أشعرية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
لماذا الحذف؟؟ أذكروا ما عندكم بدون ان تحتكروا المقالة |
غلام الأسمر (نقاش | مساهمات) تم الاسترجاع إلى المراجعة 4819387 بواسطة Skatershot; نسخة خالية من التدليس. (لمح البصر) |
||
سطر 8: | سطر 8: | ||
| مكان ظهور = |
| مكان ظهور = |
||
| مميزات = إثبات عقيدة [[السلف]] [[علم الكلام|بحجج كلامية]]<br /> |
| مميزات = إثبات عقيدة [[السلف]] [[علم الكلام|بحجج كلامية]]<br /> |
||
استخدام العقل في توضيح |
استخدام العقل في توضيح النقل |
||
| تفرعت = [[أهل السنة والجماعة |
| تفرعت = [[أهل السنة والجماعة]] <br /> |
||
| تفرع = |
| تفرع = |
||
| منطقة = شمال [[إفريقيا]] |
| منطقة = شمال [[إفريقيا]]<br /> وسط وجنوب شرق [[آسيا]]<br /> مختلف من��طق [[العالم الإسلامي]] |
||
| تعداد = |
| تعداد = |
||
| مؤسس = [[أبو الحسن الأشعري]] |
| مؤسس = [[أبو الحسن الأشعري]] |
||
| معالم = |
| معالم = |
||
| تقارب = [[ماتريدية |
| تقارب = [[ماتريدية]]، [[مدرسة الحديث|أهل الحديث]] |
||
}} |
}} |
||
'''الأشعرية''' نسبة ل[[أبو الحسن الأشعري|أبي الحسن الأشعري]] هي مدرسة [[إسلام|إسلامية]] [[أهل السنة والجماعة|سنية]] <ref>أنظر: |
'''الأشعرية''' نسبة ل[[أبو الحسن الأشعري|أبي الحسن الأشعري]] هي مدرسة [[إسلام|إسلامية]] [[أهل السنة والجماعة|سنية]] <ref>أنظر: |
||
* قال الزبيدي في الإتحاف: {{مض|إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية}} |
* قال الزبيدي في الإتحاف: {{مض|إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية}} |
||
* قال [[ابن حجر الهيتمي]] في الزواجر: {{مض|المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ [[أبو الحسن الأشعري]] و[[أبو منصور الماتريدي]]}} |
* قال [[ابن حجر الهيتمي]] في الزواجر: {{مض|المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ [[أبو الحسن الأشعري]] و[[أبو منصور الماتريدي]]}} |
||
* قال [[ابن عساكر]] في تبيين كذب المفتري: {{مض|وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه}}</ref> اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت بشكل عام اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: [[أبو بكر البيهقي|البيهقي]] و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]] و[[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] و[[العز بن عبد السلام]] و[[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] و[[ابن عساكر]] و[[ابن حجر العسقلاني]] و[[القرطبي]] و[[تاج الدين السبكي|السبكي]]. |
* قال [[ابن عساكر]] في تبيين كذب المفتري: {{مض|وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه}}</ref> اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت بشكل عام اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: [[أبو بكر البيهقي|البيهقي]] و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]] و[[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] و[[العز بن عبد السلام]] و[[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] و[[ابن عساكر]] و[[ابن حجر العسقلاني]] و[[القرطبي]] و[[تاج الدين السبكي|السبكي]]. |
||
يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى [[ماتريدية|الماتريدية]]، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة))<ref>العين والأثر /ص53.</ref>. |
يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى [[ماتريدية|الماتريدية]]، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة))<ref>العين والأثر /ص53.</ref>. |
||
ظهر هذا المنهج على يد [[أبو |
ظهر هذا المنهج على يد [[أبو الحسن الأشعري]] الذي واجه [[معتزلة|المعتزلة]] وانتصر لآراء أهل السنة وأوجد مدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التي أقرّها علماء السنة فيما يخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق والقياس، فأثبت أبو الحسن الأشعري بهذا أن تغيير المقدمات المنطقية مع استخدام نفس الأدوات التحليلية المعرفية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة. |
||
يعتمد الأشاعرة في العديد من الحالات على التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه وهذا ما يرفضه [[أهل الحديث]] |
يعتمد الأشاعرة في العديد من الحالات على التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه وهذا ما يرفضه [[أهل الحديث]] [[سلفية|السلفيون]] وينتقدونهم عليه. |
||
== تاريخ الأشاعرة == |
== تاريخ الأشاعرة == |
||
سطر 33: | سطر 33: | ||
=== النشأة === |
=== النشأة === |
||
ذكر الشهرستاني رواية مفادها أن [[أبو الحسن الأشعري]] كان معتزليا يأخذ المذهب عن [[الجبائي|الجبّائي]]، وما لبث أن عارض شيخه ومال لطريقة [[عبد الله بن كلاب|عبد الله بن كلاّب]] و[[أبي العباس القلانسي]]، و[[الحارث بن أسد المحاسبي]] |
ذكر الشهرستاني رواية مفادها أن [[أبو الحسن الأشعري]] كان معتزليا يأخذ المذهب عن [[الجبائي|الجبّائي]]، وما لبث أن عارض شيخه ومال لطريقة [[عبد الله بن كلاب|عبد الله بن كلاّب]] و[[أبي العباس القلانسي]]، و[[الحارث بن أسد المحاسبي]]. في الانتصار [[علم الكلام|بالأساليب الكلامية]] لعقائد [[السلف]] [[أهل السنة]] خصوصا في المسائل المتعلقة ب[[خلق القرآن]] و[[القضاء والقدر]].<ref name="الملل والنحل"/> |
||
وفي رواية أخرى ذكر [[ابن عساكر]] أن أبا الحسن الأشعري اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده [[المعتزلة]]، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.<ref>تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري، ابن عساكر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفكر، صفحة: 472</ref> فكسب بذلك تأييد العديد من الناس، وكثر أنصاره مؤيدوه من حكام وعلماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة. |
وفي رواية أخرى ذكر [[ابن عساكر]] أن أبا الحسن الأشعري اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده [[المعتزلة]]، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.<ref>تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري، ابن عساكر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفكر، صفحة: 472</ref> فكسب بذلك تأييد العديد من الناس، وكثر أنصاره مؤيدوه من حكام وعلماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة. |
||
=== ما بعد مرحلة التأسيس === |
=== ما بعد مرحلة التأسيس === |
||
كان السبب المباشر لإنطلاقة '''الأشعري''' نحو تجديد منهج [[اعتقاد|العقيدة]] عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] هو مواجهة المعتزلة ولعل هذا الهدف تحقق سريعا نتيجة لإلتفاف العلماء حول الأشعري بعد أن ضاقوا ب[[معتزلة|المعتزلة]]، إلا أن منهج الأشعري لم يبق جامداً بل إنه تطور وإن كان على القاعدة نفسها التي وضعها المؤسس مع بعض التباين في تطبيقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادما للنصوص وعدم اتخاذه حاكما على النصوص ليؤولها |
كان السبب المباشر لإنطلاقة '''الأشعري''' نحو تجديد منهج [[اعتقاد|العقيدة]] عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] هو مواجهة المعتزلة ولعل هذا الهدف تحقق سريعا نتيجة لإلتفاف العلماء حول الأشعري بعد أن ضاقوا ب[[معتزلة|المعتزلة]]، إلا أن منهج الأشعري لم يبق جامداً بل إنه تطور وإن كان على القاعدة نفسها التي وضعها المؤسس مع بعض التباين في تطبيقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادما للنصوص وعدم اتخاذه حاكما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها كما هو الحال عند [[معتزلة|المعتزلة]]، وقابلية المنهج للتطور كان محصوراً في الجانب العقلي ومنسجماً مع المرونة التي اتبعها المؤسس لجهة استعمال العقل كخادم لا وفيما يلي بعض لمحات تطور المنهج وصور التباين في تطبيق منهج '''الأشعري''': |
||
* بعد الأشعري جاء أئمة قووا الآراء التي انتهى إليها الأشعري، وقد تعصب بعضهم لرأي '''الأشعري'''، لا في النتائج فقط وإنما كذلك في المقدمات التي ساقها، وأوجبوا اتباعه في المقدمة والنتيجة معاً ،وعلى رأس هذا الفريق [[أبو بكر الباقلاني]] حيث أنه لم يقتصر على ما وصل إليه '''الأشعري''' من نتائج بل إنه لا يجوّز بغير مقدماته أيضاً. |
* بعد الأشعري جاء أئمة قووا الآراء التي انتهى إليها الأشعري، وقد تعصب بعضهم لرأي '''الأشعري'''، لا في النتائج فقط وإنما كذلك في المقدمات التي ساقها، وأوجبوا اتباعه في المقدمة والنتيجة معاً ،وعلى رأس هذا الفريق [[أبو بكر الباقلاني]] حيث أنه لم يقتصر على ما وصل إليه '''الأشعري''' من نتائج بل إنه لا يجوّز بغير مقدماته أيضاً. |
||
* رأى فريق آخر من الأشاعرة جاء بعد الباقلاني وعلى رأسه [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] أن المقدمات العقلية لم يجيء بها كتاب أو سنة وميادين العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناك إمكانية أن يتم الوصول إلى دلائل وبيّنات من قضايا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم يتجه إليه '''الأشعري''' وليس من ضير في الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إليه من نتائج وما اهتدى إليه من ثمرات فكرية. |
* رأى فريق آخر من الأشاعرة جاء بعد الباقلاني وعلى رأسه [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] أن المقدمات العقلية لم يجيء بها كتاب أو سنة وميادين العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناك إمكانية أن يتم الوصول إلى دلائل وبيّنات من قضايا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم يتجه إليه '''الأشعري''' وليس من ضير في الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إليه من نتائج وما اهتدى إليه من ثمرات فكرية. |
||
ولم يسلك [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] مسلك [[الباقلاني]]، ولم يدع لمثل ما دعا إليه، بل قرر أنه لا يلزم من مخالفة الباقلاني في |
ولم يسلك [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] مسلك [[الباقلاني]]، ولم يدع لمثل ما دعا إليه، بل قرر أنه لا يلزم من مخالفة الباقلاني في بطلان النتيجة، وأن الدين خاطب العقول جميعا، وعلى الناس أن يؤمنوا بما جاء بالكتاب والسنة، وأن يقووه بما يشاءون من أدلة. |
||
* جاء بعد [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] أئمة كثيرون اعتنقوا مذاهب '''الأشعري''' في نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم يدعوا إلى التقيد بالمقدمات بل قيدوا أنفسهم فقط بالنتائج <ref name="ReferenceA">تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبو زهرة.</ref>. |
* جاء بعد [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] أئمة كثيرون اعتنقوا مذاهب '''الأشعري''' في نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم يدعوا إلى التقيد بالمقدمات بل قيدوا أنفسهم فقط بالنتائج <ref name="ReferenceA">تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبو زهرة.</ref>. |
||
=== الإنتشار === |
=== الإنتشار === |
||
في [[المشرق (توضيح)|المشرق]] انتشر مذهب '''الأشعري''' في عهد دولة [[سلاجقة|السلاجقة]] وبالتحديد في عهد وزارة [[نظام الملك]] الذي اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذي كان يرفع من شأن العلماء، وقد تم تدريس المنهج الأشعري في مدرسة [[بغداد]] النظامية، ومدرسة [[نيسابور]] النظامية، وكانت المدرسة النظامية في [[بغداد]] أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها.<ref>أنظر: الكامل في التاريخ – الجزء السادس –لعز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير ب[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]</ref>، |
في [[المشرق (توضيح)|المشرق]] انتشر مذهب '''الأشعري''' في عهد دولة [[سلاجقة|السلاجقة]] وبالتحديد في عهد وزارة [[نظام الملك]] الذي اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذي كان يرفع من شأن العلماء، وقد تم تدريس المنهج الأشعري في مدرسة [[بغداد]] النظامية، ومدرسة [[نيسابور]] النظامية، وكانت المدرسة النظامية في [[بغداد]] أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها.<ref>أنظر: الكامل في التاريخ – الجزء السادس –لعز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير ب[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]</ref>، |
||
فلم تأت [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] إلا وكان المذهب الأشعري قد ساد المشرق بشكل غير مسبوق، فلما قضى السلطان [[صلاح الدين (توضيح)|صلاح الدين]] على دولة [[خلافة فاطمية|الفاطميين]] في [[مصر]] قام بتحويل [[الجامع الأزهر|الأزهر]] التي كانت على مذهب [[إسماعيلية (توضيح)| |
فلم تأت [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] إلا وكان المذهب الأشعري قد ساد المشرق بشكل غير مسبوق، فلما قضى السلطان [[صلاح الدين (توضيح)|صلاح الدين]] على دولة [[خلافة فاطمية|الفاطميين]] في [[مصر]] قام بتحويل [[الجامع الأزهر|الأزهر]] التي كانت على مذهب [[إسماعيلية (توضيح)|]] [[الشيعة]] المفروض من الفاطميين إلى مذهب [[أهل السنة والجماعة]] على منهج الأشاعرة في العقيدة والذي كان سائداً ومنتشراً في ذلك الوقت.<ref>[[محمد عبد الله عنان]] – تاريخ الجامع الأزهر – مكتبة الخانجي – [[القاهرة]] – 1378هـ – 1958.</ref> |
||
أما في بلاد [[المغرب العربي]] فإن [[يوسف بن تاشفين]] مؤسس دولة [[مرابطون|المرابطين]] كان وطيد الصلة مع علماء الأشاعرة ف[[ابن رشد الجد]] (الملقب بشيخ [[مالكية|المالكية]]) وهو من الأشاعرة كان قاضي القضاة زمن المرابطين {{حقيقة}}، و[[أبو عمران الفاسي|أبي عمران الفاسي]] الذي يعتبره بعض الباحثين من الأشاعرة <ref>يوسف احنانة في كتابه تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي صفحة 62</ref>، كما أن [[أبو بكر بن العربي]] وهو من أهم علماء المالكية |
أما في بلاد [[المغرب العربي]] فإن [[يوسف بن تاشفين]] مؤسس دولة [[مرابطون|المرابطين]] كان وطيد الصلة مع علماء الأشاعرة ف[[ابن رشد الجد]] (الملقب بشيخ [[مالكية|المالكية]]) وهو من الأشاعرة كان قاضي القضاة زمن المرابطين {{حقيقة}}، و[[أبو عمران الفاسي|أبي عمران الفاسي]] الذي يعتبره بعض الباحثين من الأشاعرة <ref>يوسف احنانة في كتابه تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي صفحة 62</ref>، كما أن [[أبو بكر بن العربي]] وهو من أهم علماء المالكية من تلاميذ [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] الذي كان أهم علماء المشرق في ذاك العصر ومن المعلوم أن الغزالي من كبار علماء الأشاعرة، وهناك من يرى أن [[ابن تومرت|محمد بن تومرت]] الذي أسقط دولة [[مرابطون|المرابطين]] وأسس دولة [[موحدون (توضيح)|الموحدين]] على أنقاضها هو من أدخل أفكار الأشاعرة إلى [[المغرب العربي]]<ref>تاريخ دولتي المرابطين والموحّدين في الشمال الأفريقي تأليف: [[علي محمد الصلابي]] دار النشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع - [[بيروت]] - [[لبنان]]</ref>، إلا أنه مما يقوي الطرح الأول أن [[يوسف بن تاشفين]] مؤسس دولة [[مرابطون|المرابطين]]، عندما عزم على الدخول إلى [[الأندلس]] قام باستشارة أبو حامد [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] <ref>قيام دولة الموحدين، الدكتور مراجع عقيلة الغناي، ص49، منشورات جامعة قاريونس</ref> أحد أهم أئمة الأشاعرة، وهذا لا ينفي أن تدريس المنهج الأشعري ازدهر بعد سقوط دولة [[مرابطون|المرابطين]] |
||
بينما أكد بعض علماء الأشاعرة أن المغرب الإسلامي ظل على معتقد أهل الحديث حتى زمن دولة المرابطين الذين أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الكلامية <ref>قال السبكي في طبقات الشافعية: ((فأتى فاس -أي ابن تومرت- فأظهر الأمر بالمعروف وكان جل ما يدعو إليه علم الاعتقاد على طريقة الأشعرية، وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم ويعادون من ظهرت عليه فجمع والي فاس الفقهاء له فناظرهم فظهر عليهم لأنه وجد جوا خاليا وناسا لا علم لهم بالكلام فأشاروا على المتولي بإخراجه)). اهـ</ref> وأمروا بكتب الغزالي فاحرقت.<ref> |
بينما أكد بعض علماء الأشاعرة أن المغرب الإسلامي ظل على معتقد أهل الحديث حتى زمن دولة المرابطين الذين أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الكلامية <ref>قال السبكي في طبقات الشافعية: ((فأتى فاس -أي ابن تومرت- فأظهر الأمر بالمعروف وكان جل ما يدعو إليه علم الاعتقاد على طريقة الأشعرية، وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم ويعادون من ظهرت عليه فجمع والي فاس الفقهاء له فناظرهم فظهر عليهم لأنه وجد جوا خاليا وناسا لا علم لهم بالكلام فأشاروا على المتولي بإخراجه)). اهـ</ref> وأمروا بكتب الغزالي فاحرقت.<ref> في تاريخ المغرب الأقصى لإبن خالد الناصري</ref> ثم خرج عليهم [[ابن تومرت|محمد بن تومرت]] داعياً إلى المعتقد الأشعري، وكفر المرابطين بدعوى أنهم مجسمة ومشبههة، وسمى أتباعه [[موحدون (توضيح)|الموحدين]] تعريضاً بهم <ref>مقدمة ابن خلدون</ref> واستباح بذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم <ref> في تاريخ المغرب الأقصى لإبن خالد الناصري</ref> حتى قضى أتباعه من بعده على دولة [[مرابطون|المرابطين]] وأسسوا دولة [[موحدون (توضيح)|الموحدين]] على أنقاضها متبنين منهج الأشاعرة، وظل المعتقد الأشعري هوالسائد عندهم حتى يومنا هذا. |
||
بعد أن استقر المغرب وانطفأت فيه الفتن بدأت حواضر علمية عدة في تبنّي منهجية تعليمية تنافس نظيراتها في المشرق ومن بين المناهج التي اعتمدت كان منهج الأشاعرة في العقيدة ومن أبرز أعلامه في المغرب الإسلامي [[الطّرطوشي]]، و[[المازري]]، و[[الباجي]]، و[[القاضي عياض]]، و[[القرطبي]]، و[[القرافي]]، و[[الشّاطبي]] و[[ابن عاشر]] و[[أحمد زروق]] و[[السنهوري]]. |
بعد أن استقر المغرب وانطفأت فيه الفتن بدأت حواضر علمية عدة في تبنّي منهجية تعليمية تنافس نظيراتها في المشرق ومن بين المناهج التي اعتمدت كان منهج الأشاعرة في العقيدة ومن أبرز أعلامه في المغرب الإسلامي [[الطّرطوشي]]، و[[المازري]]، و[[الباجي]]، و[[القاضي عياض]]، و[[القرطبي]]، و[[القرافي]]، و[[الشّاطبي]] و[[ابن عاشر]] و[[أحمد زروق]] و[[السنهوري]]. |
||
سطر 57: | سطر 57: | ||
== الأفكار والعقائد == |
== الأفكار والعقائد == |
||
الأشعرية مدرسة سنية ذات منهج كلامي لذا فإن عقيدتها هي عقيدة [[أهل السنة والجماعة]]، أي أنها تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة إلا في مسائل قليلة بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله والإعتقاد برسله واليوم الآخر والملائكة والحساب والعقاب والثواب، يستدل بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية على صدق ماجاء في الكتاب والسنة بعد أن أوجب التصديق بها كماهي نقلا، فهو لا يتخذ من العقل حَكَما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها.<ref name="ReferenceA"/> وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي: |
الأشعرية مدرسة سنية ذات منهج كلامي لذا فإن عقيدتها هي عقيدة [[أهل السنة والجماعة]]، أي أنها تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة إلا في مسائل قليلة بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله والإعتقاد برسله واليوم الآخر والملائكة والحساب والعقاب والثواب، يستدل بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية على صدق ماجاء في الكتاب والسنة بعد أن أوجب التصديق بها كماهي نقلا، فهو لا يتخذ من العقل حَكَما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها.<ref name="ReferenceA"/> وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي: |
||
* أنه كان منتسبا إلى [[المعتزلة]]، فاختار طريقتهم في |
* أنه كان منتسبا إلى [[المعتزلة]]، فاختار طريقتهم في لعقائد [[القرآن]]، ولم يسلك طريقتهم في فهم نصوص [[القرآن]] وال[[حديث نبوي|حديث]]، فالمعتزلة سلكوا في طريقتهم في مسلك المناطقة والفلاسفة. |
||
* أنه تصدّى للرد على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طريقتهم في |
* أنه تصدّى للرد على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طريقتهم في ليقطع حجتهم ويفحمهم بما في أيديهم ويرد حجتهم عليهم. |
||
* أنه تصدّى للرد على الفلاسفة، و[[القراطمة]]، و[[الباطنية]] وغيرهم، وكثير هؤلاء لا يفنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يقطعهم إلا دليل العقل. |
* أنه تصدّى للرد على الفلاسفة، و[[القراطمة]]، و[[الباطنية]] وغيرهم، وكثير هؤلاء لا يفنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يقطعهم إلا دليل العقل. |
||
سطر 66: | سطر 66: | ||
=== مصدر التلقي === |
=== مصدر التلقي === |
||
⚫ | عند الأشاعرة يكون بالأدلة النقلية (نصوص الكتاب والسنة) وبالأدلة العقلية على وجه التعاضد فالأدلة النقلية والعقلية عندهم يؤيد كل منهما الآخر، فهم يرون أن النقل الثابت الصريح والعقل الصحيح لا يتعارضان. والأشاعرة عندما يوجّهون خطابهم إلى مخالفيهم الذين لا يقيمون وزنا للكتاب والسنة، فإنهم يقدمون الأدلة العقلية على النقلية وذلك يكون فقط في مجال في العقائد في باب العقليات، لأنهم يرون أن المراد هو الرد على المخالفين، [[الدهريين]] و[[الثنوية]] وأهل التثليث و[[المجسمة]] والمشركين ونحوهم، فهؤلاء المخالفين لا يرون حجية للقرآن والسنة، إلا بعد إقامة الأدلة العقلية على الإيمان بالله وأن [[القرآن]] كلام الله وأن [[محمد بن عبد الله]] هو رسول الله <ref name="ReferenceB">عقائد الأشاعرة/صلاح الدين بن أحمد الإدلبي.</ref>. |
||
يقدم الأشاعرة العقل على النقل، بإعتبار أن العقل هو الأصل في معرفة النقل وفهمه، وبدون العقل فلن يكون هناك سبيل لفهم النقل وقبوله<ref>قال الرازي في أساس التقديس ص172-173: ((اعلم أن الدلائل القطعية إذا قامت على ثبوت شيء، ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال. وإما أن تكذب الظواهر النقلية، وتصدق الظواهر العقلية. وإما أن تصدق الظواهر النقلية وتكذب الظواهر النقلية وذلك باطل، لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على يد محمد صلى الله عليه وسلم. ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهماً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة. فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وأنه باطل. ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية : إما أن يقال : إنها غير صحيحة، إلا أن المراد منها غير ظواهرها ؛ ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى. فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات، وبالله التوفيق)).</ref><ref>يقول صالح أحمد الغرسي في كتابه "[http://www.almostaneer.com/show_book.aspx?id=195 منهج الأشاعرة بين الحقيقة والأوهام]": ((تقديم العقل على النقل إذا عارض العقل النقل، وتأويل النقل بناء على هذا التعارض أو رَدَّهُ ليس شيئا انفرد به الأشاعرة بل هو من مقررات العقول؛ وقد قرره أصحاب العلوم المختلفة في علومهم)).</ref><ref>قال جميل صدقي الزهاوي في الفجر الصادق ص 31 تحت عنوان "الوهابية ونبذها للعقل": ((لا ريب أنه إذا تعارض العقل والنقل أول النقل، إذ لا يمكن حينئذ الحكم بثبوت مقتضى كل منهما لما يلزم عنه من اجتماع النقيضين، ولا بانتفاء ذلك لاستلزامه ارتفاع النقيضين، لكن بقي أن يقدم النقل على العقل أو العقل على النقل، والأول باطل لأنه إبطال للأصل بالفرع. |
|||
وإيضاحه أن النقل لا يمكن إثباته إلا بالعقل، وذلك لأن إثبات الصانع ومعرفة النبوة وسائر ما يتوقف صحة النقل عليه لا يتم إلا بطريق العقل، فهو أصل للنقل الذي تتوقف صحته عليه، فإذا قدم على العقل وحكم بثبوت مقتضاه وحده فقد أبطل الأصل بالفرع، ويلزم منه إبطال الفرع أيضاً، إذ تكون حينئذ صحة النقل متفرعة على حكم العقل الذي يجوز فساده وبطلانه، فلايقطع بصحة النقل، فلزم من تصحيح النقل بتقديمه على العقل عدم صحته! |
|||
وإذا كان تصحيح الشيء منجراً إلى إفساده، كان مناقضاً لنفسه، فكان باطلاً. فإذا لم يكن تقديم النقل على العقل بالدليل السابق، فقد تعين تقديم العقل على النقل، وهو المطلوب)).</ref><ref>في نبذة تعريفية على موقع [http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2552 طريق الإسلام]: ((مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم)).</ref><ref>في نبذة تعريفية على موقع [http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=65287 شبكة الإسلام]: ((من عقائد الأشاعرة المتأخرين التي عرفوا بها وصار العمدة في المذهب عليها: |
|||
1- تقديم العقل على النقل: وهو منهج يقوم على افتراض التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية، ما يستدعي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغ الأشاعرة للتعامل مع هذا التعارض الموهوم قانونا قدموا بموجبه العقل، وجعلوه الحكم على أدلة الشرع، بدعوى أن العقل شاهد للشرع بالتصديق، فإذا قدمنا النقل عليه فقد طعنا في صدق وصحة شهادة العقل، مما يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال)).</ref>. وفي حالة تعارض العقل مع النقل فإن الأشارة ينظرون في حال النقل، فإن لم يكن صحيحاً ومتواتراً رفضوه وقدموا العقل عليه، وإن كان صحيحاً متواتراً فقاموا بتسميته "نص متشابه" وقاموا بالتعامل معه إما بالتفويض أو بالتأويل. ومن أشهر النصوص التي تعامل الأشاعرة معها بهذه الطريقة نصوص الأسماء واللصفات، التي يعتقدون أن ظواهر الكثير منها توحي بالتشبيه والتجسيم. |
|||
⚫ | |||
=== التفويض === |
|||
التفويض هو: صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله<ref>النظام الفريد بتحقيق جوهرة التوحيد. حاشية على إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص128</ref>. بمعنى أن يتم الإعراض عن معنى النص، وتجنب السعي للوصل إلى هذا المعنى، والإكتفاء بتلاوته وقرائته. ويرى الأشاعرة أن طريقة التفويض هي طريقة السلف الصالح، بينما التأويل هو طريقة الخلف. |
|||
إختار بعض علماء الأشاعرة طريقة التفويض ورجحوها على طريقة التأويل (مثل أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي). ورأوا أن طريقة التأويل هي طريقة مستحدثة لم يستعملها السلف الصالح أو يعلموها لأحد، وأن التأويل ليس من الدين، ومنعوا التأويل وأوجبوا تركه لما فيه من مخالفة السلف الصالح، ولما فيه من الكلام على الله بغير علم<ref name="ReferenceD">قال أبو المعالي الجويني في "الرسالة النظامية" ص32 بتحقيق د. محمد حجازي السقا: ((الذي نرتضيه رأياً، وندين الله به عقداً، هو إتباع سلف الأمة، فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة، والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر سائغاً، لأوشك أن يكون إهتمامهم بها فوق إهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا إنصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، وكان ذلك هو الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزيه الباري عن صفات المحدثين ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الرب)).</ref><ref name="ReferenceE">قال أبو حامد الغزالي في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": ((إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسلم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل. الأول: من تلك الأصول أن النبي هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد في دينهم ودنياهم. الأصل الثاني: أنه بلغ كما أوحي إليه ولم يكتم منه شيئاً. الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله وأحراهم بالوقوف على أسراره هم أصحاب رسول الله الذين لازموه وحضروا التنزيل. '''الأصل الرابع: أن الصحابة رضي الله عنهم في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين لأقبلوا عليه ودعوا إليه أولادهم وأهلهم'''. وبهذه الأصول الأربعة المسلمة عند كل مسلم نعلم بالقطع أن الحق ما قالوه والصواب ما رأوه))</ref>. |
|||
=== التأويل === |
=== التأويل === |
||
يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يدل عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره، وهذا الدليل يسمى عندهم ((قرينة)) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية: ((نسوا الله فنسيهم)) من سورة التوبة، فتأتي كلمة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم، وتأتي بمعنى الترك واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو (الظاهر الراجح) من كلمة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهو الترك هو (الإحتمال المرجوح) لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهو ا��آفة وذهاب العلم إلى الإحتمال المرجوح وهو الترك، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله. |
يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يدل عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره، وهذا الدليل يسمى عندهم ((قرينة)) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية: ((نسوا الله فنسيهم)) من سورة التوبة، فتأتي كلمة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم، وتأتي بمعنى الترك واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو (الظاهر الراجح) من كلمة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهو الترك هو (الإحتمال المرجوح) لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهو الآفة وذهاب العلم إلى الإحتمال المرجوح وهو الترك، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله. |
||
وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فلا يجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع، وهو ما يطلقون عليه (التأويل الصحيح)،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون أن يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو (التأويل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة دليل فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهو ما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه)) <ref name="ReferenceB"/> |
وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فلا يجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع، وهو ما يطلقون عليه (التأويل الصحيح)،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون أن يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو (التأويل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة دليل فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهو ما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه)) <ref name="ReferenceB"/> |
||
فذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى ((التأويل الصحيح)) للّفظ المتشابه، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعرف الاستعمال والعادة، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم |
فذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى ((التأويل الصحيح)) للّفظ المتشابه، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعرف الاستعمال والعادة، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم على قصد المتكلم ومراده <ref name="ReferenceC">الآيات المتشابهة/محمد عز الدين الغرياني.</ref>، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة، فمراد المتكلم من قوله:رأيت أسدا، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة ((يخطب على المنبر)). |
||
وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق، فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة، أو كتابة، أو بإيماءة، أو دلالة عقلية، أو قرينة حالية، أو عادة مطردة <ref name="ReferenceC"/>. |
وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق، فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة، أو كتابة، أو بإيماءة، أو دلالة عقلية، أو قرينة حالية، أو عادة مطردة <ref name="ReferenceC"/>. |
||
إختار بعض الأشاعرة ترجيح التأويل على التفويض، وذهبوا إلى أن التفويض هو شكل من أشكال التكييف والتشبيه، ودعوة إلى الجهل بالله، وأنه لا يعقل أن تخاطبنا النصوص بمعان لا يمكن لنا أن نعقلها<ref>قال القشيري في "التذكرة الشرقية": ((صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل)). ونقله عنه مرتضى الزبيدي في كتابه "إتحاف السادة المتقين" ج2 ص110.</ref><ref>قال إبن فورك في "مشكل الحديث وبيانه" ج1 ص496 ((النبي إنما خاطبنا بذلك ليفيدنا أنه خاطبنا على لغة العرب بألفاظها المعقولة فيما بينها المتداولة عندهم في خطابهم فلا يخلو أن يكون قد أشار بهذه الألفاظ إلى معان صحيحة مفيدة أو لم يشر بذلك إلى معنى وهذا مما يجل عنه أن يكون كلامه يخلو من فائدة صحيحة ومعنى معقول. وأن لا معنى لقول من قال إن ذلك مما لا يفهم معناه أذ لو كان كذلك لكان خطابه خلوا من الفائدة وكلامه معنى عن مراد صحيح وذلك مما لا يليق به))</ref>. |
|||
=== ضرورة التأويل === |
=== ضرورة التأويل === |
||
وضّح الكثير من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأويل وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص: |
وضّح الكثير من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأويل وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص: |
||
* الإمام [[العز بن عبد السلام]]:((وليس الكلام في هذا _ يعني التأويل _ بدعة قبيحة، وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لمّا ظهرت الشبهة، وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على ما لا يجوز حمله عليه، ولو ظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار، فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لماأظهروا بدعتهم، ولم يكونوا قبل ظهورهم يتكلمون في ذلك))<ref>فتاوى العز بن عبد السلام/ص 22.</ref>. |
* الإمام [[العز بن عبد السلام]]:((وليس الكلام في هذا _ يعني التأويل _ بدعة قبيحة، وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لمّا ظهرت الشبهة، وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على ما لا يجوز حمله عليه، ولو ظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار، فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لماأظهروا بدعتهم، ولم يكونوا قبل ظهورهم يتكلمون في ذلك))<ref>فتاوى العز بن عبد السلام/ص 22.</ref>. |
||
* الإمام [[الزركشي]]: ((إنما حملهم على التأويل وجوب حمل الكلام على خلاف المفهوم من حقيقته ،لقيام الأدلة على استحالة المشابهة والجسمية في حق البارئ تعالى))<ref>البرهان في علوم القرآن/ 209/2.</ref>. |
* الإمام [[الزركشي]]: ((إنما حملهم على التأويل وجوب حمل الكلام على خلاف المفهوم من حقيقته ،لقيام الأدلة على استحالة المشابهة والجسمية في حق البارئ تعالى))<ref>البرهان في علوم القرآن/ 209/2.</ref>. |
||
* إمام الحرمين الجويني: ((لو بقي الناس على ما كانوا عليه لم نؤمر بالإشتغال بعلم الكلام، أما الآن فقد كثرت البدع فلا سبيل إلى ترك أمواج الفتن تلتطم)) <ref>مرقاة المفاتيح/ملا علي القاري.</ref> |
* إمام الحرمين الجويني: ((لو بقي الناس على ما كانوا عليه لم نؤمر بالإشتغال بعلم الكلام، أما الآن فقد كثرت البدع فلا سبيل إلى ترك أمواج الفتن تلتطم)) <ref>مرقاة المفاتيح/ملا علي القاري.</ref> |
||
=== |
=== السلف والعلماء للتأويل === |
||
⚫ | الأشاعرة أنهم يتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلك العلاّمة [[الآلوسي]] بقوله: ((والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي، على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف))<ref>روح المعاني/116/3.</ref>، وف��ما يلي بعض الأمثلة التي الأشاعرة تأويل المتشابهة: |
||
* تأويل [[عبد الله بن عباس]] الساق بالشدة في الآية: ((يوم يكشف عن ساق)). |
|||
⚫ | |||
⚫ | |||
* تأويل [[عبد الله بن عباس]] الساق بالشدة في الآية: ((يوم يكشف عن ساق)). وهو ما يتسق مع قراءته، حيث قرأ الآية بالتاء المفتوحة لا بالياء {يوم تكشف عن ساق}، أي: الساعة.<ref>تفسير القرطبي</ref><ref>"الدر المنثور في تفسير المأثور بالمأثور" للحافظ السيوطي.</ref> |
|||
⚫ | |||
* ما قاله [[الشافعي]] عن [[القرآن]]: وأن منه ظاهراً يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره <ref>[http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=146&CID=2#s7/ الرسالة] [[الشافعي|للشافعي]]/ ص52.</ref> |
* ما قاله [[الشافعي]] عن [[القرآن]]: وأن منه ظاهراً يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره <ref>[http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=146&CID=2#s7/ الرسالة] [[الشافعي|للشافعي]]/ ص52.</ref> |
||
* أوّل الإمام [[أحمد بن حنبل]] الآية القرآنية ((وجاء ربك)) من سورة |
* أوّل الإمام [[أحمد بن حنبل]] الآية القرآنية ((وجاء ربك)) من سورة أنه: جاء ثوابه.<ref>البداية والنهاية/لإبن كثير /10/370.</ref> ما رواه [[البيهقي]] عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن [[أحمد بن حنبل]] تأوّل الآية((وجاء ربك)) أنه جاء ثوابه. ثم قال [[البيهقي]]: وهذا اسناد لاغبار عليه <ref>البداية والنهاية10،327.</ref><ref name="دار الفتوى">[http://darulfatwa.org.au/content/view/1324/241/ بيان أن الأئمة الأربعة على التنـزيه في مسئلة الاستواء]</ref> |
||
* |
* الحافظ [[حماد بن زيد]] :((ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا)) بقوله: نزوله إقباله<ref>الأسماء والصفات/البيهقي/ ص572.</ref> |
||
* تأويل [[ابن جرير]] الآية ((والسماء بنيناها بأيد)) بالقوة، ونقل تأويل |
* تأويل [[ابن جرير]] الآية ((والسماء بنيناها بأيد)) بالقوة، ونقل تأويل بالقوة عن [[ابن عباس]] و[[مجاهد]] و[[قتادة]] ومنصور وابن سفيان<ref>تفسير ابن جرير.</ref> |
||
* يقول [[البخاري]]: ((فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي للفرس :((وجدته بحراً)) وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن))<ref>خلق أفعال العباد والرد على الجهمية/للبخاري/ ص109.</ref> {{وثق المصدر}} |
* يقول [[البخاري]]: ((فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي للفرس :((وجدته بحراً)) وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن))<ref>خلق أفعال العباد والرد على الجهمية/للبخاري/ ص109.</ref> {{وثق المصدر}} |
||
* تأويل البخاري الضحك بالرحمة.<ref>دقائق الإشارات.</ref>{{وثق المصدر}} |
* تأويل البخاري الضحك بالرحمة.<ref>دقائق الإشارات.</ref>{{وثق المصدر}} |
||
* |
* [[سفيان الثوري]] في الآية ((كل شيء هالك إلا وجهه)) بالملك <ref>المقالات السنية،80.</ref> |
||
* ما نسبه تقي الدين الحصني مالك و[[الأوزاعي]] |
* ما نسبه تقي الدين الحصني مالك و[[الأوزاعي]] في الحديث ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)) بأنّ الله لا يجوز عليه الإنتقال <ref>دفع شبه من تشبه ص5.</ref>{{وثق المصدر}} |
||
* ما قاله [[ابن حجر العسقلاني]] عن حديث الصوت: لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى -الله-، ويحتاج إلى تأويل <ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري1،174.</ref>{{وثق المصدر}} |
* ما قاله [[ابن حجر العسقلاني]] عن حديث الصوت: لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى -الله-، ويحتاج إلى تأويل <ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري1،174.</ref>{{وثق المصدر}} |
||
* تأويل [[الشاطبي]] الوجه في الآية ((كل شيء هالك إلا وجهه))بالذات <ref>الإعتصام2،303.</ref>{{وثق المصدر}} |
* تأويل [[الشاطبي]] الوجه في الآية ((كل شيء هالك إلا وجهه))بالذات <ref>الإعتصام2،303.</ref>{{وثق المصدر}} |
||
* نقل [[النووي]] في شرحه على صحيح مسلم عن [[القاضي عياض]] أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة، فقيههم، ومحدّثهم، ومتكلّمهم، ونظارهم، ومقلّدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله في السماء، كما في الآية ((أأمنتم من في السماء)) ونحوه، ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم<ref>شرح صحيح مسلم للنووي ،5،24.</ref> ،أي جميع من يعتد بهم.{{وثق المصدر}} |
* نقل [[النووي]] في شرحه على صحيح مسلم عن [[القاضي عياض]] أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة، فقيههم، ومحدّثهم، ومتكلّمهم، ونظارهم، ومقلّدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله في السماء، كما في الآية ((أأمنتم من في السماء)) ونحوه، ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم<ref>شرح صحيح مسلم للنووي ،5،24.</ref> ،أي جميع من يعتد بهم.{{وثق المصدر}} |
||
سطر 122: | سطر 106: | ||
* إمام الحرمين [[أبو المعالي الجويني]]: وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني (419 - [[478 هـ]]) ([[1028]] - [[1085]]م). |
* إمام الحرمين [[أبو المعالي الجويني]]: وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني (419 - [[478 هـ]]) ([[1028]] - [[1085]]م). |
||
* [[الفخر الرازي]]: هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد ([[544 هـ]] - [[1150]]م) ([[606 هـ]] - [[1210]]م). |
* [[الفخر الرازي]]: هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد ([[544 هـ]] - [[1150]]م) ([[606 هـ]] - [[1210]]م). |
||
== رجوع بعض الأشاعرة عن [[علم الكلام]] == |
|||
رجع بعض الأشاعرة في أواخر حياتهم عن [[علم الكلام]]، وحذروا الناس من الأخذ به أو تعاطيه، وأبدوا الندم على ما فعلوه من تعاطي العلوم الكلامية والمنطقية ومحاولة إثبات الحقائق الشرعية عن طريقها. ومن أشهر هؤلاء: الإمام فخر الدين الرازي<ref>قال إبن كثير في [http://www.al-eman.com/islamLib/viewchp.asp?BID=251&CID=212 "البداية والنهاية"]: ((ومما كان ينشده: |
|||
وأرواحنا في وحشة من جسومنا === وحاصل دنيانا أذىً ووبال |
|||
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا === سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا |
|||
ثم يقول: لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليلاً ولا تشفى عليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]. {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُب} [فاطر: 10]. وفي النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65]))</ref>، والإمام أبو المعالي الجويني، والشهرستاني<ref>قال الإمام أبو العباس القرطبي في كتابه [http://www.alssunnah.com/library/articles.aspx?article_no=3710&items "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"] (6/692-693). عند شرح حديث {إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخضم} في باب: كراهة الخصومة في الدين والغلو في التأويل والتحذير من اتباع الأهواء، من كتاب: العلم: '''وقد رجع كثير من أنمة المتكلمين عن الكلام''' بعد انقضاء أعمار مديدة، وآماد بعيدة لما لطف الله تعالى بهم، وأظهر لهم آياته، وباطن برهانه، '''فمنهم: إمام المتكلمين أبو المعالي'''، فقد حكى عنه الثقات أنه قال: "لقد خليت أهل الاسلام وعلومهم، وركبت البحر الأعظم، وغصت في الذي نهوا عنه، كل ذلك رغبةً في طلب الحق، وهرباً من التقليد، والان فقد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، وأختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص، والويل لابن الجويني". وكان يقول لأصحابه: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي مابلغ ما تشاغلت به"..... '''وهذا الشهرستاني''' صاحب "نهاية الإقدام في علم الكلام" وصف حاله فيما وصل إليه من الكلام وما ناله، فتمثل بما قاله: |
|||
لعمري لقد طفت المعاهد كلها = = = وسيرت طرفي بين تلك المعالم |
|||
فلم أر إلا واضعاً كفه حائراً = = = على ذقن أؤ قارعاً سن نادم |
|||
ثم قال: عليكم بدين العجائز؛ فإنه أسنى الجوائز)).</ref>. |
|||
== موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة == |
== موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة == |
||
⚫ | يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعري دخل عليه الكثير من الدس، كما أن طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف، فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين، يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة <ref>نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن/وهبي غاوجي.</ref> وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الإختلاف في اللفظ ل[[ابن قتيبة]]: ((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر))، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام [[أبو حنيفة]]، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة [[فوقية حسين]]، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة [[فوقية حسين]] مع فصلين نقلهما [[ابن عساكر]]، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب<ref>أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.</ref>. |
||
⚫ | يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعري دخل عليه الكثير من الدس، كما أن طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف، فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين، يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة <ref>نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن/وهبي غاوجي.</ref> وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الإختلاف في اللفظ ل[[ابن قتيبة]]: ((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر))، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام [[أبو حنيفة]]، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة [[فوقية حسين]]، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة [[فوقية حسين]] مع فصلين نقلهما [[ابن عساكر]]، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب<ref>أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.</ref>. |
||
== أعلام أشاعرة == |
== أعلام أشاعرة == |
||
=== مفسرون === |
=== مفسرون === |
||
* [[القرطبي]] <ref>الجامع لأحكام القرآن /القرطبي.</ref> |
* [[القرطبي]] <ref>الجامع لأحكام القرآن /القرطبي.</ref> |
||
* [[ابن كثير]] <ref>الدارس في تاريخ المدارس /النعيمي/58/1.</ref><ref>طبقات الشافعية الكبرى/ 10 /398،200.</ref><ref>الدرر الكامنة 1/58</ref> |
* [[ابن كثير]] <ref>الدارس في تاريخ المدارس /النعيمي/58/1.</ref><ref>طبقات الشافعية الكبرى/ 10 /398،200.</ref><ref>الدرر الكامنة 1/58</ref> |
||
* [[ابن عطية الأندلسي]] |
* [[ابن عطية الأندلسي]] |
||
* [[أبو حيان الأندلسي]] |
* [[أبو حيان الأندلسي]] |
||
سطر 156: | سطر 122: | ||
* [[جلال الدين السيوطي]] |
* [[جلال الدين السيوطي]] |
||
* [[الخطيب الشربيني]] |
* [[الخطيب الشربيني]] |
||
* [[الطاهر بن عاشور]] |
* [[الطاهر بن عاشور]] |
||
* [[محمد متولي الشعراوي]] |
* [[محمد متولي الشعراوي]] |
||
* [[وهبة الزحيلي]] |
* [[وهبة الزحيلي]] |
||
=== حفّاظ === |
=== حفّاظ === |
||
* أبو الحسن [[الدارقطني]] |
* أبو الحسن [[الدارقطني]] <ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/255.</ref> |
||
* [[أبو نعيم الأصبهاني]] |
* [[أبو نعيم الأصبهاني]] <ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/246.</ref>{{وثق المصدر}} |
||
* [[أبو ذر الهروي]] عبد بن أحمد<ref>الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 370.</ref> |
* [[أبو ذر الهروي]] عبد بن أحمد<ref>الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 370.</ref> |
||
* [[أبو طاهر السلفي]]: ذكره السُبكي في الطبقة الخامسة من الأشاعرة<ref>الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.</ref><ref>وكذلك ذكر الذهبي تصوّف السلفي في السير (مجلد21/صفحة 22) : ((و أخذ التصوّفَ عن مَعْمَر بن أحمد الشاشي)) |
* [[أبو طاهر السلفي]]: ذكره السُبكي في الطبقة الخامسة من الأشاعرة<ref>الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.</ref><ref>وكذلك ذكر الذهبي تصوّف السلفي في السير (مجلد21/صفحة 22) : ((و أخذ التصوّفَ عن مَعْمَر بن أحمد الشاشي))</ref> |
||
* [[الحاكم النيسابوري]] <ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/227.</ref><ref>تبيين الكذب المفترى لابن عساكر باب (ذكر جماعة من مشاهير أصحابه..) صفحة 176-178 طبعة (المكتبة الأزهرية للتراث)</ref> |
* [[الحاكم النيسابوري]] <ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/227.</ref><ref>تبيين الكذب المفترى لابن عساكر باب (ذكر جماعة من مشاهير أصحابه..) صفحة 176-178 طبعة (المكتبة الأزهرية للتراث)</ref> |
||
* [[ابن حبان البستي]] {{حقيقة}} |
|||
* أبو سعد [[ابن السمعاني]]: عدّه السُبكي من الأشاعرة<ref>ومن الخامسة :....والحافظ أبو سعد السمعاني.. الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.</ref><ref>ذكر ذلك مؤلفيْ كتاب(أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) صفحة 255، ذكروا أبو سعد ابن السمعاني وقالوا: ((السمعانية كلهم إما أشاعرة أو ماتردية))</ref> |
* أبو سعد [[ابن السمعاني]]: عدّه السُبكي من الأشاعرة<ref>ومن الخامسة :....والحافظ أبو سعد السمعاني.. الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.</ref><ref>ذكر ذلك مؤلفيْ كتاب(أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) صفحة 255، ذكروا أبو سعد ابن السمعاني وقالوا: ((السمعانية كلهم إما أشاعرة أو ماتردية))</ref> |
||
* أبو بكر [[البيهقي]]<ref>الإعتقاد/البيهقي.</ref> |
* أبو بكر [[البيهقي]]<ref>الإعتقاد/البيهقي.</ref> |
||
* [[ابن عساكر]]<ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر.</ref> |
* [[ابن عساكر]]<ref>تبيين كذب المفتري/ابن عساكر.</ref> |
||
سطر 173: | سطر 140: | ||
* [[صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي]] |
* [[صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي]] |
||
* [[أبو عمرو بن الصلاح]] أول من تولى الدار الأشرفية التي لا يتولاها إلا أشعري<ref>السبكي / طبقات الشافعية الكبرى / مجلد10 /صفحة 200،398</ref> |
* [[أبو عمرو بن الصلاح]] أول من تولى الدار الأشرفية التي لا يتولاها إلا أشعري<ref>السبكي / طبقات الشافعية الكبرى / مجلد10 /صفحة 200،398</ref> |
||
* [[ابن أبي جمرة الأندلسي]] {{حقيقة}} |
|||
* [[الكرماني]] شمس الدين محمد بن يوسف{{حقيقة}} |
|||
* [[المنذري]] {{حقيقة}} |
|||
* الأبي |
* الأبي |
||
* [[ابن حجر العسقلاني]] |
* [[ابن حجر العسقلاني]] |
||
سطر 182: | سطر 152: | ||
=== كتّاب السيرة === |
=== كتّاب السيرة === |
||
* [[القاضي عياض]] |
* [[القاضي عياض]] |
||
* [[ابن الجوزي]] ليس أشعريا لكنه موافق للأشاعرة في العقيدة <ref>كتاب (أهل السنة الأشاعرة) صفحة 262</ref><ref>دفع شبه من تشبه وتمرد/ابن الجوزي.</ref> |
|||
* [[ابن الجوزي]]: لم يكن أشعرياً، بل كان شديد الإنتقاد للأشاعرة والحط عليهم<ref>قال الحافظ ابن الجوزي في [http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=179&CID=154 "المنتظم في التاريخ"] أثناء كلامه عن أبي الحسن الأشعري ومذهبه: وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس، وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون في أنّ هذا المسموع كلام الله، وأنه نزل به جبريل عليه السلام على محمد، فالأئمة المعتمد عليهم قالوا أنه قديم، والمعتزلة قالوا أنه مخلوق، فوافق الأشعري المعتزلة في أنّ هـذا مخلوق، وقال: ليس هذا كلام الله، إنما كلام الله صفة قائمة بذاته، ما نزل ولا مما هو يُسمع، ومازال منذ أظهر هذا خائفاً على نفسه لخلافه أهل السنة، حتى استجار بدار أبي الحسن التميمي حذراً من القتل، ثم تبع أقوام من السلاطين مذهبه، فتعصبوا له، وكثر أتباعه، حتى تركت الشافعية معتقد الإمـام الشافعي رضي الله عنه، ودانوا بقول الأشعري.</ref>، حتى حاول بعض الأشاعرة إلحاق الأذى به بسبب مخالفته إياهم<ref>قال ابن الجوزي في [http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B5%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1/%D9%81%D8%B5%D9%84:_%D9%84%D9%86_%D9%8A%D8%B5%D9%8A%D8%A8%D8%A7_%D8%A5%D9%84%D8%A7_%D9%85%D8%A7_%D9%83%D8%AA%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%84%D9%86%D8%A7 "صيد الخاطر"]: ((وقع بيني و بين أرباب الولايات نوع معاداة لأجل المذهب. فإني كنت في مجلس التذكير أنظر أن القرآن كلام الله، وأنه قديم، و أقدم أبا بكر. و اتفق في أرباب الولايات من يميل إلى مذهب الأشعري، و فيهم من يميل إلى مذهب الروافض، وتمالؤا علي في الباطن)).</ref>. ولكن عده الكاتبان حمد السنان وفوزي العنجري موافقاً للأشاعرة في العقيدة <ref>كتاب (أهل السنة الأشاعرة) صفحة 262</ref>. |
|||
* [[الحلبي]] |
* [[الحلبي]] |
||
* [[السهيلي]] {{حقيقة}} |
|||
* الصالحي الدمشقي الشافعي المتوفى (942)، صاحب سبل الهدى والرشاد، تلميذ [[السيوطي]] الذي يعد من كبار علماء الأشاعرة.<ref>ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر</ref> |
* الصالحي الدمشقي الشافعي المتوفى (942)، صاحب سبل الهدى والرشاد، تلميذ [[السيوطي]] الذي يعد من كبار علماء الأشاعرة.<ref>ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر</ref> |
||
=== قادة === |
=== قادة === |
||
* [[نور الدين زنكي]] |
* [[نور الدين زنكي]] |
||
* [[صلاح الدين الأيوبي]] |
* [[صلاح الدين الأيوبي]] |
||
* [[قطز]] |
* [[قطز]] |
||
* [[عبد القادر الجزائري]] |
* [[عبد القادر الجزائري]] |
||
* [[عمر المختار]] |
* [[عمر المختار]] |
||
* [[عز الدين القسام]]<ref>{{مض|ومن |
* [[عز الدين القسام]]<ref>{{مض|ومن الأبطال والمجاهدين الذين يفخر أهل السنة والجماعة بهم... والبطل المجاهد عز الدين القسام وهو من أعلام العلماء النسّاك المتصوفة والمجاهدين}} أهل السنة الأشاعرة/حمد العنجري /ص267.</ref> |
||
== هوامش == |
== هوامش == |
نسخة 03:35، 6 فبراير 2010
| ||||
---|---|---|---|---|
الدين | إسلام | |||
المؤسس | أبو الحسن الأشعري | |||
الأركان | إثبات عقيدة السلف بحجج كلامية استخدام العقل في توضيح النقل |
|||
الأصل | أهل السنة والجماعة |
|||
العقائد الدينية القريبة | ماتريدية، أهل الحديث | |||
الامتداد | شمال إفريقيا وسط وجنوب شرق آسيا مختلف مناطق العالم الإسلامي |
|||
تعديل مصدري - تعديل |
الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري هي مدرسة إسلامية سنية [1] اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت بشكل عام اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي والسبكي.
يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة))[2].
ظهر هذا المنهج على يد أبو الحسن الأشعري الذي واجه المعتزلة وانتصر لآراء أهل السنة وأوجد مدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التي أقرّها علماء السنة فيما يخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق والقياس، فأثبت أبو الحسن الأشعري بهذا أن تغيير المقدمات المنطقية مع استخدام نفس الأدوات التحليلية المعرفية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.
يعتمد الأشاعرة في العديد من الحالات على التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه وهذا ما يرفضه بعض أهل الحديث، والسلفيون وينتقدونهم عليه.
تاريخ الأشاعرة
جزء من سلسلة مقالات حول |
أهل السنة والجماعة |
---|
بوابة إسلام |
النشأة
ذكر الشهرستاني رواية مفادها أن أبو الحسن الأشعري كان معتزليا يأخذ المذهب عن الجبّائي، وما لبث أن عارض شيخه ومال لطريقة عبد الله بن كلاّب وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي. في الانتصار بالأساليب الكلامية لعقائد السلف أهل السنة، خصوصا في المسائل المتعلقة بخلق القرآن والقضاء والقدر.[3]
وفي رواية أخرى ذكر ابن عساكر أن أبا الحسن الأشعري اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده المعتزلة، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.[4] فكسب بذلك تأييد العديد من الناس، وكثر أنصاره مؤيدوه من حكام وعلماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة.
ما بعد مرحلة التأسيس
كان السبب المباشر لإنطلاقة الأشعري نحو تجديد منهج العقيدة عند أهل السنة هو مواجهة المعتزلة ولعل هذا الهدف تحقق سريعا نتيجة لإلتفاف العلماء حول الأشعري بعد أن ضاقوا بالمعتزلة، إلا أن منهج الأشعري لم يبق جامداً بل إنه تطور وإن كان على القاعدة نفسها التي وضعها المؤسس مع بعض التباين في تطبيقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادما للنصوص وعدم اتخاذه حاكما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها كما هو الحال عند المعتزلة، وقابلية المنهج للتطور كان محصوراً في الجانب العقلي ومنسجماً مع المرونة التي اتبعها المؤسس لجهة استعمال العقل كخادم لا كحاكم، وفيما يلي بعض لمحات تطور المنهج وصور التباين في تطبيق منهج الأشعري:
- بعد الأشعري جاء أئمة قووا الآراء التي انتهى إليها الأشعري، وقد تعصب بعضهم لرأي الأشعري، لا في النتائج فقط وإنما كذلك في المقدمات التي ساقها، وأوجبوا اتباعه في المقدمة والنتيجة معاً ،وعلى رأس هذا الفريق أبو بكر الباقلاني حيث أنه لم يقتصر على ما وصل إليه الأشعري من نتائج بل إنه لا يجوّز بغير مقدماته أيضاً.
- رأى فريق آخر من الأشاعرة جاء بعد الباقلاني وعلى رأسه الغزالي أن المقدمات العقلية لم يجيء بها كتاب أو سنة وميادين العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناك إمكانية أن يتم الوصول إلى دلائل وبيّنات من قضايا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم يتجه إليه الأشعري وليس من ضير في الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إليه من نتائج وما اهتدى إليه من ثمرات فكرية.
ولم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، ولم يدع لمثل ما دعا إليه، بل قرر أنه لا يلزم من مخالفة الباقلاني في الإستدلال بطلان النتيجة، وأن الدين خاطب العقول جميعا، وعلى الناس أن يؤمنوا بما جاء بالكتاب والسنة، وأن يقووه بما يشاءون من أدلة.
- جاء بعد الغزالي أئمة كثيرون اعتنقوا مذاهب الأشعري في نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم يدعوا إلى التقيد بالمقدمات بل قيدوا أنفسهم فقط بالنتائج [5] .
الإنتشار
في المشرق انتشر مذهب الأشعري في عهد دولة السلاجقة وبالتحديد في عهد وزارة نظام الملك الذي اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذي كان يرفع من شأن العلماء، وقد تم تدريس المنهج الأشعري في مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها.[6]، فلم تأت الحروب الصليبية إلا وكان المذهب الأشعري قد ساد المشرق بشكل غير مسبوق، فلما قضى السلطان صلاح الدين على دولة الفاطميين في مصر قام بتحويل الأزهر التي كانت على مذهب الإسماعيلية الشيعة المفروض من الفاطميين إلى مذهب أهل السنة والجماعة على منهج الأشاعرة في العقيدة والذي كان سائداً ومنتشراً في ذلك الوقت.[7]
أما في بلاد المغرب العربي فإن يوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين كان وطيد الصلة مع علماء الأشاعرة فابن رشد الجد (الملقب بشيخ المالكية) وهو من الأشاعرة كان قاضي القضاة زمن المرابطين [بحاجة لمصدر]، وأبي عمران الفاسي الذي يعتبره بعض الباحثين من الأشاعرة [8]، كما أن أبو بكر بن العربي وهو من أهم علماء المالكية وممن كان يعتمد عليهم ابن تاشفين كان من تلاميذ الغزالي[بحاجة لمصدر] الذي كان أهم علماء المشرق في ذاك العصر ومن المعلوم أن الغزالي من كبار علماء الأشاعرة، وهناك من يرى أن محمد بن تومرت الذي أسقط دولة المرابطين وأسس دولة الموحدين على أنقاضها هو من أدخل أفكار الأشاعرة إلى المغرب العربي[9]، إلا أنه مما يقوي الطرح الأول أن يوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين، عندما عزم على الدخول إلى الأندلس قام باستشارة أبو حامد الغزالي [10] أحد أهم أئمة الأشاعرة، وهذا لا ينفي أن تدريس المنهج الأشعري ازدهر بعد سقوط دولة المرابطين، فنظراً إلى أن المغرب الإسلامي لم يشهد فرقاً فكرية متنوعة كالتي شهدها المشرق فإن هذا جعل أهل المغرب يعتنون بفروع الدين وبالأخص الفقه دون الأصول كالعقيدة وذلك لعدم وجود تنازع كالذي حصل في المشرق بين الأشاعرة وأهل الحديث من جهة والمعتزلة من جهة أخرى،[بحاجة لمصدر]
بينما أكد بعض علماء الأشاعرة أن المغرب الإسلامي ظل على معتقد أهل الحديث حتى زمن دولة المرابطين الذين أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الكلامية [11] وأمروا بكتب الغزالي فاحرقت.[12] ثم خرج عليهم محمد بن تومرت داعياً إلى المعتقد الأشعري، وكفر المرابطين بدعوى أنهم مجسمة ومشبههة، وسمى أتباعه الموحدين تعريضاً بهم [13] واستباح بذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم [14] حتى قضى أتباعه من بعده على دولة المرابطين وأسسوا دولة الموحدين على أنقاضها متبنين منهج الأشاعرة، وظل المعتقد الأشعري هوالسائد عندهم حتى يومنا هذا.
بعد أن استقر المغرب وانطفأت فيه الفتن بدأت حواضر علمية عدة في تبنّي منهجية تعليمية تنافس نظيراتها في المشرق ومن بين المناهج التي اعتمدت كان منهج الأشاعرة في العقيدة ومن أبرز أعلامه في المغرب الإسلامي الطّرطوشي، والمازري، والباجي، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشّاطبي وابن عاشر وأحمد زروق والسنهوري.
الأفكار والعقائد
الأشعرية مدرسة سنية ذات منهج كلامي لذا فإن عقيدتها هي عقيدة أهل السنة والجماعة، أي أنها تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة إلا في مسائل قليلة بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله والإعتقاد برسله واليوم الآخر والملائكة والحساب والعقاب والثواب، يستدل بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية على صدق ماجاء في الكتاب والسنة بعد أن أوجب التصديق بها كماهي نقلا، فهو لا يتخذ من العقل حَكَما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها.[5] وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي:
- أنه كان منتسبا إلى المعتزلة، فاختار طريقتهم في الإستدلال لعقائد القرآن، ولم يسلك طريقتهم في فهم نصوص القرآن والحديث، فالمعتزلة سلكوا في طريقتهم في الإستدلال مسلك المناطقة والفلاسفة.
- أنه تصدّى للرد على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طريقتهم في الإستدلال ليقطع حجتهم ويفحمهم بما في أيديهم ويرد حجتهم عليهم.
- أنه تصدّى للرد على الفلاسفة، والقراطمة، والباطنية وغيرهم، وكثير هؤلاء لا يفنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يقطعهم إلا دليل العقل.
وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: ((واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم ينشئ مذهبًا إنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله فالانتساب اليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمّى أشعريًا)) ا.هــ
ومن مميزات منهج الأشاعرة كذلك الأخذ بما تواتر عن النبي من الأحاديث وعدم الأخذ بالآحاد ولو كان صحيحا، إلا في بعض مسائل السمعيات.
مصدر التلقي
الإستدلال عند الأشاعرة يكون بالأدلة النقلية (نصوص الكتاب والسنة) وبالأدلة العقلية على وجه التعاضد فالأدلة النقلية والعقلية عندهم يؤيد كل منهما الآخر، فهم يرون أن النقل الثابت الصريح والعقل الصحيح لا يتعارضان. والأشاعرة عندما يوجّهون خطابهم إلى مخالفيهم الذين لا يقيمون وزنا للكتاب والسنة، فإنهم يقدمون الأدلة العقلية على النقلية وذلك يكون فقط في مجال الإستدلال في العقائد في باب العقليات، لأنهم يرون أن المراد هو الرد على المخالفين، كالدهريين والثنوية وأهل التثليث والمجسمة والمشركين ونحوهم، فهؤلاء المخالفين لا يرون حجية للقرآن والسنة، إلا بعد إقامة الأدلة العقلية على الإيمان بالله وأن القرآن كلام الله وأن محمد بن عبد الله هو رسول الله [15].
التأويل
يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يدل عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره، وهذا الدليل يسمى عندهم ((قرينة)) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية: ((نسوا الله فنسيهم)) من سورة التوبة، فتأتي كلمة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم، وتأتي بمعنى الترك واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو (الظاهر الراجح) من كلمة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهو الترك هو (الإحتمال المرجوح) لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهو الآفة وذهاب العلم إلى الإحتمال المرجوح وهو الترك، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله .
وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فلا يجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع، وهو ما يطلقون عليه (التأويل الصحيح)،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون أن يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو (التأويل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة دليل فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهو ما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه)) [15]
فذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى ((التأويل الصحيح)) للّفظ المتشابه، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعرف الاستعمال والعادة، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم والإستنباط على قصد المتكلم ومراده [16] ، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة، فمراد المتكلم من قوله:رأيت أسدا، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة ((يخطب على المنبر)).
وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق، فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة، أو كتابة، أو بإيماءة، أو دلالة عقلية، أو قرينة حالية، أو عادة مطردة [16] .
ضرورة التأويل
وضّح الكثير من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأويل وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص:
- الإمام العز بن عبد السلام:((وليس الكلام في هذا _ يعني التأويل _ بدعة قبيحة، وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لمّا ظهرت الشبهة، وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على ما لا يجوز حمله عليه، ولو ظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار، فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لماأظهروا بدعتهم، ولم يكونوا قبل ظهورهم يتكلمون في ذلك ))[17] .
- الإمام الزركشي: ((إنما حملهم على التأويل وجوب حمل الكلام على خلاف المفهوم من حقيقته ،لقيام الأدلة على استحالة المشابهة والجسمية في حق البارئ تعالى ))[18] .
- إمام الحرمين الجويني: (( لو بقي الناس على ما كانوا عليه لم نؤمر بالإشتغال بعلم الكلام، أما الآن فقد كثرت البدع فلا سبيل إلى ترك أمواج الفتن تلتطم )) [19]
استخدام السلف والعلماء للتأويل
يرى الأشاعرة أنهم يتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلك العلاّمة الآلوسي بقوله: ((والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي، على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف ))[20] ، وفيما يلي بعض الأمثلة التي يستشهد بها الأشاعرة على تأويل السلف للنصوص المتشابهة:
- تأويل عبد الله بن عباس الساق بالشدة في الآية: ((يوم يكشف عن ساق)).
- ما نسبه تقي الدين الحصني إلى الحسن البصري من تأويل القدم بالّذين قدمهم الله من شرار خلقه في الحديث: ((لا تزال جهنم تقول هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه))[21]
- ما قاله الشافعي عن القرآن: وأن منه ظاهراً يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره [22]
- أوّل الإمام أحمد بن حنبل الآية القرآنية ((وجاء ربك)) من سورة الفجر، أنه: جاء ثوابه.[23] ما رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل الآية((وجاء ربك)) أنه جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا اسناد لاغبار عليه [24][25]
- فسّر الحافظ حماد بن زيد حديث :((ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا)) بقوله: نزوله إقباله [26]
- تأويل ابن جرير الآية ((والسماء بنيناها بأيد)) بالقوة، ونقل تأويل الأيدي بالقوة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ومنصور وابن سفيان[27]
- يقول البخاري: ((فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي للفرس :((وجدته بحراً)) وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن))[28] [تحقق من المصدر]
- تأويل البخاري الضحك بالرحمة.[29][تحقق من المصدر]
- تأويل سفيان الثوري للوجه في الآية ((كل شيء هالك إلا وجهه)) بالملك [30]
- ما نسبه تقي الدين الحصني مالك والأوزاعي في الحديث ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)) بأنّ الله لا يجوز عليه الإنتقال [31][تحقق من المصدر]
- ما قاله ابن حجر العسقلاني عن حديث الصوت: لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى -الله- ، ويحتاج إلى تأويل [32][تحقق من المصدر]
- تأويل الشاطبي الوجه في الآية ((كل شيء هالك إلا وجهه))بالذات [33][تحقق من المصدر]
- نقل النووي في شرحه على صحيح مسلم عن القاضي عياض أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة، فقيههم، ومحدّثهم، ومتكلّمهم، ونظارهم، ومقلّدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله في السماء، كما في الآية ((أأمنتم من في السماء)) ونحوه، ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم[34] ،أي جميع من يعتد بهم.[تحقق من المصدر]
أبرز أئمة المذهب
- القاضي أبو بكر الباقلاني: (328 - 402 هـ) (950 - 1013م).
- أبو إسحاق الشيرازي: (293 - 476 هـ) (1003 - 1083م).
- أبو حامد الغزالي: وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي (450 - 505 هـ) (1058 - 1111م).
- أبو إسحاق الإسفراييني: (ت 418 هـ) (1027م).
- إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني (419 - 478 هـ) (1028 - 1085م).
- الفخر الرازي: هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد (544 هـ - 1150م) (606 هـ - 1210م).
موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة
يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعري دخل عليه الكثير من الدس، كما أن طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف، فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين، يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة [35] وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الإختلاف في اللفظ لابن قتيبة: ((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر))، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام أبو حنيفة، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة فوقية حسين، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة فوقية حسين مع فصلين نقلهما ابن عساكر، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب[36].
أعلام أشاعرة
مفسرون
- القرطبي [37]
- ابن كثير [38][39][40]
- ابن عطية الأندلسي
- أبو حيان الأندلسي
- فخر الدين الرازي
- البغوي: عدّه الأشاعرة منهم [41]
- الواحدي أبو الحسن علي النيسابوري
- السمين الحلبي
- جلال الدين السيوطي
- الخطيب الشربيني
- محمد الطاهر بن عاشور
- محمد متولي الشعراوي
- وهبة الزحيلي
حفّاظ
- أبو الحسن الدارقطني [42][43]
- أبو نعيم الأصبهاني [44][تحقق من المصدر]
- أبو ذر الهروي عبد بن أحمد[45]
- أبو طاهر السلفي: ذكره السُبكي في الطبقة الخامسة من الأشاعرة[46][47]
- الحاكم النيسابوري [48][49]
- ابن حبان البستي [بحاجة لمصدر]
- أبو سعد ابن السمعاني: عدّه السُبكي من الأشاعرة[50][51]
- أبو بكر البيهقي[52]
- ابن عساكر[53]
- الخطيب البغدادي[54]
- محي الدين يحي بن شرف النووي
- صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي
- أبو عمرو بن الصلاح أول من تولى الدار الأشرفية التي لا يتولاها إلا أشعري[55]
- ابن أبي جمرة الأندلسي [بحاجة لمصدر]
- الكرماني شمس الدين محمد بن يوسف[بحاجة لمصدر]
- المنذري [بحاجة لمصدر]
- الأبي
- ابن حجر العسقلاني
- السخاوي
- السيوطي
- القسطلاني
- المناوي
كتّاب السيرة
- القاضي عياض
- ابن الجوزي ليس أشعريا لكنه موافق للأشاعرة في العقيدة [56][57]
- الحلبي
- السهيلي [بحاجة لمصدر]
- الصالحي الدمشقي الشافعي المتوفى (942)، صاحب سبل الهدى والرشاد، تلميذ السيوطي الذي يعد من كبار علماء الأشاعرة.[58]
قادة
هوامش
- ^ أنظر:
- قال الزبيدي في الإتحاف: «إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية»
- قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: «المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي»
- قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: «وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه»
- ^ العين والأثر /ص53.
- ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح
<ref>
والإغلاق</ref>
للمرجعالملل والنحل
- ^ تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري، ابن عساكر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفكر، صفحة: 472
- ^ ا ب تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبو زهرة.
- ^ أنظر: الكامل في التاريخ – الجزء السادس –لعز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير
- ^ محمد عبد الله عنان – تاريخ الجامع الأزهر – مكتبة الخانجي – القاهرة – 1378هـ – 1958.
- ^ يوسف احنانة في كتابه تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي صفحة 62
- ^ تاريخ دولتي المرابطين والموحّدين في الشمال الأفريقي تأليف: علي محمد الصلابي دار النشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
- ^ قيام دولة الموحدين، الدكتور مراجع عقيلة الغناي، ص49، منشورات جامعة قاريونس
- ^ قال السبكي في طبقات الشافعية: ((فأتى فاس -أي ابن تومرت- فأظهر الأمر بالمعروف وكان جل ما يدعو إليه علم الاعتقاد على طريقة الأشعرية، وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم ويعادون من ظهرت عليه فجمع والي فاس الفقهاء له فناظرهم فظهر عليهم لأنه وجد جوا خاليا وناسا لا علم لهم بالكلام فأشاروا على المتو��ي بإخراجه)). اهـ
- ^ الإستقصا في تاريخ المغرب الأقصى لإبن خالد الناصري
- ^ مقدمة ابن خلدون
- ^ الإستقصا في تاريخ المغرب الأقصى لإبن خالد الناصري
- ^ ا ب عقائد الأشاعرة/صلاح الدين بن أحمد الإدلبي.
- ^ ا ب الآيات المتشابهة/محمد عز الدين الغرياني.
- ^ فتاوى العز بن عبد السلام/ص 22.
- ^ البرهان في علوم القرآن/ 209/2.
- ^ مرقاة المفاتيح/ملا علي القاري.
- ^ روح المعاني/116/3.
- ^ دفع شبه من تشبه وتمرد/تقي الدين الحصني .
- ^ الرسالة للشافعي/ ص52.
- ^ البداية والنهاية/لإبن كثير /10/370.
- ^ البداية والنهاية10،327.
- ^ بيان أن الأئمة الأربعة على التنـزيه في مسئلة الاستواء
- ^ الأسماء والصفات/البيهقي/ ص572.
- ^ تفسير ابن جرير.
- ^ خلق أفعال العباد والرد على الجهمية/للبخاري/ ص109 .
- ^ دقائق الإشارات.
- ^ المقالات السنية،80.
- ^ دفع شبه من تشبه و تمرد، ص5.
- ^ فتح الباري شرح صحيح البخاري1،174.
- ^ الإعتصام2،303.
- ^ شرح صحيح مسلم للنووي ،5،24.
- ^ نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن/وهبي غاوجي.
- ^ أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.
- ^ الجامع لأحكام القرآن /القرطبي.
- ^ الدارس في تاريخ المدارس /النعيمي/58/1.
- ^ طبقات الشافعية الكبرى/ 10 /398،200.
- ^ الدرر الكامنة 1/58
- ^ أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم صفحة 250
- ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/255.
- ^ شهد بصحة اعتقاده الخطيب البغدادي وهو ما ذكره الذهبي في السير 16/452، والخطيب البغدادي اعتقاده هو اعتقاد أهل السنة الأشاعرة كما ذكر ابن عساكر في التبيين صفحة 205
- ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/246.
- ^ الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 370.
- ^ الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.
- ^ وكذلك ذكر الذهبي تصوّف السلفي في السير (مجلد21/صفحة 22) : (( و أخذ التصوّفَ عن مَعْمَر بن أحمد الشاشي))
- ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/227.
- ^ تبيين الكذب المفترى لابن عساكر باب (ذكر جماعة من مشاهير أصحابه..) صفحة 176-178 طبعة (المكتبة الأزهرية للتراث)
- ^ ومن الخامسة :....والحافظ أبو سعد السمعاني .. الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.
- ^ ذكر ذلك مؤلفيْ كتاب(أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم ) صفحة 255، ذكروا أبو سعد ابن السمعاني وقالوا: ((السمعانية كلهم إما أشاعرة أو ماتردية))
- ^ الإعتقاد/البيهقي.
- ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر.
- ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/268.
- ^ السبكي / طبقات الشافعية الكبرى / مجلد10 /صفحة 200،398
- ^ كتاب (أهل السنة الأشاعرة) صفحة 262
- ^ دفع شبه من تشبه وتمرد/ابن الجوزي.
- ^ ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر
- ^ «ومن متأخري الأبطال والمجاهدين الذين يفخر أهل السنة والجماعة بهم ... والبطل المجاهد عز الدين القسام وهو من أعلام العلماء النسّاك المتصوفة والمجاهدين» أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان،فوزي العنجري /ص267.