الومضات الضوئية
الظواهر البصرية للأشعة الكونية، أو الومضات الضوئية (إل إف)، هي ومضات ضوئية تلقائية رصدها بعض رواد الفضاء خارج الغلاف المغناطيسي للأرض، وفي أثناء برنامج أبولو. بينما قد تكون إل إف ناتجةً عن فوتوناتٍ مرئية تستشعرها شبكية العين، يمكن أن ترتبط إل إف المعنية في هذا المقال أيضًا بالوبصات التحركية، أي الإحساس بالضوء الناتج عن تنشيط الخلايا العصبية على طول المسار البصري. [1][2]
الأسباب المحتملة
[عدل]يعتقد الباحثون أن السبب وراء إل إف، المرصودة بشكل خاص من قبل رواد الفضاء في الفضاء، هو الأشعة الكونية (جسيمات مشحونة عالية الطاقة تأتي من خارج الغلاف الجوي للأرض)، على الرغم من أن الآلية الدقيقة لذلك لا تزال غير معروفة. تشمل الفرضيات إشعاع شيرينكوف الناتج عن مرور جسيمات الأشعة الكونية عبر الجسم الزجاجي لعيون رواد الفضاء، والتفاعل المباشر مع العصب البصري، والتفاعل المباشر مع المراكز البصرية في الدماغ، وتحفيز مستقبلات الشبكية، بالإضافة إلى تفاعل أكثر عموماً بين الشبكية والإشعاع.[3]
ظروف رؤية الومضات الضوئية
[عدل]أفاد رواد الفضاء، الذين عادوا مؤخرًا من المهمات الفضائية المتجهة إلى تلسكوب هابل الفضائي ومحطة الفضاء الدولية ومحطة مير الفضائية، برؤية إل إف في ظل ظروف مختلفة. وفقاً لترتيب الظروف من الأكثر إلى الأقل تكراراً، رأى رواد الفضاء إل إف في الظلام، وفي الضوء الخافت، وفي الضوء الساطع، وذكر أحد رواد الفضاء رؤيتها بغض النظر عن مستوى الضوء وتكيف عينه معه. أُفيد برؤية إل إف قبل النوم بشكل أساسي.[4]
الأنواع
[عدل]أُبلِغ عن رؤية إل إف بوضوح، في حين أن بعضها الآخر لم تكن كذلك، وبألوان وأشكال مختلفة. اختلف عدد المرات التي شوهد فيها كل نوعٍ اعتماداً على ظروف رؤية رواد الفضاء، كما هو مُوضح في استطلاع شارك فيه 59 رائد فضاء. [5]
الألوان
[عدل]خلال المهمات القمرية، ذكر رواد الفضاء في غالبية الأحيان أن الومضات كانت بيضاء اللون، باستثناء إحدى المرات حين رأى رائد فضاء ضوءًا «أزرق مع خلفية بيضاء، مثل الماس الأزرق». خلال مهمات فضائية أخرى، أفاد رواد الفضاء برؤية ألوان أخرى مثل الأصفر والأخضر الباهت، مع أن ذلك كان نادراً. بدلاً من ذلك، ذكر آخرون أن الومضات كانت صفراء في الغالب، في حين أبلغ آخرون عن ومضات برتقالية وحمراء، بالإضافة إلى اللونين الأبيض والأزرق الأكثر شيوعاً.[6]
الأشكال
[عدل]شملت الأشكال الرئيسية للومضات «بقعاً» (أو «نقاطاً»)، و«نجوماً» (أو «انفجارات المستعر الأعظم»)، و«خطوطاً» (أو «شرائط»)، و«انفاخات» (أو «غيوم»)، و«مذنبات». شوهدت هذه الأشكال بترددات مختلفة بين رواد الفضاء. خلال الرحلات القمرية، أفاد رواد الفضاء برؤية «البقع» و«النجوم» في 66% من الحالات، و«الخطوط» في 25% من الحالات، و«الخطوط» في 8% من الحالات. أبلغ رواد الفضاء الذين شاركوا في مهمات أخرى عن رؤية «أشكال ممدودة». أفاد نحو 40% من رواد الفضاء المشاركين في الاستطلاع عن رؤية «شريط» أو عدة «شرائط»، وأبلغ نحو 20% عن رؤية «مذنب» أو عدة «مذنبات». أفاد 17% من رواد الفضاء برؤية «نقطة واحدة» ولم يُفد سوى القليل برؤية عدة «نقاط» و«انتفاخات» و«مستعر أعظم».[7]
المراجع
[عدل]- ^ Hecht، Selig؛ Shlaer، Simon؛ Pirenne، Maurice Henri (يوليو 1942). "Energy, Quanta, and Vision". Journal of General Physiology. ج. 25 ع. 6: 819–840. DOI:10.1085/jgp.25.6.819. PMC:2142545. PMID:19873316.
- ^ Dobelle، W. H.؛ Mladejovsky، M. G. (ديسمبر 1974). "Phosphenes produced by electrical stimulation of human occipital cortex, and their application to the development of a prosthesis for the blind". The Journal of Physiology. ج. 243 ع. 2: 553–576. DOI:10.1113/jphysiol.1974.sp010766. PMC:1330721. PMID:4449074.
- ^ Mewaldt، R. A. (1996). "Cosmic Rays". في Rigden، John S. (المحرر). MacMillan Encyclopedia of Physics. Simon & Schuster MacMillan. ج. 1. ISBN:978-0-02-897359-3. مؤرشف من الأصل في 2009-08-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-08.
- ^ Narici، L.؛ Belli، F.؛ Bidoli، V.؛ Casolino، M.؛ De Pascale، M. P.؛ وآخرون (يناير 2004). "The ALTEA/ALTEINO projects: studying functional effects of microgravity and cosmic radiation" (PDF). Advances in Space Research. ج. 33 ع. 8: 1352–1357. Bibcode:2004AdSpR..33.1352N. DOI:10.1016/j.asr.2003.09.052. PMID:15803627. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-08-08.
- ^ Fuglesang، Christer؛ Narici، Livio؛ Picozza، Piergiorgio؛ Sannita، Walter G. (أبريل 2006). "Phosphenes in Low Earth Orbit: Survey Responses from 59 Astronauts". Aviation, Space, and Environmental Medicine. ج. 77 ع. 4: 449–452. PMID:16676658. مؤرشف من الأصل في 2018-10-19.
- ^ Sannita، Walter G.؛ Narici، Livio؛ Picozza، Piergiorgio (يوليو 2006). "Positive visual phenomena in space: A scientific case and a safety issue in space travel". Vision Research. ج. 46 ع. 14: 2159–2165. DOI:10.1016/j.visres.2005.12.002. PMID:16510166.
- ^ Linenger، Jerry M. (13 يناير 2000). Off The Planet: Surviving Five Perilous Months Aboard The Space Station MIR. ماكجرو هيل التعليم. ISBN:978-0-07-136112-5. مؤرشف من الأصل في 2020-07-08.