سليم جدي
المظهر
سليم بن نصرالله جدي ( 1286- 1313 هـ)( 1869- 1895 م) شاعر لبناني ولد في بيروت، تخرج في الكلية اليسوعية، وقد درس الآداب والعلوم.[1][2][3]
الإنتاج الشعري والمسرحي
[عدل]له ديوان سليم نصر الله جدي - جمعه: جرجي نقولا باز - مطابع قوزما - بيروت 1950، وله ثلاث مسرحيات شعرية:«ألم الفراق»، و«جزاء الشهامة»، و«مثال الفضيلة».[2]
شاعر غنّى للعواطف والحب والشجن، فعبر عن تجربة عمره القصير، ومشاعره الندية بحبّ الحياة والغفلة عن المصير، ألفاظه سهلة وتعبيراته سلسة، وأوزانه وقوافيه طيعة، على أن معانيه - في غزله - لم تذهب بعيدًا عن التقليد.
كما نري في قصيدة طائر ألبان التي يقول فيها:-[2][1]
يا طائرَ البانِ قد هيّجتَ أشجاني | وزدتَني حرقةً يا طائرَ البانِ |
إياكَ تشدو على الأغصان مبتهجًا | ولستَ تدري بأن الوجد أضناني |
أذكرْتَني طِيبَ أيامٍ سُررتُ بها | دهرًا طويلاً وكانت خيرَ أزمان |
أيامَ كانت ربوعُ الأنسِ زاهيةً | وأنجمُ السعدِ تجلو ليلَ أحزاني |
أنا القتيلُ بحبّ الغانيات فمن | يخلو من الحبّ لا يُدعى بإنسان |
وطالما أنعشتْ روحي مهفهفةٌ | تغزو القلوبَ وتُرْديها بأجفان |
فريدةُ الحسنِ تُحيي من يغازلها | ولحظُها فاتكٌ بالأنس والجان |
غزالةٌ تُخجل الأقمارَ إن طلعتْ | كالبدر مكتملاً في شهر نيسان |
لكن إذا خطرتْ تسبي العقولَ بلا | حربٍ وتُسكرنا دون ابنةِ الحان |
نعم وكم أسرتْ باللحظ من أسدٍ | فمن رأى أسدًا في أسر غِزلان |
فقل لواصفها ما أنت واصفها | ولو علوتَ على قُسٍّ وسَحبان[1] |
من أشهر أعمالة المسرحية «جزاء الشهامة»:-
يا نائبات الدهر صبري عليلا | والعيش بعد العز بات ثقيلا |
اضرمت لي حرباً فرحت مدافعاً | حتى رجعت عن الدفاع كليلا |
وطرحت بين يديك سيفي مغمدا | فعلامَ سيفك لم يزل مسلولا |
امسي واصبح حول كهف مظلم | هيهات ان القى سواه مقيلا |
انفقت تسع سنين فيه معذباً | وأنا على حالي ازيد خمولا |
وظللت ارعى زوجتي وابني في ليل | يجر من الوبال ذيولا |
ليل أرى بعد الصباح يزيدنني | غصصاً على غصص فبات طويلا |
احييه واأسفاه في يأس ولا | سلوى سوى ذكر الليالي الأولى |
لم أمس مغلول اليدين وإنما | امسي فؤادي بالأسى مغلولا |
ناء عن الوطن العزيز مغادر | لي فيه من صفو الحياة شمولا |
فعلام يا وطني تروم قطيعتي | وإلى مَ تبغي ان اعيش ذليلا |
دافعت عنك بحد سيفي عندما | جرت الدما يوم القتال سيولا |
وفتكتت بالرومان اعداك الألى | ظنوا بأن لهم إليك وصولا |
فنسيت لي صنع الجميل وسمتني | خسفاً كأني ما صنعت جميلا |
وتركتني بتعاستي وأنا الذي | قد كنت في ماضي الزمان جليلا |
ما ذنب طفلاي اللذين شجاهما | نوحي فزادهما بكا وعويلا |
طفلان مثل حمامتين أراهما | في حضن والدة تذوب نحولا |
رضعا لبان مدامع ممزوجة | بدماء قلب لا يزال عليلا |
مظلومة مثلي تعيش بقفرة | عاينت فيها للشقاء حلولا |
تبغي نجاة من شدائدها ولا | تلقى إلى سبل النجاة دليلا |
لولاهم ما عشت يوماً واحدا | بل مت ما بين القفار جديلا |
وجعلت حداً للعذاب بخنجري | يفري الحشا فينيلني المامولا |
هذا مجيري من يد فتاكة | مدت إلى قلبي الكليم نصولا |
ليث القضاء سطا عليّ وليتني | في ساعة الهيجا سقطت قتيلا |
بل ليث موبير الشقي أراحنا | من أسر ذلّ لم يعد محمولا |
موبير يا نذل الرجال ظلمتني | وحسبت ما فعلت يداك قليلا |
صيرت ذكري في بلادي خاملاً | وجعلت هاتيك الربوع طلولا |
وغدرت بالشهم التعيس فهل ترى | لم تروَ من هذا التعيس غليلا[4] |
المراجع
[عدل]- ^ ا ب ج "معجم البابطين-سليم جُدَي". www.almoajam.org. مؤرشف من الأصل في 2021-06-09.
- ^ ا ب ج عمر رضا كحالة، عمر رضا؛ لويس شيخو. معجم المؤلفين. بيروت: مؤسسة الرسالة.
- ^ يوسف أسعد داغر. مصادر الدراسة الأدبية (جـ 3). بيروت 1983: الجامعة اللبنانية.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link) - ^ سليم الجدي. منتخبات سليم الجدي. مطبعة الراوي في وكالة ثابت.