شاعر وكاتب مصري شاب، حاصل على بكالريوس العلوم الصيدلية - جامعة طنطا وماجستير السياسات العامة والإدارة من جامعة لندن.
المؤلفات : إعادة تدوير الخيبة - ٢٠١٧ ذات الرداء القرمزي - ٢٠١٢ يوميات كهل صغير السن - ٢٠١١ الدهشة الأولى – ٢٠٠٨
** "لا أبدي رأيي كناقد بل كمتذوق طبعاً ورأيي أنه موهبة حقيقية ، الديوان يحتوي على قصائد رشيقة جداً محكمة الصنع تدل على أنه يعرف حقاً مايقول وأنه قرأ الكثير من الشعر برغم قيود الشعر العمودي ، هو يجيد التحرك وقول مايريد ."
د.أحمد خالد توفيق اسطورة الطوطم عدد 72
" قلة من الشعراء تبدأ مشروعها الشعرى بديوان محكم السبك لا يأتيه الهذر من بين يديه ولا من خلفه.. لكل مشروع شعرى بداية، ولكل بداية نقاط ضعف، وقوة. وعمرو صبحي فى "الدهشة الأولى" يحاول أن يكتب شعرا جميلا فصيحا بلغة عربية – فى مجملها – سليمة ، وبأوزان – فى عمومها– مستقيمة، وله قدرة جيدة على التقاط المفارقة الشعرية. "
الآن عليَّ أن أخطو خطوةً أخرى كي أفتح عينًا عليكِ كي أتكسرَ بين موجات صوتك كي أصبَ لُهاثي في فمكِ كي أغرقَ دون أن أحاول النجاة
أنتقمُ من الوقتِ بالنومِ.. ومن القهوةِ بشُربِها باردةً.. ومن الحُبِّ بالغفلةِ.. ومِنِّي باشتهائِكِ!
أريدُ أن أندسَ بين أشيائكِ.. أن أكون الطلاءَ المُطمئنَّ على أظافرِكِ.. نباتَ الزينةِ الراقدَ في شُرفتِك.. الصورةَ المُعلَّقةَ على الجدارِ.. مرآتَكِ كي ما تحبين النظر إليَّ.. الماءَ الذي يحتضنُكِ عاريةً.. ثوبَكِ المُهمَلَ فوقَ الكُرسيِّ الواثقَ بأنه سيُلامِسُكِ.. ويتحرَّر. أريدُ أن أُغرِقَ عقلي في حضورِكِ.. أريد أن أكونَ بائعَ الخردواتِ الذي يتبادلُ معَكِ حديثًا يوميًّا عابرًا.. أن أكونَ أُغنيةً تائهةً تعرفُ الطريقَ لقلبِكِ. أريدُ أن أكتُبَ بأصابعِ الطباشيرِ على جُدرانِ قلبِكِ: «أنتِ لي!»
كيف يُمكِنُ أن نُواجِهَ قُبْحَ هذا العالَم بدونِ مُوسيقى؟!
❞ الحُبُّ هو طريقتُنا للشعورِ بأن العالمَ يدورُ حولَنا -بالأساس- وحينَ نفترقُ بهذا الشكلِ الباهتِ، لا ينفرطُ إيمانُنا بالحُبِّ فحسب، ولكن بجدوى اللونِ العسليِّ في عيني، وبالفراشاتِ اللواتي ينفجرن داخلَكِ كُلَّما ابتسمتِ. أعلمُ أنني كُلَّما آويتُ إلى سريري حاولتُ إحصاءَ خسائري ، على أنِّي إن أعُدُّ نعمةَ وجهِكِ لا أُحصيها. أنا هنا أُغازلُ امرأةً لن أراها -على الأرجح- ثانيةً، بينما تستقرِّين أنتِ بينَ يدي رجُلٍ يُحِبُّكِ وتُحبِّينه. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ أُريدُ حِضنًا عميقًا، دافئًا، طويلًا، وثلاثَ مسحاتٍ على ظهري. أُريدُ حِضنًا يبتلعُني تمامًا كثقبٍ أسودَ. أُريدُ ماريَّا، أو صوفيَّا، وعناقًا عندَ عتبةِ البابِ الباردةِ، أُريدُ دهشةً مُحتملةً، وارتباكًا مُقدَّسًا، أو ذنبًا عميقًا.. أُريدُ أجوبةً، لا مزيدَ من الأسئلة! ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ أريدُ أن أندسَ بين أشيائكِ..
أن أكون الطلاءَ المُطمئنَّ على أظافرِكِ..
نباتَ الزينةِ الراقدَ في شُرفتِك..
الصورةَ المُعلَّقةَ على الجدارِ..
مرآتَكِ كي ما تحبين النظر إليَّ..
الماءَ الذي يحتضنُكِ عاريةً..
ثوبَكِ المُهمَلَ فوقَ الكُرسيِّ الواثقَ بأنه سيُلامِسُكِ..
❞ تضعينَ كفَّيكِ بينَ يدَيْ رجُلٍ لا يرى مِنْكِ سوى ما يرى رجلٌ من امرأتِه، يعجزُ عن استيعابِ كُلِّكِ وإدراكِ كينونَتِك، لا يرى من شمسِكِ المُلتهبةِ سوى نجمٍ صغيرٍ يدورُ حولَه، رُغم أنه هو الذي يدورُ مُنساقًا في فلكِكِ، وأنتِ لا تدورين إلَّا حولَ ذاتِكِ، ولكنه يستطيعُ أن يضُمَّكِ في المساء ليصير مرفأً آمِنًا تتوقين إليه. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ يومًا ما سأفتحُ عيني من الموتِ
وأصيرُ إلهًا للآخرين..
أصحو..
دونَ أن يُؤلِمَني هذا القابعُ
في قفصي الصدري..
دونَ أن تحرقَ عُصارتي المَعديَّةُ المشتعلةُ
نهاريَ وشيكَ الولادة..
دون أن أفرُكَ صورتَكِ في عيني
وأتشمَّمَ رائحتَكِ في أصابعي..
دونَ أن يُزعِجَني الصباحُ
دونَ سيمفونيَّةِ الفوضى على الطاولة
دونَ أن أنظرَ إلى توأمي في المرآةِ
وأُردِّد:
“كُلُّ هذا حتمًا سَيَمُرُّ..” ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ أحيانًا يقفُ خوفُنا من خسارةِ الآخرين لنا -بمحضِ إرادتِهم- حاجزًا بينَنا وبينَهم، إلى الحدِّ الذي يدفعُنا إلى خسارتِهم اختياريًّا؛ خوفًا من تلك اللحظةِ التي يُقرِّرون فيها التخلي عنَّا. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ أذوي..
يخفُّ الوهجُ -الذي يرسمه الآخرون- من حولي، بينما تتساقطُ أوراقُ نتيجةِ الحائط في برودِها اليوميِّ المُعتادِ..
تبهتُ صورتي أمامَ المرآةِ تدريجيًّا..
أجتهدُ للتعرُّفِ على ملامحي..
أُخفقُ..
أُردِّدُ:
“كُلُّ هذا حتمًا سَيَمُرُّ..” ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ كان على شفتيها أن تظلَّا مُطبقَتَين
قبلَ أن تنفرجا
عن كلمتَين حزينتَين.
كان عليها أن تتعلَّقَ في ذراعي
لأطولِ فترةٍ مُمكنةٍ
قبلَ أن تُفرِّقَنا الوَحْشة
كان عليَّ أن أُقبِّلَ أصابِعَها
قبلَ أن تتحرَّك سبَّابتُها كالبندولِ وتقولَ: «لا».
كان عليَّ أن أُطهِّرَ قلبي
من خطيئةِ المعرفةِ
ولوثةِ الفضيلة..
وكان عليها ألَّا تغرِسَ فأسًا في قلبي..
كان عليَّ أن أبصقَ في وجهِ الصِّدفةِ المُتلكِّئةِ وكان على الحياةِ أن تُفاوِضَني بهَوادةٍ.
كان عليَّ أن أُطمئِنَ الطيرَ في رأسِها
قبلَ أن يضجرَ من الخوفِ.
كان عليَّ أن أُخاطِبَ الفراشاتِ
قبلَ أن تُحدِثَ الفوضى.. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ لم يَعُدِ الليلُ طويلًا بما يكفي
لترتيبِ الخَيباتِ
وإحصاءِ الثقوبِ في قلبي
ومُناجاةِ المطرِ البطيءِ،
وتجاوُزِ وَلَعي بوجهكِ
وعطشي لظِلِّكِ
واحتفائِي بارتباكِكِ
وتشبُّثِي بأصابعِكِ الطويلةِ
التي تُشبهُ الحُزن. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ كُلَّما آلمنِي القيدُ الذي استيقظتُ لأجدَه في يدي
أنا آسف أقولها في المرآةِ لو أني أتكيء على الكلمةِ قليلًا سأبدو قابلاً للتصديق . التلفاز يكاد يجن من الوحدةِ المطر يهطل كموتِ جماعي . مستقبلي كان على وشك المجيء لكنه ضاع في حادثة . لا شيء على ما يُرام . ولكني أنظر في عين من يُخاطبني وكأنني أهتم حقًا وهذا يخيفهم . . كتفي تتوق إلى رأسك كي تستند عليها . أريد أن أتحرر من دمي أصير مسدسًا يرسل الموت هدية مجانية للآخرين ليس لأنه رخيص ولكن لأنهم يستحقونه . وهكذا تفوتنا الحياة بعد أن تزورنا لوهلةٍ . سأستيقظ ذات صباح ولا شيء سيملأ الفراغ داخلي سوى المزيد منه . من أطفأ الأنوار في قلبي وترك الطواحين لا تتوقف عن الدوران في رأسي . أريد أن أبكي بحرقة طفلٍ مدلل فقد لعبته . ديوان جميل وقريب للقلب
أنا عالق في اللغة بهذا المفتاح يعيد عمرو صبحي تدوير الخيبة العاطفية مرات متوالية وكأنه عالق في آلة مضبوطة على "ضبط المصنع " وربما هذا ما يفسر جمالياً ظاهرةَ التكرارِ اللفظيّ والتصويريّ بل والتعدد التصويري أيضا للشيء الواحد فيما يشبه محاولة لإعادة الإنتاج والانفلات من حصار اللغة حيث (لا شيء خارج النص) ف "المفردات جثث" و"الفم تابوت" وهو "محاصر بين الكلمات" "فمه على حافة الكلام لكنه لا ينطق" ولذلك فإن "دريدا كان محقًّا" لا يأخذ عمرو صبحي من التفكيكية إلا الهروب منها حيث يعمل التدوير والتكرار على تقليل فرص القارئ المشارك خاصة أن النصوص متشابكة وكأنها نص واحد طويل وبالتالي فالمؤلف ليس ميتًا أبدًا بل حاضر ومعلن عن نفسه مرارًا بطرائق عدة
يوظف الكاتب ببراعة كل ما يوحي بعدم الصلاحية المفضية إلى إعادة التدوير كمفردات الصدأ والوحدة والدواء والقمامة -جرس الباب الصدئ / شموس صدئة/الصدأ في فمي لا يتفتت / القلوب الصدئة / أجسادنا معتمة وحزننا شفيف -أحب وحدتي أكثر منك / لهب يخاف أن يموت وحيدا/في الوحدة وهي موت -حبات الدواء لا تجلب السعادة/أقراص الحموضة/أقراص بروزاك/الحموضة توقظني في الخامسة -حاوية القمامة /مخلفات قلبي/جسدي مصنع للأحذية/فلنملأ قلوبنا بالأحذية وبراميل القمامة
ويهيئ لذلك أجواء من العتمة والتنكير والإقصاء فيما يشبه الرفض والعدائية حتى يكون كل ما سواه آخرين بلا تعريف حتى إنه يحدق في النيون بندية -ملامح باهتة /العتمة ترتاح في عيني/وجدتني معتما / الشمس لا تفضل المبيت هنا / أبحث عن النور بيدين ممدودتين إلى العتمة -على الحافة /في الزاوية /يحدق في الهاوية / على حافة الطريق وهامش الأحداث -ألقي بالآخرين / اسحب الهواء من الآخرين/أصير مسدسا يرسل الموت للآخرين/أصير إلها للآخرين / غريب يطلب قداحة
ومن هذا التتبع يكتشف القارئ أن الفراغ الداخلي وكسل القلب حتى صار (كالفيل يطارد فراشة ) ويقينه بالخيبة أفضى به إلى العداء المطلق حيث يُحمِّل العالمَ كلَّ شيء بينما هو لا يحاول الاجتياز بل يقول " لا تعودي لأني على الأرجح سأتركك مجدداً" -أتقمص اللاشئ / كومًا من اللاشئ / منهمكًا في اللاشئ / منحتُها اللاشئ
يشعر الكاتب بثقل الأمر ويعلم أنه مذنب وتخاذله ملحوظ فيحتاج لبداية نصوصه تمهيدًا وإهداءً وتوطئةً ومقتتحًا إضافةً إلى رسوماتٍ داخليةٍ معظمها لوجوهٍ صريحةٍ يخرج من رأسها شيءٌ ما ناهيك عن وضْعِ عناوينَ لنصوصِ السطر الواحد وكذلك الإحالات والإقتباسات
هذا التدوير والتكرار لا يخص النصوص مجموعةً بل على مستوى النصِّ الواحد يلجأ عمرو صبحي إلىه أسلوبياً أيضًا في أكثر من ثماني قصائد بطريقةِ تعدُّدِ التشبيهاتِ وتشابهِ الصياغة -لا شيء يوقف الزمان / لا المدن لا البحر لا الأغنية -------- 6 لاءات متتالية -لا فائدة من الحب / طالما يقف القلب مكتوفاً ---------- 13 طالما متتالية -أحدثكم عن / 30 عن متتالية -أشياء يصعب الحديث عنها / مثل -------------- 10 أمثال متتالية -الحياة / موت فقد هيبته / تفاحة مهجورة ---------- 6 تشبيهات متتالية - تقفين مثل ------- 4 تشبيهات - أقف مثل -------- 4 تشبيهات وهكذا
هذه الظاهرة الأسلوبية وإن وَجدنا لها مبررًا جماليًّا ووجدنا فيها قدراتٍ تصويريةً أيضًا إلا أنها وعلى مستوى مجموعةٍ ليست بالصغيرة قد تسبب فتورًا في التلقّي خاصةً مع أُحادية الحالة ولذلك ساعد خيالُ الكاتبِ في مناطق أخرى كثيرةٍ على إحداث التوازن المطلوب وإن لم يكن كافيًا والحقيقة أنّ عمرو صبحي في تجربته الرابعة وبانفتاح قراءته على تجاربَ ربما أشار إلى بعضها في الديوان قد (درّبَ نفسَه على الخيال ) قبل أن تكون عينُه ذاكرةً كما يقول هو فأبدع صورًا جديدةً وملفتة على ماديتها أحيانًا وهي كثيرة ومنتشرة لولا الزحام الذي أخفى بعضها -يحمل وعولاً من الشك المستأنس في رأسه -لا أخاف العدم يرعبني الوجود -البكاء يخاصمني كأني قتلت أباه -لي في التراب ميراث وفي الإيقاع ولادة -عبء الكلمة ثقيل كسراب من فولاذ -إذا تخدر جرحك المفتوح فاعلم أنك تموت -أصب الأسمنت داخلي وأهشم عظامي كل مساء -هل كان على صورتك أن تفترش حصى قلبي كنقطة حبر تتخذ بيتا من الماء -فتاة لا تبحث عن رجل يضع قلبها في حذائه وتضع صورته في حقيبتها -ملوثة بالفضيلة وتحمل على ظهرها مقصلة
ومع تكرار تلك المحاولات والانفلات تفرز التجربة نَصَّين مكتملَين في رأيي ومنفردَين حتى على مستوى الصياغة وأراهما عتبةَ الكتابة القادمةِ للشاعر إذا أراد ذلك .. وهُما (بورك من في النار) و (اعتزلت الغرام) حيث التخفف والنظرة الكلية واللغة التي تحيل بذاتها لا من خارجها في هذين النصين تحديدًا انتمى عمرو إلى التفكيكية التي وصف بها نفسَه في أول المجموعة يُذكِّر الشاعرُ قارئه أنه إيقاعيٌّ بالأساس في ثلاثة نصوص موزونة مع كل سردٍ ويشير إلى الموسيقى عامة كلما أتيحت له الفرصة
إعادة تدوير الخيبة لعمرو صبحي تجربةٌ متسقة مع ذاتها يخطو بها الكاتب بخياله ولغته خطوةً إلى الأمام ولو تخفَّف قليلاً من التكرار والإحالات لخطى خطوتَين أشكرُ للكاتب تلك المتعةَ التي وضعني فيها وأحسده على مجازه البكر منتظرًا مجموعتَه القادمة
النصوص لمست الكثير في القلب.. كنت متخوفة تطلع جودتها أقل من التوقع ولكن الحمد لله محصلش.. "في الوحدة" .. "ما أريد" .. "هاملت" .. عجبني المزج بالاستشهادات بيفتح أبواب للإطلاع.. تجربة ممتعة وكنت فعلًا أتمنى يكون مرفق معاها CD للصوتيات. :)
اقتنيته هدية لإحدى صديقاتي المغرمات بما ينتجه عمرو صبحي، ووجدت أنه خفيف لن يأخذ مني الكثير لأنهيه قبل تسليمه لصاحبته، وقد حدث. رغم أن إنهاء مثل هذه النصوص النازفة لا يعني بالضرورة إنتهائها منا! -
وجدتني أمام ترانيم في حرم الحزن، حضر في رأسي هيئة رجل رث لا يبالي للحياة لأنه منحها الكثير مسبقا ولا يبدو أنها ردت عليه بالمثل، هيئة كريم عيد العزيز في فيلم الفيل الأزرق تحديدا. أحببت النصوص المكتوبة على شكل فقرات؛ فقد أعطتني إيحاءا أنها أحاديث عفوية، على عكس تلك التي كتبت في عامود شعر؛ لم أستشعر موسيقا أغلبها لولا تلك التي سبق وسمعت إلقائها على الساوند كلاود، وأظنني كنت سأحسن الحكم عليها لو رُصَّت كسابقتها في سطور منتظمة. أستثني من ذلك نَصي: "سرد أول" و"سرد ثان" فقد كانا قطعتي شعر جيدتين.
"الضجيج يملأ رأسي كذباب يبحث عن الخلاص كخشب الباب حين يزعق بكامل أزيزه كي يثبت أنّه ما زال حياً"
"أعرف أنكِ هناك في مكان ما تركتك بهدوء ذات مساء ومضيت بعدما أفرغت جيوب قلبي مما تبقى منكِ ثم نسيت"
يعجبني أسلوب عمرو، ففيه البساطه وفيه الاستعارة، وأعترف باستخدامي لويكيبيديا للبحث عن سيزيف. كتابٌ كئيب، يصف بغير تجرّد تجارب قد مررنا بها جميعًا، أو ربما سنمر..
وأقول كما قال "الأشياء الجميلة لا تحدث هكذا، الأشياء الجميلة لا تحدث".
كيف تعيد تدوير الخيبة إقرأها و بجانبك قرص من السيانيد و علبة من المناديل علك تحتاجها .. مبدأيا العمل جيد أحببت الرسوم الداخلية و فكرتها .. تمنيت ان أعطيه 5 نجمات و لكن ربما توقعت المزيد من عمرو لأني أعرف قدراته في الكتابة ...طبعا اللغة لا تشوبها شائبة و لكن توقعت أكثر في المحتوى .. في المجمل الكتاب جميل و حزين يشبه كاتبه ..
بداية معرفتي ب عمرو كان "ارتباك" مقطع صوتي له.. احببته مع أول كلمة به "قل لي شعرا" واحببته مع آخر كلمة به "أثمن شيء قد تملكه إمرأة مثلي قصيدة شعر؛ فقل لي شعرا" وكان ما بينهما حلم،، يأتي الحب لي دوما دون سبب واضح دون كلمات كثيرة وقراءات متفحصة محللة، وخاصة شعرا .. هكذا أحببته وبحثت عنه كثيرا دون جدوى واستمر الحب سماعا دون محتوى مكتوب احتضنه ليلا واقرأه على أنغام مقطوعتي المفضلة .. إلى أن وجدته صدفة يعيد تدوير خيباته التي لا تنتهي بغلاف أخضر اللون يستفز كل الحزن لكي ينفجر مع أولى صفحاته بكلمات ريلكه "هذا العالم نشيده فينهار .. ثم نشيده ثانية، فننهار نحن." وهكذا استحضرت صوته وأحزاني لاشعر بكلماته الحزينة بدورها .. قد لا تكون حزينة، هي أقرب للسأم واللامبالة المبالية .. لا أدري كيف أصفها لكن تشعر بك في كل صفحاته. عشت تفاصيل يومه ورأيت غرفته الفوضاوية وصور جميلاته وكدت أزعجهم بتساؤلي وفضولي الدائم عندما يذكر اسم إحداهن .. كنت أود أن اختطف اقتباساتي منه وتعليقاتي العشوائية عليها .. لكن وجدت أنها كثيرة ولن استطع ترك إحداها فاستأثرت بهم جميعا لنفسي. قليلا ما أقرأ لكاتب معاصر وخاصة شاب ولو حدث فنادرا ما يكون شعرا أو خواطر عمرو مفرداته وتعبيراته رائعة جدا. زينت أفكاره وحزنه الهادئ انهيته على مهل .. كي استمتع به أكثر وسأقرأه مجددا أيضا :))
عمرو صبحى يمتلك قلماً قادر على أن ينكأ جرحاً تتفنن فى أن تخفيه وأن يعبث بذاكرتك كيفما يشاء تاركاً لك حرية التفكير فى الطريقة الأكثر إيلاماً لجلد الذات .. عمرو صبحى لولا اعجابى بمجازه وخياله كنت اتهمته بالسادية تجاه قُراءه، والمازوخيه تجاه نفسه عمرو صبحى أحد الكتاب اللى لو نشر كتاب فيه شغبطة أو اى عبث فانا هشتريه وهقراه وهستمتع وبرضه هيكون تقيمي له 5 نجوم ..
انا لما جيت أفكر فى اقتباسات من الديوان النثرى دا لقيت انى اقدر اقتبس الديوان كله دون أن أنتقص كلمة من فرط تأثرى بيه وهيمنته على تفكيرى ومشاعرىّ
بس هكتفى بالكام حاجة دول على سبيل المثال وليس الحصر: أريد أن أتحرر من دمى وأصير مسدساً يرسل الموت هدية مجانية للأخرين ليس لأنه رخيص ولكن لأنهم يستحقونه
. . . كيف يصير الشخص لا مرئياً لأن شخصاً آخر مر من خلاله دون أن يلقى التحية؟
- كخشب الباب حين يزعق بكامل أزيزه كي يثبت أنه ما زال حياً
\
هل ترقصين ؟ هي يمسك الغول بيدي غزالة ؟ هل يهتف الساقطون على المنابر؟ هل يصير المنتحرون قديسين ؟ وهل يكون العدم فسحة ؟ هيا يا مارية ثمة موت في انتظارنا وحياة تشاهدنا من المنفى
\ - وأنا في هدوء أكتسب طبائع الموت لا أخاف من العدم يرعبني الوجود
\
-وعلى ظهري حقيبة ممتلئة عن آخرها بالغياب قلبي محشو بالهزيمة
\
- وكما هو معروف ، الحب والخيبة لا يأتيان ببطاقات تحذيرية مسبقة
\ سأغيب كما يليق بشاعر ، مات وعلى وجهه غيمة
\ هل كان علي أن اواجه العالم وأخسره دفعة واحدة ، كي اربح يوما من الطمأنينة ، وأياماً سرمدية متكررة من الفرار الذي يتجدد كل صباح ؟
\ هل كان على ظلينا أن يجتمعا - بشغف - في الخصومة ويفترقنا -بإصرار - في الحياة ؟
\ احضر الشوك في رئتي ، وشرد الهواء حولي ، دون أن يمنحني حرية الإختناق او ميزة الغبار .
\ الأشياء الجميلة لا تحدث هكذا ، الأشياء الجميلة لا تحدث .
... قبل اي حاجة ، تعليقي ع الكتاب مش كلغة او مفردات او طريقة كتابة ، بعيداً عن كل ده بقى ، الكتاب ده بالنسبالي حالة ، اكتر بكتير من كونه كتاب يعني حتى في قراءته كان ليه جو خاص كده ، وقت معين وجو وموسيقى معينة تشتغل علشان تعرف تقرأه ده غير الحالة اللي الكتاب بيعيشك جواها انت شخصياً انا بغير جداً ع الحاجات اللي بحبها وبتعلق بيها ، وبحس ان مش من حق اي حد يتعلق بيها او يعرف عنها حتى غيري ، وتقريباً الكتاب ده هيبقى على رأس القائمة :D برغم اني عاوزة اقول لكل الناس اللي اعرفها تقرأه ، إلا اني مش عاوزة اشوفه في ايد ناس غيري :D حسيته يخصني وكأنه مكتوب ليا ، وده بالنسبالي مش بلاقيه كتير في الكتب اللي بقرأها ، كتير بنقرأ كتب حلوة ، بس مش بنلا��ي كتير كتاب يشبهنا كده ، رغم اني كنت متحمسة جداً اني اخلصه بس مكنتش عاوزاه يخلص ومكنتش عاوزة الإحساس اللي حسيته وانا بقرأ ده يختفي بقراءتي مرة تانية ليه ، بس حتى وانا بقرأة لتاني مرة ، كان هو هو نفس الإحساس ده مش مبالغة مني ، بس بشكل غريب الكتاب بقى طول الوقت في ايدي او جنبي ، بهنيك من قلبي على الكتاب ده والله ، وبهنيني اني عرفت الاقيه في وقته المناسب بالنسبالي .
لغة عربية محترمة، استعارات و بلاغات حاجة مفتخرة انها تطلع من جيل 80، و مفيش شك موهبة صادقة و تقيلة .. هتابع شغله ان شاء اللّه لأنه بيعبر عن ما يعرف و لا يقال في جنبات جيلنا! 👍👍
طول ما انا باقرا عمالة أقول عايز إيه يا عمرو! إيه ده إزاي الكلام ده مكتوب! الكلام ده بيتحس بس، إزاي عرفت تترجمه لحروف وتطوّع الحروف لجمل ومشاعر كده، في جمل حسيتها بتحضني وتطبطب عليا في أجزاء تعبتني ووجعت قلبي وفي أجزاء حسيت ناحيتها بحميمية غريبة،
شوفت عمرو في الجزء ده معرفش ليه : مازلت كما انا، طفلك المدلل الذي لم ينضج بعد لم أعرف لي وجهة ولم يعترف بي طريق لم أغير في نفسي سوي نظارتي الكلاسيكية ومحل إقامتي في مدينة أخرى للحزن
أكتر ديوان أحس عمرو فيه عمرو حقيقي مُجرد من أي اعتبارات أو ألقاب ، عمرو وبس أنا فخورة إني أعرف بني آدم زي عمرو، الديوان صادق وحميمي وحقيقي ويلمس القلب بيقول كل اللي جوا أي حد، الكلام اللي مقفول عليه بألف قفل واللي بنفكر فيه من غير ما نجرؤ نحوله لحروف، الديوان ده ينفع يكون صاحب وحبيب وونيس..
ملحوظة: الرسوم الداخلية عظيمة
حبيت : مفتتح علي بعد نصف عالم الفرار الكوكب الذي طردت منه الوحدة في الوحدة مارية عن العالم الذي لا ينتهي خذلان رحيل سقف الدهشة الواطئ هذا حتماً سيمر اصطياد متأخر للدهشة توضيب الفقد روتين يا وجهها الخلوا ما أريده أريدك بورك من في النار ثم نشيده فننهار اعتزلت الغرام سيرة ذاتية
"هل كان عليّ أن أواجه العالم واخسره دفعة واحدة كي اربح يوماً من الطمأنينة؟ "
" كيف يصبر الشخص لا مرئياً لأن شخصاً آخر مر خلاله دون أن يُلقي التحية؟ "
" كل مخلوق يموت وحيداً ويُنسي.. "
" أشياء يصعب الحديث عنها مثل العدم الذي يلتهم حياتنا فقط لأن جوعه أكبر من رغبتنا في الحياة "
" لست رجلاً طيباً، لا أحمل في قلبي اكليلاً من الاوركيد ولا ألف سجائري بنفسي، أنا أبحث عن النور بيدين ممدوتين إلى العتمة"
"لا أخاف من العدم، يرعبني الوجود.. "
" الأشياء الجميلة لا تحدث " لأ الأشياء الجميلة تحدث مثل وجود كاتب ك عمرو صبحي في الحياة :)))
النصوص جميلة جدا.. على قدر خصوصيتها لكني كنت موجودة بين سطورها.. ممكن لو حاولنا نوصف مجموع القصائد دي ، مش هنلاقي أحسن ما عمرو نفسه وصفها في أخر قصيدة ❞ أنا الذي عبرتُ أميالًا من الجُرحِ من أجلِ أن أُدرِكَ قصيدةً مُوجزةً، ومُترعةً بالألمِ أُفتِّشُ وراءَ الحلمِ أتوسَّدُ حَصَى الخيالِ أسيرُ معَ القافيةِ أُحدِّقُ في ذاكرةِ الجمالِ. أسقطُ! وبقليلٍ من الحظِّ وبما يكفي من المِلحِ والخُبزِ أتوحَّدُ مع الكلماتِ كي نُنجِبَ مجازًا.. فالقصيدةُ تابوتُ الشاعرِ تحتَ وطأةِ ولادتِها يموت! ❝
أما أنا، فأكتر نهاية لمستني، ويمكن بعتبرها عنوان لكيف أسير في هذه الحياة، هي: ❞ أنا أبحثُ عن النورِ بيدَين ممدودَتَين إلى العتمة. ❝
الأدب؛ هو محاولة مراوغة الموت -بحد تعبير بلال علاء-
أنا لا أبكي.. دموعي –على الأرجحِ- مُخبَّأةٌ في بئرِ دموعٍ وهذا لا يثيرُ اهتمامي. أُريدُ أن أبكيَ بحرقةِ طفلٍ مُدلَّلٍ فقد لعبتَه. أنا دُميةٌ محشوَّةٌ بالقَشِّ تشتاقُ أن تصيرَ طينًا. أنا لعبةٌ بلاستيكيَّةٌ مُبتسمةُ دائمًا وفقَ ضبطِ المصنعِ.. أحتاجُ أن أبكي.. ولا أحدَ يفهمُ ذلك.
الكتاب مش بالقوة اللى كنت مستنيها من الكهل الصغير السن عمرو صبحى نجمة للالفاظ و نجمة لبعض الافكار ونجمة لمشاركة الخيبة كنت مستنى افكار و صور خيالية اعمق
من أجمل ما قرأت ...لغة وموضوعا وكل حاجة أنا حقيقي استمتعت جدا وخصوصا أنه من شاب في سننا وللأسف أنه مش واخد حقه وسط الهبل والعبط اللي بيتسمى شعر في الأيام دي
فيض من الحزن، فيض من الجمال، أقول أنها فتنة لغة عمرو صبحي "العالق في اللغة" على حدّ قوله حيث يتوسّد حصى الخيال، يتوحّد مع الكلمات في تجلّي لحزن شفيف، محكي ومحسوس.
"أُحدِّثُكم عن الأسى. الذي يُفتِّتُ الكلماتِ قبل أن تكبُرَ وتصيرَ قصيدة. عن الصدأ الهادرِ الذي يصبُّ -مُباشرةً- في قلبي ويُحيلُه إلى بركةٍ من الأمل الرّاكد عن كفَّي التمثال الباردتَين. وعن الشمسِ التي أخبّئها في جيبي. عن البُومةِ التي تنخرُ في عقلي صباحَ مساء. عن سيزيفَ الذي تكوَّر في عيني. وعن بنلوبَ التي تهيَّأتْ لي فأدرتُ ظهري عنها وأهديتُها كومًا من اللا شيء ! عن المُسافرِ الذي يتأرجحُ بينَ النسيانِ والقافيةِ. عن عيناي المُمتلئتَين بالحَطَبِ والرَّمَاد.. أُحدِّثُكم عن الخيبةِ وعن الحُبِّ."
شكرا لمنحي ذاك الشعور الجيد عند قراءة كتاب جيد. أتخذت منه صديقا لي الليلة، صديقا يفهمني كما تمنيت ممن حولي.. فكرتي كانت عن الشعر مش ولا بد بس حبيت شعرك جدا وبعض الحاجات لقيتني حافظاه من كتر ما كنت سامعاها على الساوند، وقررت أجيب الكتب التانية اللي صدرت. حسيت أني عاوزة أحتفظ بالنصوص عشان تونسني طول الوقت... شكرا يا عمرو..