جين إير من أقرب القصص إلى قلبي, و لا أنفك أعود لها بين السنوات كي أعيد قراءتها من غير أن أكل أو أمل. فجين إير بضآلة حجمها و يتمها و فقرها تثير بقوتها فجين إير من أقرب القصص إلى قلبي, و لا أنفك أعود لها بين السنوات كي أعيد قراءتها من غير أن أكل أو أمل. فجين إير بضآلة حجمها و يتمها و فقرها تثير بقوتها فيَّ ما لا تكاد تثيره أي شخصية روائية أخرى باستثناء جان فالجان في البؤساء. جين إير هي فتاة يتيمة و عاطفية تبعثها زوجة خالها للسكن في مؤسسة لوود للبنات, حيث تتثقف و تقوَّم بطريقة صارمة و قاسية جدا متحملة الجوع و البرد. بعد إنهائها لتعليمها تقوم جين بالتدريس في نفس المؤسسة ثم تقوم بالإعلان عن خدماتها كمربية كي تودع لوود و إلى الأبد. هناك تصل جين إلى قصر ثورنفيلد لكي تتولى تعليم آديل الفرنسية الصغيرة و المكلف بها السيد روتشيستر, الرجل الكئيب ذي المزاج المتعكر و الطبع الصعب. جين إير فتاة صغيرة و ضئيلة بلا أهل و لا مأوى, و لكنها تستطيع بفكرها و بشخصيتها المستقلة أن تعيش حياتها كما ترغب هي, من دون أن تسمح لأي قوى خارجية أن تؤثر عليها مهما كانت. كما استطاعت شخصية جين إير و إيمانها بذاتها على الرغم من فقرها و قبحها أن تكون علامة فاصلة في الأدب الانجليزي, فعندما يتكلم المرء عن الشخصيات النسائية القوية في الأدب الانجليزي فهو لا ريب يعني جين إير و شخصيتها التقدمية التي تفتقرها الكثير من النسوة حتى في الوقت الحاضر. و بلا شك يجب أن أوجه كلمة شكر و عرفان للمعرب الفائق و المتميز منير بعلبكي على ترجمته لهذه الرواية, و التي جعلتها عربية بلا شك و كأنها كتبت بها بالأصل. كم نفتقد المعربين مع كثرة المترجمين....more