فكَّرتُ أنني أستطيع أن أخلق مشهداً ملحميّاً ابتداءً من جورب معلّق على حبل غسيل. لا سحرة ولا غجر ولا بطريرك ولا جنرالات ولا شيء، ولا حتى مدينة متخيَّلة أو قرن يمر على العائلة الموصوفة. لا شيء من كل هذا. فقط جوارب، والأرجح أنها مخططة و.. مبللة.
Hilal Chouman (Ar: هلال شومان) was born in Beirut, Lebanon, in 1982. He is the author of Four novels in Arabic: "Stories of Sleep", "Napolitana", "Limbo Beirut" (translated into English), and "Once Upon a Time, Tomorrow". He currently lives in toronto.
هلال شومان روائي لبناني الجنسية، وُلِد في بيروت في العام 1982. نًشِرَ له بالعربيّة حتى الآن أربع روايات: “ما رواه النوم” (دار ملامح – 2008)، و“نابوليتانا” (دارالآداب – 2010)، “ليمبو بيروت” (دار التنوير – 2012)، و"كانَ غدًا" (دار الساقي - ٢٠١٦). يتابع نشر المقالات النقدية والنصوص الأدبية بشكل غير دوري في مواقع وصحف لبنانية وعربية. يقيم حاليًا في تورونتو.
مثل هذه الروايات لا تحتاج إلى رفييو او تعقيب عليها ، فهى مليئة بالعبث إلى درجة تجعلك منسجماً مع تلك الحالة ولا تريد الخروج منها إلى الكتابة العقلانية ، تفضل المزيد من التيه وسط تلك الحالة بدلاً من الخروج إلى أرض الواقع ، الانكماش داخل شرنقة الارتباكات والتأقلم معها.
أعجبني مقدار العبث الممنهج في هذه الرواية وحركات اللعب على القارئ والوصول به إلى حالة من قراة مسودة الرواية وشعرت في ذلك نوعًا من تقديم القرائ بشكل مختلف، ومواجهة القارئ السلبي الكسول ...
(يا أنت الذي يقرأ الآن هذه السطور، ماذا تتوقع أن تجد في حكايتي وتفاصيلي المملة؟ من أين تأتي بهذا الفضول؟ تحكم بعشقك للتلصص قليلا). :)
إن رأيت بالرواية نوع من السخرية فهو بالأساس سخرية من "النوع" الأدبى عموما متمثلا فى فن الرواية الذى يردد الراوى طول الزمن المتشظى للرواية بأنه يريد أن يكتب رواية لا تُكتب حتى آخر سطر من الرواية، فجاء العمل فى شكل رواية تبحث عن عن كيف ب"الله" الله؟ أكتب رواية. وإن اعتبرنا أن الرواية تستلهم النوستالجيا، فهى بالأساس تحطم النوستالجيا بمفرداتها العبثية فى خلق أبطال وهميين كرتونيين بالأساس يتامى ومرضى ومعاقين ذهنيا وهشّين يستلزمون الحماية. وإن اعتبرنا الرواية تحتفى بالفن السينمائى كفن يرسم المخيّلة الجماعية ويخطط لها ذاكرة مُنتقاة ومحاكاة أليمة للواقع وإن كانت غير ذاتية وغير موضوعية، فالرواية فى الأساس تمجد السينما متمثلة فى الأفيشات متخذة منها ذريعة لصنع اسقاطات متصلة بحياة الراوى ثم مستهزئة بجدواها فى الاعجاب المستتر والبغض الواضح بكوانتين تارانتينو فى تشكيلاته الدموية: هل لون وجهى أصفر كبذّة أوما ثورمن فى فيلم تارانتينو؟. وإن كانت الرواية تريد أن تحطم البنى التحتية لمدينة بيروت - الغربية بالتحديد- لتبنى تصورا لبيروت أخرى فانها تحتفى بالعفن والدماء والأشلاء والبياض الرمادى المغبش فى سماء بيروت..كالمتعة الذيذة فى الحس الانتقامى لأفلام تارانتيو..للعنف جمالياته أيضا، العنف ضد التكرار، العنف يفتعل ذريعة ليومٍ جديد تتخلق منه أحداث جديدة فى قمة الاثارة..العنف له ألوان عدة..أما الاستقرار الاجتماعى والسياسى فلون واحد لا غير يصنع الرتابة والملل والضجر، هى الأشياء المأساوية ما تصنع الحدث.
أحس بوجود "ديالا" الأنثوى عارضاً، لو خرجت من الباب الموارب للرواية لما أحسست بخروجها وكأنها كانت تكأة لرسم التحولات النفسية التى تنتاب الراوى وكانت ذريعة لدخول "هلال شومان" إلى الرواية بشخصه، لحظة دخوله الحيز الروائى دارت فى رأسى أن الاثنين واحد وأن ما يكتبه الراوى هو هلال وما يكتبه هلال هو الراوى وإن كنت أجزم أن هلال شومان لم يوجد أصلا بالرواية :)
أخذتني بوسترات الأفلام،اضطرابات البطل الدائمة-هوَّ البطل اسمه إيه؟- وديالا و والملل والذباب والكارتون ونيكولاس كيدج والبحث عن موضوع للرواية تتبعت مزاجاته وتوصيفه للأشياء والأشخاص بشغف وإستمتاع وأنا لا أنتظر رواية، أو سرد أوحتى صراعات لم أشعر بالملل.. وتنميت لو أنها أطول من كده شويه
يمكن لو كنت بمزاج مختلف ماكان عجبتني هل قد وعطيتها النجوم الخمسة بداتها ووراي شغل كتير بس اجلته كله لعند ما خلصتها في ساعتين وربع. من الروايات القليلة الي ماكنت بستنى نهايتها واتمنى تطول اكتر من هيك بكتير
فكرتُ أنني أستطيع أن أخلق مشهداً ملحميّاً ابتداءً من جورب معلّق على حبل غسيل. لا سحرة ولا غجر ولا بطريرك ولا جنرالات ولا شيء، ولا حتى مدينة متخيَّلة أو قرن يمر على العائلة الموصوفة. لا شيء من كل هذا. فقط جوارب، والأرجح أنها مخططة و.. مبللة.