القصيدة المنفرجة
المظهر
(بالتحويل من قصيدة المنفرجة)
القصيدة المنفرجة | |
---|---|
عدد الأبيات | 40 |
ويكي مصدر | |
تعديل مصدري - تعديل |
المُنْفرِجَة هي قصيدة اشتهرَ بها ابن النحوي شاعتْ في المغرب والمشرقِ، وعُرفتْ في الوسَطِ الصوفي بذلك الاسم، وهذه القصيدةُ مُشتملة على أربعين بيتًا، قال عنها ابن عبد الملك: «هي قصيدةٌ مشهورةٌ، كثيرةُ الوجود بأيدِي الناس، ولمْ يزالوا يَتَوَاصَوْنَ بحفظِها، ويتجافون عمَّا حواه معظمها مِنْ حوشيّ لفظها»[1]، وقال عنها أبو العباس النقاوسي: «وشَهِدَتْ هذِه القَصيدةُ لَهُ بجوْدَةِ الشِّعْرِ وإتْقانِه، واستعمال أساليبِ البلاغةِ فيهِ بلَا تكلّف؛ بلْ بمقتضى السَّليقَة، وجودة الطبيعةِ، أعْتَرِفُ بالعجزِ عنْ أدْنَى مَرامِهَا، والوقوفِ على أوَّلِ قَدَمٍ مِنْ مقَامِها».[2] هكذا كُتبَ للمنفرجة الذيوع والانتشار بين الناس، وكثرت العناية بها، ليس بالحفظ فحسب؛ بل بالشرح والتخميس والمعارضة.
ومن الذين خمَّسُوهَا:
- أبو مُحمَّد عبد الله بن نعِيم الحَضْرمي القُرطبيّ، وتخميسه كاملٌ في كتاب عنوان الدراية.[3]
- الفقيه أبُو عبد الله مُحمَّد بن عليّ الـمِصْريّ الذي سمى تخميسه بـ"عُجَالَة الرويَّة في تَسْمِيطِ القصيدة النحوية".[4]
وشرحَها كثيرون، منهم:
- أبُو العباس النَّقَاوسِيّ، وسَمَّى شرحَهُ: الأنْوارَ المنْبَلِجَة فِي بَسْطِ أسْرَارِ المُنْفَرِجَة، وقد صدر بتحقيق: د. محمد عبد السلام محمد سويسي، ونشرته جامعة المرقب - ليبيا سنة 2016 م.
- الشيخ: محمد بن محمد الدّلجِيّ (ت 947 هـ) وسماه: اللوامع اللهجة بأسرار المنفرجة، وقد صدر بتحقيق: د. محمد عبد السلام محمد سويسي، ونشرته جامعة المرقب - ليبيا سنة 2016 م.
- علاء الدين علي بن يوسف العاتكي، المعروف بالبُصْرَويِّ (ت 905 هـ) وسَمَهُ بـ"السريرة المنزعجة لشرح القصيدة المنفرجة" وقد صدر بتحقيق: د. محمد عبد السلام محمد سويسي، ونشرته جامعة المرقب - ليبيا سنة 2016 م.
ومِمَّنْ عارضَهَا:
- الفقيه أبو العباس أحمد بن رستم (ت 621 هـ)، الذي قال في أول قصيدته: اشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِي فَالضِّيقُ يَنُوطُ بِالفَرَجِ.
- علاء الدين علي بن إسماعيل التبريزي (ت 729 هـ).[5]
- مصطفى بن كمال الدين البكري (ت 1162 هـ).
- الشاعر محمود بيرم التونسي (ت 1962 م)، وغيرهم.
كلمات القصيدة
[عدل]اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي
قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
وَظَلامُ اللَّيل ِ لَهُ سُرُجٌ
حَتّي يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ
وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ
فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي
وَفَوائِدُ مَولانا جُمَلٌ
بِسُرُوحِ الأَنفُسِ والمُهَجِ
وَلَها أَرَجٌ مُحْيى أَبَدا
فَاقصُد مَحيَا ذاكَ الأَرجِ
فَلَرُبَّتَّمَا فاضَ المحيَا
بِبِحُورِ المَوجِ مِنَ اللُّجَجِ
وَالخَلقُ جَميعاً في يَدِهِ
فَذَوُو سِعَةٍ وَذَوُو حَرَج
وَنَزُولهُمُ وَطُلوعُهُمُ
فَعَلى دَرَكٍ وَعَلَى دَرَجِ
وَمَعائِشُهُم وَعَواقِبُهُم
لَيسَت في المَشيِ عَلى عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَت بِيَدٍ حَكَمَت
ثُمَّ انتَسَجَتُ بِالمُنتَسجِ
فَإِذا اقتَصَدت ثُم انعَرَجَت
فَبِمقتَصِدٍ وبِمُنعَرِجِ
شَهِدتَ بِعَجائِبَها حُجَجٌ
قامَت بِالأَمرِ عَلى الحِجَجِ
وَرِضاً بِقَضَاءِ اللهِ حَجىً
فَعَلَى مَركُوزَتِهِ فَعُجِ
وَإِذا انفَتَحَت أَبوَابُ هُدِّى
فاعجِل لِخَزائِنِهَا وَلِجِ
وَإِذا حاوَلتَ نِهايَتَها
فاحذَر إِذ ذاكَ مِنَ العَرَجِ
لِتَكُونَ مِنَ السُبَاقِ إِذا
ما جِئتَ إِلى تِلكَ الفُرَجِ
فَهُنَاكَ العَيشُ وَبَهجَتُهُ
فَلِمُبتَهِجٍ وَلِمُنتَهِجِ
فَهِجِ الأَعمَالَ إِذا رَكَدَت
فَإِذا ما هِجتَ إِذاً تَهِجِ
وَمَعاصِي اللَهِ سَماجَتُها
تَزدَانُ لِذِي الخُلُقِ السَمِجِ
وَلِطَاعَتِهِ وَصَباحَتِها
أنوَارُ صَبَاحٍ مُنبَلِجِ
مَن يَخطِب حُورَ الخُلدِ بِها
يَضفَر بِالحُور وَبالغُنجِ
فَكُنِ المَرضِيَّ لَهَا بِتُقىً
تَرضَاهُ غَداً وَتَكُونُ نَجِى
واتلُ القُرآنَ بِقَلبٍ ذِي
حَزَنٍ وَبِصَوتٍ فيهِ شَجِي
وَصَلاةُ اللَّيلِ مَسافَتُها
فاذهَب فِيهَا بِالفَهمِ وَجِي
وَتَأَمَّلها وَمَعانِيهَا
تأتِ الفَردَوسَ وَتَنفَرجِ
وَاشرَب تَسنيمَ مَفُجَّرِها
لا مُمتزِجاً وَبممتزِجِ
مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدىً
وهَوىً مُتَوَلٍّ عَنهُ هُجى
وَكِتَابُ اللَهِ رِياضَتُهُ
لِعقُول الخلقِ بِمُندَرِجِ
وَخِيارُ الخَلقِ هُداتُهُمُ
وَسِوَاهُم مِن هَمَجِ الهَمَجِ
وإذا كُنتَ المِقدَامُ فَلا
تجزَع في الحَربِ مِنَ الرَّهَج
وَإِذا أَبصَرت مَنَار َهُدىً
فاظهَر فَرداً فَوقَ الثَّبَجِ
وَإِذا اشتاقَت نَفسٌ وَجَدَت
ألَماً بالشَّوقِ المُعتَلِجِ
وَثَنايا الحَسنا ضاحِكَةٌ
وَتَمامُ الضِّحكِ عَلى الفَلَجِ
وَعِيابُ الأَسرَارِ قَدِ اجتَمَعَت
بأَمانَتِها تحَّتَ الشَّرَجِ
والرِّفقُ يَدُومُ لِصَاحِبِهِ
وَالخَرقُ يَصيرُ إِلى الهَرَجِ
صَلوَاتُ اللَهِ عَلى المَهدِيِّ
الهادِي الناسِ إِلي النَّهَجِ
وَأَبي بكرٍ في سِيرَتِهِ
وَلِسَانِ مَقَالَتِهِ اللَّهِجِ
وَأَبي حَفصٍ وَكَرَامَتِهِ
في قِصةِ سارِيَةِ الخُلُجِ
وَأَبي عَمرٍ وَذِي النُّورَينِ
السُتَحيي المستَحيَا البَهِجِ
وَأَبي حَسَنٍ في العِلمِ إذا
وافى بِسَحائِبِهِ الخُلُجِ[6]
وعلى السِّبْطَيْنِ وأمِّهِما
وجميعِ الآلِ بمُنْدَرِجِ[7]
وصَحَابَتِهِم وقَرَابَتِهِمْ
وقفَاتُ الأثْرِ بلا عِوَجِ
وعلى تُبّاعِهُمُ العُلَمَا
بعَوارِفِ دينِهِم البَهِجِ
يا رَبِّ بهِم وبآلِهِم
عجِّل بالنَّصْرِ و بالفَرَجِ
وارحَم يا أكْرَمَ مَنْ رحِمَا
عَبْدًا عن بابِكَ لَمْ يَعُجِ
واخْتِمْ عمَلِي بخَواتِمِها
لِأكون غدًا في الحَشْرِ نَجِ
لَكِنِّي بجُودِكَ مُعْتَرِفٌ
فاقْبَلْ بمَعَاذِرِي حُجَجِ
وإذَا بك ضَاقَ الأمْرُ فَقُلْ
اشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِ
المراجع
[عدل]- ^ الذيل والتكملة، السفر: 8، القسم: 2: 436.
- ^ الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة، تحقيق: د. محمد عبد السلام سويسي، منشورات جامعة المرقب: 41.
- ^ عنوان الدراية: 326-332.
- ^ التخميس في: رحلة العبدري، تحقيق: د. علي إبراهيم كردي، دار سعد الدين، دمشق، ط2، 2005 م: 148.
- ^ القصيدة المنفرجة: شروحها، مُعارضتها، وتخاميسها: 34.
- ^ "الدواوين الشعرية / قصيدة المنفرجة للنحوي (513)". جامع الكتب الإسلامية.
- ^ ملاحظة: الأبيات الثمانية الأخيرة التي تبدأ من قوله: (وعلى السبطين وأمهما) الراجح أنها ليست من قول ابن النحوي، وإنما هي من زيادات النساخ