الشاويش

"لامبو مات"

لامبو ؟

يا عينى.. وتبكى الطفلتين

يمسحوا دموعهم فى إيد الأمهات

فى المناديل الجديده


"آخرة الرحله

تموت يا لامبو علا طرف الرصيف

و انتا لو جالك فقير

كنت تشوى قلبك الطيب

تحطه له فى رغيف

قطته توطى

عشان دمعتها ما تعملش ع الأسفلت صوت

لامبو مات

توصل الناس فى الشوارع

ياسلام

دت انا سايبه و هو راجع

يدمعو

يرسمو فوق الصدور علامات صليب

و الجرس يتلوا فى حبال الكنيسه

كان حزين

حزين.. حزين

قتله الحزن

يفرشو فوقه الجرايد

يركعو الأطفال يرصو نحو جسمه الورود

و الدموع

غيمه علا عيون الوجود

يا حبيبى يا عمو لامبو

روحى يا ماما الكنيسه وسيبينى قاعده جنبه

يا حبيبى يا عم لامبو

امها تبكى و تاخذها من إيديها

مات شهيد

مات شهيد الليل فى اسبانيا السجينه

مات.. و كان عاوز يعيش

غيرشى بس الظلم برم له شنبات الشاويش

"الوداع يا عمو لامبو"

"الوداع يا عمو لامبو"

"الوداع يا قطته المرميه جنبه"

"الوداع يا قطته المرميه جنبه"

الوداع


عربية الأغراب شالوه زى الهوا

الوداع

دق الجرس فوق الكنيسه

غنت الناس غنوته

الضباب عمال يضيع

لجل يدى فرصة للشمس اللى هتزور الربيع.

مصادر

[تعديل]