انتقل إلى المحتوى

تارار

يرجى إضافة وصلات داخلية للمقالات المتعلّقة بموضوع المقالة.
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى مصادر موثوقة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها Samarzahran (نقاش | مساهمات) في 01:20، 25 فبراير 2014. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

تارار بالفرنسية "Tarrare" أو"Tarare", (1972، 1998). نجم استعراضي وجندي فرنسي، اشتهر بعاداته الغذائية الغريبة؛ فقد كان باستطاعته تناول كميات كبيرة من اللحم، وكان دائماً ما يشعر بالجوع، لذا لم تستطع عائلته تحمل نفقات طعامه المرتفعة فطردته من بيت العائلة عندما كان مراهقاً. تنقل تارار بين مقاطعات فرنسا مع مجموعة من السارقين والعاهرات، قبل أن يصبح عرضه أحد العروض الساخنة لمجموعة من المشعوذين؛ حيث كان يبتلع سدادات الزجاجات، والأحجار، والحيوانات الحية، وثمرات التفاح الكاملة. بعد فترة انتقل تارار لعرض فقرته بشوارع باريس.

عندما اندلعت حرب التحالف الأول ، انضم تارار لجيش الثورة الفرنسية، حيث واجه مشكلة وجبات الجيش التي لم تكن لتكفي شهيته،. مما أضطره للبحث عن الطعام في القمامة وداخل البالوعات. بمرور الوقت أصيب تارار بإرهاق شديد، أحيل على إثره إلى المشفى، حيث أجريت عليه العديد من التجارب الطبية، لقياس مدى قابليته للطعام. ومن الغرائب التي حدثت أثناء تلك التجارب أن تارار استطاع التهام وجبة، تكفي 15 شخصاً، دفعة واحدة، بالإضافة إلى قدرته على أكل القطط، والثعابين، والسحالي، والجراء، كما استطاع ابتلاع سمكة ثعبان كاملة، بدون مضغ. وبالرغم من عاداته الغذائية الغريبة تلك، كان يبدو تارار وكأنه شخص عادي؛ فحجمه وشكله كانا طبيعيين، كما لم تلحظ عليه أي إمارات خلل عقلي، سوى ما وصف بالتبلد الدائم في الإحساس.


أثناء خدمة تارار العسكرية، لاحظ الفريق ألكسندر دي بوارنيه، قدرات تارار الخارقة تلك، فقرر استغلالها، لصالح الجيش الفرنسي عن طريق توظيفه لابتلاع الوثائق السرية والمرور عبر أراضي الأعداء، ومن ثم استخراجها من برازه فور وصوله بأمان للوجهة التي حددت له. ولسوء حظ تارار، الذي لم يكن يتحدث الألمانية، اشتبهت به القوات البروسية، فقامت بالتنكيل به بشدة وإخضاعه لعملية إعدام خداعية، قبل إرساله إلى الخطوط الفرنسية مرة أخرى.


عوقب تارار بسبب هذه الحادثة، فأعلن استعداده للخضوع لأي عملية من شأنها معالجة شهيته الكبيرة تلك. عولج تارار بأشياء عديدة من ضمنها: صبغة الأفيون، وأقراص التبغ، والخمر، والخل، والبيض نصف المسلوق. وقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل في إلزام تارار بنظام غذائي محدد؛ حيث إنه كان يتسلل إلى خارج المشفى ليبحث عن السقط والنفايات في البالوعات، وأكوام القمامة، ومحلات القصابين. كما حاول تارار شرب دم المرضى الآخرين، وأكل جثث الموتى بالمشرحة الملحقة بالمشفى، وعلاوة على ذلك، اتهم تارار بأكل طفل يبلغ من العمر أربعة عشر شهراً، الأمر الذي دفع المشفى لطرده حتى وإن لم تتوفر الأدلة الكافية لإدانته. اختفى تارار بعد تلك الحادثة لمدة أربعة أعوام، ثم ظهر بمدينة فرساي في مرحلة متأخرة من السل، حيث عانى من نوبة طويلة من الاستسقاء، والإسهال حتى توفي عن عمر يناهز السادسة والعشرون.

طفولته وبدايات حياته

ولد تارار بالريف الفرنسي، قرب مدينة ليون, في حدود عام 1972.[1][2][note 1]لا يعرف تاريخ ميلاد تارار الدقيق، لأنه لم يكن مسجلاً، وكذلك لا يعرف إذا ما كان (تارار) اسمه الحقيقي، أم أنه اسم مستعار.[3]

عندما كان تارار طفلاً، لاحظ أبواه أنه يمتلك شهية كبيرة، وعندما أصبح مراهقاً، كان باستطاعته أكل ربع عجل يومياً، أي ما يعادل وزن تارار نفسه آنذاك.[4][5] ولكن في هذه الفترة، أدرك أبواه أنهما لن يستطيعا تحمل نفقات طعام ابنهم، فقاما بطرده من المنزل.[1][6] ليجد تارار نفسه يسافر عبر مدن فرنسا بصحبة فرقة متنقلة من السارقين والعاهرات[7] يتسول ويسرق من أجل الطعام،[1] قبل أن يصبح عرضه العرض الافتتاحي لفرقة من المشعوذين.[6][8] كان تارار يجذب الجمهور بقدرته الخارقة على أكل سدادات الزجاجات، والأحجار، والحيوانات الحية، كما كان تارار يبهر جمهوره بقدرته على ابتلاع محتويات سلة مليئة بثمرات كاملة من التفاح تباعاً.[1][6] والملاحظ أن تارار كان يقبل على التهام مثل هذه الأشياء بشهية واضحة، فكان مثلاً يفضل أكل لحم الثعابين.[2][8]

في عام 1788، سافر تارار إلى باريس ليعرض فقرته بشوارعها.[6] ويبدو أن عروض تارار بباريس لاقت نجاحاً كبيراً، إلا أن تارار أصيب في إحداها بحالة انسداد معوي شديدة.[6] نقله على إثرها أفراد من جمهوره إلى مشفى ديو دي باريس، حيث عولج بأنواع من الملينات قوية المفعول.[6] وبعدما أتم شفاءه، عرض تارار على د.جيرو (الطبيب الذي عالجه)، أن يأكل ساعته وسلسلته ليؤكد أنه استرد عافيته، ولكن الطبيب هدد تارار أنه إن فعل، فسوف يشق بطنه ليستخرج منها متعلقاته.[6][8]

شكله وسلوكه

بالرغم من عاداته الغذائية الغريبة، كان تارار رشيقاً متوسط الطول؛ فقد كان وزنه في عمر السابعة عشر يساوي 100 رطل فقط، أي ما يعادل 45 كيلوغرام.[1][5] وصف شعر تارار بكونه ناعماً جداً، بينما وصف فمه بأنه واسع جداً ذو أسنان ملطخة ببقايا الطعام الغريب الذي كان يتناوله،[9] وتغطيه شفاه صغيرة جداً، تكاد تكون غير مرئية.[10][11]

كان جلد تارار غريباً، بحيث كان مترهل جداً لدرجة أنه كان يستطيع لف جلد بطنه حول خصره، عندما يكون بطنه خاوياً،[9][10] وعندما كان تارار يأكل بشراهة، كانت بطنه تأخذ شكل بالون ضخم.[6] بينما كان جلد خديه مجعد بشدة، وقد كان هذا هو السر وراء قدرة تارار على وضع 12 بيضة أو 12 تفاحة في فمه، في وقت واحد.[11][12] وكذلك كان جسم تارار ساخناً ودائم التعرق، لذا كان تارار يعاني من رائحة جسد كريهة للغاية؛[9][11] "كانت رائحة تارار المنفرة تلك قوية، بحيث كان باستطاعة الناس شمها على بعد 20 خطوة منه".[11] وقد كان من الملاحظ أن هذه الرائحة البشعة كانت تصبح لا تطاق بعد أن يتناول تارار طعامه الغريب،[10][11] كما كان الدم يندفع بشدة إلى عيناه وخداه،[9] وكذلك كان يندفع من جسده بخار ذو رائحة كريهة،[11] وبعد ذلك كان تارار يدخل في نوبة إرهاق؛ يتنفس فيها بصعوبة ويتجشأ بصوت عال ويحرك فكيه وكأنه يبتلع شيءاً.[11] كان تارار يعاني من حالة إسهال مزمن، قال عنه الأطباء أن رائحته كانت "نتنة جداً، إذا ما قورنت بالحالات الطبيعية".[11] وبالرغم من تناول تارار لكميات ضخمة من الطعام، فإنه لم يكن يتقيأ كثيراً، ولم يكن يزداد سمنة أيضاً.[13] وبصرف النظر عن عادات تارار الغذائية الغريبة، فإن معاصريه لم يلحظوا عليه أية خلل عقلي أو سلوكي،[13] باستثناء حالة من التبلد الدائم في الإحساس، بالإضافة "لغياب تام للقوة البدنية، يصاحبه غياب التفكير المنظم ".[11][14] لم يكن السبب وراء سلوك تارار الغريب معروفاً، فلم تحظى الحالات المعاصرة لتارار، ممن ظهرت عليهم بعض سلوكه، بالتشريح، على العكس من جثة تارار التي شرحت بعد موته. بيد أن التاريخ المعاصر لم يشهد تسجيل حالة تشبه حالة تارار. [15] ومن المعروف طبياً أن فرط الدرقية من شأنه تحفيز الشهية بشدة، وإنقاص الوزن بسرعة أيضاً. ويقترح بوندسن (2006) أن تارار كان يعاني من دمور في اللوزة الدماغية؛ والذي يسبب البطنة عند الحيوانات.[16]

الخدمة العسكرية

انضم تارار لجيش الثورة الفرنسية فور اندلاع حرب التحالف الأول.[4][6] ولكن لسوء حظه لم تكن وجبات الجيش كافية لإشباع شهيته.[6] لذا كان تارار يقوم ببعض مهام الجنود الآخرين نظير جزء من طعامهم، ولكن يبدو أن هذا أيضاً لم يكن ليكفي شهيته؛ فقد كان تارار يبحث عن بقايا الطعام،[5] ولأن هذا أيضاً لم يكن ليرضي شهيته الكبيرة،[1] أصيب تارار بحالة من الإعياء الشديد، أحيل على إثرها إلى المشفى العسكري بسولز.[1] بالمشفى، كانت تصرف أربع وجبات يومياً لتارار،[8] ولكنه كان أيضاً يبحث عن الطعام في أكوام القمامة،[6] ويأكل بقايا طعام المرضى الآخرين،[1] ويتسلل إلى الصيدلية ليأكل الضمادات.[1] لم يستطع قادة تارار في الجيش فهم عاداته الغذائية الغريبة تلك، لذا أمر تارار بالبقاء بالمشفى لإجراء بعض التجارب الفيسيولوجية، التي وضعها د. كورفل، عليه، [note 2].[6]

ملاحظات

  1. ^ حيث لم يكن باستطاعة الباحثين الوصول لاسم تارار الحقيقي، ولم يكن باستطاعتهم أيضاً معرفة تاريخ ميلاده الدقيق؛ ولكن الأطباء قدروا عمره بستة وعشرين عام عند وفاته في عام 1998.[1][2]
  2. ^ بعض المصادر تطلق اسم كومفل على كورفل.[17]

مصادر ومراجع

قالب:وصلة مقالة مختارة قالب:وصلة مقالة جيدة

  1. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي T. Bradley, Samuel Fothergill & William Hutchinson، المحرر (1819)، "Polyphagism"، London Medical and Physical Journal، London: J. Souter، ج. 42: 203.
  2. ^ ا ب ج Gould، George M.؛ Pyle، Walter L. (1896)، Anomalies and Curiosities of Medicine
  3. ^ Bondeson 2004، صفحة 275.
  4. ^ ا ب Lord 1839، صفحة 111.
  5. ^ ا ب ج Good 1864، صفحة 80.
  6. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب Bondeson 2004، صفحة 276.
  7. ^ Bondeson 2006، صفحة 305.
  8. ^ ا ب ج د Millingen 1839، صفحة 197.
  9. ^ ا ب ج د Bondeson 2004، صفحة 277.
  10. ^ ا ب ج Millingen 1839، صفحة 198.
  11. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط T. Bradley, Samuel Fothergill & William Hutchinson، المحرر (1819)، "Polyphagism"، London Medical and Physical Journal، London: J. Souter، ج. 42: 205.
  12. ^ Lord 1839، صفحة 113.
  13. ^ ا ب Bondeson 2004، صفحة 281.
  14. ^ Bondeson، Jan (2001–10)، "The Cat Eaters"، Fortean Times، London: Dennis Publishing ع. 151 {{استشهاد}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  15. ^ Bondeson 2006، صفحة 312.
  16. ^ Bondeson 2006، صفحة 313.
  17. ^ T. Bradley, Samuel Fothergill & William Hutchinson، المحرر (1819)، "Polyphagism"، London Medical and Physical Journal، London: J. Souter، ج. 42: 204.