نحن بحاجة لمثل هذه الحواديت في حياتنا التي يطاردنا فيها شبح الاكتئاب آناء الليل وأطراف النهار، بحاجة لهكذا كلمات صادقة تطمئننا، تحتضن أرواحنا الهشة، ت نحن بحاجة لمثل هذه الحواديت في حياتنا التي يطاردنا فيها شبح الاكتئاب آناء الليل وأطراف النهار، بحاجة لهكذا كلمات صادقة تطمئننا، تحتضن أرواحنا الهشة، تحنو على قلوبنا المضطربة من الخوف والوجع، وتغدو سطورها مرآة تنعكس فيها ذواتنا فنندهش ونتسائل: كيف تتاشبه حواديتنا إلى هذا الحد؟ حواديت تبدأها متألمًا، صارخًا من قلم كمشرط جراح يغوص في جراحك يفرغها من الصديد، حكايات تغسل روحك المدفونة في قبر الصمت، وتنطق بلسانك المتيبس من قلة الكلام، لتخبرنا أن الحياة لم تنتهي بعد، أننا لم ولن ننهزم، وأن ثمة نور في نهاية الطريق، فقط كان علينا ان نحتمل ونصبر كل هذا الوقت داخل العتمة، كي يفاجئنا النور فنصرخ كلحظة الميلاد الأولى، إيذانًا ببدء حياة حديدة.
مزيج ممتع للغاية، حكايات عن المطبخ القبطي وفنون الطهي وأشهر أكلاته ممزوج بتفاصيل منزلية وإجتماعية وطقوس دينية، والأجمل صراحة وجرأة الكاتب في العرض والمزيج ممتع للغاية، حكايات عن المطبخ القبطي وفنون الطهي وأشهر أكلاته ممزوج بتفاصيل منزلية وإجتماعية وطقوس دينية، والأجمل صراحة وجرأة الكاتب في العرض والنقد خصوصًا فيما يتعلق بتفاصيل الكنائس وانتقاده لبعض الأعراف والتقاليد والقيود لم أتوقع أن تصدر من كاتب مسيحي وأن يُسمح بنشرها بهذه الحرية، تجربة لطيفة في مجملها لم أشعر بالوقت معها....more
آدي اللى كان وآدي القدر وآدي المصير نودّع الماضي و حلمه الكبير نودّع الأفراح نودّع الأشباح راح اللي راح ماعدش فاضل كتير
ايه العمل فى الوقت ده يا صديق غير أ آدي اللى كان وآدي القدر وآدي المصير نودّع الماضي و حلمه الكبير نودّع الأفراح نودّع الأشباح راح اللي راح ماعدش فاضل كتير
ايه العمل فى الوقت ده يا صديق غير أننا عند افتراق الطريق نبص قدامنا على شمس أحلامنا نلقاها بتشُقّ السحاب الغميق
وارجع وأقول لسه الطيور بتفنّ والنحلايات بتطنّ والطفل ضحكُه يرنّ مع إن مش كل البشر فرحانين صلاح جاهين ...more
أعشق تلك الروايات التي تعزف لحنًا حزينًا هادئًا طوال قراءتها، حتى إذا اقتربت النهاية تكتشف أن مصدر هذا اللحن صار أوتار قلبك التي ترتعش حزنًا وألمًا، ت أعشق تلك الروايات التي تعزف لحنًا حزينًا هادئًا طوال قراءتها، حتى إذا اقتربت النهاية تكتشف أن مصدر هذا اللحن صار أوتار قلبك التي ترتعش حزنًا وألمًا، تسأل نفسك عن مصدر كل هذا الاضطراب الذي حدث بداخلك؟ من أين أتت تلك الدموع الدافئة؟.
كانت البداية هادئة، وسط رائحة مخبز الفطائر الشهية بدأت الرحلة، امرأة غريبة يسوقها القدر لتدخل حياة صانع الفطائر غير السعيد بحياته ومهنته، يرفضها في البداية بسبب ضعفها وعجزها، ثم يكتشف فيها.. هي السيدة العجوز صاحبة التاريخ المرضي من الإصابة بالجذام.. يكتشف فيها معنى الونس، وتكتشف هي فيه معنى الأمومة والصداقة، وفي الخلفية طرف ثالث ينسى في وجودهما معنى الوحدة
تتولد خلال الرحلة علاقات صداقة بطعم الكفاح، الكفاح ضد أحزان القلب وأوجاع الروح، ضد قسوة الواقع وسخرية القدر، ضد الذكريات الأليمة ومخاوف المستقبل، بحثًا عن سبب لوجودنا، عن أثرٍ نتركه خلفنا، وعن قلبٍ يعيننا على تحمل مشقة الطريق بين البداية والنهاية.
وسط كل هذا نستمتع بروائح الفطائر، وشغف السيدة العجوز، نتعلق بزهور شجرة الكرز، ونتمنى أن نتذوّق حشوة الفاصوليا العجيبة، نسير وسط جمال الطبيعة وأنغام الكناري، مُحلقين وسط الجمال معظم الوقت، حتى يصدمنا الألم قرب النهاية، ليكون الدرس الأكبر من هذه الرحلة هو تذكيرنا بأن الحياة بالفعل سلسة من الآلام، وما نحن إلا في اختبار، ولكي تنجو بأقل الخسائر عليك بالصبر والإيمان أولًا، ثم ابحث عن شغفك، فبه ستكتشف ملذات طوكيو، التي هي صورة مصغرة من ملذات الحياة، وبها يمكنك أن تخرج من هذه الحياة راضيًا، شاعرًا بأنك تركت أثرًا، وتركت ذكرى خالدة في قلب أحدهم، فماذا تتمنى أكثر من ذلك؟
كتاب عظيم بحق، عظمته نابعة من كونه لا يندرج تحت فئة واحدة أو تصنيف واحد بحيث يكون محصورًا لفئة معينة من القراء.. ألا وهم الأطباء أو من لهم علاقة بالطب كتاب عظيم بحق، عظمته نابعة من كونه لا يندرج تحت فئة واحدة أو تصنيف واحد بحيث يكون محصورًا لفئة معينة من القراء.. ألا وهم الأطباء أو من لهم علاقة بالطب بوجه عام، بل الكتاب يعتبر مزيج من أدب السيرة الذاتية والرواية والطب، مزيج سلس يلمس القلب ويجذب العقل ببراعة.
تعرضت الكاتبة عالمة المخ والأعصاب لجلطة بالفص الأيسر للدماغ، سخرية القدر في أصعب صورها حين ينقلب الطبيب لمريض من نفس تخصصه، هل تجزع ويصيبها الهلع؟، في الواقع لم يحدث هذا بل تعاملت مع الأزمة وكأنها عالَم جديد تستكشفه، هي مثل معظم الأطباء يدرسون تفاصيل الأمراض لكن نادرًا ما يذوقون ويلاتها بأنفسهم، وما أن يحدث ذلك تكون التجربة فريدة.. وإلى حد ما لها رعب خاص.
استعرضت الكاتبة في البداية ومن خلال فصلين قصيرين مقدمة طبية عن تشريح المخ وشرح كيفية عمله، وتقول أنه بإمكان القارئ غير المهتم بتلك التفاصيل أن يتجاوز هذين الفصلين إلى بداية القصة، وأرى أن الفصلين من السهولة بمكان ومهمان لتصور مدى الإعجاز الإلهي الموجود بالمخ أولا، ومدى كابوسية أن يختل توازن هذا اللغز العظيم المسمى بالمخ البشري ثانيًا.
ثم تبدأ فصول المأساة بصباح يوم الجلطة، تشاركنا الكاتبة أدق التفاصيل التي مرت بها في ذلك اليوم بدءًا من صداع خلف العين وصولا إلى فقدان الاحساس بالزمان والمكان وغياب الفهم والذاكرة مع توقف الذراع الأيمن والقدم اليمنى عن آداء مهامهم
تتوالى الفصول ونرى بعيني الكاتبة مدى جمال علاقتها بأمها، التي كانت السبب الرئيسي والدافع القوي الذي أخرجها من قاع المأساة إلى قمة الأمل من جديد، تستعرض كيف استعادت ذاكرتها التي هي ثروتها كعالمة، كيف تعلمت كل شيء من جديد كأنها طفلة حديثة الولادة، كيف تعاملت مع من حولها وكيف تعامل من حولها معها، ماذا احتاجت وما الذي أتعبها وضاعف من ألمها. لتختم الكتاب بفصول متخمة بفلسفة الحياة العميقة التي تخلب العقل من صدقها ومدى ذكاءها، فكانت هذه الفصول هي الأجمل على الإطلاق، لتعطي نهاية مثالية لهذه التجربة وتلك الرحلة الاستثنائية، والتي لن أنساها لفترة طويلة، لأنها أنارت بصيرتي ايضًا.
أصابتني الحيرة بعد انتهائي من الكتاب ومحاولتي لكتابة رأيي فيه على مدار ساعة كاملة، فأكتب الكثير من الثرثرة ثم أمسحها، حتى وصل بي الحال إلى كتابة ما يش أصابتني الحيرة بعد انتهائي من الكتاب ومحاولتي لكتابة رأيي فيه على مدار ساعة كاملة، فأكتب الكثير من الثرثرة ثم أمسحها، حتى وصل بي الحال إلى كتابة ما يشب�� موجز لقصة حياتي، فطالت المراجعة واستسخفتها، ثم صرفت النظر عن كتابتها واكتفيت بالتقييم. بعد ثلاثة أيام، بدأت خلالها في قراءة جديدة، اكتشفت أن هذا الكتاب مازال مستحوذًا على تفكيري، وأنه كان رفيق لحظات الشرود والتأمل التي تصيبني كثيرًا في الفترة الأخيرة وأنا على وشك بدء مرحلة جديدة من حياتي كطبيب، عدتٌ إلى هنا محاولًا من خلال الثرثرة أن أكتشف: لماذا فتنني هذا الكتاب إلى هذا الحد؟ هل لأنني.. انطوائي فعلًا؟.
يبدأ الكتاب بشرح كيف يعيش الإنطوائي في عالم قاسي منذ الثورة الصناعية، عالم يمجّد الشخصية الإجتماعية في كل المجالات ويهمش من قدرات الإنطوائي فيما يشبه عزل المرضى. الإنطوائية ليست مرضًا أيها العالم، هي طبيعة يُخلق الإنسان عليها ولا تصرّف له فيها، ولا يعني هذا أنها ابتلاء كما يتصور الناس، فمن رحم الإنطوائية وُلد الكثير من العباقرة في جميع المجالات، كآينشتاين وفان جوخ وعباس العقاد وغاندي وغازي القصيبي وغيرهم، فيزياء وفن وأدب: مجالات تطلب عزلة المهتمين بها كي يبدعوا ويفكروا بذهن صافي، فالعزلة تتيح للإنطوائي ذو الطاقة الإجتماعية المحدودة أن يعيد شحن بطارياته كي يعود ويندمج مع الواقع والبشر من حوله من جديد، بروح جديدة، وبعقل نشيط قادر على ترك بصمته في هذا العالم.
ومن هنا يركز الكتاب على مميزات الشخص الإنطوائي، ويسهب فيها بشدة كدفاع عن شخصية عانت ومازلت تعاني الكثير في الحياة، فالعمل والمناسبات والزواج والعلاقات الإجتماعية والتعرف على الغرباء وغيرها من أساسيات الحياة في نظر الإجتماعي، يراها الإنطوائي كتحديات لا كبديهيات يسهل التعامل معها، في المقابل، وفور أن تتاح له البيئة المناسبة، يبدع الشخص الإنطوائي أينما كان، فهو أكثر تحملًا للضغوط وأكثر صبرًا أمام التحديات والعقبات، وبالتالي وجوده داخل أي منظومة هو ضرورة حتمية، أنا كإنطوائي أفكر وأبدع وأنت كإجتماعي توصّل الفكرة وتعرضها على العالم من حولك بطاقتك الغير محدودة، هكذا تتزن الأمور.
الخطأ الثاني الذي يقع فيه الناس بعد نظرتهم للإنطوائي على أنه مختل عقليًا ونفسيًا، هو الإعتقاد بأن الإنسان يجب أن يكون إما إنطوائيًا أو إجتماعيًا في المطلق، والحقيقة أن الأمور ليست بهذه السهولة، فالتعقيد ملازم لبنية الإنسان من كل الجهات بما فيها شخصيته، فنجد أننا جميعًا نقع في المنتصف بين الإنطوائية والإنعزال، ربما نميل ناحية إحدى الطرفين على حساب الآخر وبنِسب تتغير باختلاف المواقف والظروف، لكن في النهاية نظل خليطًا من الشخصيتين.
وهكذا يمضي الكتاب في تشريح الإنطوائية والدفاع عنها وعن أصحابها أمام عالم متلهف على الإجتماعية لا يرحم، أمام أُسر تدمر أطفالها محبي العزلة والهدوء اعتقادًا بأن إخراجهم جبرًا من صومعتهم هو شفاء لهم من مرضهم النفسي، وهم يرتكبون أبشع جريمة في حقهم بهذا الفعل، فليس هناك أسوأ من أن تعيش حياتك منسلخًا عن شخصيتك الطبيعية التي خُلقت عليها، وفي الوقت ذاته غير قادر على أن تكون إجتماعيًا كما يرغب أهلك ومجتمعك، صدقوني، الأمر مأساوي.
على قدر ما يعطي هذا الكتاب من عزاء للإنطوائي، على قدر ما يزيد من حيرته ومأساته، فمن سيقرأ ويفهم كل ما قيل هنا؟، كيف أقنع أهلي أني انطوائي وأني لستُ مريضَا؟، كيف تهدم معتقدات مجتمع بأسره؟، كيف أبرر لمديري في العمل أني أحتاج إلى مساحة شخصية وعزلة كي أعمل؟، كيف أقنع الغرباء في أول لقاء أن صمتي ليس خجلًا أو ثّقل دم كما يظنون وإنما هي مرحلة أولى طبيعية أمرّ بها مع بداية التعرف على شخص جديد؟، كيف يفهم العالم مأساة أن تكون انطوائيًا في بلد نامي، تعيش وسط مجتمع منعدم الوعي والثقافة، وتعمل في منظومات حكومية أو خاصة لا تفقه شيئًا عن حقوق الإنسان المادية والصحية والنفسية؟، هذه مأساة أخرى تحتاج إلى عرض منفصل، ومن يدري، ربما أكتب عنها يومًا.
أقف في مطبخ البيت في انتظار الماء حتى يغلي، أجهز كوبًا من الشاي بالنعناع، ثم أقف بشرفتي قليلًا لأستمتع بنسمات هواء رقيقة قلّما يجود بها جو أغسطس الخان أقف في مطبخ البيت في انتظار الماء حتى يغلي، أجهز كوبًا من الشاي بالنعناع، ثم أقف بشرفتي قليلًا لأستمتع بنسمات هواء رقيقة قلّما يجود بها جو أغسطس الخانق، أسرح مفكرًا فيما أود قرائته، يتشتت تفكيري مرارًا مع السيارات المارة أسفل البيت، ومع تلك الأم التي تداعب طفلها في انتظار المواصلات، فجأة يأتيني صدى صوت المسجد من بعيد حاملًا صوت إذاعة القرآن الكريم، اقترب موعد صلاة العشاء، يحمل الصوت عبر الهواء تكبيرات الإحرام العذبة، أتذكر أن عيد الأضحى اقترب، أفكر في الملايين التي تستعد في تلك اللحظة للسفر إلى بيت الله الحرام كي يحققوا حلمهم الأكبر: رؤية الكعبة الشريفة والطواف بها بعد الوقوف بعرفة طلبًا للعفو والمغفرة، تأخذني الأحلام بعيدًا لأتخيل نفسي يومًا ما واقفًا هناك وسط الحشود أبكي وأستغفر، ليأتي صوت المؤذن قاطعًا أفكاري، أصلي العشاء، وأقرر أن أرى الكعبة من مكاني، فأجد هذا الكتاب الجميل في انتظاري وقد رشحه صديقي العزيز لي منذ سنوات. فحمدًا لله على كوب الشاي ونسمة الهواء التي حملت معها صوتًا عذبًا كان سببًا في قضاء يومين برفقة هذا الكتاب الجميل.
يسرد الكاتب بمنتهى السلاسة تاريخ الكعبة المشرفة منذ بناها سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وصولًا لعصرنا الحالي. تبدلت هيئتها مرارًا، وتغيرت مِلل الحجاج إليها من الإيمان إلى الشرك ثم عادت للإيمان بالله مجددًا، وفي كل العصور وكل الأمم كانت مشرّفة ذات حرمة ولها مكانة عظيمة يتباهى بها الناس ويتنافسون على خدمتها. عرفتُ هنا عن الحج إليها قبل الإسلام وبعده، وكيف هُدمت جدرانها أكثر من مرة وبقى أساس إبراهيم عليه السلام راسخًا كما هو، تأملت معجزة الله في حماية بيته بالطير الأبابيل من طغيان أبرهة الحبشي، ثم تعجبت كيف أكلت نيران الصراع قلوب خلفاء المسلمين حتى تجرأوا على رمي بيت الله بالمجانيق وهدموا جدرانها مرة واثنين، ثم تأملت حكمة الله في خلقه وكيف سخر في كل مرة من يعيد الأمور إلى نصابها.
وظل بيت الله الحرام راسخًا في مكانه، صامدًا أمام المتغيرات، يتغير إرتفاعه أو عدد أبوابه وتتغير كسوته مرارًا وتطعّم بالذهب والأحجار الكريمة، ويبقى الجوهر ثابتًا.
"رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" صدق الله العظيم