What do you think?
Rate this book
طشاري
رواية امرأة وطبيبة وأم. رواية العراق المشتّت والباحث عن وطن. قصّة وطن ينسلّ من بين أيدي أهله الذين يبحثون عنه وعن مكان جديد ينتمون إليه. قصّة مجتمع مسيحي مسلم يهودي انقسم على نفسه
251 pages, Hardcover
First published January 1, 2013
About the author
Inaam Kachachi
15 books512 followersInaam Kachachi (Arabic: إنعام كجه جي) is an Iraqi journalist and author.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 633 reviews
June 8, 2024
ماذا تعني كلمة طشّاري؟
طشاري تأتي من كلمة"تطشروا" أي بمعني تفرقوا و تشتتوا والمقصود هنا هم أهل العراق عموماً والمسيحيين خصوصاً الذين تفرقوا في بلاد العالم مثل الطلق الطشاري..
من خلال الدكتورة العراقية المسيحية وردية إسكندر إستطاعت إنعام كجة جي إلقاء الضوء علي مشكلة الطائفية في العراق و تهجير المسيحيين من هذا البلد المنكوب..
لجأت وردية إلي فرنسا في الثمانين من عمرها هروباً من الموت علي خارطة الطريق..هروباً من رسائل التهديد و طلب الفدية.. هروبا من بلد قسمت شوراعه علي حسب الطوائف..
"لم يعد لي في هذا البلد ما يُبقيني ولا من يُمسكني..
كان الوطن عاقاً بها ،نبذها وهي في آخر العمر ولم يشملها بخيمة حمايته.."
هربت وردية وكل عائلتها كي لا يكونوا ضمن الذين خطفوا ولم يعثر لهم علي أثر أو من الذين دفنوا بهويات مجهولة وأيضاً من الذين ذبحوا وقطعت رؤوسهم في الفرز الطائفي..
الرواية بدأت بطريقة مشوقة وبعدين كانت الأحداث بطيئة شوية مع وجود بعض التطويل..
لغة الكاتبة جاءت عادية وغير مؤثرة في أحيانا كثيرة علي عكس لغتها وإسلوبها الممتع في رواياتها الرائعة النبيذة...
اخيراً وردية إسكندر واحدة ضمن الكثيرين الذين إضطروا لترك وطنهم لظروف خارجة عن إرادتهم وذهبوا كي يعيشوا لاجئين و مغتربين في بلاد بعيدة ممكن يحسوا فيها بالإمان ولكنهم لن يشعروا فيها أبداً بالسعادة و عندما تحين لحظة وفاتهم لن يرضوا إلا أن يدفنوا في تراب هذا الوطن الذي لفظهم ولكن سيظل حبه في قلوبهم حتي آخر لحظة في عمرهم..
طشاري تأتي من كلمة"تطشروا" أي بمعني تفرقوا و تشتتوا والمقصود هنا هم أهل العراق عموماً والمسيحيين خصوصاً الذين تفرقوا في بلاد العالم مثل الطلق الطشاري..
من خلال الدكتورة العراقية المسيحية وردية إسكندر إستطاعت إنعام كجة جي إلقاء الضوء علي مشكلة الطائفية في العراق و تهجير المسيحيين من هذا البلد المنكوب..
لجأت وردية إلي فرنسا في الثمانين من عمرها هروباً من الموت علي خارطة الطريق..هروباً من رسائل التهديد و طلب الفدية.. هروبا من بلد قسمت شوراعه علي حسب الطوائف..
"لم يعد لي في هذا البلد ما يُبقيني ولا من يُمسكني..
كان الوطن عاقاً بها ،نبذها وهي في آخر العمر ولم يشملها بخيمة حمايته.."
هربت وردية وكل عائلتها كي لا يكونوا ضمن الذين خطفوا ولم يعثر لهم علي أثر أو من الذين دفنوا بهويات مجهولة وأيضاً من الذين ذبحوا وقطعت رؤوسهم في الفرز الطائفي..
الرواية بدأت بطريقة مشوقة وبعدين كانت الأحداث بطيئة شوية مع وجود بعض التطويل..
لغة الكاتبة جاءت عادية وغير مؤثرة في أحيانا كثيرة علي عكس لغتها وإسلوبها الممتع في رواياتها الرائعة النبيذة...
اخيراً وردية إسكندر واحدة ضمن الكثيرين الذين إضطروا لترك وطنهم لظروف خارجة عن إرادتهم وذهبوا كي يعيشوا لاجئين و مغتربين في بلاد بعيدة ممكن يحسوا فيها بالإمان ولكنهم لن يشعروا فيها أبداً بالسعادة و عندما تحين لحظة وفاتهم لن يرضوا إلا أن يدفنوا في تراب هذا الوطن الذي لفظهم ولكن سيظل حبه في قلوبهم حتي آخر لحظة في عمرهم..
December 4, 2022
حتى الشرطة اختفوا من الشوارع و المفارق ثم عادوا بأزياء أخرى. بعضهم ملثم و بعضهم مسلح و بعضهم ملتح و الباق�� يبدو و كأنه في ورطة وجودية. و لا أحد يعرف لمن يأمن و ممن يخاف.
عثر على دفتر بني سميك يلفت النظر في درج والدته و على غلافه كلمة بالعربية لم يفهمها و حين سألها قالت أنه ديوانها الجاهز للطبع.
-ما عنوانه؟
-طشارى
-يعني؟
-بالعربي الفصيح: تفرقوا أيدي سبأ.
-يعني؟!
-تطشروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الإتجاهات.
هل المقبرة الإلكترونية دليل على وحدة العراق رغم تطشره
هل تقول حتى و ان فرقتنا الحياة فإن الموت سيجمعنا و ستوحدنا مقبرة و ان كانت افتراضية
لعل أباه كان على حق و يجب ألا ينشغل عن دراسته بالعمل دفانا يحفر في تربة الغيب. يلملم العظام من تربة الخليج و الشام و ديترويت و نيوزيلندا و ضواحي لندن و ينفخ فيها من موهبته لتستريح في أرض محايده. يجمع شمل الرجال و النساء الذين وضعوا الرءوس على مخدة واحدة لعقود من الزمن ثم تفرقوا و هم أموات في الترب الغريبة. طواهم طير اليبابيد الذي حلق فوق العراق و رماهم في بلاد الله الواسعة.
نعم هي سعيدة لأنها تأكل و تشرب و تعمل و تقرأ على ضوء الكهرباء و تغتسل بماء وفير و تربي أولادها في أمان و بدون هلع. و مسرورة لأنها تعيش حرة في بلد يسري فيه القانون على الجميع. مسرورة و ممنونة لأنها تمارس اختصاصها بينما لا يملك أطباء كثر من زملائها هذا الترف. لم يفلحوا في معادلة شهاداتهم. ممنونة و في قمة الإغتباط لأنها مرتاحة في عملها البعيد عن بيتها راحة قد لا تتوفر لكثيرين ممن يعملون في المبنى المجاور لمنازلهم. لكن لا. هي غير سعيدة و لن تكون في أي يوم. سعيدة تماما. ثمة مرارة ما تحت اللسان. هناك غبن سيبقى كامنا في موضع ما. من تاريخها الحميم. لأن يدا سلختها عن حياة سابقة و زلزلت ركائزها. هل تعرف جنابك حجر الأساس الذي يحتفلون به عند البدء بتشييد المباني المهمة؟ لقد اهتز حجر أساسها في اليوم الذي حملت فيه جنسية ثانية.
لا شيء يجري في ذلك البلد بالمفرد إلا الولادة. يولد العراقيون فرادى و يموتون جماعات. حتى الزعيم الأوحد وجد من يخلفه و يتناسل مع أسطورته فظهر زعماء متعددون و أوحدون كثر.
December 11, 2013
رواية بحجم مقبرة.. وامرأة بحجم وطن
September 21, 2020
سؤال قد لا يعني لك شيئًا، وقد يعني كل شيء:
هل الأفضل أن يعيش الإنسان في وطنه، مسقط رأسه، بين أهله وكل ما نشأ عليه وألفه حتى وإن كان ذلك يعني بقاءه تحت وطئة الحرب، يتربص به الموت وتحوم حوله الأحقاد ؟
أم الأحرى به أن يستوطن بلدًا ينعم بالأمان والاستقرار والتعليم، ولكنه يعيش فيه غريبَ الوجه واليد واللسان، الوالد في قارّة، والأخوان في قارّة، وهو في قارة أخرى؟
تطشّر العرب وتبعثروا كألعاب طفل عابث ونقشت هجراتهم وشمًا مُرعبًا على جِلد هذا الكوكب. لا الذي تبقى منهم في الوطن رضي بحاله، ولا من شد الرحال ارتاح من حنينه.
رواية محزنة كأغلب مايأتي من صوب العراق في هذه الأيام. تتبع الرواية سيرة طبيبة مسيحية منذ الأربعينيات وحتى يومنا الحاضر. تتفرع من قصة الطبيبة حكايات فرعية تدور حول التشرد وفقدان الوطن. ليست القصة فريدة، فهذا ميدان طُرِق مرارًا في عالمنا العربي السعيد. الشخصيات أيضًا معتادة والحوارات كذلك. وعليه فالرواية متوسطة المستوى من جميع النواحي غير أنها تظل جميلة ولها مذاق خاص.
لاحظت نقد البعض للرواية من حيث إغفالها عن أي ذكرلأبناء المذهب السني في منعطفات الرواية. لم يزعجني الأمر وإن كان غريبًا حقًا، فالرواية قدّمت عددًا لايستهان به من الشخصيات ووصفت البيئتيّن الشيعية والمسيحية في كلٍ من بغداد والديوانية. قد تكون هناك وجهة نظر معيّنة، ولربما لم يَطرأ الأمر على الكاتبة بهذه الصورة. عمومًا ليس الأمر بالمزعج، وليس كل الروائييّن بأريحية سنان أنطون.
رواية تستحق القراءة. بالنسبة لي يكفي أنها عن العراق الحبيب، وأنها إهداء من شخص ليس له مثيل.
التقييم العام ثلاثة نجوم ونصف
هل الأفضل أن يعيش الإنسان في وطنه، مسقط رأسه، بين أهله وكل ما نشأ عليه وألفه حتى وإن كان ذلك يعني بقاءه تحت وطئة الحرب، يتربص به الموت وتحوم حوله الأحقاد ؟
أم الأحرى به أن يستوطن بلدًا ينعم بالأمان والاستقرار والتعليم، ولكنه يعيش فيه غريبَ الوجه واليد واللسان، الوالد في قارّة، والأخوان في قارّة، وهو في قارة أخرى؟
تطشّر العرب وتبعثروا كألعاب طفل عابث ونقشت هجراتهم وشمًا مُرعبًا على جِلد هذا الكوكب. لا الذي تبقى منهم في الوطن رضي بحاله، ولا من شد الرحال ارتاح من حنينه.
رواية محزنة كأغلب مايأتي من صوب العراق في هذه الأيام. تتبع الرواية سيرة طبيبة مسيحية منذ الأربعينيات وحتى يومنا الحاضر. تتفرع من قصة الطبيبة حكايات فرعية تدور حول التشرد وفقدان الوطن. ليست القصة فريدة، فهذا ميدان طُرِق مرارًا في عالمنا العربي السعيد. الشخصيات أيضًا معتادة والحوارات كذلك. وعليه فالرواية متوسطة المستوى من جميع النواحي غير أنها تظل جميلة ولها مذاق خاص.
لاحظت نقد البعض للرواية من حيث إغفالها عن أي ذكرلأبناء المذهب السني في منعطفات الرواية. لم يزعجني الأمر وإن كان غريبًا حقًا، فالرواية قدّمت عددًا لايستهان به من الشخصيات ووصفت البيئتيّن الشيعية والمسيحية في كلٍ من بغداد والديوانية. قد تكون هناك وجهة نظر معيّنة، ولربما لم يَطرأ الأمر على الكاتبة بهذه الصورة. عمومًا ليس الأمر بالمزعج، وليس كل الروائييّن بأريحية سنان أنطون.
رواية تستحق القراءة. بالنسبة لي يكفي أنها عن العراق الحبيب، وأنها إهداء من شخص ليس له مثيل.
التقييم العام ثلاثة نجوم ونصف
August 22, 2018
رواية مؤلمة عن العراق، وما تعانيه الطوائف المختلفة هناك من شتات وألم خاصة بعد الحرب
July 19, 2024
طشاري أو طشار لغير الناطقين باللهجه العراقية هي التناثر والتباعد لمجموعة اشياء كانت في وقت ما مضى مجتمعه ، ويقال حين انفراط العقد تناثر وأصبح طشاري اما المقصود هنا في هذه الروايه من مفردة طشاري هو التعبير عن احوال العائلات العراقيه التي تفرقت وتشرذمت بعد ان حلت عليهم لعنة الحروب واصبحوا بالتالي طشاري .
هذه الروايه تحكي قصة عائلة عراقية مسيحية نزحت من سهل نينوى الى بغداد في بدايات الحكم الملكي ، ولما كانت جميع الالوية والمحافظات انذاك في طور النشوء وبحاجه الى الكفاءات الوطنيه العامله كانت ( وردية ) بطلة الرواية والطبيبه المختصة في توليد النساء في
مقدمة من تم استجلابهم للعمل في اول عيادة خاصة تم انشاؤها في لواء الديوانيه لنفس الغرض .
لذا فان قصة حياة وردية الطبيبة التي قامت بتوليد نصف نساء المحافظه اصبح تاريخا ليس فقط لمحافظة الديوانية بل تاريخ لسائر ارجاء العراق تاريخ مرت عليه معظم افراح العراق واحزانه ومآسيه ونكباته والتي شكلته حتى اصبح كما نراه اليوم .
تبدأ احداث الرواية باستقبال رسمي فرنسي من منطلق انساني لورديه الطبيبه ضمن وفد شمل كثير من الاسر المسيحية العراقية ، والتي اصبحت كما سمعنا جميعا هدفا للجماعات المتطرفه في العراق بعد سقوط نظام الحكم فيها عام 2003. ومن خلال احداث الرواية تبدأ الطبيبه بسرد ذكرياتها وانطباعاتها ومقارنة الحياة التي تعيشها مع ابنائها وعائلتها في باريس مع حياتها السابقة في العراق . هذه الرواية تذكرني برواية هكذا مرت الايام لكن الاختلاف يبدو واضحا في تميز هذه الرواية بحميمية العلاقات الاسرية ودفئها لدى الاسر العراقية المسيحيه . كذلك يتضح من احداث الروايه مدى ماتتمتع به الاسر المسيحية العراقية من وطنية وولاء لارضها وهذا ان دل فانما يدل على هشاشة اطروحات الطائفيين ضد الملل والطوائف ومدى زيفها .
هذه الروايه تحكي قصة عائلة عراقية مسيحية نزحت من سهل نينوى الى بغداد في بدايات الحكم الملكي ، ولما كانت جميع الالوية والمحافظات انذاك في طور النشوء وبحاجه الى الكفاءات الوطنيه العامله كانت ( وردية ) بطلة الرواية والطبيبه المختصة في توليد النساء في
مقدمة من تم استجلابهم للعمل في اول عيادة خاصة تم انشاؤها في لواء الديوانيه لنفس الغرض .
لذا فان قصة حياة وردية الطبيبة التي قامت بتوليد نصف نساء المحافظه اصبح تاريخا ليس فقط لمحافظة الديوانية بل تاريخ لسائر ارجاء العراق تاريخ مرت عليه معظم افراح العراق واحزانه ومآسيه ونكباته والتي شكلته حتى اصبح كما نراه اليوم .
تبدأ احداث الرواية باستقبال رسمي فرنسي من منطلق انساني لورديه الطبيبه ضمن وفد شمل كثير من الاسر المسيحية العراقية ، والتي اصبحت كما سمعنا جميعا هدفا للجماعات المتطرفه في العراق بعد سقوط نظام الحكم فيها عام 2003. ومن خلال احداث الرواية تبدأ الطبيبه بسرد ذكرياتها وانطباعاتها ومقارنة الحياة التي تعيشها مع ابنائها وعائلتها في باريس مع حياتها السابقة في العراق . هذه الرواية تذكرني برواية هكذا مرت الايام لكن الاختلاف يبدو واضحا في تميز هذه الرواية بحميمية العلاقات الاسرية ودفئها لدى الاسر العراقية المسيحيه . كذلك يتضح من احداث الروايه مدى ماتتمتع به الاسر المسيحية العراقية من وطنية وولاء لارضها وهذا ان دل فانما يدل على هشاشة اطروحات الطائفيين ضد الملل والطوائف ومدى زيفها .
February 5, 2024
ثمة حكايات غير قابلة للمحو والنسيان
كوشم في الذاكرة
كأثر حبل سري في جسد
كخارطة وطن لايمحوها غزو
هكذا كانت طشاري
"طشاري"
رواية تشظت داخل أوردتي بطلقات متتالية من فوهة قلم "إنعام كجه جي"فاستقرت كل شظية في مكان بعيدً�� عن الأخر
كل شخصية أسكنتها الكاتبة بداخلي في مكانها المناسب كمقبرة "إسكندر" الإفتراضية التي صممها لجمع أشلاء الأحباب، وأحتلت "وردية" بداخل جسدي صحن الجسد (الفؤاد) وملكته.
لم ينجو أحدًا من صيد الكاتبة إلا وقنصته وملصته من رحم الطبيعة، ثم أمسكته من أرجله وطشرته فوق السطور لكي تمنحه الحياة
بغداد في الصباح، رائحة المطر، ثلوج كندا حتى صوت فيروز، وفريد وأم كلثوم، كمشتهم كمشة قابلة ماهرة من رحم الذاكرة
أهل دجلة والفرات والموصل والديوانية، شمال وجنوب العراق وكل أبنائه مسيحيون ومسلمون ويهود، وأكراد.. كل الذين عاشوا في بلدهم العريق.. عاشوا كأسماك نهر دجلة المختلفة الأشكال والأجناس، والتي كانت تسير جنبًا إلى جنب في سلام، إلى أن حدثت فتنة البحر بأمواج مغرورة، فلفظت الأسماك كافة بإهانة، وطرحتها خارج أحضانه.
أتخيل وردية وهي تسألني في النهاية بقامتها المنحنية كثمرة موز ناضجة، وبذاكرتها الملتهبة بالشخوص والحكايات والبيوت والتي تتناسب طرديًا مع الحنين الذي خلفته داخلي، أتخيلها وهي تقول لي:
أأعجبتكِ العراق؟
فأجيب.. آلمتني العراق ولوعتني الغربة
كرهت الغرب بصلفه، صحيح أن الغرب منمقًا ومرتب، ولايزال، والشرق فوضوي وعبثي(ومازال)
لكن الغرب بلا قلب زمهرير بلاده طغي على دفء القلوب، فخلف أياد بيضاء لاحمرة ولا نبض فيها، كأيادي البابا التي صافحت وردية في باريس
أما عن الشرق فحضارته باقية وقلوبه دافئة وإن تشظى أهله وتشطروا في البلاد، ستظل المرأة عندهم هي الأم والحضن، أما عن هؤلاء النساء الحبلى بأحزمة ناسفة، وينسبون إلى الشرق أو إلى الإسلام، فهن إما سافرات، أو أنهن اغتصبن من خارج البلاد من عصابات أميركية صهيونية ،وأبناءهن أبناء خطيئة وأبناء الخطيئة ليس لهم أوطان، ولا دين.
الشخصيات النسائية في الرواية كانت لها الصدارة، مررتها الكاتبة مرورًا حُر، فتعرفت على كل نخلات العراق الباسقات، بدءًا ب "وردية " وإنتهاءًا ب"بستانة"التي تمنيت أن أنام فوق صحن جلبابها الريفي الدافئ كما كانت تنام"هندة" ،وألثم كفوفها الطيبة التي تشبه أرض بغداد والموصل
أحببت" هندة " الفتاة القوية الرقيقة المكافحة كأمها (أم دميعة) بلهجة الكاتبة العراقية، فدموع هندة الساخنة على وجنتيها، كانت قادرة على أن تذيب ثلج كندا وتحيله نهراً دافئًا
أعود ثانية لوردية الزوجة والأم والعمة والطبيبة
وردية التي إختصرت الكاتبة كل حضارة العراق في شخصها
كالمبنى الذي رحلت إليه في شبابها وعلى حد قول الكاتبة(مبنى يختصر دوامها وإستراحتها وأوجاعها وحبها) فكذلك وردية
كيان يختصر الدوام والإستراحة والألق والأوجاع والحب.
وعن الشتات
لم تنسى الكاتبة ذكر شتات العالم كافة
فكان "غسان الفلسطيني" شتاتًا أخر ووجع أخر
وكذلك شتات من أسموهم الهنود الحمر التي عاشت معهم الإبنة هندة وأحبتهم.
قرأت الرواية في ثلاثة أيام، وكان بإمكاني أن أنهيها في ليلة واحدة، لكنني كنت أقضمها كقطعة شيكولاتة أخاف أن تنتهي، فكنت ألتهمها بحرص
وضعت بجانبي ورقة وقلم لكي أقتنص الإقتباسات التي أعجبتني، فوجدت أنني نقلت ثلاثة أرباع الرواية، فلغة "كجه جي" باسقة..فارهة كقامة نخيل بغداد ناعمة كشعر بلقيس الراوي) حبيبة نزار
(لا شئ يمضي وينتهي، لا ذكرى تخبو وتمحى)
نعم ياسيدتي ستظل هذه الرواية حية في ذاكرتي ولن تخبو تفاصيلها أوينطفئ الحنين لشخوصها.
إقتباسات
(خمسة زائد خمسة حتى ضاع الحساب)
تشطب وردية أعداد الراحلين كلما إكتملوا خمسة حتى تعبت من العد
_الوطن ليس مجرد تفاصيل انه ياقوت العمر
_أخذوا الموسيقى واعتذروا عن الرقاد
_كل شئ ينمو ويزدهر حتى الموت، حتى عمتي أنظر إليها فأراها تتراجع في العمر وتقترض شيئًا من ألق الصبا، بدل من أن تتقدم في الشيخوخة
اكتفى البياض بما غنم وترك لها الباقي، تتباهى به).
هناك مساقط للرؤوس وأخرى للأفئدة
-خروجنا من بين قوسي الوطن قد وضعنا في خانتين متعاكستين من العقوق، لم أكن بارّة به لأنني أفلت من فكيه المفترستين باكراً
و مضيت بدون رجعة. و كان الوطن عاقاً بها، نبذها و هي في آخر العمر، ولم يشملها بخيمة حمايته.
هل يعوّض تفانيها عن تقصيري فتتعادل كفتا الضمير؟
-وأخيرًا الوطن ليس مجرد تفاصيل.. إنه ياقوت العمر).
صدقًا هذا هو الوطن.
⭐⭐⭐⭐⭐
كوشم في الذاكرة
كأثر حبل سري في جسد
كخارطة وطن لايمحوها غزو
هكذا كانت طشاري
"طشاري"
رواية تشظت داخل أوردتي بطلقات متتالية من فوهة قلم "إنعام كجه جي"فاستقرت كل شظية في مكان بعيدً�� عن الأخر
كل شخصية أسكنتها الكاتبة بداخلي في مكانها المناسب كمقبرة "إسكندر" الإفتراضية التي صممها لجمع أشلاء الأحباب، وأحتلت "وردية" بداخل جسدي صحن الجسد (الفؤاد) وملكته.
لم ينجو أحدًا من صيد الكاتبة إلا وقنصته وملصته من رحم الطبيعة، ثم أمسكته من أرجله وطشرته فوق السطور لكي تمنحه الحياة
بغداد في الصباح، رائحة المطر، ثلوج كندا حتى صوت فيروز، وفريد وأم كلثوم، كمشتهم كمشة قابلة ماهرة من رحم الذاكرة
أهل دجلة والفرات والموصل والديوانية، شمال وجنوب العراق وكل أبنائه مسيحيون ومسلمون ويهود، وأكراد.. كل الذين عاشوا في بلدهم العريق.. عاشوا كأسماك نهر دجلة المختلفة الأشكال والأجناس، والتي كانت تسير جنبًا إلى جنب في سلام، إلى أن حدثت فتنة البحر بأمواج مغرورة، فلفظت الأسماك كافة بإهانة، وطرحتها خارج أحضانه.
أتخيل وردية وهي تسألني في النهاية بقامتها المنحنية كثمرة موز ناضجة، وبذاكرتها الملتهبة بالشخوص والحكايات والبيوت والتي تتناسب طرديًا مع الحنين الذي خلفته داخلي، أتخيلها وهي تقول لي:
أأعجبتكِ العراق؟
فأجيب.. آلمتني العراق ولوعتني الغربة
كرهت الغرب بصلفه، صحيح أن الغرب منمقًا ومرتب، ولايزال، والشرق فوضوي وعبثي(ومازال)
لكن الغرب بلا قلب زمهرير بلاده طغي على دفء القلوب، فخلف أياد بيضاء لاحمرة ولا نبض فيها، كأيادي البابا التي صافحت وردية في باريس
أما عن الشرق فحضارته باقية وقلوبه دافئة وإن تشظى أهله وتشطروا في البلاد، ستظل المرأة عندهم هي الأم والحضن، أما عن هؤلاء النساء الحبلى بأحزمة ناسفة، وينسبون إلى الشرق أو إلى الإسلام، فهن إما سافرات، أو أنهن اغتصبن من خارج البلاد من عصابات أميركية صهيونية ،وأبناءهن أبناء خطيئة وأبناء الخطيئة ليس لهم أوطان، ولا دين.
الشخصيات النسائية في الرواية كانت لها الصدارة، مررتها الكاتبة مرورًا حُر، فتعرفت على كل نخلات العراق الباسقات، بدءًا ب "وردية " وإنتهاءًا ب"بستانة"التي تمنيت أن أنام فوق صحن جلبابها الريفي الدافئ كما كانت تنام"هندة" ،وألثم كفوفها الطيبة التي تشبه أرض بغداد والموصل
أحببت" هندة " الفتاة القوية الرقيقة المكافحة كأمها (أم دميعة) بلهجة الكاتبة العراقية، فدموع هندة الساخنة على وجنتيها، كانت قادرة على أن تذيب ثلج كندا وتحيله نهراً دافئًا
أعود ثانية لوردية الزوجة والأم والعمة والطبيبة
وردية التي إختصرت الكاتبة كل حضارة العراق في شخصها
كالمبنى الذي رحلت إليه في شبابها وعلى حد قول الكاتبة(مبنى يختصر دوامها وإستراحتها وأوجاعها وحبها) فكذلك وردية
كيان يختصر الدوام والإستراحة والألق والأوجاع والحب.
وعن الشتات
لم تنسى الكاتبة ذكر شتات العالم كافة
فكان "غسان الفلسطيني" شتاتًا أخر ووجع أخر
وكذلك شتات من أسموهم الهنود الحمر التي عاشت معهم الإبنة هندة وأحبتهم.
قرأت الرواية في ثلاثة أيام، وكان بإمكاني أن أنهيها في ليلة واحدة، لكنني كنت أقضمها كقطعة شيكولاتة أخاف أن تنتهي، فكنت ألتهمها بحرص
وضعت بجانبي ورقة وقلم لكي أقتنص الإقتباسات التي أعجبتني، فوجدت أنني نقلت ثلاثة أرباع الرواية، فلغة "كجه جي" باسقة..فارهة كقامة نخيل بغداد ناعمة كشعر بلقيس الراوي) حبيبة نزار
(لا شئ يمضي وينتهي، لا ذكرى تخبو وتمحى)
نعم ياسيدتي ستظل هذه الرواية حية في ذاكرتي ولن تخبو تفاصيلها أوينطفئ الحنين لشخوصها.
إقتباسات
(خمسة زائد خمسة حتى ضاع الحساب)
تشطب وردية أعداد الراحلين كلما إكتملوا خمسة حتى تعبت من العد
_الوطن ليس مجرد تفاصيل انه ياقوت العمر
_أخذوا الموسيقى واعتذروا عن الرقاد
_كل شئ ينمو ويزدهر حتى الموت، حتى عمتي أنظر إليها فأراها تتراجع في العمر وتقترض شيئًا من ألق الصبا، بدل من أن تتقدم في الشيخوخة
اكتفى البياض بما غنم وترك لها الباقي، تتباهى به).
هناك مساقط للرؤوس وأخرى للأفئدة
-خروجنا من بين قوسي الوطن قد وضعنا في خانتين متعاكستين من العقوق، لم أكن بارّة به لأنني أفلت من فكيه المفترستين باكراً
و مضيت بدون رجعة. و كان الوطن عاقاً بها، نبذها و هي في آخر العمر، ولم يشملها بخيمة حمايته.
هل يعوّض تفانيها عن تقصيري فتتعادل كفتا الضمير؟
-وأخيرًا الوطن ليس مجرد تفاصيل.. إنه ياقوت العمر).
صدقًا هذا هو الوطن.
⭐⭐⭐⭐⭐
April 7, 2014
كطلقة بندقية ذهبت الرصاصة على مهل تنخر الجسد العراقي و تتشتت فيه لتنهك كل أعضائه فيسقط الجسد في غيبوبة طويلة لا نعلم متى يستيقظ منها,طشاري رواية حدث و تاريخ موجز للعراق الحديث العراق بلد الحضارات و أول الكتابات و أول القوانين و الأول في الكثير من الأمور حتى الألم و حتى التعود على الفقد و الموت, دائما ما أقول أنه ليس هناك رومانطيقية في الموت إلا أن انعام كججي أبت الا ان تقدم لنا الموت مستعجلا على الإفصاح عن رأيه و أصبح الفقد روتينا يوميا لكل عراقي بكافة أطيافه , فهل كان السقوط و تهاوي النظام بريئا أم أن البراءة لعبة تستكين بصمت خلف الأقنعة المجهولة, طشاري رواية التغريبة العراقية مسيرة شعب ناضل من أجل البقاء ببلده حتى خانته الظروف و خانته قدرته على التنصت بحذر على الموت و تجنبه ففضل الاندثار في غربة مفروضة بكل أرض قصية على القنابل الإنسانية المفخخة خلف كل زاوية و كل كرش امرأة مكورة, طشاري تحكي هذه المرة حكاية مسيحية حاولت الكاتبة أن تجعل من الدين و الطائفية في الرواية مجرد شكل لا يختصر الألم العراقي كما حاولت أن تعبر أن المسيحية ليست سوى ضرورة روائية للتعبير عن التناسق المجتمعي الذي كان سائدا بالعراق قبل الانهيار الكبير فالطبيبة وردية عاشت بالديوانية مع أطياف مسلمة سنية و شيعية في تناغم تام وصل حد الخروج في مسيرات الجرح الجسدي الشيعية أو حضور الحسينيات و الاستماع للطميات أو حضور مناسبات سنية وتقبل كل الطوائف في عيادتها الرواية ليست عن الطائفية بل عن المعنى السلبي للحرب على روح الأخوة و المواطنة العراقية, الكاتبة تحمل الحرب تبعة ذلك كله و تبعة ديسبورا العراقية و تبعة أموات بلا مدافن قارة أو تلك المجهولة, المقبرة الافتراضية التي خلقها اسكندر ابن ابنة أخيها العسكري السباق ليست سوى افتراض المفروض و البديهي المقصى من حياة العراقيين الآن.
سيرة رافقت أكبر الأحداث التي مرت على العراق منذ سقوط الملكية و قيام الجمهورية و الصراع بين الاشتراكيين و القوميين و ما تبع ذلك من سنوات الرصاص العراقية و اعتقالات ومنافي وتغييرات اجتماعية ملحوظة
هي سيرة امرأة عراقية سبق أن شاهدت بعضا من أجزائها مع عالية ممدوح في روايتها المحبوبات نساء عاشوا بكرامة و رفضوا الانصياع لقدر أجبرهم على الخنوع لشيء مبهم لم تدركه العقول بعد, غموض يلف المكان و الزمان و يضفي ضبابا على تاريخ بلد يحاول مجهدا الاستمرار في ذهن من ولد خارجه,انعام تعالج مشكلة المقيم بالعراق و المقيم خارجه فلا أحد منهما استعصى عليه الألم و لكل شخص إرهاصاته الذاتية و الشمولية , و المثير في هذه الرواية طريقة السرد و تفرده بشكل يجعلك تشعر بمشاهدة مسلسل تلفزي يبت��أ براوي عام يقدم الشخصية الرئيسية "وردية" ليمنح لبعض الشخصيات حق رواية حيواتهم بالطريقة التي تناسبهم سرد أو رسائل , قسمت انعام الرواية لفصول كمشاهد سينمائية اعتمدت فيها على تقنية الفلاش باك للعودة الى التاريخ و اسقاطاته الحالية كان الأمر مثيرا بداية الى أن سقطت الكاتبة في فخ التقرير نهاية الرواية بشكل بترها و كأنها كانت مستعجلة من الانتهاء منها و هذا الأمر بتر معه انتباهي , كما بدت حكاية بعض الشخصيات أكثر وضوحا و سلاسة عن غيرها من الحكايات فمثلا حكاي�� هندة أخذت حيزا أكبر من حكاية ياسمين كما جاءت قصة اللجوء الى فرنسا و مشهد قصر الاليزيه ضعيفا نوعا ما و لا يوضح المشهد العام للمهاجر المغترب رغم البداية المشوقة للمشهد بعبارة هذا هو قصر الاليزيه اذن" فافترضنا أن القصة ستحكي حكاية مغترب لنجدها تحكي قصة مقيم و تاريخه أما الاغتراب فهو نتيجة فقط.
حاولت الكاتبة أن تبدو ثابتة في كتابتها للرواية و تمكنت من أن تروي قصتها بشكل إخباري بعيدا عن العاطفة لكن الرواية العربية المشوبة بهمها الوطني و العربي أبت إلا أن تخرج رواية وفية للتقاليد الروائية العربية التي تخاطب قلب القارئ قبل عقله فتعاطفنا جميعا مع الشخصية الرئيسية وردية و مع عائلتها و باقي تفاصيل قصتها بدون التركيز على هويتها الدينية و هو أمر يحسب للكاتبة لكنه أصابني قليلا بالملل بعد أن قرأت ثلاث روايات تصب كلها في نفس المنحى دول لم تمنح لشعبها أي اكتفاء عاطفي و مجتمعي و بدل أن تؤمن له حياة كريمة دفعته إلى اللاانتماء بأي شكل كان.
و أخيرا بالنسبة للعامية العراقية فلم أجد صعوبة في فهمها و هذا شيء لا أعاني منه بالنسبة لكافة اللهجات العربية الأخرى , لكن هذا لا يمنع أن اشدد مرة أخرى كما فعلت مع رواية طائر أزرق يحلق بجانبي أن تجتهد دور النشر و الكتاب في وضع هامش لشرح المفردات العامية فهذا لن يضر أحدا.
June 1, 2023
طشاري تعني طلقة بندقية الصيد التي تسمى شوزن في بعض الدول العربية، حيث يتناثر منها العديد من الحبيبات الحديدة الصغيرة عند انفجارها، وهي تعبير استخدمته الكاتبة لتوضيح حالة الشتات العراقي في الوقت الراهن.
تتناول إنعام كجه جي، في روايتها تاريخ العراق منذ الخمسينات، وحتى الآن تقريباً من خلال ذاكرة بطلة الرواية الطبيبة العراقية "ورديّة" التي تحكي مآسيه وحروبه وصراعاته، تلك الفتاة المسيحية التي تعلّمت الطب في بغداد وعملت في "الديوانية" كطبيبة نسائية، أحبت الناس وأحبوها، حين لم تكن الطوائف والمذاهب تفرّق الناس عن بعضها.
تصف وردية بطلة الرواية حالة التفتت التي أصابت المجتمع العراقي، تتحدث بإشارة مبطنة إلى تلك الساحرة المسؤولة عن تشريد هذا المجتمع وخلق أزمة هوية فيه "ساحرة تطرد أهل تلك البلاد إلى أربعة أطراف الدنيا، تبددهم بين الخرائط وهم دائخون لا يفقهون ما يحل بهم".
تُجبَر وردية التي مضى بها العمر، على الرحيل إلى باريس بسبب الحرب، بعد أن توزّعت عائلتها في أقاصي الأرض، وفي باريس تستقبلها أبنة أخيها، لتصبح وردية العجوز صديقة ابنها "أسكندر" وتبدأ بسرد سيرة العراق وأهلها وقصة حياتها، وعن أمنيتها في أن تعود لتدفن في ترابه بعد موتها.
لا يجد ذلك الفتى ما يجمع به شتات الأقارب المتوزعين في كل أنحاء العالم سوى طريقة واحدة، وهي أن ينشئ لهم مقبرة إليكترونية يضع فيها قبوراً للأحياء بجانب قبور الأموات، ليدفن كل مع من يحب أن يجاور، وأن يعطيهم الحرية أيضاً في احتيار ما يكتبون على شاهدة قبرهم، محققاً بذلك حلم الجميع والذي يصعب تحقيقه على أرض الواقع.
الرواية مرثية حزينة تتحدث عن التغريبة العراقية تحكي عن أوجاع الشعب العراقي الذي كان مثالاً يُحتذى به عن التجانس بين أطيافه المتنوعة، فالمسيحي والشيعي والسني وبقية الطوائف كانت سواء، فمن الذي بث السموم في قلوب العراقيين وحولهم الى دولة طائفية.
تتناول إنعام كجه جي، في روايتها تاريخ العراق منذ الخمسينات، وحتى الآن تقريباً من خلال ذاكرة بطلة الرواية الطبيبة العراقية "ورديّة" التي تحكي مآسيه وحروبه وصراعاته، تلك الفتاة المسيحية التي تعلّمت الطب في بغداد وعملت في "الديوانية" كطبيبة نسائية، أحبت الناس وأحبوها، حين لم تكن الطوائف والمذاهب تفرّق الناس عن بعضها.
تصف وردية بطلة الرواية حالة التفتت التي أصابت المجتمع العراقي، تتحدث بإشارة مبطنة إلى تلك الساحرة المسؤولة عن تشريد هذا المجتمع وخلق أزمة هوية فيه "ساحرة تطرد أهل تلك البلاد إلى أربعة أطراف الدنيا، تبددهم بين الخرائط وهم دائخون لا يفقهون ما يحل بهم".
تُجبَر وردية التي مضى بها العمر، على الرحيل إلى باريس بسبب الحرب، بعد أن توزّعت عائلتها في أقاصي الأرض، وفي باريس تستقبلها أبنة أخيها، لتصبح وردية العجوز صديقة ابنها "أسكندر" وتبدأ بسرد سيرة العراق وأهلها وقصة حياتها، وعن أمنيتها في أن تعود لتدفن في ترابه بعد موتها.
لا يجد ذلك الفتى ما يجمع به شتات الأقارب المتوزعين في كل أنحاء العالم سوى طريقة واحدة، وهي أن ينشئ لهم مقبرة إليكترونية يضع فيها قبوراً للأحياء بجانب قبور الأموات، ليدفن كل مع من يحب أن يجاور، وأن يعطيهم الحرية أيضاً في احتيار ما يكتبون على شاهدة قبرهم، محققاً بذلك حلم الجميع والذي يصعب تحقيقه على أرض الواقع.
الرواية مرثية حزينة تتحدث عن التغريبة العراقية تحكي عن أوجاع الشعب العراقي الذي كان مثالاً يُحتذى به عن التجانس بين أطيافه المتنوعة، فالمسيحي والشيعي والسني وبقية الطوائف كانت سواء، فمن الذي بث السموم في قلوب العراقيين وحولهم الى دولة طائفية.
April 6, 2014
( طشّاري )
للروائية العراقية " إنعام كجه جي "
الغربة كيان محايد .. مهما تلقّاك بترحابٍ وحفاوة .. و ودعك بحرارة .. عسير تفاعله معك .. ربما هو بهذا فقط يقيك من شر خياراتك المغلقة ! فإن نويت بناء بيت يخصّك في غربتك .. ليكن بيتك " الحنين " لأنه أقوى بناء يشيده المغترب ..
حين يقول الشاعر :
وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب تتجددِ
فهو يروج للغربة بهذه العينة من الآراء التقديرية التي لم تدبّ بقوائمها على أرض واقعنا يومًا ، كيف تكون الغربة شكلاً من أشكال التجدد؟ و هل نقوى على إدراجها في قائمة اختيارية بعد أن أصبحت مفروضة علينا عنوة ؟
قراءة أولى لهذه الروائية التي أثبتت لي كم تستحق كل كلمة مديح دلّتني لفضاءها ، الرواية تدور حول الدكتورة وردية اسكندر اللاجئة لفرنسا و ابنتها هندة المغتربة في كندا و ابنة أخيها عفيفة إسكندر المغتربة في فرنسا وباقي أفراد أسرتها وكيف جعل منهم إسهال الهجرة من أرض العراق بصراعاته طشّاري كرذاذ بشري تطشر من صدر العراق بعد نوبة سعال ثقيل و قهري ..
بعيداً عن السلوكيات الكتابية التي يتبعها الروائين المغتربين من الدول المجروحة الذين يتبعون أسلوب تبني ما هو رائج و يتخذون دور الراوي الناجي الوحيد من المجزرة أو ساحة المعركة والذي يطلعك على معاناته من أول سطر لتتعاطف مع انفعالاته و تلتمس لفورات غضبه عذراً فتتسع هوة القراءة السلبية في متن رواياتهم بتوجيه المتلقي أو القارئ منذ البداية وهذا بنظري من الهِنات .. فاجئتني انعام كجه جي بحياد السارد الأول الذي يستلم القص والذي لا يطلب تعاطف القارئ ولا يستدر انتباهه بحماقة بل يطلعه بلغة إخبارية عن لجوء الدكتورة وردية لفرنسا واستقبالها في قصر الإليزية من قبل " ساركوزي " و البابا " بنديكتوس " ، احتمل منطق السارد الأول الزهو والإعلاء لشخصية " الدكتورة وردية " مقابل التقزيم للمكان إياً يكن تاريخه كما تلخص لنا كلمات الرواية الأوائل " هذا هو الأليزيه إذن " وهذا يعود لفخرها بهويتها وكونها تؤمن بأنها موجودة حيث تستحق التواجد ، وعلى عكس السرد على لسان وردية و هندة و عفيفة الذي جاء توثيقي وتقريري لواقع خالص سواء في العراق أو خارجه ( فرنسا و كندا ) محملاً بكل المشاعر الإنسانية فلقد جاء صوت السارد الأول محملاً بالنخبة من المشاعر التي تتجاذب بين الحنين والغربة ، هناك نقاش يدور وجدل تتصاعد وتيرته مواضيع كبرى تتشتت لتتوحد
في ذهن الشخصية الأم كما في ذهن القارئ .
وردية اسكندر عراقية مسيحية و دكتورة نسائية من بغداد تحصل على وظيفة في الديوانية ترفق سي��تها الذاتية الشاهدة على حقبات من تاريخ الصراع العراقي في الخمسينيات وما تلاها والتبلادت التي تطرأ على مجتمع يكابد مثل هذه الصراعات ويحاول النجاة منها ما أمكن بتشكيل قبضة واحدة قادرة على صد خطر التمزق ، تروي لنا عن معاناتها الوظيفية و تأقلمها مع مجتمعها المتعدد الطوائف ، نهجس مشاعرها ومشاغلها ، تسبقنا لتفتح باب مصيرها وتدعونا للدخول حيث تخالطت مصائر أبناء جلدتها فراحوا يتبخرون من مسام جلد عراقهم نحو الموت و السجون والتهميش والاغتراب وكلها أيقونات مستقبل مجهول ، حين يضيق العراق بها بعد أحداث ٢٠٠٣ تقرر الهجرة إلى حيث سبقها بعض أفراد أسرتها بعد أن تمنت أن تعيد كل المواليد الذين أخرجتهم من بطون أمهاتهم فحملوا الشقاء للعراق لبطون امهاتهم مجددًا ، في الغربة تقيم عند ابنة أخيها " أم اسكندر " في فرنسا ، اسكندر الفتى العراقي الذي يجهل الكثير عن معنى وطنه فيقرر إقامة مقبرة إلكترونية لأهله و ذوية حتى يجمع رفاتهم الإفتراضي في مكان واحد ويحصلون على شواهد قبور تحمل مسمياتهم التي تطشّرت في بلاد العالم و حنّت للإجتماع مجدداً ، تكبر مقبرته وتحجز فيها الأجيال القادمة قبورًا تجاور فيها الأجيال القديمة وفي العالم الافتراضي فقط يتحقق ما حرّمه الواقع عليهم ، انعام بتفجيرها لقنبلة المقبرة الالكترونية هذه أعجبتني ولكن اعجابي ازداد بها لأنها لم تقبل بهذا الحلّ الافتراضي السطحي كنهاية لروايتها ، رغم اقتناع الجميع في الرواية بفكرة المقبرة لكنهم ينتفضون من ترابها الرقميّ ليعلنوا أن العراقي لا يستسلم للحلول السلبية فهو من شعب الانقلابات والثورات الذي سيتخطى الغربة ويقطن في الحنين لحين موعد عودته لدياره .
انعام كجه جي تنفض من الغربة سلبياتها لتبقي الإيجابيات فقط ، ليس هناك وطن محايد فالوطن يمنحك صوتك مجدداً حتى وإن أفقدك أياه ، الأحداث رغم عاديّتها أخاذة في هذه الرواية و ابتعاد الكاتبة عن وصف شكل الشخصيات الخارجي والتركيز على اهتمامات الشخصيات وطريقة تفكيرهم ومواقفهم أعجبني جدًا و ترقيم الأجزاء بدل عنّونتها والإفصاح بمكنوناتها من خلال العناوين منحها هالة من الجلال ..
يقيس التاريخ شعب العراق بأنه شعب لا يحكم إلا بالحديد أو النار ولكن أليس هذا مرادف الحرية !
July 22, 2018
يفترض أنها حصلت على جائزة البوكر لو لا أن اللجنة تصر دائماً على اختيار الرواية الأقل شأناً.
رواية فيها من الحياة حيوات حقيقية، ومن الواقع وقائع مثيرة للحزن، لغة الكاتبة عميقة ورائعة إلى حد لا يوصف
رواية فيها من الحياة حيوات حقيقية، ومن الواقع وقائع مثيرة للحزن، لغة الكاتبة عميقة ورائعة إلى حد لا يوصف
July 20, 2019
هذه رواية رائعة .. وهذه روائية متمكنة،
(موتٌ يرقص فوق عشب الحدائق ويمتص عسل التمر ويسكر في حانات أبي نواس، ترى في النشرات رعبًا يوميًا صار معتادًا، أعطنا دمنا كفاف يومنا!!!
بلدٌ فذ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشًا، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يومًا طلبًا؟! أم يشبعون من الدم؟!)
هذه رواية شتات العراق وتشتت العراقيين .. ترسمها إنعام كجه جي بصدق وشفافية بالغين، من خلال شخصية الطبيبة ور��يَّة التي ذكرتني كثيرًا بـ رقية الطنطورية .. التي حكت شتات فلسطين! ويبدو أننا كلنا في الهم والمأساة عرب!
بدت لي هذه الرواية في أقسامها وانتقال السرد فيها على لسان الطبيبة مرة "وردية" ثم حكاية على لسان بنتها "هندة" مرة، أو من خلال ابنة أخيها مرة أخرى، بدت لي أٌقرب لحكاية العراق الضائعة دومًا المشتتة !!
يحسب لهذه الرواية أنها لن تستغرق في الألم والمعاناة، بل حاولت أن تمزج الواقعية الشديدة في كل ذلك الشتات ببصيص من الأمل
كانت فكرة "المقبرة الالكترونية" التي فكَّر فيها الابن المغترب، فكرة خيالية وذكية، وانتهت إلى استحالة تحققها، أو تمسك هؤلاء الذين يبحثون عن أوطانهم بمواقع افتراضية للموت، كما لم يؤمنوا بمواقع افتراضية في الحياة!
رواية جيدة جدًا، صيغت بإحكام واقتدار .. أتوقع أنها الأجدر بالحصول على بوكر هذا العام
..
(موتٌ يرقص فوق عشب الحدائق ويمتص عسل التمر ويسكر في حانات أبي نواس، ترى في النشرات رعبًا يوميًا صار معتادًا، أعطنا دمنا كفاف يومنا!!!
بلدٌ فذ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشًا، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يومًا طلبًا؟! أم يشبعون من الدم؟!)
هذه رواية شتات العراق وتشتت العراقيين .. ترسمها إنعام كجه جي بصدق وشفافية بالغين، من خلال شخصية الطبيبة ور��يَّة التي ذكرتني كثيرًا بـ رقية الطنطورية .. التي حكت شتات فلسطين! ويبدو أننا كلنا في الهم والمأساة عرب!
بدت لي هذه الرواية في أقسامها وانتقال السرد فيها على لسان الطبيبة مرة "وردية" ثم حكاية على لسان بنتها "هندة" مرة، أو من خلال ابنة أخيها مرة أخرى، بدت لي أٌقرب لحكاية العراق الضائعة دومًا المشتتة !!
يحسب لهذه الرواية أنها لن تستغرق في الألم والمعاناة، بل حاولت أن تمزج الواقعية الشديدة في كل ذلك الشتات ببصيص من الأمل
كانت فكرة "المقبرة الالكترونية" التي فكَّر فيها الابن المغترب، فكرة خيالية وذكية، وانتهت إلى استحالة تحققها، أو تمسك هؤلاء الذين يبحثون عن أوطانهم بمواقع افتراضية للموت، كما لم يؤمنوا بمواقع افتراضية في الحياة!
رواية جيدة جدًا، صيغت بإحكام واقتدار .. أتوقع أنها الأجدر بالحصول على بوكر هذا العام
..
July 26, 2016
هذه رواية محيرة
تنتمى نوعا لما أحب توصيفه بأدب المنافى، حيث الحنين إلى ماكان، ومن كانوا يجتاح كل شىء،،،
الدكتورة وردية طبيبة أمراض النساء والولادة هى بطلة العمل
سيدة عراقية امتد مشوارها الحياتى المرهق والملىء بالعثرات
وإن لم يخلو من أحايين مبهجة
من الديوانية مقر عملها اﻷول، إلى بغداد، فباريس، ف... تركت لنا المؤلفة القوس مفتوحا...
*********
تعالج الرواية موضوعا ليس بجديد
تشظى المجتمع والوطن اﻷم، الرحيل وعذاباته،،،
القلوب والعقول الموزعة بين قارات العالم الست على أمل اللقاء من جديد
اﻷمر الذى لا يحدث، للأسف كما نعلم،،، سوى ف الجنازات والعزاءات،،،
الحبكة الرئيسية ترتكز على قصة الدكتورة وردية
كفاحها كطبيبة تعمل
شأن كثير من أطبائنا المناضلين حقا
وسط ظروف بائسة، وإمكانيات معدومة
مطالبة بعد ذلك بأن تكون سببا ف اﻹتيان بروح جديدة، من رحم أم عراقية منهكة الجسد والروح إلى عالمنا المأزوم أصلا بمن فيه،،،
*********
وصف علاقة الطبيبة بمرضاها يأخذ حيزا
العلاقة تمتد ليأخذ فيها البعداﻹنسانى المساحة اﻷكبر
اﻹنتقال بعد ذلك لباريس بعد أن صار العراق، ماكو العراق القديم،،،
وتتبع مسار حياتها بالتقاطع مع حيوات، إبنتها هندة ف كندا
وإبنة شقيقها التى تستضيفها ف باريس
تستضيف وردية، وابنها اسكندر، المراهق النائى بنفسه عن كل شىء
حتى تأتى العمة وردية، فينغمس طوعا، أو تغمسه كرها ف نهر الذكريات،،،
*********
لا أود اﻹسهاب ف التفاصيل
فقراءة العمل لن يغنى عنها ما نكتبه من نقد موجز
لكن ماقد يعاب ع الرواية
اضطراب السرد، نمطا من حيث هوية من يروى، وايقاعا بدأ سريعا شائقا، وانقلب رتيبا ممطوطا أحيانا،،،
*********
اللغة ،لابد لى من اﻹشارة إلى أن مجاز الكاتبة أعجبنى
مفرداتها حية وموحية، صحيح أن العامية العراقية أزعجتنى قليلا
يعذرونا أصدقائى العراقيين
فكلمات كثيرة تحتاج إيضاحا
وأعلم أن الكاتبة ماكان لها أن تبين ذلك
فطبيعة العمل، ومعالجتها الفنية لموضوعه، قد تقتضى ذلك بلا بديل،،،
*********
الخلاصة طشارى بتشديد الشين
هى رواية كل مهاجر وكل منفى
معنى الكلمة يعنى ف العموم التشرذم والتفرق،،،
وبداخل العمل عزف جنائزى على حزين على أوتار قيثارة الفقد، ولوعة البعاد،،،وهو ما أتفهمه، أتعاطف معه، أعانيه طول الوقت تقريبا،،
إذن هذا الحب هو المعضلة اﻷبدية، التى يقوم عليها هذا العمل وكل عمل يشابهه
فإلى متى سيظل حب الوطن، كل وطن من أوطاننا العربية،
حبا من طرف واحد
#
والعبارة للصديق محمد المرزوقى للأمانة ...
March 15, 2016
" تُقَدِّرون و تضحك الأقدار "
مبدأيا : تقييمي المنخفض للرواية -على جودتها- بسبب إن المؤلفة ظلمت عملها , المفترض فى المؤلف إنه يكون مُنصف , و العمل دا صراحة -على جماله- لكن غاب عنه الإنصاف , تخيل معايا رواية من الحجم المتوسط (250 صفحة) المؤلفة ذكرت فيها تقريبا كل إن لم يكن أغلب طوائف العراق إلا السُنّة , لازم تسأل نفسك ليه رواية بالحجم دا موردش فيها كلمة "سُنّ��" إلا مرة واحدة فقط و كمان على سبيل الإستنكار !! , لولا النقطة دى بس كان تقييمي هيختلف تماما للرواية دى .
نيجي بقى لتفاصيل الرواية :
الرواية ممتازة من نواحى عديدة زى التقنية الروائية و أداة القصّ و الحكاية اللى المؤلفة نفذتهم ببراعة و كمان البناء الروائي متماسك تخليك حاسس إن المؤلفة جهزت الأحداث اللى هتتكلم عليها كويس أوى و بعد كدا نقعتها فى حوض من المشاعر و الحنين و الخوف و الأمومة و الحب و النجاح و الفشل و الموت و الولادة و مابين كل دا تفاصيل الحياة اليومية .
اللغة ممتازة جدا و إن كان فيها ألفاظ كتيير جدا عراقية و دا بديهي جدا لأن الرواية نفسها عراقية و لكن أنا كـ مصري ات��عصى عليّ فهم ألفاظ كتير فيها و أظن إنى محتاج أقعد قعدة حلوة كدا مع صديق عراقي يفهمنى الكلام دا :D
موضوع الرواية طبعا مهم جدا و هو تهجير العراقيين و تحولهم للآجئين بعد ما كانوا ملوك فى بلدهم يشربون من الرافدين و تطأ أقدامهم جنّات بابل و عندهم بغداد سيدة مدن العالم , العراق يعنى كيان ضخم من الحضارة و الثقافات و اللهجات و الديانات و الطوائف و المذاهب و الحدائق و الجنّات و الجمال و التاريخ و كل حاجة فى الدنيا لا ينافسها فى العراقة إلا مصر , و لكن دا طبعا فى الماضى , أما الحاضر فـ كان الله بالوجع عليم .
حابب أضيف قصيدة للرائع نزار قبّاني بعنوان بغداد :
بغدادُ مُدِّي بساطيَ و املأي أكوابي
و انسي العِتابَ فقدْ نسيتُ عِتابي
عيناكِ , يا بغدادُ , منذُ طفولتي
شَمسانِ نائمتَانِ في أهدابي
لا تُنكري وجهي , فأنتِ حَبيبَتي و وُرودُ
مائدَتي و كأسُ شرابي
بغدادُ , جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَباً أُخفي
جِراحاتي وراء ثيابي
و رميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرتي
و تلاقتِ الشَّفتانِ بعدَ غيابِ
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفِقُ عمرَهُ في
البحثِ عن حُبٍّ و عن أحبابِ
مبدأيا : تقييمي المنخفض للرواية -على جودتها- بسبب إن المؤلفة ظلمت عملها , المفترض فى المؤلف إنه يكون مُنصف , و العمل دا صراحة -على جماله- لكن غاب عنه الإنصاف , تخيل معايا رواية من الحجم المتوسط (250 صفحة) المؤلفة ذكرت فيها تقريبا كل إن لم يكن أغلب طوائف العراق إلا السُنّة , لازم تسأل نفسك ليه رواية بالحجم دا موردش فيها كلمة "سُنّ��" إلا مرة واحدة فقط و كمان على سبيل الإستنكار !! , لولا النقطة دى بس كان تقييمي هيختلف تماما للرواية دى .
نيجي بقى لتفاصيل الرواية :
الرواية ممتازة من نواحى عديدة زى التقنية الروائية و أداة القصّ و الحكاية اللى المؤلفة نفذتهم ببراعة و كمان البناء الروائي متماسك تخليك حاسس إن المؤلفة جهزت الأحداث اللى هتتكلم عليها كويس أوى و بعد كدا نقعتها فى حوض من المشاعر و الحنين و الخوف و الأمومة و الحب و النجاح و الفشل و الموت و الولادة و مابين كل دا تفاصيل الحياة اليومية .
اللغة ممتازة جدا و إن كان فيها ألفاظ كتيير جدا عراقية و دا بديهي جدا لأن الرواية نفسها عراقية و لكن أنا كـ مصري ات��عصى عليّ فهم ألفاظ كتير فيها و أظن إنى محتاج أقعد قعدة حلوة كدا مع صديق عراقي يفهمنى الكلام دا :D
موضوع الرواية طبعا مهم جدا و هو تهجير العراقيين و تحولهم للآجئين بعد ما كانوا ملوك فى بلدهم يشربون من الرافدين و تطأ أقدامهم جنّات بابل و عندهم بغداد سيدة مدن العالم , العراق يعنى كيان ضخم من الحضارة و الثقافات و اللهجات و الديانات و الطوائف و المذاهب و الحدائق و الجنّات و الجمال و التاريخ و كل حاجة فى الدنيا لا ينافسها فى العراقة إلا مصر , و لكن دا طبعا فى الماضى , أما الحاضر فـ كان الله بالوجع عليم .
حابب أضيف قصيدة للرائع نزار قبّاني بعنوان بغداد :
بغدادُ مُدِّي بساطيَ و املأي أكوابي
و انسي العِتابَ فقدْ نسيتُ عِتابي
عيناكِ , يا بغدادُ , منذُ طفولتي
شَمسانِ نائمتَانِ في أهدابي
لا تُنكري وجهي , فأنتِ حَبيبَتي و وُرودُ
مائدَتي و كأسُ شرابي
بغدادُ , جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَباً أُخفي
جِراحاتي وراء ثيابي
و رميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرتي
و تلاقتِ الشَّفتانِ بعدَ غيابِ
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفِقُ عمرَهُ في
البحثِ عن حُبٍّ و عن أحبابِ
May 21, 2018
طِشّاري وتعني الطلقة التي تذهب في جميع الاتجاهات وتتشتت ،
وهنا تعني تشتت العراقيين وفرقتهم عن وطنهم في بلاد أخرى ،
رواية الأم والطبيبة والعراقية وردية اسكندر التي هاجرت من وطنها
الحبيب إلى فرنسا، ظلت تحكي قصص ماضيها ، الدكتورة وردية اختصاصية النساء والتوليد الأشهر في الديوانية تحكي حياتها منذ
قُبلت في كلية الطب إلى أن أكملت دراستها وعملت خارج مدينتها
، يأتينها النسوة من كل حدب وصوب، لا يعرفن غيرها وهي تعرف
كل امرأة زارتها حين مخاضها ..
انعام كججي تمتلك لغة جذابة وسرد جميل إلا أنني شعرت بالقليل
من الاضطراب والسرعة في السرد في منتصف الرواية الى نهايتها ،
لكن في المجمل الرواية جميلة وانعام كذلك كاتبة جميلة ..
وهنا تعني تشتت العراقيين وفرقتهم عن وطنهم في بلاد أخرى ،
رواية الأم والطبيبة والعراقية وردية اسكندر التي هاجرت من وطنها
الحبيب إلى فرنسا، ظلت تحكي قصص ماضيها ، الدكتورة وردية اختصاصية النساء والتوليد الأشهر في الديوانية تحكي حياتها منذ
قُبلت في كلية الطب إلى أن أكملت دراستها وعملت خارج مدينتها
، يأتينها النسوة من كل حدب وصوب، لا يعرفن غيرها وهي تعرف
كل امرأة زارتها حين مخاضها ..
انعام كججي تمتلك لغة جذابة وسرد جميل إلا أنني شعرت بالقليل
من الاضطراب والسرعة في السرد في منتصف الرواية الى نهايتها ،
لكن في المجمل الرواية جميلة وانعام كذلك كاتبة جميلة ..
February 23, 2014
يختل حبل السرد تدريجيا كلما توغلت في الرواية فهي مثل البدايات الجميلة في حياتنا التي كلما اعتدنا عليها أصبحت عادية.
استهلال الراوية كان قويا لكنه ما لبث أن أبطأ في نمط السردية العادي الذي يحكي عن ثلاث نساء لكل منهن قصة وواقع طشرهم الوقت في بقاع العالم فجئن بمعاناة هي لب الرواية (
طشاري وهي البندقية التي تطشر طلقاتها عندما نضغط زندها ومن خلال هذا المعنى أرادت الرواية أن تلقي الضوء على حال جاء بعد حال فمن رغد العيش ويسر الحال الى ملاجئ الغربة وتيه الشتات ....جيدة
استهلال الراوية كان قويا لكنه ما لبث أن أبطأ في نمط السردية العادي الذي يحكي عن ثلاث نساء لكل منهن قصة وواقع طشرهم الوقت في بقاع العالم فجئن بمعاناة هي لب الرواية (
طشاري وهي البندقية التي تطشر طلقاتها عندما نضغط زندها ومن خلال هذا المعنى أرادت الرواية أن تلقي الضوء على حال جاء بعد حال فمن رغد العيش ويسر الحال الى ملاجئ الغربة وتيه الشتات ....جيدة
March 8, 2014
! لقد خُدعت
نعم خُدعت وأنا أظن من الكاتبه الكثير
كنت كمن ذاق طعاما ً من مطعم فأستحسنه ليعود له ويقدم له الأكل هذه المره محروق ومشعوط وغير مسلوق
! لقد خُدعت
روايه لا تقدم سوى الثرثره الكثيره دون رابط معين
! لقد خُدعت
شعرت بها تركز على معاناه المسيحين بالعراق وشتاتهم بالخارج وكأن باقي الطوائف تعيش بهونج كونج
! لقد خُدعت خُدعت خُدعت خُدعت
نعم خُدعت وأنا أظن من الكاتبه الكثير
كنت كمن ذاق طعاما ً من مطعم فأستحسنه ليعود له ويقدم له الأكل هذه المره محروق ومشعوط وغير مسلوق
! لقد خُدعت
روايه لا تقدم سوى الثرثره الكثيره دون رابط معين
! لقد خُدعت
شعرت بها تركز على معاناه المسيحين بالعراق وشتاتهم بالخارج وكأن باقي الطوائف تعيش بهونج كونج
! لقد خُدعت خُدعت خُدعت خُدعت
September 11, 2020
"نتجادل ونتشبث بالآراء ونفلسف الأوضاع ونوزع شهادات الوطنية والخيانة ونتفق ثم نختلف ثم نتعب ويصيبنا اليأس. اتفقنا عليه -اليأس- كهدف لنا طالما أن لا أمل يأتي من تلك البلاد".
كثيراً ما كانت هذه الرواية تطالعني على موقع goodreads
باسمها الغريب الذي يجذبني لقرائتها، ومؤخراً وجدتها بنسخة صوتية على تطبيق storytel
بصوت الراوية الرائعة منار مراد.
تحكي الرواية قصة حياة الدكتورة العراقية المسيحية، وردية إسكندر، الطبيبة النسائية، التي كانت تعمل في مدينة الديوانية، وتصف لنا أسرتها وكيف تزوجت وأنجبت والوضع الاجتماعي والسياسي الذي كان سائداً في تلك الفترة. وحين اشتعلت الحروب في جسد العراق العظيم، تشتت الأبناء والأخوة في بلاد الله الواسعة بحثاً عن وطن آمن. طشّاري وهو التشتت والتشظّي الذي عاشه أبناء ذلك البلد، ينتقلون من بلد إلى بلد، يحاولون بدء حياة جديدة بآمال وأحلام كبيرة، ويبقى والوطن الذبيح حياً في وجدانهم أينما حلّوا وارتحلوا.
رواية محزنة وموجعة جداً، والألم كل الألم، حين ندرك أن الحال البائس لم يعد يقتصر على الشعب العراقي وحده وإنما صار الوضع المزري مشتركاً بين شعوب الدول العربية، وكأن قدرهم أن يتشاركوا بالشتات والمنافي.
أبدعت إنعام كجه جي في وصف صورة بلادها، وبرسم شخصيات الرواية بكل إتقان، فجعلتنا نعيش معهم ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
رواية بديعة تستحق أن تُقرأ.
...
كثيراً ما كانت هذه الرواية تطالعني على موقع goodreads
باسمها الغريب الذي يجذبني لقرائتها، ومؤخراً وجدتها بنسخة صوتية على تطبيق storytel
بصوت الراوية الرائعة منار مراد.
تحكي الرواية قصة حياة الدكتورة العراقية المسيحية، وردية إسكندر، الطبيبة النسائية، التي كانت تعمل في مدينة الديوانية، وتصف لنا أسرتها وكيف تزوجت وأنجبت والوضع الاجتماعي والسياسي الذي كان سائداً في تلك الفترة. وحين اشتعلت الحروب في جسد العراق العظيم، تشتت الأبناء والأخوة في بلاد الله الواسعة بحثاً عن وطن آمن. طشّاري وهو التشتت والتشظّي الذي عاشه أبناء ذلك البلد، ينتقلون من بلد إلى بلد، يحاولون بدء حياة جديدة بآمال وأحلام كبيرة، ويبقى والوطن الذبيح حياً في وجدانهم أينما حلّوا وارتحلوا.
رواية محزنة وموجعة جداً، والألم كل الألم، حين ندرك أن الحال البائس لم يعد يقتصر على الشعب العراقي وحده وإنما صار الوضع المزري مشتركاً بين شعوب الدول العربية، وكأن قدرهم أن يتشاركوا بالشتات والمنافي.
أبدعت إنعام كجه جي في وصف صورة بلادها، وبرسم شخصيات الرواية بكل إتقان، فجعلتنا نعيش معهم ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
رواية بديعة تستحق أن تُقرأ.
...
December 24, 2013
واحد من غنائم بيروت ، وجدته بالصدفة البحتة في رفوف المكتبة ، وأنا أقتني دون تخطيط عددا من الروايات .
طشاري ، بمعنى الغائب ..
انعام كجه جي هذه المرة لا تأخذنا إلى عراق الحرب كما فعلت في الحفيدة الأمريكية ، بل تأخذنا إلى عراق الأربعينيات والخمسينيات ، عراق لم تعد موجودة الآن إلا في أذهان من يقترب من الموت .
ولا تكتفي بهذه الرحلة ، بل أيضا ، تأخذنا إلى عوالم عراق الحرب و عراق صدام و عراق الحرب الثانية وعراق المنفى ، تحتل عراق المنفى الدرجة الاوسع من الكتاب .
في المفنى ، نلتقي بأبناء وردية و أبناء اخوتها ، و بقبر افتراضي يلم المغتربين . و كأن الحصول على قبور اضافية هو بوابة مريحة تضمن لهم الحياة بعد الموت سوية .
ونلتقي وردية ، الطبيبة الناجحة من العراق والتي تترك بلدها إلى المنفى في الثمانين من العمر . لتستقر في فرنسا ، بعيدا عن أولادها الثلاثة ، محجوزة في عالم ذكرياتها ، وواقع تحاول معايشته . و عراق الذاكرة التي تنبثق وتولد لا تشبه أي عراق أخرى في الكتب .
ليس بجمالية الحفيدة الأمريكية ، وإن كان بقدر ألمها .
طشاري ، بمعنى الغائب ..
انعام كجه جي هذه المرة لا تأخذنا إلى عراق الحرب كما فعلت في الحفيدة الأمريكية ، بل تأخذنا إلى عراق الأربعينيات والخمسينيات ، عراق لم تعد موجودة الآن إلا في أذهان من يقترب من الموت .
ولا تكتفي بهذه الرحلة ، بل أيضا ، تأخذنا إلى عوالم عراق الحرب و عراق صدام و عراق الحرب الثانية وعراق المنفى ، تحتل عراق المنفى الدرجة الاوسع من الكتاب .
في المفنى ، نلتقي بأبناء وردية و أبناء اخوتها ، و بقبر افتراضي يلم المغتربين . و كأن الحصول على قبور اضافية هو بوابة مريحة تضمن لهم الحياة بعد الموت سوية .
ونلتقي وردية ، الطبيبة الناجحة من العراق والتي تترك بلدها إلى المنفى في الثمانين من العمر . لتستقر في فرنسا ، بعيدا عن أولادها الثلاثة ، محجوزة في عالم ذكرياتها ، وواقع تحاول معايشته . و عراق الذاكرة التي تنبثق وتولد لا تشبه أي عراق أخرى في الكتب .
ليس بجمالية الحفيدة الأمريكية ، وإن كان بقدر ألمها .
April 3, 2023
الوطن ألا يحدث ذلك كله قالها غسان قديمًا و مزجتها أنعام فى حكاية فى قلب وردية التي كانت كالوطن المكسور الذي يعاني لكن لا يزال فى قلبها جذور ترسخ و تنمو لتنشر الحب و الإنسانية و لم تعلم ان حياتها كطبيبة التي لم تختارها ستكون هى حياتها التي تدخل الدفء الى قلبها و لم تعلم ان الديوانية المكان الذي جاء فيه تكليفها بالعمل به هو من سيكون مسقط روحها و فؤادها .
العراق بمآسيها الاخيرة حتي من قبل الغزو كانت هى رمز للحزن الذي يصيب قلوبنا مع فلسطين الدامية .. شعب على مدار سنين طويلة عاني الآمرين من ديكتاتورية و غزو و حروب طائفية و شعب اصبح بداخلها شعوب متفرقة كالقبائل فى الجاهلية و كلها كان طريقها العنف لفرض سيطرتها و أيدلوجيتها المنحرفة و تركت ورائها ألاف الضحايا فى الشوارع لم يكن يطلبوا إلا راحة و مسكن فى هدوء .
طشّاري أسم الرواية لم يكن له معني قبل قرائتي لهذا العمل و بعد ما عرفت معناه أصبح الاسم عالم فى ذهني لمدلولته القوية على أحداث شعب تفرقوا فى الارجاء و توزعوا فى كل الاتجاهات للبحث عن سماء صافية آمنه تحميهم من التطرف و حروب بدأت فى عبث أطلق سهامه كالفطر تخلل العقول فأصبحت بليدة حيوانية فقدت إنسانيتها و تغلب الجانب الحيواني فما فعلوه بأنفسهم لم يفعلوه الغزاه بهم .
رواية مبنية على الذكريات عن عائلة وردية الذين تفرقوا فى البلاد بعدما كانوا كالجسد الواحد و معها نري حكايات شعب كان بكل طوائفه كالعضد المتين لا تقدر على كسرهم كانوا مسلمين مسيحين اكراد بكل طوائفهم إخوة عائلة واحدة حتي تطايروا مثل الطلقة فى كل الاتجاهات و أصبحت محاولة إسكندر حفيد وردية لانشاء مقبرة إلكترونية تحمع الاحباب و العائلة اخر مسمار فى نعشهم كلاجئين بلا وطن أصبح برائحة الموت .
أحببت الرواية و استمتعت بها على الرغم من تداخل الشخصيات مع بعضها الذي افقد تركيزي أحيانًا و اصابني بالتشتت .. أحببت وردية التي ذكرتني يشخصية ذات فى رائعة صنع الله ابراهيم و احببت مغامرة هندة فى مغامرتها الشاقة فى كندا .. فى المجمل تجربة اولي غنية و لقاء انتظرته كثيرًا مع الكاتبة أنعام كجه جي .
مهما أجبرتك الظروف لتكون لاجئ فى أوروبيا او امريكا الشمالية فى مكان يمنحك الأمان و الحياة لكن لا شيء كالوطن مهما قسي عليك، تتمني الرجوع له يوميًا لتكمل ما تبقي من عمرك هناك .
العراق بمآسيها الاخيرة حتي من قبل الغزو كانت هى رمز للحزن الذي يصيب قلوبنا مع فلسطين الدامية .. شعب على مدار سنين طويلة عاني الآمرين من ديكتاتورية و غزو و حروب طائفية و شعب اصبح بداخلها شعوب متفرقة كالقبائل فى الجاهلية و كلها كان طريقها العنف لفرض سيطرتها و أيدلوجيتها المنحرفة و تركت ورائها ألاف الضحايا فى الشوارع لم يكن يطلبوا إلا راحة و مسكن فى هدوء .
" هم فائضون في هذه الدنيا. مسجّلون في خانة الزوال. لا أحد يـهتـمّ لـمصائرهم ولا يقلقه أنـهم يخبطون في الظلام."
طشّاري أسم الرواية لم يكن له معني قبل قرائتي لهذا العمل و بعد ما عرفت معناه أصبح الاسم عالم فى ذهني لمدلولته القوية على أحداث شعب تفرقوا فى الارجاء و توزعوا فى كل الاتجاهات للبحث عن سماء صافية آمنه تحميهم من التطرف و حروب بدأت فى عبث أطلق سهامه كالفطر تخلل العقول فأصبحت بليدة حيوانية فقدت إنسانيتها و تغلب الجانب الحيواني فما فعلوه بأنفسهم لم يفعلوه الغزاه بهم .
" ترفع الثورات شهداءها وتـخسف بخونتـها ولا تبقي ولا تذرّ. ثم تدور العجلة وتنقلب الـمرحلة فيصير الخائن شهيدًا ويذهب الشهيد إلـى طاحونة الصور."
رواية مبنية على الذكريات عن عائلة وردية الذين تفرقوا فى البلاد بعدما كانوا كالجسد الواحد و معها نري حكايات شعب كان بكل طوائفه كالعضد المتين لا تقدر على كسرهم كانوا مسلمين مسيحين اكراد بكل طوائفهم إخوة عائلة واحدة حتي تطايروا مثل الطلقة فى كل الاتجاهات و أصبحت محاولة إسكندر حفيد وردية لانشاء مقبرة إلكترونية تحمع الاحباب و العائلة اخر مسمار فى نعشهم كلاجئين بلا وطن أصبح برائحة الموت .
أحببت الرواية و استمتعت بها على الرغم من تداخل الشخصيات مع بعضها الذي افقد تركيزي أحيانًا و اصابني بالتشتت .. أحببت وردية التي ذكرتني يشخصية ذات فى رائعة صنع الله ابراهيم و احببت مغامرة هندة فى مغامرتها الشاقة فى كندا .. فى المجمل تجربة اولي غنية و لقاء انتظرته كثيرًا مع الكاتبة أنعام كجه جي .
" إنّ خروجنا من بين قَوْسي الوطن قد وضعنا في خانتين متعاكستين من العقوق. لـم أكن بارّة بـه لأنني أفلتّ من فكّيـه الـمفترسين، باكرًا، ومضيت بدون رجعة. وكان الوطن عاقًّا بـها، نبذها وهي في آخر العمر ولـم يشملها بخيمة حمايتـه. "
مهما أجبرتك الظروف لتكون لاجئ فى أوروبيا او امريكا الشمالية فى مكان يمنحك الأمان و الحياة لكن لا شيء كالوطن مهما قسي عليك، تتمني الرجوع له يوميًا لتكمل ما تبقي من عمرك هناك .
March 17, 2014
الرواية جيدة أو لعلها بدأت بداية قوية ومحترفة لكن الجانب التقريري في النص بطء من سير السرد وقتل روح الرواية .. الحديث عن الطبيبة وردية كان ورديا ونبيلا بل إنه كان يرمز لزمن جميل وعراق مختلف
أعجبني جدا في سرد إنعام قدرتها على صياغة الحوارات باحتراف وحتى مع استخدامها للعامية كانت تستخدمها بقدر وبذكاء
استطاعت المؤلفة أن تعكس روح الشتات التي عانى منه العراقيون والمعاناة بسبب صراعات الطوائف والمذاهب المختلفة كما تحدثت عن التضحيات التي يجب أن يقدمها المهاجر طلبا للإستقرار في الغربة وذلك من خلال ثلاثة أجيال وتعرضت لهذا التفاوت بين الأجيال وطريقة التفكير والأولويات عند كل جيل إلا إن مع المضي في القراءة تتفاجأ بالطريق الذي سارت إليه النهاية وحسب المؤلفة إنها تركت النهاية مفتوحة لأن الجرح مازال نازفا ..
أعتقد إنها كانت مفاجأة غير سارة للقارىء !
May 7, 2014
عنوان رواية الأديبة العراقية إنعام كجه جي "طشاري"، التي وصلت إلى قائمة البوكر القصيرة، لا يعكس فقط مضمون الرواية التي تحكي عن تشرذم أبطالها العراقيين في أرجاء البسيطة، وإنما يعكس أيضا أسلوب سرد إنعام كجه جي المتشظي
تجمع الرواية بين قصتين رئيستين: إحداهما قصة الطبيبة العراقية "ورديّة" التي تهاجر من العراق لتلتحق بأبنائها "المطشّرين" في أنحاء العالم، والقصة الثانية هي المقبرة الإلكترونية التي ابتدعها خيال "إسكندر" ابن أحد العراقيين المهاجرين ليلم فيها أفراد الاسرة الأموات، بعد أن تعذر جمعهم أحياء!
وتلتقي القصتان عندما تبدي "وردية" رغبتها في الموت في وطنها، إلى جانب أصدقائها وأهلها وأحبابها، فيسارع "إسكندرر" إلى تحقيق رغبتها بتخصيص قبر لها في مقبرته الإفتراضية، وتنشأ خلال ذلك صداقة بين "وردية" و "إسكندر" التي تتحول فجأة –بالنسبة لإسكندر- الجسر الوحيد الذي يربطه ببلده العراق الذي لم يزره إلا مرة واحدة!
على هذا الجسر تلقي "وردية" بحكايات وقصص العراقيين الذين "يولودون فرادى ويموتون جماعات" وتبوح بالهواجس المشتركة للعراقيين من خلال سرد موهوب وذكي ومتمكن.
أحد أبرز الهواجس التي تعالجها الرواية هو هاجس اللا إنتماء، فما يدفع العراقيين للملمة أنفسهم والهجرة –بحسب وردية- أن حب الوطن بالنسبة لهم هو حب من طرف واحد. إذ أن الوطن لا يبادلهم الحب ولايعترف بوجودهم أو يمنحهم مساحة أرض يمارسون فوقها أحلامهم، بدل أن يضطروا لمغادرته إلى أرض أخرى بحثًا عن هذه الأرض وهذه الأحلام!
الشعور باللانتماء هو كذلك كان ما يؤرق وردية.. فهي –بعد هجرة أبنائها – لم تعد تملك شيئا في العراق لتخاف على فقده أو تحرص على البقاء بجانبه. فما الذي يجعل من هذه البقعة من الأرض تحمل اسم "وطنها" طالما أن لا شيء يربطها بها الآن وتستطيع أن تمارس موتها على أي بقعة أخرى من الكرة الأرضية
لذلك بعد هجرتها من العراق، بدت لها فكرة المقبرة الإفتراضية التي اخترعها "اسكندر" مغرية وجذابة إلى أبعد الحدود، فلعلها تكون الوطن الذي سيجمعها يوماً بأحبابها ويلملم "طشّارهم" بعد أن فرّقهم وطنهم العراق!
تجمع الرواية بين قصتين رئيستين: إحداهما قصة الطبيبة العراقية "ورديّة" التي تهاجر من العراق لتلتحق بأبنائها "المطشّرين" في أنحاء العالم، والقصة الثانية هي المقبرة الإلكترونية التي ابتدعها خيال "إسكندر" ابن أحد العراقيين المهاجرين ليلم فيها أفراد الاسرة الأموات، بعد أن تعذر جمعهم أحياء!
وتلتقي القصتان عندما تبدي "وردية" رغبتها في الموت في وطنها، إلى جانب أصدقائها وأهلها وأحبابها، فيسارع "إسكندرر" إلى تحقيق رغبتها بتخصيص قبر لها في مقبرته الإفتراضية، وتنشأ خلال ذلك صداقة بين "وردية" و "إسكندر" التي تتحول فجأة –بالنسبة لإسكندر- الجسر الوحيد الذي يربطه ببلده العراق الذي لم يزره إلا مرة واحدة!
على هذا الجسر تلقي "وردية" بحكايات وقصص العراقيين الذين "يولودون فرادى ويموتون جماعات" وتبوح بالهواجس المشتركة للعراقيين من خلال سرد موهوب وذكي ومتمكن.
أحد أبرز الهواجس التي تعالجها الرواية هو هاجس اللا إنتماء، فما يدفع العراقيين للملمة أنفسهم والهجرة –بحسب وردية- أن حب الوطن بالنسبة لهم هو حب من طرف واحد. إذ أن الوطن لا يبادلهم الحب ولايعترف بوجودهم أو يمنحهم مساحة أرض يمارسون فوقها أحلامهم، بدل أن يضطروا لمغادرته إلى أرض أخرى بحثًا عن هذه الأرض وهذه الأحلام!
الشعور باللانتماء هو كذلك كان ما يؤرق وردية.. فهي –بعد هجرة أبنائها – لم تعد تملك شيئا في العراق لتخاف على فقده أو تحرص على البقاء بجانبه. فما الذي يجعل من هذه البقعة من الأرض تحمل اسم "وطنها" طالما أن لا شيء يربطها بها الآن وتستطيع أن تمارس موتها على أي بقعة أخرى من الكرة الأرضية
لذلك بعد هجرتها من العراق، بدت لها فكرة المقبرة الإفتراضية التي اخترعها "اسكندر" مغرية وجذابة إلى أبعد الحدود، فلعلها تكون الوطن الذي سيجمعها يوماً بأحبابها ويلملم "طشّارهم" بعد أن فرّقهم وطنهم العراق!
March 31, 2014
أحببتها. رواية جميلة أسلوبا و لغة و رسالة
رغم فيضان الألم و اليأس الذي يغمر فصولها
حكاية الطبيبة المسيحية وردية التي نزلت ضيفة على ساركوزي، لاجئة فارة من حجيم بغداد في سن الثمانين، و حكاية ابنتها هندة التي هربت و عائلتها إلى كندا، و حكاية ابنة أخيها - الراوية - التي استقرت أيضا في باريس
هي حكاية العائلات العراقية المهاجرة أو اللاجئة المشتتة في كل أنحاء العالم. تجمع بين الحنين إلى الماضي، حين كان العراق حرا و منفتحا و طوائفه متعايشة. تقود النساء السيارات في ستينات القرن الماضي، و يتخرجن طبيبات و يسافرن للعمل في الأرياف و يتآزر المسلمون و المسيحيون و يتآلفون دون حرج
ثمّ ما آل إليه الحال مع الحروب المتتالية، من تناحر و تقاتل و انحدار نحو التخلف و الانغلاق
مع ذلك، أعتب على الكاتبة في عدة مواضع:
- الرواية كانت قصيرة نوعا ما، و خالية من عقدة جديرة بهذا المسمى أو من حدث مركزي تلتف حوله الأحداث
- النهاية جاءت مخيبة للآمال، دون بريق. انتهت هكذا مثلما بدأت، ببساطة
- هناك استعمال كثيف لمفردات من اللهجة العراقية، و أسماء كثيرة لأماكن وشخصيات مجهولة بالنسبة إلى القارئ غير العراقي. لم أجد في نفسي رغبة لتقصي أمرها و البحث عنها، نظرا لكثرتها
العمل رائع من حيث الأسلوب و انتقاء الكلمات و تنميق العبارات بشكل مغر و ملفت. كل تمنياتي للعمل بالتوفيق في مسابقة البوكر
رغم فيضان الألم و اليأس الذي يغمر فصولها
حكاية الطبيبة المسيحية وردية التي نزلت ضيفة على ساركوزي، لاجئة فارة من حجيم بغداد في سن الثمانين، و حكاية ابنتها هندة التي هربت و عائلتها إلى كندا، و حكاية ابنة أخيها - الراوية - التي استقرت أيضا في باريس
هي حكاية العائلات العراقية المهاجرة أو اللاجئة المشتتة في كل أنحاء العالم. تجمع بين الحنين إلى الماضي، حين كان العراق حرا و منفتحا و طوائفه متعايشة. تقود النساء السيارات في ستينات القرن الماضي، و يتخرجن طبيبات و يسافرن للعمل في الأرياف و يتآزر المسلمون و المسيحيون و يتآلفون دون حرج
ثمّ ما آل إليه الحال مع الحروب المتتالية، من تناحر و تقاتل و انحدار نحو التخلف و الانغلاق
مع ذلك، أعتب على الكاتبة في عدة مواضع:
- الرواية كانت قصيرة نوعا ما، و خالية من عقدة جديرة بهذا المسمى أو من حدث مركزي تلتف حوله الأحداث
- النهاية جاءت مخيبة للآمال، دون بريق. انتهت هكذا مثلما بدأت، ببساطة
- هناك استعمال كثيف لمفردات من اللهجة العراقية، و أسماء كثيرة لأماكن وشخصيات مجهولة بالنسبة إلى القارئ غير العراقي. لم أجد في نفسي رغبة لتقصي أمرها و البحث عنها، نظرا لكثرتها
العمل رائع من حيث الأسلوب و انتقاء الكلمات و تنميق العبارات بشكل مغر و ملفت. كل تمنياتي للعمل بالتوفيق في مسابقة البوكر
June 8, 2021
أدرجت الرواية على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2014.
طشاري ( تمزيق إلى قطع متنافرة ) الأهل و الأحبة و الهجرة ، فيصبح الأبناء كل في بلد .
هذا حال العراق ، صار بلاد ألف ويلة و ويلة.. بعد أن كان شعبه يتعايش بسلام، لا دين، لا مذهب او طائفة تحده و كيف أصبح..
تبحث في الغربة عما فقدته في بلدك. أن تأكل و تشرب وتعمل و تقرأ على ضوء الكهرباء و تغتسل بماء وفير وتربي الأولاد في أمان و بدون هلع. أن تعيش حر في بلد يسري فيه القانون على الجميع.
* كل شيء بالجملة. الأحزاب والطوائف و التفخيخات وأفراد حراس المسؤولين. سرقات بالمليارات لا بالملايين.
طشاري ( تمزيق إلى قطع متنافرة ) الأهل و الأحبة و الهجرة ، فيصبح الأبناء كل في بلد .
هذا حال العراق ، صار بلاد ألف ويلة و ويلة.. بعد أن كان شعبه يتعايش بسلام، لا دين، لا مذهب او طائفة تحده و كيف أصبح..
تبحث في الغربة عما فقدته في بلدك. أن تأكل و تشرب وتعمل و تقرأ على ضوء الكهرباء و تغتسل بماء وفير وتربي الأولاد في أمان و بدون هلع. أن تعيش حر في بلد يسري فيه القانون على الجميع.
* كل شيء بالجملة. الأحزاب والطوائف و التفخيخات وأفراد حراس المسؤولين. سرقات بالمليارات لا بالملايين.
Want to read
March 5, 2014متوفرة للتحميل
http://www.4shared.com/office/0Fbe3I6...
من صفحة - كتب -على الفيسبوك
http://www.4shared.com/office/0Fbe3I6...
من صفحة - كتب -على الفيسبوك
October 19, 2024
الفصول والنهاية مبتورين
التنقلات بين الشخصيات اللي بتتكلم وبين ازمنة مختلفة ماكانش سلس ابدا وما كنت بلحق معاها اتابع مين بيتكلم دلوقتي ولا الفترة الزمنية
في المجمل كانت كويسة واول تجربة مع الكاتبة واتمنى الجاي يكون احسن لو جربتها تاني
شكرا صديقتي العزيزة اميرة ناصف على الترشيح والمشاركة ❤💐
التنقلات بين الشخصيات اللي بتتكلم وبين ازمنة مختلفة ماكانش سلس ابدا وما كنت بلحق معاها اتابع مين بيتكلم دلوقتي ولا الفترة الزمنية
في المجمل كانت كويسة واول تجربة مع الكاتبة واتمنى الجاي يكون احسن لو جربتها تاني
شكرا صديقتي العزيزة اميرة ناصف على الترشيح والمشاركة ❤💐
May 9, 2020
لا أعلم ما الوصف المناسب لمثل هذه الرواية لكن يمكنني أن أصفها بأنها رواية تتحدث عن اللا انتماء عن التشتت والضياع عن الغربة والإنفصال عن مسقط الرأس وملاذ القلب
وحقيقة مثل هذه الروايات تجعلني في حيرة من أمرى
لماذا يشعر أغلب من يتغرب بالضياع ومن يعيش في موطنه يحلم بالهجرة؟
هل لأننا لا نعطى أوطاننا حق قدرها؟ أم أن أوطاننا هى من تبخس حقنا وتبيعنا بلا ثمن؟
كعادة روايات أنعام كجه جي تسرد لنا حياة شخصيتها المحورية وفي الخلفية تدور أحداث التاريخ العراقي فتمزج بين الحياة الروتينية العادية والواقع العراقي في هذا الوقت.
"وردية الشماس" أول طبيبة نسائية عراقية عاشت في العراق في الوقت الذي لم تكن فيه المذاهب والديانات سبب للتفريق بين أهل البلاد وتضطر للهجرة إلى فرنسا بعد بلوغها الثمانين فتعيش وحيدة بعد تفرّق أبنائها عنها.
على خط موازي نتعرف على قصة "المقبرة الإلكترونية" التي ابتكرها "إسكندر" ليجمع فيها الأموات بعد فقدانهم الأمل في التجمع أحياء!!
تُعجب وردية بهذه المقبرة وتطلب منه عمل مقبرة لها في المكان والشكل الذي تُفضله ومن هنا تبدأ العلاقة بين الشاب والعجوز وتبدأ معهم الحكاية.
يُمكن أن أصف هذه الرواية كما وصفها الناشر بأنها "رواية كل من سُلب مسقط الرأس ومهوى القلب" لكنها أيضاً سرد لسيرة العراق ليس كما جاءت في كتب التاريخ لكن كما تتحدث عنه العائلات داخل بيوتهم وبعين إمرأة عاشت من الحياة ما عاشت حتى آمنت بأن لا شيء سيعود كما كان!"
وحقيقة مثل هذه الروايات تجعلني في حيرة من أمرى
لماذا يشعر أغلب من يتغرب بالضياع ومن يعيش في موطنه يحلم بالهجرة؟
هل لأننا لا نعطى أوطاننا حق قدرها؟ أم أن أوطاننا هى من تبخس حقنا وتبيعنا بلا ثمن؟
كعادة روايات أنعام كجه جي تسرد لنا حياة شخصيتها المحورية وفي الخلفية تدور أحداث التاريخ العراقي فتمزج بين الحياة الروتينية العادية والواقع العراقي في هذا الوقت.
"وردية الشماس" أول طبيبة نسائية عراقية عاشت في العراق في الوقت الذي لم تكن فيه المذاهب والديانات سبب للتفريق بين أهل البلاد وتضطر للهجرة إلى فرنسا بعد بلوغها الثمانين فتعيش وحيدة بعد تفرّق أبنائها عنها.
على خط موازي نتعرف على قصة "المقبرة الإلكترونية" التي ابتكرها "إسكندر" ليجمع فيها الأموات بعد فقدانهم الأمل في التجمع أحياء!!
تُعجب وردية بهذه المقبرة وتطلب منه عمل مقبرة لها في المكان والشكل الذي تُفضله ومن هنا تبدأ العلاقة بين الشاب والعجوز وتبدأ معهم الحكاية.
يُمكن أن أصف هذه الرواية كما وصفها الناشر بأنها "رواية كل من سُلب مسقط الرأس ومهوى القلب" لكنها أيضاً سرد لسيرة العراق ليس كما جاءت في كتب التاريخ لكن كما تتحدث عنه العائلات داخل بيوتهم وبعين إمرأة عاشت من الحياة ما عاشت حتى آمنت بأن لا شيء سيعود كما كان!"
March 27, 2016
بلد فذ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشاً . تصلي فلا تستجيب السماء . سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوماً طلباً .
أم يشبعون من الدم ؟
الرواية اقرب لسيرة ذاتية لطبيبة عراقية مسيحية كلدانية من اهالي الموصل , تترك الموصل منتقلة الى بغداد مع عائلتها ثم الى الديوانية , و اخيراً تستقر في فرنسا, و معاناة بنات��ا داخل العراق ثم في الغربة , والتي تمثل-رغم قساوة ما عاشوه - ما يمر به فئة محظوظة من العراقيين .
في قراتي الثانية لإنعام , أرى فيها الانسانية , العراقة , التصالح مع الذات و الحب الذي يطفح من صفحات الرواية ويلامس القلب , فأجد نفسي اشعر بالرضا و الانسجام مع احداث و شخصيات الرواية .
روايتها تحاكي القلب اكثر من محاكاتها للعقل , هي لوحات انسانية جميلة هادئة .
.لا اعلم ان كانت الرواية ستترك انطباعاً عميقاً في نفوس غير العراقيين , لكنها رغم بساطتها صورت جزءاً واقعياً من حياة فئة من العراقيين لما يقارب ال 6 عقود
.اجلت قراءتها عدة مرات , و كان الوقت هذا مناسباً جداً
September 29, 2020
كان يبحث عن كباسة الأوراق حين عثر على دفتر بنفسجي سميك يلفت النظر في درج والدته. وعلى غلافه كلمة بالعربية لم يفهمها.
وحين سألها قالت إنه ديوانها الجاهز للطبع.
- ماعنوانه؟
طشّاري.
- يعني؟
بالعربي الفصيح: تفرقوا أيدي سبأ.
- يعني؟
تطشّروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الاتجاهات.. أنهم أهلي الذين تفرقوا في بلاد العالم مثل الطلق الطشاري.
"طشّاري ماله والي".
.
أنها حكاية الشتات، حكاية الدكتورة وردية اسكندر، التي يملؤها حنين وألم وحسرة على وطن أحبوه ولم يحبهم، وطن يولدون فيه فرادي ويموتون جماعي، بلدٌ فذٌّ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشاً، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوماً طلباً.
أسلوب السرد جميل وبسيط ومؤلم في بعض الأحيان.
وحين سألها قالت إنه ديوانها الجاهز للطبع.
- ماعنوانه؟
طشّاري.
- يعني؟
بالعربي الفصيح: تفرقوا أيدي سبأ.
- يعني؟
تطشّروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الاتجاهات.. أنهم أهلي الذين تفرقوا في بلاد العالم مثل الطلق الطشاري.
"طشّاري ماله والي".
.
أنها حكاية الشتات، حكاية الدكتورة وردية اسكندر، التي يملؤها حنين وألم وحسرة على وطن أحبوه ولم يحبهم، وطن يولدون فيه فرادي ويموتون جماعي، بلدٌ فذٌّ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشاً، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوماً طلباً.
أسلوب السرد جميل وبسيط ومؤلم في بعض الأحيان.
September 18, 2019
" يولد العراقيون فرادى و يموتون جماعات. "
أكثر الأعمال الأدبية شجناً و حزناً و واقعيةً على الإطلاق: الأدب العراقي، و الفلسطيني.
و للأدب العراقي لوعة ومرارة خاصة. سحبتني طشّاري إلى عالم آخر، أقضي يومي بمرارة و غصة كلما عاد تفكيري إليها خلاله.
سأكتب عنها أكثر بعد أن أتخلص من تأثيرها القوي عليّ.
" ناموا على رجاء القيامة."
أكثر الأعمال الأدبية شجناً و حزناً و واقعيةً على الإطلاق: الأدب العراقي، و الفلسطيني.
و للأدب العراقي لوعة ومرارة خاصة. سحبتني طشّاري إلى عالم آخر، أقضي يومي بمرارة و غصة كلما عاد تفكيري إليها خلاله.
سأكتب عنها أكثر بعد أن أتخلص من تأثيرها القوي عليّ.
" ناموا على رجاء القيامة."
Displaying 1 - 30 of 633 reviews