انتقل إلى المحتوى

سفالة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
{{بطاقة مبنى}}
{{بطاقة مبنى}}
[[ملف:Braun Sofala UBHD.jpg|تصغير|سوفالا في عام 1572.]]
[[ملف:Braun Sofala UBHD.jpg|تصغير|سوفالا في عام 1572.]]
'''سوفالا''' (Sofala) هي مدينة قديمة مندثرة، كانت ذات حضارة وثراء ومركز تجاري مزدهر وميناء رئيس على ساحل [[إفريقيا|أفريقيا]] الجنوب شرقي والمطل على [[المحيط الهندي]]. وفي الوقت الحاضر لم يبقَ منها سوى بعض الآثار القليلة التي تدل على وجودها. وموقعها الأثري حالياً يعرف باسم سوفالا الجديدة {{لات|Nova Sofala}} في [[موزمبيق|موزامبيق]].
'''سوفالا''' (Sofala) هي مدينة قديمة مندثرة، كانت ذات حضارة وثراء ومركز تجاري مزدهر وميناء رئيس على ساحل [[إفريقيا|]] الجنوب شرقي والمطل على [[المحيط الهندي]]. وفي الوقت الحاضر لم يبقَ منها سوى بعض الآثار القليلة التي تدل على وجودها. وموقعها الأثري حالياً يعرف باسم سوفالا الجديدة {{لات|Nova Sofala}} في [[موزمبيق]].


== التاريخ ==
== التاريخ ==
سوفالا واحدة من أقدم الموانئ في جنوبي أفريقيا في القرون الوسطى. وقد كانت في الماضي ميناء رئيس لمملكة مونوموتابا (موتابا) القديمة التي امتدت بين نهري [[نهر زمبيزي|الزامبيزي]] و[[ليمبوبو]] بجنوبي أفريقيا على أرض مايسمى اليوم دولة [[زيمبابوي]] و[[موزمبيق|موزامبيق]].
سوفالا واحدة من أقدم الموانئ في جنوبي في القرون الوسطى. وقد كانت في الماضي ميناء رئيس لمملكة مونوموتابا (موتابا) القديمة التي امتدت بين نهري [[نهر زمبيزي|الزامبيزي]] و[[ليمبوبو]] بجنوبي على أرض مايسمى اليوم دولة [[زيمبابوي]] و[[موزمبيق]].


قامت مدينة سوفالا على حافة مصب عريض شكله [[نهر بوزي]] وسميت تلك البقعة في الخرائط القديمة البرتغالية باسم «ريو دي سفالة» وتعني نهر سفالة. ونشأت سوفالا في حوالي عام [[700]]، وعرفها العرب منذ عام [[915]]، وكانت واحدة من مراكز التجارة على الساحل الإفريقي، ثم عرفها التجار من [[بلاد فارس]].
قامت مدينة سوفالا على حافة مصب عريض شكله [[نهر بوزي]] وسميت تلك البقعة في الخرائط القديمة البرتغالية باسم «ريو دي سفالة» وتعني نهر سفالة. ونشأت سوفالا في حوالي عام [[700]]، وعرفها العرب منذ عام [[915]]، وكانت واحدة من مراكز التجارة على الساحل الإفريقي، ثم عرفها التجار من [[بلاد فارس]].


كان لـ «[[نهر بوزي]]» دور كبير في مواصلات التجارة ونقطة وصل من سوفالا إلى السوق الداخلي في [[إفريقيا|أفريقيا]] بربطها ببلدة «مانيكا»، ومنها إلى حقول [[ذهب|الذهب]] في بلاد زمبابوي الكبرى. وفي القرن العاشر أقام التجار والبحارة الصوماليين من [[مقديشو]] مركزاً شهيراً للتجارة في سوفالا لتبادل الأقمشة والمنسوجات القطنية بالذهب و[[عاج|العاج]].<ref>The Horizon history of Africa, Volume 1 page 143</ref> وفي بداية عام [[1180]] والسنوات التي تلت ذلك، سيطر السلطان سليمان الحسن سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] على سوفالا وضمها إلى [[سلطنة كلوة]] (تقع حالياً في [[تنزانيا]]) مما جعلها تتأثر وتندمج في الثقافة السواحيلية<ref>Portuguese chronicler [[خواو دي باروس|جواو دي باروس]] (Dec. I, Lib. 10, Cap. 2 (p.388ff.))</ref>، وعزز السواحيليون نفوذ التجارة باستغلال نهر بوزي ممراً وطريقاً للمواصلات التجارية بالمراكب النهرية لجلب [[ذهب|الذهب]] من المناطق الداخلية في [[إفريقيا|أفريقيا]] إلى الساحل <ref>For an account of the Sofala-Manica gold connection, see ''Ethiopia Oriental'' of Fr. João dos Santos (1609), reprinted in Theal, Vol. 7, p.3ff.</ref>، وأصبحت سوفالا موقعاً رئيس لتواجد [[ذهب|الذهب]] وتجارته في [[إفريقيا|أفريقيا]] مما جعل المؤرخ البرتغالي «ثومى لوبيز» {{برتغالية|Thomé Lopes}} والذي رافق المستكشف البرتغالي [[فاسكو دا غاما]] في رحلته للهند عام [[1586]] أن يصف سوفالا بأنها أشبه ب[[مملكة سبأ]] وأرض [[ذهب|الذهب]] <ref>[[Thomé Lopes]], 1504: [http://books.google.com/books?id=eCsOAAAAYAAJ&dq=editions:LCCN05004414&as_brr=1&pg=PA163#v=onepage&q&f=false p.163] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170407155033/https://books.google.com/books?id=eCsOAAAAYAAJ&dq=editions%3ALCCN05004414&as_brr=1&pg=PA163|date=07 أبريل 2017}}</ref> وهي نفس الفكرة التي ذكرها الشاعر الإنجليزي «ملتون» Milton في القرن السابع عشر في واحدة من أعماله الأدبية «الفردوس المفقود».
كان لـ «[[نهر بوزي]]» دور كبير في مواصلات التجارة ونقطة وصل من سوفالا إلى السوق الداخلي في [[إفريقيا|]] بربطها ببلدة «مانيكا»، ومنها إلى حقول [[ذهب|الذهب]] في بلاد زمبابوي الكبرى. وفي القرن العاشر أقام التجار والبحارة الصوماليين من [[مقديشو]] مركزاً شهيراً للتجارة في سوفالا لتبادل الأقمشة والمنسوجات القطنية بالذهب و[[عاج|العاج]].<ref>The Horizon history of Africa, Volume 1 page 143</ref> وفي بداية عام [[1180]] والسنوات التي تلت ذلك، سيطر السلطان سليمان الحسن سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] على سوفالا وضمها إلى [[سلطنة كلوة]] (تقع حالياً في [[تنزانيا]]) مما جعلها تتأثر وتندمج في الثقافة السواحيلية<ref>Portuguese chronicler [[خواو دي باروس|جواو دي باروس]] (Dec. I, Lib. 10, Cap. 2 (p.388ff.))</ref>، وعزز السواحيليون نفوذ التجارة باستغلال نهر بوزي ممراً وطريقاً للمواصلات التجارية بالمراكب النهرية لجلب [[ذهب|الذهب]] من المناطق الداخلية في [[إفريقيا|]] إلى الساحل <ref>For an account of the Sofala-Manica gold connection, see ''Ethiopia Oriental'' of Fr. João dos Santos (1609), reprinted in Theal, Vol. 7, p.3ff.</ref>، وأصبحت سوفالا موقعاً رئيس لتواجد [[ذهب|الذهب]] وتجارته في [[إفريقيا|]] مما جعل المؤرخ البرتغالي «ثومى لوبيز» {{برتغالية|Thomé Lopes}} والذي رافق المستكشف البرتغالي [[فاسكو دا غاما]] في رحلته للهند عام [[1586]] أن يصف سوفالا بأنها أشبه ب[[مملكة سبأ]] وأرض [[ذهب|الذهب]] <ref>[[Thomé Lopes]], 1504: [http://books.google.com/books?id=eCsOAAAAYAAJ&dq=editions:LCCN05004414&as_brr=1&pg=PA163#v=onepage&q&f=false p.163] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170407155033/https://books.google.com/books?id=eCsOAAAAYAAJ&dq=editions%3ALCCN05004414&as_brr=1&pg=PA163|date=07 أبريل 2017}}</ref> وهي نفس الفكرة التي ذكرها الشاعر الإنجليزي «ملتون» Milton في القرن السابع عشر في واحدة من أعماله الأدبية «الفردوس المفقود».


يعتقد أن اسم سوفالا أشتق من [[اللغة العربية]] وتعني الأرض السفلى، أي أسفل الساحل الأفريقي الشرقي.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.encyclopedia.com/topic/nova_sofala.aspx|عنوان=|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200329071850/http://www.encyclopedia.com/404|تاريخ أرشيف=2020-03-29}}</ref> لقد أدت تجارة [[ذهب|الذهب]] في سوفالا إلى ثراء [[سلطنة كلوة]] وغنى سلاطينها ودفعتهم لتمويل وتوسيع الإمبراطورية التجارية السواحيلية على طول الساحل الإفريقي الشرقي، ويذكر التاريخ أنهم رغم الثراء الواسع لم يفرضوا الهيمنة على هذا المركز التجاري بل كانت التجارة والتجار وأهل سوفالا يمارسون أعمالهم بكل حرية واستقلالية، فكانت شرايين التجارة تمتد من «مملكة موتابا» حتى [[مدغشقر]] عبر مضيق [[موزمبيق]]، لذا فإن سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] يملك فقط السلطة القضائية على السكان السواحيليين، أما والي سوفالا التابع للسلطنة فلم يكن سوى ما يشبه القنصل منه إلى الحاكم. وقد احتفظت المدينة بحكمها الذاتي مما أدى إلى حريتها وازدهارها.
يعتقد أن اسم سوفالا أشتق من [[اللغة العربية]] وتعني الأرض السفلى، أي أسفل الساحل الشرقي.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.encyclopedia.com/topic/nova_sofala.aspx|عنوان=|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200329071850/http://www.encyclopedia.com/404|تاريخ أرشيف=2020-03-29}}</ref> لقد أدت تجارة [[ذهب|الذهب]] في سوفالا إلى ثراء [[سلطنة كلوة]] وغنى سلاطينها ودفعتهم لتمويل وتوسيع الإمبراطورية التجارية السواحيلية على طول الساحل الإفريقي الشرقي، ويذكر التاريخ أنهم رغم الثراء الواسع لم يفرضوا الهيمنة على هذا المركز التجاري بل كانت التجارة والتجار وأهل سوفالا يمارسون أعمالهم بكل حرية واستقلالية، فكانت شرايين التجارة تمتد من «مملكة موتابا» حتى [[مدغشقر]] عبر مضيق [[موزمبيق]]، لذا فإن سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] يملك فقط السلطة القضائية على السكان السواحيليين، أما والي سوفالا التابع للسلطنة فلم يكن سوى ما يشبه القنصل منه إلى الحاكم. وقد احتفظت المدينة بحكمها الذاتي مما أدى إلى حريتها وازدهارها.


== وصول البرتغاليين ==
== وصول البرتغاليين ==
أول من وصل إلى سوفالا من الغربيين ذلك المستكشف والجاسوس البرتغالي «بيرو دا كوفيلها» {{برت|Pêro da Covilhã}} في عام [[1485]]، وسافر برا متنكراً بوصفة تاجر عربي، وكتب تقريره السري إلى [[لشبونة]] في وصف سوفالا بقوله (... إنها متجر ذهبي...). وفي عام [[1501]] استُكشفت سوفالا من البحر وحدد موقعها بواسطة القائد «سانشو دي توفار» {{برت|Sancho de Tovar}}، وفي عام [[1502]] وصلها «بيدرو أفونسو دي أغويار» {{برت|Pedro Afonso de Aguiar}} (وهناك رواية أخرى تقول بأنه فاسكو دا غاما بنفسه) وقاد السفن البرتغالية الأولى لترسوا في ميناء سوفالا <ref>Newitt, M.D. (1995) ''A History of Mozambique''. Bloomington: Indiana University Press</ref><ref>16th C. chronicler [[Gaspar Correia]] insists it was Aguiar; [[Jerónimo Osório|Osório]], only mildly corroborated by [[خواو دي باروس|جواو دي باروس]], suggests Gama.</ref>
أول من وصل إلى سوفالا من الغربيين ذلك المستكشف والجاسوس البرتغالي «بيرو دا كوفيلها» {{برت|Pêro da Covilhã}} في عام [[1485]]، وسافر برا متنكراً بوصفة تاجر عربي، وكتب تقريره السري إلى [[لشبونة]] في وصف سوفالا بقوله (... إنها متجر ذهبي...). وفي عام [[1501]] استُكشفت سوفالا من البحر وحدد موقعها بواسطة القائد «سانشو دي توفار» {{برت|Sancho de Tovar}}، وفي عام [[1502]] وصلها «بيدرو أفونسو دي أغويار» {{برت|Pedro Afonso de Aguiar}} (وهناك رواية أخرى تقول بأنه فاسكو دا غاما بنفسه) وقاد السفن البرتغالية الأولى لترسوا في ميناء سوفالا <ref>Newitt, M.D. (1995) ''A History of Mozambique''. Bloomington: Indiana University Press</ref><ref>16th C. chronicler [[Gaspar Correia]] insists it was Aguiar; [[Jerónimo Osório|Osório]], only mildly corroborated by [[خواو دي باروس|جواو دي باروس]], suggests Gama.</ref>
بحث القائد البرتغالي الذي وصل أولاً (سواء كان بيدرو أو فاسكو دي غاما) عن حاكم سوفالا «الشيخ يوسف» والذي كان على خلاف مع سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] بسبب أن الوزير «الأمير إبراهيم» قام بخلع وقتل سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] الشرعي «الفضيل» ثم تولى الحكم مما جعل حاكم سوفالا «يوسف» يرفض الاعتراف به، ثم بحث عن وسيلة لنفض سيادة [[جزيرة كلوة|كلوة]] على سفالة، ورسم طريق لجعلها مستقلة، وعندها التفت يميناً ويساراً ولم يجد سوى البرتغاليين وما يملكون من قوة بحرية، فقرر التحالف معهم لأنه يرى أن من الأفضل أن يبني صداقات معهم بدلاً من العداء، لهذا عقد معاهدة تحالف وتجارة مع مملكة [[البرتغال]]. وفي عام [[1505]] مٌنح البرتغالي «بيرو دي أنايا» {{برت|Pêro de Anaia}} والموفد من قبل الملك «مانويل» ملك [[البرتغال]] إذناً من «الشيخ يوسف» لإقامة مركز تجارة دائم وحصن بالقرب من مدينة سوفالا أسموه «حصن القديس كاتانو» {{برت|São Caetano}}. وفي بداية شهر سبتمبر عام [[1505]] رست سفن «بيرو أنايا» (والتي هي جزء من الأسطول السابع البرتغالي) على ساحل سفالة، وشرعوا في بناء مركز تجارة وحصن <ref>João de Barros (1552–59) Décadas da Ásia: Dos feitos, que os Portuguezes fizeram no descubrimento, e conquista, dos mares, e terras do Oriente..</ref>، وعندما اكتمل هذا البناء أعتبرت سوفالا أول [[مستعمرة برتغالية]] على أرض [[موزمبيق|موزامبيق]] والثانية في [[شرق إفريقيا|شرق أفريقيا]] بعد [[جزيرة كلوة|كلوة]]. لقد بنى «أنايا» الحصن من حجارة استوردت من [[أوروبا]] ثم استخدمت حجارة هذا الحصن لاحقاً في بناء كاتدرائية «بييرا» Beira عاصمة إقليم سوفالا الحالية في [[موزمبيق|موزامبيق]].
بحث القائد البرتغالي الذي وصل أولاً (سواء كان بيدرو أو فاسكو دي غاما) عن حاكم سوفالا «الشيخ يوسف» والذي كان على خلاف مع سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] بسبب أن الوزير «الأمير إبراهيم» قام بخلع وقتل سلطان [[جزيرة كلوة|كلوة]] الشرعي «الفضيل» ثم تولى الحكم مما جعل حاكم سوفالا «يوسف» يرفض الاعتراف به، ثم بحث عن وسيلة لنفض سيادة [[جزيرة كلوة|كلوة]] على سفالة، ورسم طريق لجعلها مستقلة، وعندها التفت يميناً ويساراً ولم يجد سوى البرتغاليين وما يملكون من قوة بحرية، فقرر التحالف معهم لأنه يرى أن من الأفضل أن يبني صداقات معهم بدلاً من العداء، لهذا عقد معاهدة تحالف وتجارة مع مملكة [[البرتغال]]. وفي عام [[1505]] مٌنح البرتغالي «بيرو دي أنايا» {{برت|Pêro de Anaia}} والموفد من قبل الملك «مانويل» ملك [[البرتغال]] إذناً من «الشيخ يوسف» لإقامة مركز تجارة دائم وحصن بالقرب من مدينة سوفالا أسموه «حصن القديس كاتانو» {{برت|São Caetano}}. وفي بداية شهر سبتمبر عام [[1505]] رست سفن «بيرو أنايا» (والتي هي جزء من الأسطول السابع البرتغالي) على ساحل سفالة، وشرعوا في بناء مركز تجارة وحصن <ref>João de Barros (1552–59) Décadas da Ásia: Dos feitos, que os Portuguezes fizeram no descubrimento, e conquista, dos mares, e terras do Oriente..</ref>، وعندما اكتمل هذا البناء أعتبرت سوفالا أول [[مستعمرة برتغالية]] على أرض [[موزمبيق]] والثانية في [[شرق إفريقيا|شرق ]] بعد [[جزيرة كلوة|كلوة]]. لقد بنى «أنايا» الحصن من حجارة استوردت من [[أوروبا]] ثم استخدمت حجارة هذا الحصن لاحقاً في بناء كاتدرائية «بييرا» Beira عاصمة إقليم سوفالا الحالية في [[موزمبيق]].


لم يدم حصن البرتغاليين مدة طويلة، فقد قضت الحمى على معظم رجال الحامية والتي يعتقد أنها [[ملاريا|الملاريا]]. وفي نهاية عام [[1507]] قام القائد البرتغالي الجديد لسوفالا «فاسكو غوميز دي أبريو» {{برت|Vasco Gomez de Abreu}} باحتلال [[جزيرة موزامبيق|لجزيرة موزامبيق]] القريبة من سفالة، ثم نقل بالتدريج معظم حامية سوفالا وعسكرها وطاقمها إلى هذه الجزيرة مما أدى إلى خفض كبير في قوة حصن سفالة.
لم يدم حصن البرتغاليين مدة طويلة، فقد قضت الحمى على معظم رجال الحامية والتي يعتقد أنها [[ملاريا|الملاريا]]. وفي نهاية عام [[1507]] قام القائد البرتغالي الجديد لسوفالا «فاسكو غوميز دي أبريو» {{برت|Vasco Gomez de Abreu}} باحتلال [[جزيرة موزامبيق|لجزيرة ]] القريبة من سفالة، ثم نقل بالتدريج معظم حامية سوفالا وعسكرها وطاقمها إلى هذه الجزيرة مما أدى إلى خفض كبير في قوة حصن سفالة.


== التأثيرات الأخرى ==
== التأثيرات الأخرى ==
[[ملف:Moçambique Sofala prov.png|تصغير|إقليم سوفالا في موزامبيق.]]
[[ملف:Moçambique Sofala prov.png|تصغير|إقليم سوفالا في .]]
بالرغم من أن تجارة [[ذهب|الذهب]] قد جلبت الثراء للتجار وازدهار [[تجارة|التجارة]] إلا أن أهل سوفالا كانوا يقولون لولا [[ذهب|الذهب]] لتجنبت سوفالا السواحيليين والبرتغاليين. والمشكلة الأخرى أن المدخل لحوض مصب سوفالا ظهرت به عوائق لا تسمح بسير المراكب نتيجة لوجود رأس من الرمال ممتداً وداخلاً في تلك المياه (مصرف رملي) مما أدى إلى التأثير بصورة مباشرة على الملاحة ولاتستطيع المراكب الإبحار فيه إلا في حالة المد العالي فقط حيث تغمر المياه هذا الرأس الرملي وغيره من تلك الامتدادات الرملية المتحركة التي تشكل وتكون أحواضاً من المياه تعوق الملاحة وتنمو فيها نباتات [[قرم (نبات)|المانجروف]]، ولهذا أصبحت سوفالا عبارة عن [[مستنقع|مستنقعات]] من المياه الراكدة يتكاثر فيها بعوض [[ملاريا|الملاريا]] بشكل كبير، ولهذا السبب عانى البرتغاليون في سوفالا من هذا الأمر مما جعلهم يستولون على [[جزيرة موزامبيق|جزيرة موزمبيق]] والإقامة هناك وبناء ميناءهم البديل للتجارة وبيع العبيد، وبالإضافة إلى هذه المصيبة التي حلت بالبرتغاليين قابلتهم المشكلة الثانية ألا وهي استنزاف حقول [[ذهب|الذهب]] القديمة حيث لم يتوقعوا ذلك عند وصولهم بل كانوا يحلمون ببناء ميناء [[ذهب|الذهب]] وكانت الصدمة التي خيبت آمالهم وأضاعت فرصة تحقيق الثروات الطائلة من التجارة فيه. لقد انتقل إنتاج الذهب إلى الشمال، وقامت بلدات لسوق هذا المعدن الثمين على الساحل مثل بلدتي [[كيليماني|كويليماني]] وأنجوشة.<ref>Newitt, 1995: p.10</ref>
بالرغم من أن تجارة [[ذهب|الذهب]] قد جلبت الثراء للتجار وازدهار [[تجارة|التجارة]] إلا أن أهل سوفالا كانوا يقولون لولا [[ذهب|الذهب]] لتجنبت سوفالا السواحيليين والبرتغاليين. والمشكلة الأخرى أن المدخل لحوض مصب سوفالا ظهرت به عوائق لا تسمح بسير المراكب نتيجة لوجود رأس من الرمال ممتداً وداخلاً في تلك المياه (مصرف رملي) مما أدى إلى التأثير بصورة مباشرة على الملاحة ولاتستطيع المراكب الإبحار فيه إلا في حالة المد العالي فقط حيث تغمر المياه هذا الرأس الرملي وغيره من تلك الامتدادات الرملية المتحركة التي تشكل وتكون أحواضاً من المياه تعوق الملاحة وتنمو فيها نباتات [[قرم (نبات)|المانجروف]]، ولهذا أصبحت سوفالا عبارة عن [[مستنقع|مستنقعات]] من المياه الراكدة يتكاثر فيها بعوض [[ملاريا|الملاريا]] بشكل كبير، ولهذا السبب عانى البرتغاليون في سوفالا من هذا الأمر مما جعلهم يستولون على [[جزيرة موزامبيق|جزيرة موزمبيق]] والإقامة هناك وبناء ميناءهم البديل للتجارة وبيع العبيد، وبالإضافة إلى هذه المصيبة التي حلت بالبرتغاليين قابلتهم المشكلة الثانية ألا وهي استنزاف حقول [[ذهب|الذهب]] القديمة حيث لم يتوقعوا ذلك عند وصولهم بل كانوا يحلمون ببناء ميناء [[ذهب|الذهب]] وكانت الصدمة التي خيبت آمالهم وأضاعت فرصة تحقيق الثروات الطائلة من التجارة فيه. لقد انتقل إنتاج الذهب إلى الشمال، وقامت بلدات لسوق هذا المعدن الثمين على الساحل مثل بلدتي [[كيليماني|كويليماني]] وأنجوشة.<ref>Newitt, 1995: p.10</ref>



نسخة 18:42، 9 يناير 2025

سفالة
معلومات عامة
نوع المبنى
المنطقة الإدارية
البلد
معلومات أخرى
الإحداثيات
20°09′S 34°43′E / 20.15°S 34.72°E / -20.15; 34.72 عدل القيمة على Wikidata
خريطة
سوفالا في عام 1572.

سوفالا (Sofala) هي مدينة قديمة مندثرة، كانت ذات حضارة وثراء ومركز تجاري مزدهر وميناء رئيس على ساحل إفريقا الجنوب شرقي والمطل على المحيط الهندي. وفي الوقت الحاضر لم يبقَ منها سوى بعض الآثار القليلة التي تدل على وجودها. وموقعها الأثري حالياً يعرف باسم سوفالا الجديدة (باللاتينية: Nova Sofala) في موزمبيق.

التاريخ

سوفالا واحدة من أقدم الموانئ في جنوبي إفريقا في القرون الوسطى. وقد كانت في الماضي ميناء رئيس لمملكة مونوموتابا (موتابا) القديمة التي امتدت بين نهري الزامبيزي وليمبوبو بجنوبي إفريقا على أرض مايسمى اليوم دولة زيمبابوي وموزمبيق.

قامت مدينة سوفالا على حافة مصب عريض شكله نهر بوزي وسميت تلك البقعة في الخرائط القديمة البرتغالية باسم «ريو دي سفالة» وتعني نهر سفالة. ونشأت سوفالا في حوالي عام 700، وعرفها العرب منذ عام 915، وكانت واحدة من مراكز التجارة على الساحل الإفريقي، ثم عرفها التجار من بلاد فارس.

كان لـ «نهر بوزي» دور كبير في مواصلات التجارة ونقطة وصل من سوفالا إلى السوق الداخلي في إفريقا بربطها ببلدة «مانيكا»، ومنها إلى حقول الذهب في بلاد زمبابوي الكبرى. وفي القرن العاشر أقام التجار والبحارة الصوماليين من مقديشو مركزاً شهيراً للتجارة في سوفالا لتبادل الأقمشة والمنسوجات القطنية بالذهب والعاج.[2] وفي بداية عام 1180 والسنوات التي تلت ذلك، سيطر السلطان سليمان الحسن سلطان كلوة على سوفالا وضمها إلى سلطنة كلوة (تقع حالياً في تنزانيا) مما جعلها تتأثر وتندمج في الثقافة السواحيلية[3]، وعزز السواحيليون نفوذ التجارة باستغلال نهر بوزي ممراً وطريقاً للمواصلات التجارية بالمراكب النهرية لجلب الذهب من المناطق الداخلية في إفريقا إلى الساحل [4]، وأصبحت سوفالا موقعاً رئيس لتواجد الذهب وتجارته في إفريقا مما جعل المؤرخ البرتغالي «ثومى لوبيز» (بالبرتغالية: Thomé Lopes‏) والذي رافق المستكشف البرتغالي فاسكو دا غاما في رحلته للهند عام 1586 أن يصف سوفالا بأنها أشبه بمملكة سبأ وأرض الذهب [5] وهي نفس الفكرة التي ذكرها الشاعر الإنجليزي «ملتون» Milton في القرن السابع عشر في واحدة من أعماله الأدبية «الفردوس المفقود».

يعتقد أن اسم سوفالا أشتق من اللغة العربية وتعني الأرض السفلى، أي أسفل الساحل الإفريق الشرقي.[6] لقد أدت تجارة الذهب في سوفالا إلى ثراء سلطنة كلوة وغنى سلاطينها ودفعتهم لتمويل وتوسيع الإمبراطورية التجارية السواحيلية على طول الساحل الإفريقي الشرقي، ويذكر التاريخ أنهم رغم الثراء الواسع لم يفرضوا الهيمنة على هذا المركز التجاري بل كانت التجارة والتجار وأهل سوفالا يمارسون أعمالهم بكل حرية واستقلالية، فكانت شرايين التجارة تمتد من «مملكة موتابا» حتى مدغشقر عبر مضيق موزمبيق، لذا فإن سلطان كلوة يملك فقط السلطة القضائية على السكان السواحيليين، أما والي سوفالا التابع للسلطنة فلم يكن سوى ما يشبه القنصل منه إلى الحاكم. وقد احتفظت المدينة بحكمها الذاتي مما أدى إلى حريتها وازدهارها.

وصول البرتغاليين

أول من وصل إلى سوفالا من الغربيين ذلك المستكشف والجاسوس البرتغالي «بيرو دا كوفيلها» (بالبرتغالية: Pêro da Covilhã‏) في عام 1485، وسافر برا متنكراً بوصفة تاجر عربي، وكتب تقريره السري إلى لشبونة في وصف سوفالا بقوله (... إنها متجر ذهبي...). وفي عام 1501 استُكشفت سوفالا من البحر وحدد موقعها بواسطة القائد «سانشو دي توفار» (بالبرتغالية: Sancho de Tovar‏)، وفي عام 1502 وصلها «بيدرو أفونسو دي أغويار» (بالبرتغالية: Pedro Afonso de Aguiar‏) (وهناك رواية أخرى تقول بأنه فاسكو دا غاما بنفسه) وقاد السفن البرتغالية الأولى لترسوا في ميناء سوفالا [7][8] بحث القائد البرتغالي الذي وصل أولاً (سواء كان بيدرو أو فاسكو دي غاما) عن حاكم سوفالا «الشيخ يوسف» والذي كان على خلاف مع سلطان كلوة بسبب أن الوزير «الأمير إبراهيم» قام بخلع وقتل سلطان كلوة الشرعي «الفضيل» ثم تولى الحكم مما جعل حاكم سوفالا «يوسف» يرفض الاعتراف به، ثم بحث عن وسيلة لنفض سيادة كلوة على سفالة، ورسم طريق لجعلها مستقلة، وعندها التفت يميناً ويساراً ولم يجد سوى البرتغاليين وما يملكون من قوة بحرية، فقرر التحالف معهم لأنه يرى أن من الأفضل أن يبني صداقات معهم بدلاً من العداء، لهذا عقد معاهدة تحالف وتجارة مع مملكة البرتغال. وفي عام 1505 مٌنح البرتغالي «بيرو دي أنايا» (بالبرتغالي��: Pêro de Anaia‏) والموفد من قبل الملك «مانويل» ملك البرتغال إذناً من «الشيخ يوسف» لإقامة مركز تجارة دائم وحصن بالقرب من مدينة سوفالا أسموه «حصن القديس كاتانو» (بالبرتغالية: São Caetano‏). وفي بداية شهر سبتمبر عام 1505 رست سفن «بيرو أنايا» (والتي هي جزء من الأسطول السابع البرتغالي) على ساحل سفالة، وشرعوا في بناء مركز تجارة وحصن [9]، وعندما اكتمل هذا البناء أعتبرت سوفالا أول مستعمرة برتغالية على أرض موزمبيق والثانية في شرق إفريقا بعد كلوة. لقد بنى «أنايا» الحصن من حجارة استوردت من أوروبا ثم استخدمت حجارة هذا الحصن لاحقاً في بناء كاتدرائية «بييرا» Beira عاصمة إقليم سوفالا الحالية في موزمبيق.

لم يدم حصن البرتغاليين مدة طويلة، فقد قضت الحمى على معظم رجال الحامية والتي يعتقد أنها الملاريا. وفي نهاية عام 1507 قام القائد البرتغالي الجديد لسوفالا «فاسكو غوميز دي أبريو» (بالبرتغالية: Vasco Gomez de Abreu‏) باحتلال لجزيرة موزمبيق القريبة من سفالة، ثم نقل بالتدريج معظم حامية سوفالا وعسكرها وطاقمها إلى هذه الجزيرة مما أدى إلى خفض كبير في قوة حصن سفالة.

التأثيرات الأخرى

إقليم سوفالا في موزمبيق.

بالرغم من أن تجارة الذهب قد جلبت الثراء للتجار وازدهار التجارة إلا أن أهل سوفالا كانوا يقولون لولا الذهب لتجنبت سوفالا السواحيليين والبرتغاليين. والمشكلة الأخرى أن المدخل لحوض مصب سوفالا ظهرت به عوائق لا تسمح بسير المراكب نتيجة لوجود رأس من الرمال ممتداً وداخلاً في تلك المياه (مصرف رملي) مما أدى إلى التأثير بصورة مباشرة على الملاحة ولاتستطيع المراكب الإبحار فيه إلا في حالة المد العالي فقط حيث تغمر المياه هذا الرأس الرملي وغيره من تلك الامتدادات الرملية المتحركة التي تشكل وتكون أحواضاً من المياه تعوق الملاحة وتنمو فيها نباتات المانجروف، ولهذا أصبحت سوفالا عبارة عن مستنقعات من المياه الراكدة يتكاثر فيها بعوض الملاريا بشكل كبير، ولهذا السبب عانى البرتغاليون في سوفالا من هذا الأمر مما جعلهم يستولون على جزيرة موزمبيق والإقامة هناك وبناء ميناءهم البديل للتجارة وبيع العبيد، وبالإضافة إلى هذه المصيبة التي حلت بالبرتغاليين قابلتهم المشكلة الثانية ألا وهي استنزاف حقول الذهب القديمة حيث لم يتوقعوا ذلك عند وصولهم بل كانوا يحلمون ببناء ميناء الذهب وكانت الصدمة التي خيبت آمالهم وأضاعت فرصة تحقيق الثروات الطائلة من التجارة فيه. لقد انتقل إنتاج الذهب إلى الشمال، وقامت بلدات لسوق هذا المعدن الثمين على الساحل مثل بلدتي كويليماني وأنجوشة.[10]

مدينة جديدة

إن الرمال المتحركة وحدود مصب «نهر بوزي» جعلت البحر يجرف معظم سوفالا القديمة. هناك القليل من الآثار في سوفالا الجديدة باقية وشاهدة على حضارة إندثرت. لقد كانت سوفالا في فترة أوج ازدهارها عبارة عن بلدتين واحدة قريبة من الماء على مسطح رملي، والأخرى مرتفعة على أرض جيدة. وحيث أن سوفالا القديمة غرقت في مياه المحيط، لهذا قامت بلدة جديدة في شمالها في عام 1890 سميت «بييرا» مالبثت أن أصبحت مدينة حديثة في عام 1907 وعاصمة لإقليم سوفالا أحد أقاليم موزمبيق الذي تبلغ مساحته 68,018 كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانه إلى 1,676,131 نسمة حسب إحصاء عام 2006.[11] وتعتبر مدينة «بييرا» مدينة كبرى ترتيبها الثانية في جمهورية موزمبيق، وتبعد عن مدينة سوفالا الأثرية شمالاً بنحو 35 كيلومتراً.[12]

روابط خارجية

[1]

[2]

المراجع

  1. ^ مذكور في: جيونيمز. الوصول: 6 أبريل 2015. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية. تاريخ النشر: 2005.
  2. ^ The Horizon history of Africa, Volume 1 page 143
  3. ^ Portuguese chronicler جواو دي باروس (Dec. I, Lib. 10, Cap. 2 (p.388ff.))
  4. ^ For an account of the Sofala-Manica gold connection, see Ethiopia Oriental of Fr. João dos Santos (1609), reprinted in Theal, Vol. 7, p.3ff.
  5. ^ Thomé Lopes, 1504: p.163 نسخة محفوظة 07 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ https://web.archive.org/web/20200329071850/http://www.encyclopedia.com/404. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  7. ^ Newitt, M.D. (1995) A History of Mozambique. Bloomington: Indiana University Press
  8. ^ 16th C. chronicler Gaspar Correia insists it was Aguiar; Osório, only mildly corroborated by جواو دي باروس, suggests Gama.
  9. ^ João de Barros (1552–59) Décadas da Ásia: Dos feitos, que os Portuguezes fizeram no descubrimento, e conquista, dos mares, e terras do Oriente..
  10. ^ Newitt, 1995: p.10
  11. ^ "Total Population By Provinces - 2006". المعهد الوطني للإحصاء  [لغات أخرى]. مؤرشف من الأصل في 2012-02-10. اطلع عليه بتاريخ 2008-06-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  12. ^ http://www.mozambiquebackers.com/provinces/sofala.html[وصلة مكسورة]