التاريخ الاجتماعي للفيروسات
هذه مقالة أو قسم، تخضع لتحرير مكثف في الفترة الحالية لفترة قصيرة. لتفادي تضارب التحرير؛ يرجى عدم تعديل الصفحة في أثناء وجود هذه الرسالة. أُجري آخر تعديل على الصفحة في 01:51، 21 مارس 2015 (UTC) ( منذ 9 سنين) – . فضلًا أزل هذا القالب لو لم تكن هنالك تعديلات على المقالة في آخر 24 ساعة. إذا كنت المحرر الذي أضاف هذا القالب، فضلًا تأكد من إزالته واستبداله بقالب {{تطوير مقالة}} بين جلسات التحرير. |
يصف التاريخ الاجتماعي للفيروسات تأثير الفيروسات والعدوى الفيروسية على تاريخ البشرية. ظهرت الاوبئة بسبب الفيروسات منذ حوالي 12000 سنة، وذلك بسبب تغير سلوك الانسان خلال العصر الحجري الحديت وطور مجتمعات زراعية ذات كثافة سكانية عالية. أدي هذا التطور الى انتشار الفيروسات بسرعة الى ان أصبحت اوبئة متوطنة. اعتمد الانسان في تلك الفترة على الزراعة وتربية الماشية فظهرت فيروسات النباتات والماشية مثل: بوتيفيروس (فيروس البطاطا) و الطاعون البقري وأدت تلك الامراض الى عواقب مدمرة. ويعد فيروس الحصبة والجدري من بين أقدم الفيروسات التي اصابت الانسان. فبعد أن تطور الفيروس من خلال الحيوانات ظهر لأول مرة على البشر في أوروبا وشمال أفريقيا منذ آلاف السنين. ومن ثم انتقل الفيروس الى العالم الجديد عن طريق الأوربيين أيام الاستعمار الإسباني في الأمريكيتين. مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من السكان الاصليين الذين لم يكن لديهم مناعة طبيعية لمقاومة الفيروس. أما عن فيروس الانفلونزا، فقد كانت أول جائحة تم رصدها للإنفلونزا عام 1580 وزادت حالات الاصابة بالمرض بوتيرة مستمرة في القرون اللاحقة. وكانت الانفلونزا الاسبانية التي انتشرت بين عامي 1918 و1919 هي الاكثر تدميرا في التاريخ وخلفت ما بين 40 الى 50 مليون وفاة في أقل من سنة.
وقد كان الطبيبان لويس باستير و إدوارد جينر هم أول من قام بتحضير لقاحات للوقاية من العدوى الفيروسية. وظلت طبيعة الفيروسات غير معروفة إلا بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني في الثلاثينات من القرن العشرين 1930s م وعندها اكتسب علم الفيروسات زخماً كبيراً. وفي القرن العشرين ظهر العديد من الأمراض الجديدة والقديمة التي سببتها الفيروسات، ومن الأمراض الجديدة التي ظهرت: وباء شلل الأطفال و لم يتم السيطرة عليها إلا بعد تطوير لقاح في الخمسينيات، بالاضافة الى فيروس الإيدز نقص المناعة البشرية HIV الجديد وهو واحد من أكثر الفيروسات المسببة للأمراض التي ظهرت منذُ قرون. وبالرغم من وجود فوائد للعديد من الفيروسات الا ان الاهتمام العلمي بالفيروسات قد ازداد بسبب ما ينتج عنها من أمراض خطيرة. وترجع فائدها الى انها تدفع مسيرة التطور عن طريق نقل الجينات الورائية عبر الأنواع، كما أنها تلعب دور رئيسي في النظام البيئي.
عصور ما قبل التاريخ
على مدى ( 000 ,50-000, 100 ) سنة ماضية، ظهر العديد من الأمراض المعدية الجديدة، بما فى ذلك تلك التى تسببها الفيروسات وذلك لازدياد السكان وانتشارهم فى جميع أنحاء العالم.[1] فيما مضى كان البشر يعيشون فى مجتمعات صغيرة منعزلة، ولم يكن هناك أى وجود لأية أمراض وبائية.[2] [3]ظهر الجدرى، الذي يعد الفيروس الأكثر تدميرا وفتكا فى التاريخ، لأول مرة فى المجتمعات الزراعية فى الهند منذ حوالى11,000 سنة.[4] هذا الفيروس، الذى أصاب البشر فقط، من الحتمل ان يكون من نسل الفيروسات الجدرية للقوارض.[5] و من المحتمل تعامل وتواصل الانسان مع هذه القوارض الى كانت بالفعل تحمل هذه الفيروسات ,ومن ثم تم اصابة ��لانسان بهذه الفيرروسات عن طريق العدوي. هذه الفيروسات عندما تهجن من الممكن أن تنتقل الى الانسان ,ويمكن ان يكون تاثيرها خطير،[6] وربما كان البشر ليس لديهم مناعة طبيعية . عاش الانسان المعاصر في جماعات صغيرة، وأولئك الذين أصابتهم العدوى اما ماتوا أواكتسبوا مناعة. هذه المناعة المكتسبة فقط يورثها البناء الى حين, وذلك من خلال الأجسام المضادة التى يحتويها حليب ثدى الام وبعض الأجسام المضادة الأخرى التى تنتقل عبر المشيمة من دم الأم الى دم الطفل الذى لم يولد بعد . لذلك، ربما وقعت إصابات متفرقة في كل جيل. في حوالي 9000 قبل الميلاد، عندما بدأ كثير من الناس أن تستقر على السهول الفيضية الخصبة لنهر النيل, أصبح عدد السكان كثيفا بما يكفى لاستمرار وجود الفيروس وارتفاع نسبة المعرضين للاصابة به.[7] كما ظهر العديد من الأوبئة للأمراض الفيروسية والتى تعتمد على تجمع عدد كبير من السكان لاول مرة فى هذا الوقت مثل النكاف والحصبة الألمانية وشلل الأطفال.[8]
يعد العصرالحجرى الحديث، والذى بدأ فى الشرق الاوسط حوالى فى 9500 قبل الميلاد الوقت الذى اصبح فيه البشرية مزارعين. [9]هذه الثورة الزراعية تبنت تطوير زراعة ذات محصول واحد، مما أدى الى فرصة الانتشار السريع للكثير من انواع الفيروسات النباتية. [10] تشعب وانتشار نوع من الفيروس ليس له عائلة- فيروس تبرقش الفول الجنوبي- أرخ منذ هذا الوقت.[11] بدأ انتشار فيروسات البطاطا والخضروات والفاكهة قبل حوالى 6,600عام.[12] منذ حوالى 10,000 عام بدأ البشر الذين كانوا يقنطون الأراضى المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط فى ترويض الحيوانات البرية. كل من الخنازير والأبقار والماعز والأغنام والخيول والجمال والقطط والكلاب ابقيت وانجبت للحفاظ على النسل.[13] وقد حملت هذه الحيوانات الفيروسات معها.[14] انتقال الفيروسات من الحيوانات الى البشر من الممكن حدوثه , ولكن مثل هذه العدوى الحيوانية نادرة وبالتالى فان انتقال الفيروسات الحيوانية من انسان الى انسان يكون اكثر ندرة, على الرغم من وجود بعض الاستثناءات الى لايمكن تجاهلها مثل الأنفلونزا. معظم الفيروسات هى أنواع محددة وقد لاتشكل أى خطر على البشر.[15] ويقتصر أجل الأوبئة النادرة للأمراض الفيروسية التى نشات فى الحيوان وذلك بسبب عدم تكيف الفيروسات تماما مع البشر[16] والتجمعات البشرية كانت صغيرة جدا للحفاظ على سلاسل العدوى.[17]
كانت الفيروسات الأخرى القديمة تمثل أقل خطورة. وقد أصابت الفيروسات الهربسية أولا أسلاف الانسان المعاصر منذ مايزيد على 80مليون سنة.[18] وقد عمل البشر على احتمالية وجود هذه الفيروسات , وأصيب الأغلب على الأقل بنوع واحد.[19]سجلات هذه العدوى الفيروسية الأكثر اعتدالا تكون نادرة ,ولكن من المرجح أن كائنات شبيهة بالانسان مبكرا كانت تعانى من نزلات البرد والانفلونزا والاسهال الناجمة عن الفيروسات كما هو حال الانسان اليوم . وفى الآونة الأخيرة تسبب تطور الفيروسات فى الأوبئة والجوائح- وهذا مايسجله التاريخ.[20] ويبدو أن فيروس الأنفلونزا هو الفيروس الذي انتقل من الخنازير الى البط والطيور المائية وبالتالى الى البشر. ومن الممكن أن الطاعون القاتل فى الشرق الأوسط فى وقت أواخر السلالة الثامنة عشر , ارتبط بانتقاله الى تل العمارنة.[21]
فى العصور القديمة
بين أقرب سجلات العدوى الفيروسية هناك لوحة تذكارية مصرية يعتقد أنها تمثل أحد الكاهنة التى تمثل السلالة الثامنة عشر (1350-1580) قبل الميلاد حيث تشوه قدمه واصابته باعاقة حركية نتيجة أصابته بشلل الأطفال.[22] يظهر على مومياء سبتاح - أحد حكام الأسرة التاسعة عشر – علامات لشلل الأطفال ,وأن رمسيس الخامس وبعض المومياوات المصرية الأخرى المدفونة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ظهرت أدلة على اصابتها بالجدرى.[23] [24] وفى أثينا فى عام 430 قبل الميلاد كان هناك وباء الجدرى، وفى ذلك الوقت توفى ربع الجيش الأثينى والعديد من المواطنين بسبب العدوى.[25]
الحصبة هى مرض قديم، ولكنه لم يكن كذلك حتى القرن العاشر حيث اكتشفه وتعرف عليه الطبيب الفارسى محمد بن ذاكريا الرازى (865-925) المعروف باسم الرازى.[26] واستخدم الرازى المصطلح العربى الحصبة. كان للحصبة العديم من الأسماء منها الحصبة الالمانية وهى من الكلمة اللاتينية ريبيوس, "حمراء "، وموربيلى "الطاعون الصغير ".[27] نظرا لأوجه التشابه الوثيقة بين فيروس الحصبة وفيروس حمى الكلاب وفيروس الطاعون البقرى فقد أثيرت الكهنات بأن الحصبة قد انتقلت للانسان عن طريق الكلاب المدجنة او الماشية.[28] وقد اتضح أن فيروس الحصبة قد تشعب على نطاق واسع فى القرن الثانى عشر بعيدا عن فيروس الطاعون البقري.[29]
تمنح عدوى الحصبة الحصانة مدى الحياة .ويتطلب الفيروس الكثافة السكانية العالية ليصبح مرض متوطن ,وعلى الأرجح لم يحدث هذا فى العصر الحجرى الحديث.[30] وبعد ظهور الفيروس فى منطقة الشرق الأوسط , فقد وصل الهند فى 2500 قبل الميلاد.[31] وقد كانت الحصبة شائعة فى الاطفال فى الوقت الذى لم يتعرف عليها كمرض .وقد وصفت الحصبة فى الكتابات الهيروغليفية المصرية بأنها مرحلة طبيعية من مراحل التنمية.[32]
وأقدم وصف لنبات أصيب بالفيروس يوجد فى قصيدة كتبتها الامبراطورة شوتوكو(718-770),والتى كانت من خلالها تقوم بوصف نبات فى الصيف وأوراقه صفراء . وقد عرف النبات بعد ذلك " يوباتيريم ليديلانيوم" بأنه نبات عشبى معمر , وغالبا مايكون معدى بفيروس تجعد الأوراق الصفراء للطماطم. [30]
العصور الوسطى
وبسبب تنامى السكان بسرعة فى أوروبا وازدياد كثافة السكان فى البلدان والمدن ,أصبح هناك أرض خصبة لوجود العديد من الأمراض المعدية, ومنها الموت الأسود – العدوى البكتيرية – وهو الأكثر شهرة.[33] باستثناء الجدرى والأنفلونزا, حيث توثيق المعلومات لتفشى العدوى يعرف الآن سبب حدوثها فيروسات كانت نادرة. كان داء الكلب وهو مرض عرف لأكثر من 4000 عام،[34] منتشر فى أوروبا واستمر على هذا النحو حتى اكتشاف لويس باستور للقاح فى عام 1886.[35] كان متوسط العمر المتوقع فى اوروبا فى العصور الوسطى 35 سنة ;وكان يتوفى 60%من الاطفال قبل سن 16، وكثير منهم خلال السنوات الست الأولى من الحياة. اعتمدالأطباء – مع قلة عددهم – معرفتهم ومعلوماتهم الطبية المحدودةكما فعل علماء التنجيم. بعض علاجات الأمراض تتألف من مراهم التى تتم بواسطة القطط التى تم تفحمها فى دهون القنقذ.[36] كانت الحصبة والانفلونزا والجدرى من بين عدد كبير من الأمراض التى تسبب الوفاة فى مرحلة الطفولة.[37] ساعدت الحروب الصليبية والفتوحات الأسلامية فى انتشار الجدرى ,الذى كان السبب لأوبئة متكررة فى أوروبا بعد معرفته للقارة بين القرنين الخامس والسابع.[38][39]
كانت الحصبة متوطنة فى جميع أنحاء البلدان ذات الكثافة السكانية العالية من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.[40] وفى انجلترا عرف المرض باسم "ميزيلس",وكان اول وصف فى القرن 13,وعلى الأرجح أنه كان واحد من ال49 طاعون تلك التى وقعت بين 526و 1087.[41] ويعد الطاعون البقرى ,الذى يسببه فيروس يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس الحصبة ,مرض يصيب الماشية وهو معروف منذ العصر الرومانى .[42] هذا المرض ,الذى نشأ فى اسيا جلب لاول مرة الى اوروبا عن طريق الهون الغازية فى 370. فيما بعد غزوات المغول بقيادة جنكيز خان وجيشه, بدأت الأوبئة فى أوروبا في 1222و1233و1238.[43] انتقلت العدوى لاحقا الى انجلترا فى أعقاب استيراد الماشية من القارة.كان الطاعون البقرى فى ذلك الوقت مرض مدمر وكان معدل الوفيات من 80-90%. وكانت المجاعة نتيجة خسارة الماشية.[44]
أوائل العصر الحديث حتى أخره
تبدأ الفترة الحديثة مع بداية فترة تيودور حين انتصر هنري السابع (Henry VII) على ريتشارد الثالث (Richard III) في معركة بوسوورث 22 أغسطس ١٤٨٥م. وبعد الانتصار بفترة وجيزة أصاب الجيش فجاءة مرض التعرق الانجليزي.[45] هذا المرض جديد وغريب في نفس الوقت لانه أصاب الاغنياء بصفة خاصة، وربما يكون قد نشأ في فرنسا حيث قام هنري السابع بتجنيد جيشه.[46] اجتاح لندن وباء في صيف عام 1508، ولقي العديد من الضحايا مصرعهم خلال يوم واحد، وكانت حالات الوفاة منتشرة في جميع انحاء المدينة. وأصبحت الشوارع خالية تماماً إلا من العربات التي تنقل الجثث. واصدر الملك هنري إعلان بحظر الدخول للمدينة(منع الدخول اليها) باستثناء الأطباء والصيادلة.[47] وفي عام 1556 تفشى وباء جدبد راح ضحيته عشرات الآلاف، ربما كان مرض الانفلونزا أو عدوى فيروسية مماثلة. ولكن لا يمكن الاعتماد على التقديرات في ذلك الوقت والأخذ بها لان الطب لم يكن علماً متخصص بعد.[48][49][50] بالرغم من ضعف امكانات الطب والدواء لتخفيف معاناة الضحايا المصابين تم اتخاذ التدابير للحد من انتشار المرض ومنها: فرض قيود على التجارة والسفر، وعزل الأسر المنكوبة من المجتمع، وتبخير المباني وقتل الماشية.[51]
ترجع المصادر التي تشير الى ع��وى الانفلونزا الى أواخر القرن ال15 وأوائل القرن ال16،[52] ولكن من المؤكد ان هذه العدوى قد ظهرت قبل ذلك بمدة طويلة.[53] ظهر وباء الانفلونزا لأول مرة عام 1173 م في أوروبا، وفي عام 1493 تفشى وباء أخر وضرب السكان الأصليين (الهنود الحمر ) في هيسبانيولا. ويُعتقد ان هذا الوباء هو مرض إنفلونزا الخنازير، وتوجد بعض الأدلة على ان مصدر تلك العدوى هو الخنازير التي كانت على متن سفن كولومبوس.[54] و في الفترة بين 1557 و1559 ظهر وباء انفلونزا في انجلتر وراح ضحيته خمسة بالمئة من عدد السكان أي حوالي 150.000 شخص. وكان معدل الوفيات تقريبا خمسة أضعاف وباء انفلونزا عام 1918.[48] وفي في يوليو 1580، تم تسجيل أول وباء بشكل صحيح واجتاح ذلك الوباء أنحاء مختلفة في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وارتفعت معدلات الوفيات حيث توفى 8،000 شخص في روما.[55] وفي القرن ال18 ظهرت ثلاث اوبئة أخرى من ضمنها الوباء الذي ظهر في الفترة ما بين 1781و 1782.[56] ويُعد هذا الوباء الأكثر تدميرا في التاريخ؛ حيث بدأ في الصين في نوفمبر 1781 الى أن وصل موسكو في ديسمبر، ثم اجتاح سانت بطرسبرج في فبراير 1782، وبحلول شهر مايو كان قد وصل الى الدنمارك.[55][57] وفي غضون ستة أسابيع كان 75 بالمئة من السكان الانجليز قد أصابتهم العدوى وسرعنا منا انتشر المرض الى الأمريكتين.[58]
ظلت أمريكا وأستراليا خاليتين من الحصبة والجدري حتى وصول المستعمر الأوروبي ما بين القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر.[59] لم يحمل الأسبان الحصبة والأنفلونزا فقط الى الأمريكتين بل حملوا الجدري معهم أيضاً.[59] وكان الجدري مستوطناً في أسبانيا حيث حمله المورو (الموريون) من افريقيا.[60] انتشر وباء الجدري في تينوتشتيتلان عاصمة امبراطورية الآزتك في المكسيك عام 1519. بدأ الوباء عن طريق جيش بانفيلو دي نارفييث الذي لحق بـ إرنان كورتيس، حمل على ظهر سفينته أحد العبيد الأفارقة مصاب بالعدوى. وعندما دخل الأسبان العاصمة في صيف عام 1521 وجدوها ممتلئة بجثث الضحايا المتناثرة.[61] وفي النهاية قتل الوباء أكثر من نصف السكان الأصليين.[62] اما الأسبان فكان لديهم مناعة من مرض الجدري. ولم يكن كورتيس لينتصر على الآزتك ويغزو المكسيك، مع عدد جيش أقل من 900 شخص، دون مساعدة من الجدري.[63] وهكذا لقى العديد من السكان الأصليين حتفهم عن طريق انتشار المرض الذي دخل دون قصد مع الاستعمار الأوروبي. وبعد 150 عام من وصول كولومبوس الى الأمريكتين، كان عدد السكان الأصليين قد انخفض بنسبة 80 بالمئة بسبب الأمراض المختلفة ومنها الجدري والحصبة والأنفلونزا.[64][65] وساهم الهلاك الذي الحقته تلك الفيروسات في محاولات الأوروبيون لتهجير السكان الأصليين وغزوهم.[66]
في القرن ال18 أصبح الجدري مرضاً مستوطناً في أوروبا؛ كان هناك خمسة أوبئة في لندن ما بين 1719م و 1746م، كما انتشر المرض بصورة كبيرة في كثير من المدن الأوروبية. وبحلول نهاية القرن كان حوالي 400،000 من الأوروبيين يموتون بسبب هذا المرض كل عام.[67] وصل المرض الى جنوب أفريقيا عن طريق سفن قادمة من الهند، واجتاح المرض وانتشر في أسترالياعام 1789م. وفي القرن ال19 أصبح الجدري أهم سبب للوفاة لسكان أستراليا الأصليين.[68]
في عام 1546 كتب الطبيب الإيطالي جيرولامو فراكاسترو وصفاً تقليديا عن الحصبة. واافترض أن مسببات الأمراض الوبائية هي دقائق قادرة على الانتقال من شخص لأخر وتشبه "البذور". وفي عام 1670 سجل توماس سيدنهام وباء الحصبة الذي اجتاح لندن وافترض أيضاً ان الوباء ناتج من أبخرة سامة منبعثة من الأرض.[69] وبالرغم من خطأ نظريته إلا انه كان ملاحظ ذو مهارة واحتفظ بسجلاك دقيقة للمرض.[70]
الحمّى الصفراء هي مرض فيروسي قاتل وفتاك يُسببه فيروس فلافي أو الفَيروسَةُ المُصَفِّرَة (جِنْسٌ مِنَ الفَيروسات). وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق البعوضة المُسماة بالبعوضة (الزاعجة)المصرية (Aedes aegypti) وظهر لأول مرة منذُ أكثر من 3.000 سنة.[71] تم تسجيل أول اصابة بوباء الحمى الصفراء عام 1647 م في جزيرة باربادوس، ولكن أطلق عليه حاكم الجزيرة (جون وينثرب) ذلك الوقت اسم "باربادوس ديستمبر" أو مرض حُمى الديستمبر. وفُرضت قوانين الحجر الصحي للمرة الأولى على الأطلاق في أمريكا الشمالية من أجل حماية الشعب.[72] ومن ثم ظهرت أمراض أخرى في أمريكا الشمالية في القرون ال 17 و 18 و 19.[73] ظهرت أول حالة معروفة من مرض حُمى الضنك في إندونيسيا ومصر عام 1779م. وحملت السفن التجارية المرض الى الولايات المتحدة فظهر الوباء وانتشر في فيلادلفيا عام 1780 م.[74]
يُوجد في المتاحف الأوروبية العديد من اللوحات التي تُصور زهور التوليب ذات خطوط ملونة جذابة. ورُسمت العديد من تلك اللوحات في القرن 17 ومنها نماذج الطبيعة الصامتة لجوهانس يوستشارت. كانت تلك الزهور تتمتع بشعبية كبيرة، وسعى لشراءها من يتحمل ثمنها فقط؛ حتى انه في ذروة عصر جنون التوليب (هوس الخزامي) وصل سعر البصلة الواحدة منها يساوي ثمن منزل وفي أحيان أخري تمت مقايضتها بالأراضي والمواشي والبيوت.[75] ولم يكُن من المعروف في ذلك الوقت أن تلك الخطوط الملونة هي في الحقيقة يُسببها فروس انتقل إليها بالصدفة من الياسمين عن طريق البشر.[76] وبعد ان أضعفها الفيروس، أصبح الاستثمار رديئاً. وبصلات قلبلة فقط هي التي أنتجت أزهاراً تحمل نفس الخصائص الجذابة للنباتات الأم.[77]
مجاعة أيرلندا الكبرى أو مجاعة البطاطس الإيرلندية حدثت بين 1845م و 1852م.وسببت وفاةَ مليون إنسان و هجرة مليون آخر من أيرلندا فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20%-25% بالمئة في الجزيرة، كان ثلث سكان أيرلندا يعتمد على أكل البطاطس في التغذية بسبب الفقر لم يكن العفن هو السبب في مرض البطاطس اللفحة المتأخرة بل كان فيروساً أخر. وأطُلق على المرض اسم التجعد او الالتفاف "The curl" وتسبب في حدوثه فيروس التفاف اوراق البطاطس (Potato leafroll virus (PLRV كان المرض منتشراً في انجلترا عام 1770s ودمر حوالي 75% بالمئة من محصول البطاطس، بينما كان محصول البطاطس الإيرلندي سليم نسبياً.[78]
اكتشاف اللقاح (التطعيم)
ماري وورتلي مونتاغيو(1689-1762) كاتبة ارستقراطية، زوجة عضو البرلمان إدوارد وورتلي مونتاغيو. في عام 1716 تم تعيين زوجهاالسفير اليريطاني في إسطنبول أيام الدولة العثمانية، ولحقت به الى هناك. بعد أسبوعين من وصولها أكتشفت اللممارسات المحلية للوقاية من مرض الجدري عن طريق عملية التَجْدير (تلقيح بالجدري في الشرق القديم) وهي ممارسة يتم فيها حقن الجلد بالصديد او القيح من ضحايا الجدري.[79] كانت ماري قد أصيب بعدوى الجدري في وقت سابق، كما مات أخوها من نفس المرض، لذلك قررت ماري أن تحمي ابنها إدوارد وعمره خمس سنوات من المعاناة، فأرسلت في طلب طبيب السفارة تشارلز ميتلاتد ليقوم بتجدير ابنها (يحقنه بالجدري). وعندما عادت الى لندن طلبت من ميتلاند ان يقوم بتجدير ابنتها وعمرها أربع سنوات أمام الطبيب الملكي.[80] وفي وقت لاحق تمكنت مونتاغيو من اقناع أمير وأميرة ويلز ابن الملك (جورج الثاني) بان يتبنو اقتراحها في القيام بذلك الاجراء على العامة. عرض الملك منح العفو الكامل لستة سجناء ممن كان محكوم عليهم بالإعدام وينتظرون تنفيذ في سجن نوغت، وذلك في نظير قيامهم بتطبيق التجربة عليهم من اجل خدمة العامة. وبالفعل وافق السجناء وتم حقنهم بالجدري عام 1721 م وتم شفاء جميع السجناء من هذا الاجراء. وللتأكد من تأثير التجربة في الوقاية من المرض قامت واحدة من هؤلاء السجينات وعمرها 19 عاما بالنوم لمدة ستة أسابيع في سرير أحد الضحاياالمصابين بالمرض وكان طفل 10 سنوات ولم تصيبها العدوى.[81]
كُررت التجربة على أحد عشر طفلاُ من الأيتام ونجو جميعهم من ذلك البلاء. وتم تطعيم أحفاد الملك جورج الأول عام 1722 م.[82] لم تكن تلك الطريقة آمنة تماما حيث كان هناك فرصة واحدة لحدوث وفاة من بين خمسين حالة.[83] بالاضافة الى ذلك كانت تلك الممارسة مُكلفة؛ كان الطبيب يتقاضى مان بين 5 و10 جنيه استرليني نظير القيام بذلك الاجراء. وكانت تُباع للممارسين الأخرين بأتعاب بين 50الى 100 جنيه استرليني أو مقابل نصف الأرباح. أصبحت ممارسة التجدير (التطعيم بالجدري) مُربحة ولكنها ظلت بعيدة عن متناول الكثيرين لتكلفتها العالية حتى أواخر 1770s.[84] في ذلك الوقت لم يعرف أحد شيئاً حول الفيروسات أو الجهاز المناعي ولم يعرفوا حتى كيف لتلك الممارسة بالتجدير أن تُوفر المناعة والوقاية من مرض الجدري.[85]
إدوارد جينر(17 مايو 1749 - 26 يناير 1823) هو طبيب ملكي إنكليزي كان أول من اكتشف لقاح لمرض الجدري. تلقى التطعيم بالتجدير وهو طفل صغير وعانى كثيراً من الجدري لكنه عاش ونشأ محمياً منه.[86] [87] لاحظ "جينر" ان عُمال حلب الأبقار الذين أصابهم مرض حمى جدري البقر معتدلة ( cowpox ) لديهم مناعة ضد مرض الجدري. لذلك قرر إختبار تلك النظرية ولكنه لم يكن أول من يقوم بذلك. وفي 14 مايو 1796 اختار جينر طفل سليم "جيمس فيبس" عمره 8 سنوات ليقوم بتطعيمه بمرض جدري البقر. ونجا الطفل من التطعيم التجريبي لفيروس جدري البقر، وعانى الطفل من حُمى خفيفة فقط . وفي 1 يوليو 1796 أخذ "جينر" عينة من قيح الجدري وقام بتطعيم الطفل "فيبس" بها في ذراعه وقام بالأمر مرارا وتكرارً، ونجا الطفل بعد أكثر من 20 مرة دون استسلام للمرض. بعد وقت قليل اتضح ان طريقة جينر للتطعيم بجدري البقر أكثر أماناً من طريقة التجدير، وفي عام 1801 م تم تطعيم أكثر من 100.000 شخص ضد المرض.[88]
بالرغم من اعتراضات الممارسين الطبيين للتلقيح بالجدري(varilation) لأنهم توقعوا انخفاضاً في دخلهم، جعلت المملكة المتحدة التطيعم بالمجان للفقراء في عام 1840 م. وفي العام نفسه تم منع الممارسة بالحقن بالجدري وأعُلن انها ممارسة غير قانونية بسبب الوفيات المصاحبة لها.[89] ثم أصبح التطعيم إجباريا في بريطانيا وويلز بموجب قانون التطيعم لعام 1853 م، ونص القانون على تغريم الأباء £1 جنيه استرليني ما لم يتم تطيعم أطفالهم قبل بلوغهم عمر ثلاثة أشهر. ولم يُطبق القانون بالشكل الكافي بالاضاقة الى عدم فعالية نظام توفير التطعيمات والذي لم يتغير منذ 1840 م.وبعد أن اظهر السكان امتثالا مبكرا للتطعيم، نسبة قليلة فقط تم هي التي خضعت للتطعيم.[90] فلم يلقى التطعيم الاجباري ترحيباً، وبعد مظاهرات معارضة، تم تكوين رابطة مناهضة للتطعيم وأُخرى مناهضة للتطعيم الإجباري في عام 1866 م.[91][92] وعقب الحملات المناهضة للتطعيم الاجباري تفشى الجدري في صورة وباء خطير في مدينة غلوستر، حيث ضرب الوباء المدينة لأول مرة منذ 20 سنة ومات 434 شخص من بينهم 281 طفل.[93] وبالرغم من ذلك وافقت الحكومة على رأي معارضي التطعيم، وارضاءاً لهم أصدرت قانون التطعيم لعام 1898 م ومنعت بموجبه الغرامات، كما أدرجت بنداً لأول مرة "المستنكف الضميري" (Conscientious objector) يتعلق بأن يعمل المرء بما يمليه عليه ضميره، ويسمح للآباء والأمهات الذين لا يؤمنون بفعالية التطعيم أو سلامته بالحصول علي شهادة إعفاء من التطعيم. وخلال السنوات التالية تم منح 205.000 اعفاء من التطعيم، وبحلول عام 1912 تم تطعيم أقل من نصف عدد السكان من المواليد الجُدد.[94] وفي عام 1948 م لم يعد التطعيم ضد الجدري اجبارياً في المملكة المتحدة.[95]
لويس باستير و مرض داء الكلب ( السُعار )
داء الكلب أو السُعار بالانجليزية rabies هو مرض فيروسي فتاك و يؤدي في الغالب الى الوفاة تسببه عدوى تنتقل عن طريق الثدييات أي حيوانات ذوات دم حار. عُرف في القرن 21 انه يصيب الثدييات البرية مثل الثعالب والخفافيش ولكنه واحد من أقدم الأمراض الفيروسية: داء الكلب rabies هي كلمة تنتمي للغة السنسكريتية (Rabhas) التي ترجع الى 3000 سنة قبل الميلاد،[96] وتعني " الجنون " أو " العنف "،[97] وهذا المرض معروف منذ أكثر من 4000 سنة.[98] يُمكن العُثور على وصف لداء الكلب في نصوص بلاد الرافدين والنصوص اليونانية القديمة و أطلقت عليه اسم ليسا lyssa او ليتا lytta وتعني الجنون.[99] كما يُكن العُثور على مراجع لداء الكلب في قانون مملكة أشنونا التي تعود الى 2300 سنة قبل الميلاد. وكتب الفيلسوف اليوناني أرسطو أقدم وصفاً غير مُختلف عليه للمرض وكيف ينتقل المرض للبشر. كما سجل الفيلسوف اليوناني سلسوس في القرن الأول الميلادي أعراض المرض و أطلق عليه هيدروفوبيا hydrophobia "رُهاب الماء" وذلك لأن ضحاياه المصابون الغير قادرين على الابتلاع عُرف عنهم الإصابة بتهيّج عند رؤية الماء، وافترض أن لُعاب الحيوانات الحاملة للعدوى يحتوى على جُرثومَة مُخاطِية ( حيوان غَروي ) أو سُم، وليصف ذلك اخترع كلمة "فيروس".[100] على الرغم من عدم تسببه في حدوث أوبئة كانت الإصابة بعدوى االسُعار أو مرض داء الكلب مُخيفة حقاً وذلك بسبب أعراضه ومنها الجنون ورُهاب الماء والموت.[101]
وفي فرنسا خلال عهد لويس باستير (1822-1895) كان هناك بضع المئات من العدوى بالسُعار بين البشر كل سنة،ويأس الناس من الشفاء من المرض. بالرغم من إدراك باستير للخطر المُحتمل له قام بالبحث عن الجرثومة في الكلاب المسعورة.[102] أوضح باستير انه عند طحن النخاع الشوكي الذي استخلصه من الكلاب الميتة بسبب المرض وتجفيفه لإضعاف الفيروس في الأنسجة العصبية من خمس إلى 10 أيام، ومن ثم حقن كلب سليم بتلك الأنسجة ووجد ان الكلب لم يُصب بالعدوى. وكرر باستير تلك التجربة عدة مرات على نفس الكلب باستخدام أنسجة تم تجفيفها لأيام أقل في كل مرة، وعاش الكلب حتى بعد الحقن بأنسجة عصبية نشيطة مصابة بالدوى. وبذلك قام باستير بتحصين الكلب كما فعل ذلك مع 50 كلب غيره.[103]
مصادر
- ^ McMichael AJ (2004). "Environmental and social influences on emerging infectious diseases: past, present and future". Philosophical Transactions of the Royal Society B 359 (1447): 1049–1058. doi:10.1098/rstb.2004.1480. PMC 1693387. PMID 15306389.
- ^ Clark, p. 56
- ^ Barrett and Armelagos, p. 28
- ^ Villarreal, p. 344
- ^ Hughes AL, Irausquin S, Friedman R (2010). "The evolutionary biology of poxviruses". Infection, Genetics and Evolution 10 (1): 50–59. doi:10.1016/j.meegid.2009.10.001. PMC 2818276. PMID 19833230. Retrieved 2014-12-19.
- ^ Georges AJ, Matton T, Courbot-Georges MC (2004). "[Monkey-pox, a model of emergent then reemergent disease]". Médecine et Maladies Infectieuses (in French) 34 (1): 12–19. doi:10.1016/j.medmal.2003.09.008. PMID 15617321.
- ^ Tucker, p. 6
- ^ Clark, p. 20
- ^ Barker, p. 1
- ^ Gibbs AJ, Ohshima K, Phillips MJ, Gibbs MJ (2008). Lindenbach, Brett, ed. "The prehistory of potyviruses: their initial radiation was during the dawn of agriculture". PLoS ONE 3 (6): e2523. doi:10.1371/journal.pone.0002523. PMC 2429970. PMID 18575612. Retrieved 2014-12-19.
- ^ Fargette D, Pinel-Galzi A, Sérémé D, Lacombe S, Hébrard E, Traoré O, Konaté G (2008). Holmes, Edward C., ed. "Diversification of rice yellow mottle virus and related viruses spans the history of agriculture from the neolithic to the present". PLOS Pathogens 4 (8): e1000125. doi:10.1371/journal.ppat.1000125. PMC 2495034. PMID 18704169.
- ^ Gibbs AJ, Ohshima K, Phillips MJ, Gibbs MJ (2008). Lindenbach, Brett, ed. "The prehistory of potyviruses: their initial radiation was during the dawn of agriculture". PLoS ONE 3 (6): e2523. doi:10.1371/journal.pone.0002523. PMC 2429970. PMID 18575612. Retrieved 2014-12-19.
- ^ Zeder MA (2008). "Domestication and early agriculture in the Mediterranean Basin: origins, diffusion, and impact". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America 105 (33): 11597–11604. doi:10.1073/pnas.0801317105. PMC 2575338. PMID 18697943. Retrieved 2014-12-19.
- ^ McNeill, p. 71
- ^ Baker, pp. 40–50
- ^ McNeill, p. 73
- ^ Clark, p. 57–58
- ^ Crawford (2000), p. 225
- ^ White DW, Suzanne Beard R, Barton ES (2012). "Immune modulation during latent herpesvirus infection". Immunological Reviews 245 (1): 189–208. doi:10.1111/j.1600-065X.2011.01074.x. PMC 3243940. PMID 22168421.
- ^ Crawford (2000), p. 225
- ^ Martin, P; Martin-Granel E (June 2006). "2,500-year evolution of the term epidemic". Emerg Infect Dis 12 (6): 976–80. doi:10.3201/eid1206.051263. PMC 3373038. PMID 16707055. Retrieved 2014-12-19.
- ^ Shors, p. 13
- ^ Donadoni, p. 292
- ^ Taylor, p. 4
- ^ Zimmer, p. 82
- ^ Levins, pp. 297–298
- ^ Dobson, pp. 140–141
- ^ Karlen, p. 57
- ^ Furuse Y, Suzuki A, Oshitani H (2010). "Origin of measles virus: divergence from rinderpest virus between the 11th and 12th centuries". Virology Journal 7: 52. doi:10.1186/1743-422X-7-52. PMC 2838858. PMID 20202190.
- ^ Levins, pp. 297–298
- ^ Retief F, Cilliers L (2010). "Measles in antiquity and the Middle Ages". South African Medical Journal 100 (4): 216–217. PMID 20459960.
- ^ Zuckerman, p. 291
- ^ Gottfried RS (1977). "Population, plague, and the sweating sickness: demographic movements in late fifteenth-century England". The Journal of British Studies 17 (1): 12–37. doi:10.1086/385710. PMID 11632234.
- ^ Mahy, (b) p. 243
- ^ Shors, p. 352
- ^ Mortimer, (2009) p. 211
- ^ Pickett, p. 10
- ^ Riedel S (2005). "Edward Jenner and the history of smallpox and vaccination". Proceedings (Baylor University. Medical Center) 18 (1): 21–25. PMC 1200696. PMID 16200144.
- ^ Clark, p. 21
- ^ Gilchrist, p. 41
- ^ Retief F, Cilliers L (2010). "Measles in antiquity and the Middle Ages". South African Medical Journal 100 (4): 216–217. PMID 20459960.
- ^ Barrett, p. 15
- ^ Barrett, p. 87
- ^ Barrett, p. 87
- ^ Quinn, pp. 40–41
- ^ McNeill, p. 229
- ^ Penn, pp. 325–326
- ^ ا ب Mortimer (2012), p. 278
- ^ Quinn, p. 41
- ^ Karlen, p. 81
- ^ Porter, p. 9
- ^ Quinn, p. 9
- ^ Quinn, pp. 39–57
- ^ Dobson, p. 172
- ^ ا ب Potter CW (2001). "A history of influenza". Journal of Applied Microbiology 91 (4): 572–579. doi:10.1046/j.1365-2672.2001.01492.x. PMID 11576290. Retrieved 2014-12-19.
- ^ Quinn, p. 71
- ^ Quinn, p. 72
- ^ Dobson, p. 174
- ^ ا ب McMichael AJ (2004). "Environmental and social influences on emerging infectious diseases: past, present and future". Philosophical Transactions of the Royal Society B 359 (1447): 1049–1058. doi:10.1098/rstb.2004.1480. PMC 1693387. PMID 15306389.
- ^ Glynn, p. 31
- ^ Tucker, p. 10
- ^ Berdan, pp. 182–183
- ^ Glynn, p. 33
- ^ Standford, p. 108
- ^ Barrett and Armelagos, p. 42/
- ^ Oldstone, pp. 61–68
- ^ Tucker, pp. 12–13
- ^ Glynn, p. 145
- ^ Retief F, Cilliers L (2010). "Measles in antiquity and the Middle Ages". South African Medical Journal 100 (4): 216–217. PMID 20459960.
- ^ Sloan AW (1987). "Thomas Sydenham, 1624–1689". South African Medical Journal 72 (4): 275–278. PMID 3303370.
- ^ Mahy, (b) p. 514
- ^ Dobson, pp. 146–147
- ^ Patterson KD (1992). "Yellow fever epidemics and mortality in the US, 1693–1905". Social Science and Medicine (1982) 34 (8): 855–865. doi:10.1016/0277-9536(92)90255-O. PMID 1604377.
- ^ Chakraborty, pp. 16–17
- ^ Crawford (2011), pp. 121–122
- ^ Mahy, (a) pp. 10–11
- ^ Crawford (2011), p. 122
- ^ Zuckerman, Larry, p. 21
- ^ Tucker, p. 6
- ^ Tucker, pp. 16–17
- ^ Tucker, p. 17
- ^ Lane, p. 137
- ^ Rhodes, p. 21
- ^ Rhodes, p. 21
- ^ Zimmer, p. 83
- ^ Booss, p. 57
- ^ Reid, p. 16
- ^ Lane, p. 140
- ^ Lane, p. 140
- ^ Brunton, pp. 39–45
- ^ Glynn, p. 153
- ^ Brunton, p. 91
- ^ Glynn, p. 161
- ^ Glynn, p. 163
- ^ Glynn, p. 164
- ^ Shors, p. 352
- ^ Zuckerman, p. 291
- ^ Mahy, (b) p. 243
- ^ Mahy, (b) p. 243
- ^ Mahy, (b) p. 243
- ^ Mahy, (b) p. 243
- ^ Reid, pp. 93–94
- ^ Reid, p. 96