عرض مصدر الدولة الجبرية

{{محمية|}}
{{عن|3=الجبور (توضيح)}}
{{صندوق معلومات بلد سابق
| الاسم_المحلي   = الدولة الجبرية
| سنة البداية   = 1417
| سنة النهاية   = 1526
| بلد سابق1     = الإمارة الجروانية
| علم بلد سابق1 = Map of Jarwanid Emirate.png
| بلد لاحق1      = مملكة هرمز
| علم بلد لاحق1  = Flag of Kingdom of Hormuz.svg
| بلد لاحق2      = إمارة المنتفق
| علم بلد لاحق2  = علم منتفق.svg
| خريطة         = Map of Jabrid Emirate.png
| تسمية الخريطة = خريطة تقريبيَّة لحدود الدولة الجبريَّة في أوج اتساعها.
| سميت باسم     = جبر
| العاصمة       = [[الأحساء]]
| نظام الحكم    = [[ملكية وراثية|دولةٌ وراثيةٌ]]
| اللغة         = [[اللغة العربية|العربيَّة]] (الرسمية)<br />لغات أخرى: [[اللغة الفارسية|الفارسيَّة]]، [[اللغة التركية العثمانية|التركيَّة]]
| الديانة       = [[الإسلام]]: [[مالكية|المذهب المالكي]] (مذهب الجبور)<br /> [[الإسلام]]: [[أهل السنة والجماعة|المذاهب السُّنيَّة الأربعة]] و[[شيعة اثنا عشرية|المذهب الشيعي الاثنا عشري]] (على المُستوى الشعبي)
| لقب الحاكم    = [[شيخ|الشَّيخ]]، [[أمير|الأمير]]، [[سلطان|السُّلطان]].
| الحاكم1       = [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حُسين الجبري]]<sup>1</sup>
| فترة الحاكم1  = 1417 – 1465
| الحاكم2       = [[سيف بن زامل الجبري]]<sup>2</sup>
| فترة الحاكم2  = 1465 – 1470
| الحاكم3       = [[أجود بن زامل الجبري]]<sup>3</sup>
| فترة الحاكم3  = 1470 – 1497
| الحاكم4       = [[غصيب بن زامل الجبري|غُصَيْب بن زامل الجبري]]<sup>4</sup>
| فترة الحاكم4  = 1525 – 1526
| الفترة التاريخية= [[ممالك البارود|عصر البارود الإسلامي]]
| العملة        = [[أشرفي|الدِّينارُ الأشرفي]]<br />[[الذهب البندقي|الدوكات]]<br />[[آقجة|الأقجة العُثمانية]]
| اليوم         = {{علم|الإمارات العربية المتحدة}}<br />{{علم|البحرين}}<br />{{علم|اليمن}}<br />{{علم|الكويت}}<br />{{علم|السعودية}}<br />{{علم|العراق}}<br />{{علم|عمان}}<br />{{علم|قطر}}
| ملاحظة 2 = 1: أوَّلُ شيوخ الجبور
| ملاحظة 3 = 2: أوَّلُ أُمراء الجبور
| ملاحظة 4 = 3: أوَّلُ سلاطين الجبور
| ملاحظة 5 = 4: آخرُ سلاطين الجبور
| الاسم_الشائع  = الدَّوْلَةُ الْجَبْرِيَّةُ
| حدث1         = [[الدولة الجبرية#التَّأسيس (820 – 874هـ)|فترة التأسيس]]
| تاريخ حدث1   = 1417 – 1470
| حدث2         = [[الدولة الجبرية#العصر الذَّهبي (874 – 927هـ)|العصر الذَّهبي]]
| تاريخ حدث2   = 1470 – 1521
| حدث3         = [[الدولة الجبرية#السُّقوط (927 – 932هـ)|فترة السقوط]]
| تاريخ حدث3   = 1521 – 1526
}}
'''الدَّوْلَة الْجَبْرِيَّة'''{{للهامش|1}} ({{صوت|Jabrid-State-ar.ogg|استمع}}) هي دولةٌ سابقةٌ في [[شبه الجزيرة العربية]] أسَّسها الشَّيخ [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حُسين الجبري]] واستمرَّت ما بين ([[820 هـ|820]] – [[932 هـ|932هـ]] = [[1417]] – [[1526]]م)، سُميت بهذا الاسم نسبةً لجد الجُبُور الذي يُقال له {{اقتباس مضمن|جَبْر}} وهي آخر دول [[إقليم البحرين]] في [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الإسلامي الذهبي]] وصادفت دخول [[ممالك البارود|عصر البارود الإسلامي]] وتُعتبر فترة حُكم الدولة الجبرية مرحلة فاصلة في تاريخ إقليم البحرين من [[مملكة هرمز|التبعية الهُرمُزية]] إلى [[استقلال|السُّلطة المُستقلة]]، وهي من أكثر الدُّول تأثيرًا في [[شبه الجزيرة العربية]] واستمر حُكمها 112 سنة.

كان الجُبُور في منطقة [[نجد]] خلال فترة ضعف [[الإمارة الجروانية|الجروانيين]] في عهد إبراهيم الجرواني، كان الجروانيُّون تابعون لسُلطان هُرمُز وكانت [[جزيرة البحرين]] ومدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] تقع في نطاق حُكم الملك الهُرمُزي، في حين كانت [[الأحساء]] مقر [[الأسرة العصفورية|آل عصفور]] والجروانيين وتمتَّعوا بحرية الإدارة فيها مع ضمان تبعيتهم للهرمزيين وكان لهم نفوذٌ قويٌّ في منطقة نجد التي يعيش فيها الجُبُور.

حال شعور الجُبُور بضعف [[الأسرة العصفورية|العُصفُوريِّين]] و[[الإمارة الجروانية|الجروانيِّين]] قادوا حملاتٍ عسكرية ضدهم لإخراجهم من منطقة [[نجد]] بقيادة شيخ الجبور [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حُسين الجبري]] وابنه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] وكان لابنه سيف دورٌ كبيرٌ في إخراج الحلف الجرواني-العصفوري من نجد واستقرَّ بهم الأمر في مدينة [[الأحساء]] فقط. كانت هذه الحملات العسكرية ذات تهديدٍ مباشرٍ لنفوذ مملكة هُرمُز غير أن ملوكها انشغلوا في نزاعهم على السُّلطة.

أعطى هذا الانتصار للجبور انتعاشًا وحافزًا لتأسيس دولتهم على حساب الجروانيين والعصفوريين فتوجَّهوا إلى مدينة [[الأحساء]] بقيادة [[سيف بن زامل الجبري]] واستولوا عليها سنة [[820 هـ|820هـ]]/[[1417]]م وقَتَلَ إبراهيم الجرواني في هذه المعركة ليؤسِّس على أنقاض دولته الدولة الجبرية واتَّخذ والده [[زامل بن حسين الجبري|زامل]] مدينة [[الأحساء]] مقرًا للدولة.

استمر الجبور في توسيع مُلكهم على حساب [[مملكة هرمز|ملوك هرمز]] نتيجة انشغال الأخيرين في الصراع على السُّلطة، واستمروا في التوسع حتى ضمَّوا مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] سنة [[843 هـ|843هـ]]/[[1439]]م واستقرَّ هذا النفوذ حتى وفاة [[سيف بن زامل الجبري]] ليتولَّى من بعده [[أجود بن زامل الجبري]] وتُعتبر فترة حُكم أجود فترة زمنية فاصلة بين العصرين التأسيسي والذهبي للدولة وأثَّرت إدارته في الدولة لتتوسع إلى خارج نطاق [[إقليم البحرين]] في [[إمامة عمان|عُمان]] و[[حضرموت]] و[[جزيرة البحرين]] و[[العراق#الغزو المغولي وما بعده من الدول|العراق]].

استمرَّ هذا العصر الذهبي من بداية حُكم أجود حتى مقتل سُلطان الجبور [[مقرن بن زامل الجبري|مُقرَن بن زامل الجبري]] في [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|معركة البحرين]] ضد [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] تاريخ [[13 شعبان]] [[927 هـ|927هـ]]/[[20 يوليو]] [[تموز|(تمُّوز)]] [[1521]]م الذي أراد توقُّف [[السيطرة البرتغالية على الخليج العربي|التمدد البُرتُغالي في الخليج العربي]]، أثَّر مقتل مقرن على الدولة الجبرية ونتيجة ذلك سقطت [[جزيرة البحرين]] ومدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] في نفوذ [[مملكة هرمز|ملوك هرمز]] والإمبراطورية البرتغالية وتشتّت الجُبُور في الأحساء وعُمان.

بعد مقتل السُّلطان [[مقرن بن زامل الجبري]] دخلت الدولة الجبرية في عصر الانحدار والذي استمرَّ لمدة 5 سنوات وفيها تولى 5 سلاطين وفيها خرج حُكم الدولة من ذرية [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] واستقرَّت في ذرية أخيه هلال بن زامل بدايةً من تولي السُّلطان [[قطن بن علي الجبري]] حُكم الدولة، واستغل شيخ [[قبيلة المنتفق|قبيلة المنتفق وأميرها]] في العراق راشد بن مغامس آل شبيب تدهور أوضاع الجبور فشنَّ حملةً عسكريةً سنة [[932 هـ|932هـ]]/[[1526]]م على الجبور لضم [[إقليم البحرين]] لحُكمه واستطاع السيطرة على [[الأحساء]] ليعلن بذلك سقوط الدولة الجبرية.

امتازت الدولة الجبرية بمُختلف أنواع مظاهرها الحضارية وكان لهم دورٌ في بناء [[مسجد|المساجد]] في [[إقليم البحرين]] ودعم [[عالم (إسلام)|العُلماء]] و[[شاعر|الشُّعراء]]، وفي تأمين طُرُق [[الحج في الإسلام|الحج]] المؤدية من العراق إلى [[مكة|مكَّة]] واستطاع السُّلطان [[أجود بن زامل الجبري]] تثبيت أنظمته الإدارية التي طُبقت في عهده واستمر السلاطين من بعده على نهجه حتى سقطت الدولة.

== أصول الجُبُور ==
[[ملف:Khalid ibn al-Walid Masjid an-Nabawi Calligraphy.svg|تصغير|يمين|[[خط عربي|تخطيط]] اسم [[خالد بن الوليد]] كما هو منقوش في [[المسجد النبوي]].]]
اختُلف في نسب الجُبُور على عدَّة أقوال وأغلب النسَّابة على اتفاق أن الجبور يرجعون إلى [[بنو عقيل|بني عُقيل]] بن عامر،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=19}}</ref> ويدعم قولهم نصوص المؤرخين المُعاصرين لفترة السُّلطان [[أجود بن زامل الجبري]]، ومن هؤلاء المؤرخين المُعاصرين هو [[شمس الدين السخاوي|شمس الدِّين السَّخَاوي]] ووصف أجود بن زامل قائلًا: {{اقتباس مضمن|أجود بن زامل العُقيلي الجبري}}،<ref name=":2">{{استشهاد مختصر|السخاوي|1992|ج=1|ص=190}}</ref> وأيضًا وصف المؤرخ [[عبد الباسط الملطي]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|أجود بن زامل العقيلي الجبري}}،<ref name=":29">{{استشهاد مختصر|الملطي|2011|ص=217}}</ref> ولكن عامرًا اختُلف فيه فيقول المُؤرِّخ [[محمد بن عبد الله آل عبد القادر]]: {{اقتباس مضمن|الجبور بطن من عقيل بن عامر دخلوا في عداد [[بنو خالد (قبيلة)|بني خالد]] بالمصاهرة}}،<ref>{{استشهاد مختصر|آل عبد القادر|1960|ص=38}}</ref> وحاول الباحثون تفصيل هذا النسب فتوصَّل النسَّابة [[ابن عقيل الظاهري]] بعد جمعه للمصادر إلى أن الجبور من [[بنو عقيل|بني عُقيل بن عامر بن صعصعة بن هوازن]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الظاهري|1983أ|ص=310–314}}</ref> ويذكر النسَّابة [[حمد الجاسر]] رأيًا مختلفًا في كلام آل عبد القادر قائلًا: {{اقتباس مضمن|…ولكن بني عُقيل المذكورين هنا ليسوا بني عُقيل الذين من [[بنو عامر بن صعصعة|بني عامر بن صعصعة بن هوازن]]، فبنو عامر الذين ينسبون إليهم من [[عبد القيس]]، وهم العُمُور}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الجاسر|2001|ص=92}}</ref> ووافق أغلب الباحثين على القول الأول في نسبهم الجبور لبني عقيل بن عامر بن صعصعة، وتفرَّد الباحث صالح المسلط الجبوري إلى القول [[قحطانيون|بقحطانية]] الجبور فيقول عن نسب جدهم جبر: {{اقتباس مضمن|جبر بن محجوب بن صهيب بن كهيب بن محمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن معد يكرب بن زبيد الأصغر بن منبه بن ربيعة بن سلمى بن مازن بن ربيعة الأكبر بن زبيد الأكبر بن منبه بن صعب بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن [[يعرب]] بن [[قحطان (شخص)|قحطان]]}}؛<ref name=":1">{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=7}}</ref> ولكن لم يوافقه أحد في هذا النسب.

وأخيرًا تظهر فئة من النسَّابة ينسبون الجبور إلى قبيلة [[بنو خالد (قبيلة)|بني خالد]] من فخذ الجبور ومنهم المؤرخ عبد الكريم الوهبي،<ref>{{استشهاد مختصر|الوهبي|1989|ص=76}}</ref> ولكن ظهر فريقٌ منهم ينسبون الجبور إلى الصحابي [[خالد بن الوليد]] وهذا قول الباحث عبد الله الزبن ووافقه الباحث سعود الزيتون الخالدي ويقول في نسب أول شيوخ الجبور [[زامل بن حسين الجبري]]: {{اقتباس مضمن|زامل بن حسين بن ناصر بن جبر بن نبهان بن ضبيب بن دايل بن خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح بن منيع بن خالد بن [[عبد الرحمن بن خالد بن الوليد|عبد الرحمن]] بن [[خالد بن الوليد|خالد]] بن [[الوليد بن المغيرة|الوليد]] بن [[المغيرة بن عبد الله المخزومي|المغيرة]] المخزومي القرشي}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=21}}</ref> واستشهد ببيت شعر مديح للأمير الجبري مقرن بن غصيب بن زامل:<ref name=":0">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=22}}</ref>
{{أبيات|اللي صبيحي من أولاد الضبَّا\\راعي عطايا ما يمن جزالها}}
ولا زال الجبور في الوقت المُعاصر يُنتسبون إلى بني خالد بن الوليد عند العُرف الاجتماعي في دول [[مجلس التعاون لدول الخليج العربية|مجلس التعاون الخليجي]] و[[بلاد الشام|الشام]] و[[العراق|جمهورية العراق]].<ref name=":0" /> لا تُعرف سيرة جبر - جد الجبور - ولكن ذكر الباحث صالح المسلط الجبوري نبذةً عن سيرة جبر دون الإشارة إلى مصدره ويشير أنه ولد في مدينة [[زبيد (الرضمة)|زبيد]] في شمال اليمن سنة [[1260]]م وكان سُلطانها وتوفي سنة [[1345]]م واختُلف في مكان دفنه على قولين، قيل أنه دُفن في [[النجف]] وقيل دُفن في [[السفيرة (حلب)|السفيرة]].<ref name=":1" /> وعُرفت ذريته بالجبور فيما بعد نسبةً له فيقول [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] في [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]]: {{اقتباس مضمن|الجبري نِسْبَة لجد لَهُ اسْمه جبر وَلذَا يُقَال لَهُ ولطائفته بَنو جبر}}،<ref name=":2" /> واستقرَّت ذريته في منطقة [[نجد]] فكان أوَّلُ شيوخهم وهو [[زامل بن حسين الجبري]] عُرف بأصول استقراره في نجد وعُرف الجبور بذلك فيُقال لهم [[بدو|البدو]] نسبةً لاستقرارهم في [[بادية نجد]].<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=437}}</ref>

== التاريخ ==
=== التَّأسيس (820 – 874هـ) ===
[[ملف:Middle east map 1250.png|تصغير|يمين|خريطةٌ تُظهر نفوذ [[الدولة العصفورية|الدولة العُصفُورية]] في [[إقليم البحرين]] والقوى المُجاورة لها في [[الشرق الأوسط]] سنة [[647 هـ|647هـ]] الموافقة لِسنة [[1250]]م، تولى [[الإمارة الجروانية|الجروانيُّون]] حُكم إقليم البحرين وكان نفوذهم مُقاربًا لنفوذ العُصفُوريُّون في الخارطة.]]
لم تحظى [[نجد|منطقة نجد]] بالاستقرار الدَّاخلي مُنذ سُقُوط [[الدولة الأخيضرية]] حتى نشوء [[الدولة السعودية الأولى]] وخلال تلك الفترة كان الطابع السياسي للمنطقة يُظهر صراعًا على السُّلطة بين الأُسر الحاكمة وكانت كل مدينة نجدية مستقلةٍ عن الأُخرى،<ref>{{استشهاد مختصر|الوهبي|1989|ص=189}}</ref> وبسبب هذا التمزُّق السياسي أصبحت منطقة نجد عُرضةً للخطر من قبل أُمراء المناطق المُجاورة مثل [[إقليم البحرين]] و[[الحجاز]] وكانت نجد منطقة صراعٍ سياسيٍ بين أُمراء إقليم البحرين والحجاز، استقرَّ الجبور بنجد في ظل هذه الأوضاع وكانت كافة القوة تُرجِّحُ أمراء البحرين؛<ref>{{استشهاد مختصر|الوهبي|1989|ص=190}}</ref> وهم [[الأسرة العصفورية|آل عُصفُور]] فينقل [[ابن خلدون]] عن [[ابن سعيد المغربي|ابن سعيد]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|وملكوا أيضا أرض اليمامة…وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بني عصفور}}،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن خلدون|1981|ج=6|ص=16}}</ref> وعلى ما يبدو أن الجبور وآل عصفور لهم علاقة [[علم الأنساب|نَسَبيَّة]] فكلاهما يرجعان [[بنو عامر بن صعصعة|لبني عامر بن صعصعة]] وبعضهم ينسب الأسرتين إلى ذرية [[خالد بن الوليد]] ولعلى كان هذا سببًا في تقوية علاقة الطرفين،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=18}}</ref> ولكن ضعُفت قوة آل عصفور بسبب الصراعات الداخلية بينهم على الحُكم فاستغلت القوى الخارجية في [[بلاد فارس|فارس]] تلك النزاعات، وقد فرَّغت تلك القوات طاقتها على آل عصفور نتيجة [[الغزو المغولي لخوارزم|الغزو المغولي لبلادهم]] فكانوا يدينون الولاء [[الدولة الإلخانية|للإيلخان المغولي]] في فارس والذي كان من أعداءه آل عصفور في الأحساء.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=384}}</ref>

استطاع مُلُوك فارس الاستيلاء على [[جزيرة البحرين|جزيرة أُوَال]] لتدخل [[إقليم البحرين]] في [[حقبة]] من تاريخها وهي التَّبعية الفارسية والتي استمرت لأكثر من 200 سنة وطابع هذه الحقبة هي تبعية حُكام [[إقليم البحرين|البحرين]] المحليين إلى حُكام فارس حيث تقع [[جزيرة البحرين|أوال]] في سُلطان الحاكم الفارسي مُقابل [[عائد الاستثمار|العوائد المالية]] للحُكَّام المحليين،<ref>{{استشهاد مختصر|الوزان|2019|ص=189}}</ref> ولكن سُرعان ما دبَّ نزاعٌ بين مُلُوك فارس واستغل [[مملكة هرمز|ملك هُرمُز]] قطب الدين تهتمن هذا الصراع فاستولى على ممتلكات الفرس في [[الخليج العربي]] سنة [[731 هـ|731هـ]]/[[1330]]م واستطاع احتلال مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] من العُصفُوريين سنة [[736 هـ|736هـ]]/[[1335]]م ليدخل أمراء المنطقة المحليين في عصر [[مملكة هرمز|التَّبعيَّة الهُرمُزيَّة]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=394}}</ref> وبسبب ضعف العصفوريين وانشغال قطب الدين الهُرمُزي في صراعه مع ابن أخيه كيقباد استغل [[الإمارة الجروانية|الجروانيُّون]] تلك الأحداث فاستولوا على [[الأحساء]] بقيادة جروان المالكي سنة [[795 هـ|795هـ]]/[[1393]]م وشاركوا آل عصفور في حُكمهم وخصوصًا في [[نظام اقتصادي|الأنظمة الاقتصادية]] ولكن حُكمهم لم يغير من التبعية الهُرمُزية إذ أنهم أظهروا تبعيتهم لملك هُرمُز واقتصر نشاطهم على [[الأحساء]] و[[نجد]] فقط.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=15–16}}</ref>

شهد الجبور تلك التغيُّرات السياسية في [[إقليم البحرين]] وعلموا أنه الوقت المُناسب لنشوء دولتهم وذلك يرجع إلى انشغال [[مملكة هرمز|مُلُوك هُرمُز]] في صراعهم الدَّاخلي على السُّلطة وضعف وتساهُل الجروانيين مع [[بادية نجد|أهل بادية نجد]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=23}}</ref> لذلك قاد شيخ الجبور [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حُسين الجبري]] أسرته لمواجهة الجروانيين فأرسل عليهم جيشًا بقيادة ابنه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] الذي استطاع طرد الجروانيين من منطقة [[نجد]] ثُمَّ توجه إلى عاصمتهم في [[الأحساء]] واستطاع قتل أميرها إبراهيم الجرواني والاستيلاء عليها سنة [[820 هـ|820هـ]]/[[1417]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=27}}</ref> كانت سيطرة الجبور للأحساء مثابة إعلان بدولتهم الجديدة متَّخذين مدينة [[الأحساء]] عاصمةً لها وبدأ الجبور بمشيخة زامل بن حسين وقيادة ابنه سيف بتوسيع مُلْكهم على حساب ممتلكات مُلُوك هُرمُز في [[إقليم البحرين]]، فبعد الأحساء استغل الجبور انشغال ملوك هرمز في صراعهم على السُّلطة فاستولوا على مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] سنة [[843 هـ|843هـ]]/[[1439]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=28}}</ref>

[[ملف:Riyadh Region - Provinces labels.svg|تصغير|يسار|خريطة مُحافظات [[منطقة الرياض]]، تُظهر الخريطة بعض المواقع التي سار إليها الشيخ [[زامل بن حسين الجبري]].]]
توجَّهت أنظار الجبور إلى منطقة [[نجد]] بعد استيلاءهم على [[القطيف (مدينة)|القطيف]] وذلك يرجع إلى كونها أصل استقرارهم وإلى أهميتها التِّجارية حيث كانت معبرًا لأهل [[إقليم البحرين|البحرين]] إلى [[الحجاز]] [[قافلة|للقوافل التجارية]] وكانت معبرًا للحُجَّاج في أداء [[الحج في الإسلام|مناسك الحج]]،<ref name=":8">{{استشهاد مختصر|السعيد|2021|ص=87}}</ref> فبدأ الشَّيخ زامل في شنِّ الحملات العسكرية لإخضاع أهلها وأورد المُؤرِّخ [[عبد الله بن محمد البسام|ابن بسام]] في كتابه [[تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق (كتاب)|تحفة المُشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق]] أن زامل قاد خمسة حملات عسكرية على نجد، وبدأت حملته الأولى سنة [[851 هـ|851هـ]]/[[1447]]م على مدينة [[محافظة الخرج|الخرج]] التي كان يقطُنها [[الدواسر]] و[[عائذ]] واستطاع هزيمتهم والاستيلاء على المدينة فاستقرَّ فيها عشرين يومًا ثُمَّ عاد إلى [[الأحساء]]،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=34}}</ref> وبدأت حملته الثانية سنة [[852 هـ|852هـ]]/[[1448]]م على قبيلة [[الدواسر]] في [[وادي الدواسر|واديهم]] وذلك لكثرة غارتهم في بادية البحرين إلا أن الطرفين قبلوا [[صلح (إسلام)|بالصُّلح]]،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=36}}</ref> وبدأت حملته الثالثة سنة [[855 هـ|855هـ]]/[[1451]]م على قبيلة [[الفضول]] في موقع حفر العتك شمال [[الرياض|الرِّياض]] وهزمهم ولكن استقرَّ عشرة أيام في الخرج وشنَّ حملةً أخرى على آل مُغيرة في قرية [[الغزيز]] وهزمهم،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=38}}</ref> وبدأت حملته الرَّابعة سنة [[858 هـ|858هـ]]/[[1454]]م على قبائل [[قبيلة زعب|زعب]] و[[العوازم]] في قرية [[اللهابة]] وانتصر عليهم،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=40}}</ref> وبدأت حملته الخامسة والأخيرة سنة [[866 هـ|866هـ]]/[[1461]]م على آل مُغيرة وقبيلة [[سبيع (قبيلة)|سبيع]] في منطقة حاير جنوب مدينة [[الرياض|الرِّياض]] وانتصر عليهم واستقرَّ زامل في الخرج مدة عشرة أيام حتى تخف غارات قبائل نجد واستطاع في تلك الأيام إيقافها وعاد إلى الأحساء.<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=42–43}}</ref>

توفي الشيخ زامل سنة [[866 هـ|866هـ]]/[[1461]]م بعد حملته الخامسة بمدةٍ قصيرةٍ وتولى الحُكم من بعده ابنه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] ووقع خلافٌ بين الباحثين حول طبيعة حُكم سيف، حيث قال [[شمس الدين السخاوي|السَّخاوي]]: {{اقتباس مضمن|انتزع الْبِلَاد الْمشَار إِلَيْهَا وملكها وَسَار فِيهَا بِالْعَدْلِ فدان لَهُ أَهلهَا وَلما مَاتَ خَلفه أَخُوهُ}}،<ref name=":2" /> واستدلَّ مجموعةٌ من الباحثين في النص أن سيف هو أول حُكَّام الجبور وليس [[زامل بن حسين الجبري|والده]]، ولكن أغلب الباحثين مال بالقول أنه ثاني حُكام الجبور لوجود أدلة تدعم هذا القول مثل ذكر حملات الشيخ زامل في مُؤلَّف [[عبد الله بن محمد البسام|ابن بسام]] وأبيات شعرية من ابن زيد تصف زامل بالمُلْك،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=35}}</ref> لعب سيف دورًا كبيرًا في تأسيس دولة الجبور وكان له الفضل في الكثير من المواضع ما جعله مؤهلًا للحُكم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=29}}</ref> واجه الأمير سيف معارضةً شديدةً من أقربائه [[الأسرة العصفورية|العُصفُوريين]] وذلك أنهم أرادوا استرداد [[الدولة العصفورية|مُلكهم]] فثاروا على [[سيف بن زامل الجبري|سيف بن زامل]] بقيادة شيخهم مانع بن بدران ولكنهم فشلوا وقتل سيف مانع، ثُمَّ ثاروا مرة أخرى على سيف بقيادة شيخهم كليب بن ماجد بن بدران سنة [[874 هـ|874هـ]]/[[1470]]م واستطاعوا قتل سيف بن زامل فطمعوا في إعادة إحياء [[الدولة العصفورية|دولتهم]] ولكن تصدى لهم أخو سيف وهو السُّلطان [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] فطردهم من [[الأحساء]] وصادر أملاكهم فلجأ العصفوريُّون إلى بادية العراق.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=31}}</ref>

=== العصر الذَّهبي (874 – 927هـ) ===
[[ملف:أجود بن زامل الجبري.png|تصغير|يمين|[[خط عربي|تخطيط]] اسم [[أجود بن زامل الجبري]] [[خط الثلث|بخط الثُّلُث]]، كسب السُّلطان أجود شهرةً فاقت شهرة باقي حُكَّام الدولة الجبرية واشتُهر بحُكمه التي كانت حدًّا فاصلًا بين العصر التأسيسي والذهبي.]]
كان للسُّلطان أجود خليفةٌ سياسيةٌ مكَّنته من تولي حُكم الدولة بعد أخيه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] سنة [[874 هـ|874هـ]]/[[1470]]م وذلك بأنه شارك مع والده وأخاه في تأسيس أنظمة الحُكم،<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=71}}</ref> ويعدُّ أجود أكثر حُكَّام الدولة الجبرية شهرةً وفاقت شُهرته حتى وصلت إلى بلاد الهند وكانت له مراسلات مع وزير [[بهمنيون|البهمنيين]] محمود جهان،<ref>{{استشهاد مختصر|الحميدان|1982|ص=57}}</ref> وبدأ عصره بالتخلُّص من منافسيه [[الدولة العصفورية|العُصفُوريِّين]] بعد مقتل سيف بن زامل ثُمَّ اتجه لتوسيع مُلكه إلى مناطق أخرى واتَّبع أساليب من سبقه في توسيع مُلكه على حساب مُلُوك هُرمُز،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=47}}</ref> واستغل أجود الصراع الداخلي بين أبناء فخر الدين شاه الهرمزي على الحُكم في [[مملكة هرمز|مملكتهم]] وسيطر على [[جزيرة البحرين|جزيرة أُوَال]] سنة [[880 هـ|880هـ]]/[[1475]]م ولجزيرة أوال أهميةٌ كبيرةٌ عند مُلُوك هُرمُز لذلك بعد استيلاء أجود على الجزيرة ونجاح الهرمزيين في تسوية الخلاف وتعيين سلغور ملكًا عليهم طالب الأخير بأحقيته على الجزيرة ولكن لم يُستجاب له،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=47}}</ref> ولم تمضي فترة قصيرة حتى دخل الهُرمُزيُّون في صراعٍ داخليٍ بعد انقلاب مير شاه أويش على أخيه سلغور مما انشغلوا عن مسألة جزيرة أوال.<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=486}}</ref>

لجأ سلغور إلى القوات الخارجية لمُساعدته في استرداد المُلْك من أخيه فلجأ أولًا إلى [[أسرة بني نبهان|الأئمة النبهانيِّين]] في [[إمامة عمان|عُمان]]، ولكن رفض إمامهم سُليمان بن سُليمان النَّبهاني مساعدته فلجأ أخيرًا إلى سُلطان الجبور [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] ورأى أجود في طلب سلغور منفعةً له وللجبور لذلك وافق على مُساعدته واشترط عليه تنازل أحقيته في مُلك [[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[جزيرة البحرين|أُوال]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=487}}</ref> وفي سنة [[880 هـ|880هـ]]/[[1475]]م حَشَد أجود جيشًا بقيادة ابنه [[زامل بن أجود الجبري|زامل]] في مدينة [[رأس الخيمة|جُلَّفار]] وانضم له جيش سلغور وعندما وصلت جيوش مير شاه أويش انقلبت عليه فانسحب الكثير منهم ومن الوزراء تاركين مير شاه أمام الجبور، وبهذا [[أسير|أُسر]] مير شاه أويش وأبحر كلٌّ من زامل وسلغور إلى [[جزيرة هرمز|جزيرة هُرمُز]] وأعادوا المُلك لسلغور،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=488}}</ref> ندم سلغور على تنازله عن القطيف وأوال للجبور وذلك يرجع لقلَّة واردات هرمز والتي انخفضت كثيرًا نتيجة ازدهار تجارة في [[البحر الأحمر]] عوضًا عن [[الخليج العربي]] وبالتالي سبَّبت في إضعاف خزينة المملكة الهُرمُزية مما جعل سلغور راغبًا في واردات أوال التي ستساعده في سدِّ فراغ خزينة المملكة.<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=39}}</ref>

طالب سلغور بدفع مبلغٍ سنويٍّ من واردات [[جزيرة البحرين|أوال]] ولكنَّ أجود رفض طلبه نتيجة الاتفاق المُبرم بينهما فلجأ سلغور إلى القوة [[عسكرية|العسكرية]] وأرسل ثلاثة حملات عسكرية بحريَّة إلى أُوال وكانت إحداها بقيادته والأُخرى بقيادة وزيره نور الدين فالى والأخيرة بقيادة ابنه توران شاه واستطاع الأخير السيطرة على أوال سنة [[890 هـ|890هـ]]/[[1485]]م،<ref name="مولد تلقائيا8">{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=489}}</ref> ولكن استعاد أجود أوال بعد فترة قصيرة ويبدو أن سلغور بعد فشل حملاته العسكرية لجأ إلى القوة [[اقتصاد|الاقتصادية]] حيث كان [[مضيق هرمز]] ضمن نفوذه فأغلق هذا المضيق على وجه موانئ سلاطين الجبور،<ref name=":3">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=49}}</ref> أظهرت القوة الاقتصادية فعاليتها إلى صالح سلغور فقد أضرَّ إغلاق مضيق هرمز باقتصاد الدولة الجبرية مما جعل أجود يميل إلى عقد اتفاقية جديدة ونصَّت الاتفاقية على بقاء أوال تحت نفوذ الجبور مُقابل دفع مبلغٍ مقدار [[5000 (عدد)|5.000]] دينار [[أشرفي]]،<ref name=":3" /> وبعد تسوية الأمور بين أجود وسلغور توجَّهت أنظار السُّلطان أجود إلى [[إمامة عمان|بلاد عُمان]] وذلك يرجع للخلاف الذي وقع بين [[الإباضية|الأئمة الإباضيين]] و[[أسرة بني نبهان|بني نبهان]]،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=98}}</ref> وخلال الصراع لجأ إمام الإباضية في عُمان عُمر بن الخطَّاب الخروصي إلى أجود بن زامل في [[الأحساء]] طالبًا منه المُساعدة في إسقاط شيخ بني نبهان سُليمان بن سُليمان.<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=99}}</ref>

[[ملف:Maskat & Oman map-ar.png|تصغير|يسار|خريطة تُظهر نفوذ [[سلطنة مسقط]] و[[إمامة عمان|إمامة عُمان]]، كانت حدود إمامة عُمان مشابهةً لحدود عُمان الدَّاخليَّة والتي كانت منطقة صراع [[أسرة بني نبهان|بني نبهان]] و[[الإباضية|الأئمة الإباضية]]، وكانت حدود سلطنة مسقط مشابهةً لحدود عُمان السَّاحليَّة والتي كانت تحت نفوذ [[مملكة هرمز|مُلُوك هُرمُز]].]]
لقد رأى أجود في طلب عمر فرصةً للتدخُّل في شؤون [[إمامة عمان|عُمان]] والضغط على نفوذ [[مملكة هرمز|ملوك هرمز]] فيها لذلك وافق على مُساعدة عمر بن الخطاب الخروصي فأرسل جيشًا بقيادة ابنه سيف سنة [[893 هـ|893هـ]]/[[1487]]م،<ref name=":4">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=52}}</ref> واستطاع سيف هزيمة سُليمان النبهاني فلجأ الأخير إلى [[جزيرة هرمز|هرمز]] ونُصب عمر بن الخطاب حاكمًا وإمامًا لعُمان من قبل الجبور مُقابل دفع مبلغٍ سنويٍّ من محاصيل عُمان لهم،<ref name=":4" /> وتُشير بعض أبيات ابن زيد الشعريَّة في مدح هلال بن زامل (أخو أجود) أن نفوذ الجبور وصل إلى منطقة [[حضرموت|حَضَرْمَوت]] فيقول الشاعر:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=311}}</ref>
{{أبيات|أبو علي معروفٍ بالإيمان والتقى\\هلالٍ إذا عام القى منه طارق
عطيفة أبطال المنا عير باللقا\\وزبن الدنايا في قحوم المضايق
وقالوا تعدى حضرموت وقاده\\وساقه على ما يأذن الله سايق
لميراد صنعا أو زبيد وفتحت\\مع وجهه أبواب الحصون الغوالق}}
وما يدعم قول الشَّاعر هو تأييد المصادر البُرتُغالية بقول سيطرة الجبور على منطقة حضرموت وقد أشارت أن منطقة [[ظفار (محافظة)|ظُفار]] كانت جزءًا من الدولة الجبرية،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=103}}</ref> ويرجِّح الباحث خالد بن عزام الخالدي أن منطقتي ظفار وحضرموت دخلتا ضمن نفوذ الجبور في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=54}}</ref>

توقَّفت الحملات التوسُّعيَّة للسلطان [[أجود بن زامل الجبري|أجود]] عند هذا الحد بعد حملته على عُمان فوصلت الدولة الجبرية في عهده إلى أقصى اتساعٍ لها،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=32}}</ref> ويذكر [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] عن نفوذ السُّلطان أجود قائلًا: {{اقتباس مضمن|اتسعت لَهُ مَمْلَكَته بِحَيْثُ ملك [[إقليم البحرين|الْبَحْرين]] و[[إمامة عمان|عمان]] ثمَّ قَامَ حَتَّى انتزع [[مملكة هرمز|مملكة هرموز]]…وَصَارَ رَئِيس [[نجد]] ذَا أَتبَاع يزِيدُونَ على الْوَصْف}}،<ref name=":2" /> ولكن مع هذا النفوذ الكبير فإنَّ فترة حُكمه لم تخلوا من التمرُّدات ضده حيث ذكر [[عبد الله بن محمد البسام|ابن بسام]] ستة حملاتٍ عسكريَّةٍ خاضها أجود بن زامل لتأديب المتمرِّدين في منطقة [[نجد]]، وكانت حملته الأولى سنة [[887 هـ|887هـ]]/[[1482]]م على قبيلة [[الفضول]] في قرية [[تبراك]] لكثرة [[غارة|غاراتهم]] على بادية [[الأحساء]] واستطاع هزيمتهم،<ref name=":5">{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=52}}</ref> بدأت حملته الثانية سنة [[890 هـ|890هـ]]/[[1485]]م على قبيلة [[الدواسر]] في مدينة [[محافظة الخرج|الخرج]] وهزمهم فاستقرَّ في الخرج لأيام ثُمَّ عاد إلى الأحساء،<ref name=":5" /> بدأت حملته الثالثة سنة [[893 هـ|893هـ]]/[[1487]]م على قبيلتي [[الدواسر]] و[[سبيع (قبيلة)|سُبيع]] في قرية [[الحرملية]] لكثرة غاراتهم على بادية الأحساء فهزمهم،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=53}}</ref> بدأت حملته الرابعة سنة [[900 هـ|900هـ]]/[[1494]]م على قبيلة [[الدواسر]] في مدينة [[رويضة العرض|الرُّويضة]] وقتل منهم عدَّة رجال،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=55}}</ref> شكَّك المُحقِّق [[إبراهيم الخالدي]] في تنسيب الحملة الخامسة والسادسة إلى أجود لكُبر سِنِّه ويقترح أن هذه الحملات قد خاضها أحد أبناءه وقد وافقه أغلب الباحثين ونسبوها للسُّلطان [[محمد بن أجود الجبري|مُحمَّد بن أجود]]، وما يدعم قولهم هو نصُّ ابن فرج في كتابه السلاح والعدة في تاريخ بندر جدة حيث ذكر محمد بن أجود سُلطانًا للجبور في حوادث سنة [[912 هـ|912هـ]]/[[1507]]م - التاريخ السابق للحملتين الأخيرتين - قائلًا: {{اقتباس مضمن|سلطان البحرين والبرين والحسا والقطيف محمد بن أجود}}،<ref name=":6">{{استشهاد مختصر|ابن فرج|1997|ص=41}}</ref> وأخيرًا أشار الشَّاعر ابن زيد إلى حملتين عسكريتين غير مُؤرَّخة وكانت الحملة الأولى موجَّهة لحلفٍ من القبائل [[طيء|الطائية]] وفرع القديمات من بني عامر في قوله:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=301}}</ref>
{{أبيات|ترى إن كانت الميعاد لينه بيننا\\فلا نرتضي من دونها بسداد}}
ووقعت الحملة الثانية قُرب منطقة [[المطلاع]] على القديمات من بني عامر في قوله:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=303}}</ref>
{{أبيات|ومن قبلة المطلاع فيكم وقيعة\\لجا غِلّها بأقصى ضميرك زاد}}

مثَّل عصر أجود بالازدهار والتوسُّع وورثه السلاطين اللاحقين له،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=110}}</ref> وقد كَبُر أجود بن زامل في السن فتنازل عن الحُكم لابنه [[محمد بن أجود الجبري|مُحمَّد]] سنة [[902 هـ|902هـ]]/[[1497]]م ولا يُعرف كثيرًا عن فترة حُكم محمد وعلى ما يبدو أن طابعها كان مُستقرًا واتَّصف [[أمن|بالأمن]]،<ref name=":7">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=33}}</ref> ويدلُّ ذلك من نص ابن فرج وذلك أن مدينة [[جدة|جُدَّة]] كثُرت فيها غارات [[بدو|البدو]] ونهبها حتى اضطرب الأمان فيها فاستنجد الشريف [[بركات بن محمد]] بسُلطان الجبور [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]] لتخميد الفساد و[[التلبية|لبَّى]] محمد طلبه،<ref name=":7" /> وفي تاريخ [[17 ذو الحجة|17 ذي الحِجَّة]] [[912 هـ|912هـ]]/[[9 مايو|9 مايو (أيَّار)]] [[1507]]م{{للهامش|2}} وصل جيش الجبور بقيادة محمد الذي يُقدَّر عدده [[50000 (عدد)|بخمسين ألف]] مُقاتل واستطاع بهذه القوة الكبيرة من هزيمة البدو ليُعيد الأمان إلى مدينة جدة،<ref name=":6" /> وفي عهده صادف ظُهُور [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] في بحر [[الخليج العربي]] وتطوَّرت علاقة الطرفين بعد خُضُوع [[مملكة هرمز|مُلُوك هُرمُز]] إلى [[الإمبراطورية البرتغالية|التاج البُرتُغالي]] حيث تدخل الجبور لصالح العرب الخارجين على الحُكم البُرتُغالي في مدينتي [[مسقط (عمان)|مسقط]] و[[ولاية صحار|صُحار]] سنة [[913 هـ|913هـ]]/[[1507]]م لينشغل البُرتُغاليُّون فيها حتى لا تصل أطماعهم إلى جزيرة [[جزيرة البحرين|أُوال]].<ref name="مولد تلقائيا11">{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=512}}</ref>

[[ملف:Portuguese Empire V36-ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر مُستعمرات [[الإمبراطورية البرتغالية|الإمبراطورية البُرتُغالية]] في [[الخليج العربي]] و[[البحر الأحمر]]، دخل الجبور في صراعٍ مع الإمبراطورية مُنذ عهد [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]] حتى سقوط الدولة.]]
لا تُعرف نهاية حُكم محمد بن أجود ولكن رجَّح الباحث خالد بن عزام الخالدي قول بنهاية حُكم محمد في سنة [[917 هـ|917هـ]]/[[1511]]م وتولى ابن عمه [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]] حُكم الدولة من بعده مُعتمدًا على رأي الباحث [[عبد اللطيف الحميدان]] في المسألة،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=34}}</ref> وعلى ما يبدو أن السُّلطان صالح كانت له من المُؤهلات التي ساعدته للوصول إلى الحُكم فمع مُشاركته في قتال البدو في [[جدة|جُدة]] إلى جانب مُحمَّد حسب قول الباحث صالح هوَّاش المسلط،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=53}}</ref> فقد كان مُلمًّا في [[فقه إسلامي|الفقه]] و[[الحديث النبوي|الحديث]] وأشار إلى ذلك المُؤرِّخ الفقيه [[ابن العماد الحنبلي]] في كتابه [[شذرات الذهب|شذرات الذَّهب في أخبار من ذهب]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|وكان [[مالكية|مالكي]] المذهب، [[فقيه]]ا، متبحرا في [[فقه إسلامي|الفقه]] و[[الحديث النبوي|الحديث]]، وله مشاركة جيدة}}،<ref name=":17">{{استشهاد مختصر|الحنبلي|1986|ج=10|ص=239}}</ref> تولَّى صالح حُكم الدولة في فترةٍ تُعاني منها البلاد من مخاطر خارجيَّة وخصوصًا بعد ظهور [[الإمبراطورية البرتغالية|القوة الأوروبية البُرتُغالية]] في [[الخليج العربي]] التي تطمع لضم [[جزيرة البحرين|أوال]] إلى نفوذها وظهور [[الدولة الصفوية]] في إيران والتي تطمع لتوحيد البقاع المُقتطنة [[الشيعة|بالشيعة]] والتي كانت من ضمنها [[إقليم البحرين]] الخاضعة لنفوذ السُّلطان صالح.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=35}}</ref>

استقبل [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليُّون]] و[[مملكة هرمز|الهُرمُزيُّون]] حُكم صالح بالهُجُوم على جزيرة [[جزيرة البحرين|أوال]] سنة [[917 هـ|917هـ]]/[[1511]]م ويبدو أنهم استغلوا وفاة محمد بن أجود فنجحوا في الاستيلاء عليها،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=513}}</ref> ونتيجة لفُقدان الجبور جزيرة أوال التي تُعدُّ أحد أهم واردات الدولة فقد لجأ صالح إلى زيادة نسبة [[ضريبة|الضرائب]] وفرضها على أهل [[الأحساء]] مما أثار استياءهم على السُّلطان وكذلك استياء المُنافسين له للسُّلطة من الجبور،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=57}}</ref> وفي سنة [[920 هـ|920هـ]]/[[1514]]م توفي ملك هُرمُز سيف الدين ووزيرها خواجة عطار فاستغل عرب أوال ذلك وثاروا ضد الحُكم الهُرمُزي للجزيرة وانضموا إلى نفوذ سُلطان الجبور صالح بن سيف وحتى لا يتطوَّر صراع الطرفين فإن صالح لجأ إلى عقد [[معاهدة|اتفاقية]] بينه وبين ملك هرمز الجديد فكان من بنود الاتفاقية هو التزام صالح بدفع مبلغٍ سنويٍّ لملك هُرمُز مُقابل احتفاظه بجزيرة أوال،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=58}}</ref> ويبدو أن صالح أراد بهذه الاتفاقية تعزيز العلاقات بينه وبين البُرتُغاليين عبر الود وإرسال الهداية فيُذكر أن صالحًا في سنة [[921 هـ|921هـ]]/[[1515]]م أرسل هدايا إلى [[جزيرة هرمز|جزيرة هُرمُز]] للترحيب بحاكم [[الهند البرتغالية|الهند البُرتُغالية]] وهو [[ألفونسو دي ألبوكيرك]] وبعد شهر ردَّ الحاكم ألبوكيرك الجميل بإرساله الهدايا إلى صالح في [[جزيرة البحرين|أوال]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=36}}</ref>

أثارت سياسة صالح عند أسرته سلبًا وقد استاء عددٌ منهم من سياسته وأحسوا بالذُّل الزائد اتجاه [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] و[[مملكة هرمز|الهُرمُزيين]] وقد رأى صالح في هذا التقرُّب مصالح نافعةً لدولته في تجنُّب المخاطر المُستقبلية ضد التحالف البرتغالي-الهرمزي و[[الدولة الصفوية|الصفويين]]،<ref name="مولد تلقائيا12">{{استشهاد مختصر|السعيد|2021|ص=86}}</ref> أدَّى بهذا التمزُّق الأُسَري بين الجبور إلى نُهُوض شخصية [[مقرن بن زامل الجبري|مُقرَن بن زامل]] الذي كان من المُعارضين لسياسة صالح وخرج عليه في سنة [[922 هـ|922هـ]]/[[1516]]م فانتصر عليه واستولى على الحُكم،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=61}}</ref> وحاول صالح استىرجاع مُلكه سنة [[925 هـ|925هـ]]/[[1519]]م وأشار المؤرِّخ [[جار الله محمد بن عبد العزيز|جار الله ابن فهد المكي]] في كتابه نيل المُنى بذيل بُلُوغ القِرى لتكملة إتحاف الوَرَى إلى هذا الحدث ولكنه لم يذكر صالح بن سيف فيه ويُرجِّحُ الباحث خالد بن عزام الخالدي أن المقصود في النص هو صالح بن سيف،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=37}}</ref> ويقول: {{اقتباس مضمن|وذكروا أن بَدْوهم وقع فيها قتال بين سلطانهم مقرن بن زامل وبين قريبه في قرية قريبة منه وكان دُعِيَ له في بعض البلدان، فغيّب الشيخ مقرن على القاضي محمد بن فرق فخشي وفرَّ إلى بلدة أخرى خارجة عن أعمال بلاده}}.<ref>{{استشهاد مختصر|المكي|2000|ج=1|ص=205}}</ref>

[[ملف:مقرن بن زامل الجبري.jpg|تصغير|يسار|رأس السُّلطان [[مقرن بن زامل الجبري|مُقرَن بن زامل]] على درع أمير البحار [[أنطونيو كوريا (أميرال)|أنطونيو كوريا]].]]
تولى السُّلطان [[مقرن بن زامل الجبري|مُقرن بن زامل]] حُكم الدولة سنة [[922 هـ|922هـ]]/[[1516]]م وفي عهده تطوَّرت الأوضاع السياسية في [[المشرق العربي|المشرق الإسلامي]] بعد ظهور قوة [[الدولة العثمانية|العُثمانيين]] في المنطقة وذلك بانتصارهم على [[الدولة الصفوية|الصفويين]] في [[معركة جالديران]] سنة [[920 هـ|920هـ]]/[[1514]]م و[[النزاع العثماني المملوكي (1516–1517)|ضم سلطنة المماليك إلى نفوذهم]] سنة [[923 هـ|923هـ]]/[[1517]]م،<ref name="مولد تلقائيا9">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=63}}</ref> ويبدو أن مُقرن قد مال إلى القوة العُثمانية نتيجة التوجُّهات السياسية لشريف مكَّة [[بركات بن محمد]] الذي كان مواليًا للعُثمانيين وكان سلاطين الجبور عامةً ذو علاقة حسنة مع [[شرافة مكة]] في توجُّهاتهم الدينية والاقتصادية والسياسية،<ref name="مولد تلقائيا13">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=64}}</ref> اختلفت سياسة مُقرن عن صالح اتجاه البُرتُغاليين فبدلًا من التودُّد وكسب رضاهم فقد امتنع عن دفع الأموال لملك هرمز وبدأ في الاعتراض والهُجُوم على السُّفُن الهُرمُزية والبُرتُغالية في [[الخليج العربي]] ردًّا على [[السيطرة البرتغالية على الخليج العربي|القرصنة البُرتُغالية في الخليج]]،<ref name=":8" /> وقد أثَّرت سياسة البُرتُغاليين في [[البحر الأحمر]] على حركة التجارة في [[الخليج العربي]] فقد زادت التجارة في الخليج نتيجة إغلاق البرتغاليين للبحر الأحمر مما ساهم في ازدهار التجارة عند الجبور الذين لجأوا تُجَّار الحجاز إليهم، وقد تفسر هذه الحادثة فعل مُقرن في السُّفن البرتغالية التجارية على الخليج العربي نتيجة إنشغال السفن العسكرية في البحر الأحمر.<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=68}}</ref>

وجد القائد [[ألفونسو دي ألبوكيرك|ألبوكيرك]] في صنيع مُقرن ما يضيفه إلى دوافع احتلال [[جزيرة البحرين|أُوال]] ومع شكوى ملك هرمز من عدم دفع المبالغ السنوية له فإنَّ هذه العوامل كانت كافيةً لبدء حملةً برتغاليةً على الجبور،<ref name=":9">{{استشهاد مختصر|السعيد|2021|ص=89}}</ref> وفي سنة [[926 هـ|926هـ]]/[[1520]]م حاول البرتغاليين والهرمزيين الاستيلاء على أوال في ظل غياب مقرن الذي كان حينها في [[مكة|مكَّة]] يُؤدِّي [[الحج في الإسلام|مناسك الحج]] ولكنهم فشلوا بسبب مُعاكسة جهة [[ريح|الرِّياح]] إليهم وتصدِّي ابن أخت مُقرن الشَّيخ حُميد{{للهامش|3}} لهم،<ref name=":9" /> وحال وصول أخبار ذلك الهُجُوم إلى مُقرن سارع في طلب الدعم من القوات الإسلامية الأخرى والعودة إلى [[الأحساء]] للاستعداد ضد الهجمات المُقبلة،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=527}}</ref> وفي تاريخ [[10 شعبان]] [[927 هـ|927هـ]]/[[17 يوليو|17 يوليو (تمُّوز)]] [[1521]]م [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|هاجمت القوات البُرتُغالية والهُرمُزية أُوال]] بقيادة الأميرال [[أنطونيو كوريا (أميرال)|أنطونيو كوريا]] والوزير شرف الدين الهرمزي وتصدَّى الجبور لهذا الهجوم بقيادة [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] وأثناء القتال أُصيب السُّلطان في [[فخذ]]ه وعلى إثر هذه الإصابة تُوفي بعد ثلاثة أيام منها وانهارت معنويات الجيش الجبري بعد وفاته وكثُر القتلى والجرحى بينهم مما جعل الشَّيخ حُميد يعلن الانسحاب إلى مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=67}}</ref> وتُشير بعض المصادر البُرتُغالية أن الوزير شرف الدين الهرمزي تعقَّب السفينة التي تحمل جُثَّة مقرن وقبض عليها وأجتز الرأس عن الجُثَّة وحمله معه إلى [[جزيرة هرمز|هُرمُز]].<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=536}}</ref>

=== السُّقوط (927 – 932هـ) ===
[[ملف:المنتفق-حسب وصف لونكريك وخزعل.jpg|تصغير|يمين|خريطة [[إمارة المنتفق]] في أقصى اتساعٍ لها.]]
نتج من وفاة [[مقرن بن زامل الجبري|مُقرن]] فراغًا سياسيًا للدولة الجبرية لم يستطع أحدٌ من خُلفاءه سدِّه ونتج من وفاته تمزُّق البيت الجبري إلى فئتين حيث تمثِّل الفئة الأولى ذرية وأولاد السُّلطان [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] وتمثِّل الفئة الثانية ذرية وأولاد الأمير هلال بن زامل،<ref name=":10">{{استشهاد مختصر|السعيد|2021|ص=91}}</ref> وذكر المُؤرِّخ [[جار الله محمد بن عبد العزيز|جار الله ابن فهد المكِّي]] خُلفاء مُقرن والذي يُقدَّرُ عددهم بخمسة حُكَّام، أوَّلهم هو السُّلطان [[علي بن أجود الجبري|علي بن أجود]] وحكم لمدة شهرين،<ref>{{استشهاد مختصر|المكي|2000|ص=421}}</ref> لا تُعرف طبيعة حُكمه ولكن مدحه الشاعر عامر السمين قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=326}}</ref>
{{أبيات|علي بن أجودٍ سلطان قيس\\مجار الجود كهف للضعاف}}
ثُمَّ تولى من بعده ابن أخيه [[ناصر بن محمد الجبري|ناصر بن مُحمَّد]] سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م واستمرَّ لثلاث سنين،<ref name=":11">{{استشهاد مختصر|المكي|2000|ص=422}}</ref> وفي بداية عهده انتعشت الدولة الجبرية من الناحية السياسية بفضل قيادات ابن عمه حُسين بن سيف العسكرية في عُمان،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=41}}</ref> حيث استطاع الأمير حُسين استعادة مدينة [[ولاية صحار|صُحار]] تاريخ [[12 ربيع الأول]] [[928 هـ|928هـ]]/[[11 مارس|11 مارس (آذار)]] [[1522]]م وجزيرة [[جزيرة البحرين|أُوال]] سنة [[929 هـ|929هـ]]/[[1523]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=69}}</ref> وأشار [[عبد الله بن محمد البسام|ابن بسام]] إلى حملة وقعت في سنة [[929 هـ|929هـ]]/[[1522]]م ويُرجَّح أن قائدها كان السُّلطان ناصر حيث حارب قبيلة [[الفضول]] في [[حفر الباطن]] وغنم منهم غنائم كثيرة،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بسام|2000|ص=71}}</ref> ولكن توقَّفت هذه العمليات بعد وفاة حُسين سنة [[929 هـ|929هـ]]/[[1523]]م ويبدو أن البُرتُغاليين بعد وفاته استطاعوا استرجاع أوال واحتلال [[القطيف (مدينة)|القطيف]] من الجبور مما خلق الفوضى في الديار الجبرية والإفلاس ونتيجة لهذه التطورات تنازل ناصر عن الحُكم [[قطن بن علي الجبري|لقطن بن علي بن هلال بن زامل]] سنة [[930 هـ|930هـ]]/[[1524]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=42}}</ref>

يعدُّ حدث تولي السُّلطان [[قطن بن علي الجبري|قطن]] حُكم الدولة خروج الحُكم عن ذرية [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] وانتقاله إلى ذرية هلال بن زامل من عُمان،<ref name=":10" /> حكم قطن قُرابة سنة وتوفي سنة [[931 هـ|931هـ]]/[[1525]]م وتولى الحُكم من بعده ابنه [[علي بن قطن الجبري|علي]]{{للهامش|4}}،<ref name=":11" /> لم يستطع السُّلطان علي تولي مسؤولية الدولة لذلك تنازل عنها لعمه [[غصيب بن زامل الجبري|غُصيب بن زامل]]،<ref name=":11" /> استمرَّ السُّلطان غصيب في الحُكم مدة سبعة أشهر ووصلت الدولة في عهده إلى أسوء مراحلها من التخبُّط والتدهور ما جعل أهل [[الأحساء]] يبحثون عن زعيم قوي خارج الجبور لإصلاح الفوضى فوجودها عند [[إمارة المنتفق|أمير المنتفق]] و[[قبيلة المنتفق|شيخها]] راشد بن مغامس،<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=145}}</ref> وافق الأمير راشد بن مغامس على طلب الجبور وذلك يرجع للأطماع التَّوسُّعية إلى [[إقليم البحرين]] عند الأمير وإلى أهمية المنطقة اقتصاديًا [[البصرة|للبصرة]] فإنَّ قوافل الحج كانت تمرُّ بالبحرين وصولًا إلى [[مكة|مكَّة]] لذلك هاجم الأمير راشد مدينة [[الأحساء]] سنة [[932 هـ|932هـ]]/[[1526]]م واستولى عليها ليُنهي بذلك حُكم الجبور في الأحساء ويحلُّ محلها إمارته.<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=146}}</ref>

=== بعد السُّقوط (932 – 1287هـ) ===
==== في القطيف ====
{{تاريخ البحرين}}
على الرُّغم من سُقُوط مركز الدولة الجبرية في [[الأحساء]] إلا أن الجبور استمرُّوا في مشاركتهم على المسرح السياسي في شرق [[شبه الجزيرة العربية]] وخصوصًا في المناطق التي كانت تخضع لهم مثل [[جغرافيا عمان|عُمان]] و[[جغرافيا قطر|قطر]] و[[جزيرة البحرين|أوال]] و[[القطيف (مدينة)|القطيف]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=71}}</ref> وفي [[القطيف (مدينة)|القطيف]] تُشير رسالة الوالي الهرمزي في أوال ركن الدين الفالي إلى الوزير الهرمزي شرف الدين الفالي تاريخ [[10 ربيع الأول]] [[942 هـ|942هـ]]/[[17 سبتمبر|17 سبتمبر (أيلول)]] [[1535]]م على وجود نفوذ للجبور في المدينة وأشار إلى اسم أميرها قائلًا: {{اقتباس مضمن|أما بخصوص أحوال مشايخ الجبور فإنه قد تحقق النصر لهم أخيرًا في هذه السنة، بعد أن استمر ذلك القتال سنوات عديدة بين الشيخ فضيل الزامل و[[بنو خالد (قبيلة)#الصبيح|آل صبيح]] والذي الآن يبسط سيطرته على جميع تلك النواحي}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=72–73}}</ref> ويُرجِّحُ الخالدي أن المقصود بالنص هو [[فضيل بن زامل الجبري|فضيل بن زامل بن سيف بن أجود الجبري]] وقد انشغل كلٌّ من الأمير راشد بن مغامس والأمير فضيل بن زامل في مُهادنة القوى الكُبرى في المنطقة مثل [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليين]] في [[الخليج العربي]] و[[الدولة العثمانية|العُثمانيين]] في [[بغداد]] ويبدو أن فضيل أقرَّ بتبعيته [[مملكة هرمز|لملوك هُرمُز]] الذي كانوا تابعين لأباطرة البُرتُغال وأقرَّ راشد بتبعيته للعثمانيين سنة [[945 هـ|945هـ]]/[[1538]]م ووافق عليها السُّلطان العُثماني [[سليمان القانوني|سُلَيْمان القانوني]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=73–74}}</ref> وبعد ضمان راشد لدعم العُثمانيين إلى جانبه فقد سارع إلى ضم القطيف في نفوذه ودخلت في نفوذه دون قتال سنة [[945 هـ|945هـ]]/[[1539]]م وذلك أن أمير القطيف رحَّب به وسلَّمها له، وأشارت رسالة والي البحرين الهرمزي بدر الدين الفالي إلى ملك البرتغال [[جواو الثالث ملك البرتغال|دون جوان]] تاريخ [[ربيع الآخر]] [[946 هـ|946هـ]]/[[1539]]م على اسم حاكم القطيف حيث ورد فيها: {{اقتباس مضمن|كانت القطيف يحكمها أحد شيوخ [[عرب|العرب]] من أمراء [[بنو عامر بن صعصعة|عامر]]، المدعو مانع}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=74}}</ref> ويرجِّحُ الخالدي بأن مانع هو تحريفٌ لاسم شيخ الجبور [[منيع بن سالم الجبري|منيع بن سالم بن زامل بن أجود الجبري]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=75}}</ref> وأشار الشاعر [[راشد الخلاوي|راشد الخَلَاوي]] إلى نفوذ الشيخ منيع قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|خميس|1972|ص=214}}</ref>
{{أبيات|فلولا مَنِيعٍ سُور هَجْرٍ وبَابَها\\وأبناء عُقيْلٍ عُصْبةٍ من قرايْبِه
لَكَ الله مَا سَنَّعْت لِسهَيْل ناقتي\\ولولاهْ ما نَوَّخْت يَبْرِين شَاربَه}}
والذي حكم ما بين ([[943 هـ|943]] – [[945 هـ|945هـ]] / [[1536]] – [[1538]]م) ولكن نتيجة التطورات السياسية في [[إقليم البحرين]] فإنَّ الأحساء والقطيف لم تستمر طويلًا في نفوذ إمارة المنتفق وقد احتل العُثمانيُّون مقرَّهم في [[البصرة]] سنة [[953 هـ|953هـ]]/[[1546]]م ثُمَّ زحفوا نحو [[القطيف (مدينة)|القطيف]] واحتلوها سنة [[957 هـ|957هـ]]/[[1550]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=81}}</ref> واستغل [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليُّون]] و[[مملكة هرمز|الهُرمُزيُّون]] هذه التطورات السياسية فاحتلوا القطيف سنة [[958 هـ|958هـ]]/[[1551]]م واستغل شيخ الجبور في القطيف [[مقرن بن غصيب الجبري|مقرن بن غصيب بن زامل]] هو الآخر الأوضاع السياسية في القطيف ففي نفس السنة هاجم القطيف واستطاع الاستيلاء عليها ليستعيد حُكم الجبور فيها،<ref name=":12">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=83}}</ref> ولكن لم يستمر حُكمه لأكثر من ثلاث سنين حيث استطاع العُثمانيُّون بقيادة القُبطان محمد بيري من استعادة القطيف سنة [[960 هـ|960هـ]]/[[1553]]م.<ref name=":12" />

==== في أوال وقطر ====
كانت [[جزيرة البحرين|أوال]] تحت نفوذ [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] وسبق أن اتفق البرتغاليُّون مع [[الدولة الصفوية|الصفويين]] في ضم [[القطيف (مدينة)|القطيف]] وأوال إلى نفوذ الصفويين، وعندما لم يتحقق هذا الاتفاق أخذ الصفويون يتجهزون لاحتلال أوال واحتلوها في سنة [[1011 هـ|1011هـ]]/[[1602]]م في عهد الشاه [[عباس الأكبر‌|عبَّاس الأول]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=100}}</ref> واستمرَّ النفوذ الصفوي في أوال قُرابة [[قرن (زمن)|القرن]] حتى تدهورت أوضاع [[الدولة الصفوية]] بسبب ضعف الشاه [[سلطان حسين الأول الصفوي|حسين]] فاستغل أئمة عُمان [[دولة اليعاربة|اليعاربة]] هذا الضعف واحتلوا [[جزيرة البحرين|أوال]] سنة [[1130 هـ|1130هـ]]/[[1717]]م بقيادة إمامهم [[سلطان الثاني بن سيف اليعربي|سلطان الثاني اليَعْرُبي]] وعيَّن واليًا عليها يُقال له محمد بن ناصر الغافري ويُرجِّحُ الخالدي أنه من شيوخ الجبور في عُمان،<ref name=":13">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=107}}</ref> وبعد وفاة سلطان الثاني اليعربي سنة [[1131 هـ|1131هـ]]/[[1718]]م تدهورت الأوضاع في عُمان وتنافس اليعاربة على الإمامة ويبدو أن محمد بن ناصر الجبري أراد استغلال هذه المشاكل لصالحه لذلك غادر أوال وتوجه إلى عُمان للمشاركة في أحداثها وعيَّن مكانه على أوال ابنه ناصر سنة [[1134 هـ|1134هـ]]/[[1721]]م،<ref name=":13" /> ويبدو أن أحد شيوخ الجبور في فارس الذي يدعى جبارة الهولي{{للهامش|5}} استغل غياب محمد الجبري والأوضاع السياسية في [[فارس]] وعُمان فهاجم أوال وحاصرها وطال حصارها حتى استسلم ناصر بن محمد وسلَّم له الحُكم سنة [[1137 هـ|1137هـ]]/[[1724]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=108}}</ref> استمر جبارة الجبري حاكمًا على أوال حتى سنة [[1150 هـ|1150هـ]]/[[1737]]م وفي هذه السنة استولى [[نادر شاه|نادر شاه الأفشاري]] على الجزيرة مُستغلًا غياب جبارة لتأدية [[الحج في الإسلام|مناسك الحج]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=110}}</ref> وفي [[قطر]] تنتسب أسرة [[آل مسلم]] إلى الجبور من قبيلة [[بنو خالد (قبيلة)|بني خالد]] حسب قول المؤرخ [[محمد بن عبد الله آل عبد القادر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|آل عبد القادر|1960|ص=24}}</ref> وإن صحَّ انتساب الجبور إلى القبيلة فإنَّ أسرة آل مسلم الجبور استمرُّوا في الحُكم على قطر قُرابة [[قرن (زمن)|ثلاثة قرون]] حتى سنة [[1238 هـ|1238هـ]]/[[1823]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=116}}</ref>

==== في عُمان ====
وفي [[إمامة عمان|عُمان]] كان أوَّلُ ذِكرٍ للجبور بعد سقوطهم في [[الأحساء]] يعود تاريخه سنة [[965 هـ|965هـ]]/[[1557]]م وفي هذه السنة استولى شيخ الجبور محمد بن جفير على مدينة [[بهلا]] مستغلًا الصراع الذين كان يدور بين [[الإباضية|الإباضيين]] و[[أسرة بني نبهان|النبهانيين]] وكانت المدينة مكان استقرار إمام الإباضية في عُمان بركات بن محمد،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=148}}</ref> نال الشيخ محمد بن جفير الجبري تأييد الإباضية وإسنادهم إليه ثُمَّ توجَّه إلى مدينة [[نزوى (نزوى)|نزوى]] مقر شيخ بني نبهان سُلطان بن محسن بن سُليمان لاحتلالها، احتل محمد الجبري المدينة ولكن لم يستمر نفوذه طويلًا فيها وذلك أن الشيخ سُليمان بن مظفر بن سلطان - شيخ بني نبهان الجديد - قد قَوِيَ نفوذه في المنطقة بمُساعدة الجبور في [[الأحساء]] ودخل كلٌّ من محمد بن جفير الجبري وسُليمان بن مظفر النبهاني في معركة سنة [[985 هـ|985هـ]]/[[1577]]م أسفرت فيها مقتل شيخ الجبور محمد بن جفير واستعادة مدينة نزوى لبني نبهان،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=149}}</ref> شهدت تلك الحقبة التي حكمها النبهانيُّون بظهور النزاعات القبلية وصراعٌ بين النبهانيين على المشيخة وفي ظل هذه الأوضاع تحرَّك شيخ الجبور محمد بن محمد بن جفير من [[السيب (السيب)|السيب]] إلى [[صحار (صحار)|صحار]] للاستيلاء على [[ميناء صحار|ميناءها]] سنة [[1025 هـ|1025هـ]]/[[1616]]م ونجح في احتلالها ولكن لم يستمر حُكمه طويلًا حيث أُخرج منها بالقوة من قبل أميرها السابق،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=151}}</ref> وقبل قيام [[دولة اليعاربة]] في المنطقة تذكر المصادر العُمانية أن نفوذ الجبور يشمل هذه المناطق: [[سمد الشان (المضيبي)|سمد الشان]] و[[ابراء (إبراء)|إبراء]] و[[الغبي]] و[[البريمي|تؤام]] و[[لوى (لوى)|لوى]] و[[مقنيات (عبري)|مقنيات]] والأفلاج،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=152}}</ref> أدَّى انتشار الفوضى في الديار العُمانية إلى نهوض شخصية [[ناصر بن مرشد اليعربي|ناصر بن مرشد اليَعْرُبي]] مؤسس [[دولة اليعاربة]] وبدأ في صراعه مع الجبور وكانت الحرب بينهم سجال ولكن في النهاية استطاع الإمام ناصر اليعرُبي من الاستيلاء على كل حصون الجبور في الساحل العُماني، انقسم الجبور بعد مقتل شيخهم محمد بن محمد بن جفير إلى فئتين،<ref name=":14" /> أظهرت الفئة الأولى تبعيتها للإمام [[ناصر بن مرشد اليعربي|ناصر اليعربي]] بقيادة شيخهم ناصر بن ناصر بن قطن الجبري بينما استمرَّت الفئة الثانية في مقاومة حملات الإمام ناصر بقيادة شيخهم سيف بن محمد بن جفير، اتَّجه كلٌّ من الإمام ناصر اليعربي والشيخ ناصر الجبري إلى [[حصن لوى]] حيث كان يستقرٌّ الشيخ سيف الجبري وبعد حصارٍ استمرَّ لستة أشهر استسلم سيف الجبري وسلَّم الحصن لناصر اليعربي، وعيَّن ناصر اليعربي ناصر الجبري أميرًا على الحصن مكافأةً له على مساندته،<ref name=":14">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=123}}</ref> ويبدو أن ناصر اليعربي أراد إنهاء وجود الجبور في عُمان لذلك انقلب على حليفه ناصر الجبري فهرب ناصر الجبري إلى [[الأحساء]] ومن هنا�� بدأ ناصر الجبري يشنُّ [[غارة|الغارات]] على الديار العُمانية وحاول الإمام ناصر اليعربي التصدِّي لهذه الغارات ولكنه فشل مما اضطر للإمام إلى عقد اتفاق مع ناصر الجبري على دفع مبالغ مالية سنوية له مُقابل وقف هذه الغارات،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=125}}</ref> واضطربت أوضاع اليعاربة في عُمان فدخلوا في حربٍ أهليةٍ واستغل شيخ الجبور في أوال محمد بن ناصر الجبري هذه الحرب لصالحه فقد شارك فيها وانتصر على منافسيه بلعرب بن ناصر اليعربي فدانت البيعة لمحمد وبايعه [[أهل الحل والعقد]] إمامًا على عُمان تاريخ [[7 محرم|7 مُحرَّم]] [[1137 هـ|1137هـ]]/[[26 سبتمبر|26 سبتمبر (أيلول)]] [[1724]]م واستمرَّت إمامته ثلاثة سنوات حتى قُتل تاريخ [[10 شعبان]] [[1140 هـ|1140هـ]]/[[21 مارس|21 مارس (آذار)]] [[1728]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=126}}</ref> وفي عهد [[آل بو سعيد]] ساعد الجبور الإمام [[أحمد بن سعيد البوسعيدي]] في تأسيس [[سلطنة عمان|الدولة البوسعيدية]] على أنقاض دولة اليعاربة نتيجة معاناتها من الاضطرابات الداخلية والخارجية وبُويع أحمد بن سعيد إمامًا على عُمان سنة [[1156 هـ|1156هـ]]/[[1743]]م ولعب شيخ الجبور محمد بن ناصر دورًا كبيرًا في حماية مُلْك آل بو سعيد من الأطماع الداخلية والخارجية،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=163}}</ref> ولكن تأثَّر محمد بن ناصر الجبري [[الدعوة الوهابية|بالدعوة الوهَّابية]] في [[الدرعية|الدِّرعية]] وشارك في [[الدولة السعودية الأولى#عمان|الحملات السعودية على عمان]]، ولكن نتيجة سقوط [[الدولة السعودية الأولى]] سنة [[1233 هـ|1233هـ]]/[[1818]]م واسترضاءه بالأموال والحصون من قبل إمام عُمان [[سعيد بن سلطان البوسعيدي]] فإنَّ محمد الجبري أعاد تبعيته للإمام العُماني،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=135–136}}</ref> وبعد وفاة محمد اضمحل النفوذ السياسي للجبور في عُمان حتى أصبحوا كبقية القبائل العُمانية التي لا تأثير لها على الساحة السياسية.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=140}}</ref>

==== في الدول الأخرى ====
[[ملف:Banu Khalid-ar.png|تصغير|يمين|خريطة [[الإمارة الخالدية الأولى]] في أقصى اتساعٍ لها، ساعد الجبور [[آل حميد (أسرة)|آل حُميد]] في تأسيس هذه الإمارة.]]
لم تخلوا مُشاركة الجبور أيضًا في [[إدارة عامة|الإدارة المحلية]] للدول الأخرى فقد شارك الجبور في الأنظمة الإدارة للدول الآتية: [[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانية]] و[[الإمارة الخالدية الأولى]] و[[الدولة السعودية الثانية]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=92–94}}</ref> وفي الدولة العُثمانية أشارت إحدى الوثائق العُثمانية المُؤرَّخة في [[شعبان]] [[987 هـ|987هـ]]/[[1578]]م إلى زعيم محليٍّ في [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] يُدعى مهنا بن خالد ويُرجِّح الخالدي أن هذا الشخص أحد شيوخ الجبور وساهم مهنا في تخميد الثورات في الإقليم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=92}}</ref> وفي [[الإمارة الخالدية الأولى]] ساهم الجبور في تأسيس الإمارة بقيادة شيخهم مهنا الجبري وكان من مساعدين الأمير [[براك بن غرير آل حميد|برَّاك بن غُرير آل حميد]] مؤسس الإمارة الخالدية وساعده في الاستيلاء على [[الأحساء]] سنة [[1080 هـ|1080هـ]]/[[1669]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الظاهري|1983ب|ص=79}}</ref> ويبدو أن مهنا الجبري كان يطمح إلى المشاركة في الحُكم مع براك آل حميد وعندما رأى أن براك آل حميد جعل الحُكم مستقرًّا في [[آل حميد (أسرة)|أسرته]] فقط حاول التمرُّد عليه وعند وصول أخبار محاولته للتمرُّد عند الأمير برَّاك عاتبه الأخير بقصيدةٍ على أفعاله المُضادة له ويحثُّه على الإصلاح قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=500–501}}</ref>
{{أبيات|رضيناك فيما قد رضينا مسانِد\\وترك الحمايا صرت مفتاح غالقه
فبئس فعالٍ يا مهَنَّا رضيتها\\وغيْر سديد الرأي من ذا معاشقه
فلو كنت محتاجٍ لمبذول مالهم\\عذرناك يا من شانت أنواه شايقه
للأصحاب فيما قد مضى ثم زَيَّنَت\\لك النفس ترك الند وِارضا مما حقه
تريد تصلِّح في حمانا قبايل\\متجمّعة من كل فريق لفايقه
ونشقى ونشفي يا مهنا صدورنا\\برجوى رفيع القدرة محصي خلايقه
فنم وارع في واديك ما كنت جامع\\بذلك وسدِّد عنك ما كنت فاتقه
وتبقى على بيت ابن سلطان عامر\\ومن له تذاكيرٍ بالآثار سابقة}}

وفي [[الدولة السعودية الثانية]] تولَّى ناصر بن جبر الجبري [[الأحساء|ولاية الأحساء]] للإمام [[عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود|عبد الله بن فيصل آل سعود]] ما بين ([[1282 هـ|1282]] – [[1287 هـ|1287هـ]] / [[1865]] – [[1870]]م).<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=94}}</ref>

== التنظيم الإداري ==
=== نظام الحُكم ===
أشار [[ابن خلدون]] إلى أهمية [[قبيلة|القبيلة]] في قيام [[دولة|الدولة]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|فطور الدَّولة من أوَّلها [[بدو|بداوة]] ثمَّ إذا حصل المُلك تبعه الرَّفه واتِّساع الأحوال}}،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن خلدون|1981|ج=1|ص=215}}</ref> وكان هذا النظام سائدًا في دول [[شبه الجزيرة العربية]] فتنشأ الدولة بالقبيلة، ثُمَّ تتحول القبيلة إلى [[سلالة حاكمة|أسرة حاكمة]]، ثُمَّ تبدأ الأسرة بتوسيع نفوذ دولتها على حساب القبائل المُجاورة وتزيد أو تضعف قوة الأسرة حسب شخصية الحاكم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=156}}</ref> يبدو أن الجبور تأثَّروا بطبيعة الحُكم آنذاك وخصوصًا أنها طُبِّقت على دولتهم، فإنَّ [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حُسين]] كان شيخ قبيلة [[بنو عامر بن صعصعة|بني عامر]] وبعد استيلاءه على [[الأحساء]] سنة [[820 هـ|820هـ]]/[[1417]]م تحوَّل الجبور من حلفٍ قبلي إلى أسرةٍ حاكمةٍ بعد خضوع سكان الأحساء لهم من [[حضر|الحاضرة]] و[[بدو|البادية]] ومن ثُمَّ توسَّعوا على حساب القبائل المُجاورة وكان نفوذ الجبور في عهد [[سيف بن زامل الجبري|سيف بن زامل]] يضمُّ [[الأحساء]] و[[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[نجد]] و[[جغرافيا قطر|قطر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=157–158}}</ref> وفي عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] توسعت رقعة الدولة الجبرية حتى وصلت إلى أقصى اتساع لها في عهده وتحوَّلت إلى سلطنة ويدلُّ على استقلاليتها وعدم تبعيتها لأحد،<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=159}}</ref> وقد اهتم أجود بتعيين كبار موظفي الدولة على تنظيم إدارة الحُكم وقاده للتفكير بهذا إلى اتساع الدولة والتي احتاجت إلى تنظيمٍ مُستقر.<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=69}}</ref>

أخذت الدولة الجبرية طابعًا [[ملكية وراثية|وراثيًّا]] في تداول الحُكم بين الجبور وعُرف هذا الطبع بتقديم الحُكم إلى الابن الأكبر للحاكم، ولكن على ما يبدو أن الجبور لم يلتزموا بهذا النظام وإنما كان متولي الحُكم يتمتع بمؤهلات سياسية وعسكرية تمكِّنه من الحُكم،<ref name="مولد تلقائيا2" /> ويظهر ذلك من تولي [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] حُكم الدولة بعد وفاة أخيه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] وفي هذه الحالة انتقل الحُكم من أخ إلى أخيه عوضًا عن الأب إلى الابن كما هو الحال عند وفاة [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حسين]] وتولي ابنه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] الحُكم،<ref name="مولد تلقائيا3" /> وأحيانًا يظهر التنافُّس على الحُكم عند الجبور وقد تصل إلى استقرار الحُكم عند ذرية أحد شيوخ الجبور، وفي التنافس على الحُكم يظهر ذلك في تنافس كلٌّ من [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]] و[[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] على الحُكم وعند تولي صالح حُكم الدولة استقرَّ الحُكم عند ذرية [[سيف بن زامل الجبري|سيف بن زامل]]، لم تلبث طويلًا حتى عاد الحُكم لذرية [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] بعد تولي مقرن الحُكم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=161}}</ref> وخرج الحُكم عن ذرية أجود بن زامل مرة أخرى بعد تولي [[قطن بن علي الجبري|قطن بن علي]] الحُكم وانتقل الحُكم إلى ذرية هلال بن زامل واستمرت ذريته في الحُكم حتى سقوطها.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=162}}</ref>

=== التقسيمات الجُغرافية ===
[[ملف:Jabrids (Banu Jabr)-ar.png|تصغير|يسار|خريطة تُظهر نفوذ الجبور سنة [[1487]]م وتقسيماتهم الجُغرافية.]]
مع توسُّع نفوذ الجبور رأى [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] ضرورة تنظيم وتقسيم الدولة إلى ثلاثة أقاليم حتى يسهُل التحكُّم بها،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=73}}</ref> وحرص أجود على تولية أبناءه لهذه التقسيمات فولَّى ابنه سيف على إقليم عُمان الذي كان يضمُّ عُمان الداخلية و[[ظفار (محافظة)|ظُفار]] وشرق [[حضرموت]] وما يُعرف اليوم [[الإمارات العربية المتحدة|بالإمارات]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=164}}</ref> وولَّى ابنه [[علي بن أجود الجبري|علي]] على إقليم القطيف والذي كان يضمُّ مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] وجزيرة [[جزيرة البحرين|أوال]]، وأخيرًا كان إقليمي [[الأحساء]] و[[نجد]] تحت إدارة السُّلطان أجود وكان يُشرف عليها إلى جانبه ابنه [[محمد بن أجود الجبري|مُحمَّد]] وجعل [[الأحساء]] عاصمة البلاد ومكان استقراره وجعل نجد ضمن نفوذه لسلامة طرق [[الحج في الإسلام|الحج]] وضمان الأمن،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=163–164}}</ref> وَرَث السلاطين اللاحقين لأجود بن زامل هذه التقسيمات الجُغرافية وقد أُجريت بعض التغيُّرات في المسؤولين على هذه الأقاليم، ففي عهد [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] كان إقليمي الأحساء ونجد تحت حُكم السُّلطان وولاية إقليم عُمان كانت لحُسين بن سيف بن أجود وولاية إقليم القطيف كانت لحُميد،<ref name=":15">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=165}}</ref> يبدو أن التقسيمات الجُغرافية للدولة في عهد [[ناصر بن محمد الجبري|ناصر بن محمد]] تعرَّضت لتغيُّرات كبيرة وفي عهده كانت الدولة مُقسَّمة إلى إقليمين فقط وشكَّلت كلٌّ من [[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[الأحساء]] و[[نجد]] إقليمٍ واحدًا تابعًا للسُّلطان والإقليم الثاني يضمُّ ما بقي من الدولة الجبرية مثل ظُفار و[[جزيرة البحرين|أوال]] وعُمان.<ref name=":15" />

=== الجيش ===
[[ملف:فارس من الدولة السعودية الأولى.jpg|تصغير|يمين|يُعدُّ [[فارس (مقاتل)|الفارس]] أحد أهم العناصر العسكرية في الجيش الجبري ويُشكِّلُ نسبةً كبيرةً من الجيش.]]
يتألف الجيش الجبري من [[عرب|العنصر العربي]] المتأقلم مع بيئة المنطقة الصحراوية ويعتبر السُّلطان الجبري القائد الأعلى للجيش وكثيرًا ما يقود الجيش في المعارك لهذا يتَّصف سلاطين الجبور عامةً بالشجاعة والإقدام على الحرب،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=167}}</ref> ينقسم العنصر العربي إلى فئتي [[بدو|البدو]] و[[حضر|الحضر]] وفي فترة التأسيس كان الجيش الجبري مكوَّن من القوات البرية فقط فلم يذكر أن الجبور في عهد [[زامل بن حسين الجبري|زامل بن حسين]] وابنه [[سيف بن زامل الجبري|سيف]] قد خاضوا نشاطًا عسكريًا في [[الخليج العربي|البحر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=168–169}}</ref> تنقسم القوات البرية إلى ثلاث أقسام وهم: الهجانة و[[فارس (مقاتل)|الفُرسان]] و[[مشاة (عسكرية)|المُشاة]]، والهجانة قوة تستعمل [[جمل|الإبل]] لنقل تجهيزات الجيش من [[سلاح|الأسلحة]] و[[طعام الإنسان|الطعام]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=169}}</ref> و[[فارس (مقاتل)|الفُرسان]] قوة تستعمل [[خيل عربية|الخُيُول العربيَّة]] في القتال ويكثُر استعمالها لما لها من تأثيرٍ في حسم نتيجة المعركة وتُشكِّل قوة الفُرسان حوالي 20% من الجيش الجبري،<ref name=":16">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=170}}</ref> وتُشكِّل قوة [[مشاة (عسكرية)|المُشاة]] حوالي 80% من الجيش، خاض الجبور أوَّل حملةً عسكريةً بحريةً لهم في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] لاحتلال جزيرة [[جزيرة هرمز|هُرمُز]] مستخدمين بذلك [[سفينة شراعية|السُّفُن الشِّراعيَّة]] المُخصَّصة لنقل القوات،<ref name=":16" /> لم تحظى القوة البحرية في الدولة الجبرية باهتمام كبير إلَّا في عهد [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] نتيجة التطورات السياسية مع [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] في [[الخليج العربي]] فقد استعان مقرن ببعض [[حرفي|الحرفيين]] من [[عرب|العرب]] و[[أتراك عثمانيون|التُّرك]] و[[فرس (قوم)|الفُرس]] من [[الحجاز]] لبناء [[أسطول|الأسطول]]، لكن الأسطول لم يكتمل بسبب [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|سقوط أوال]] سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م وحرق البُرتُغاليُّون جميع السُّفُن الحربية في الجزيرة.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=170–171}}</ref>

عُرفت [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] بتصديرها للأسلحة من [[سيف|السُّيُوف]] و[[رماح|الرِّماح]] و[[درع (بذلة)|الدُّروع]] وتُعدُّ مدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] من أهم المراكز الإنتاجية للمُعدَّات الحربية ويبدو أن الجبور وسابقيهم من [[الدولة العصفورية|العُصفُوريين]] و[[الدولة العيونية|العيونيين]] ورثوا هذه الأسلحة من أهل المنطقة،<ref>{{استشهاد مختصر|الملا|2014|ص=76}}</ref> وتُضيف المصادر البُرتُغالية إلى جانب هذه الأسلحة بعض الأسلحة الأُخرى مثل [[خنجر|الخناجر]] و[[نبالة|النِّشابة]] وفي الحماية تُضيف [[ترس (دفاع)|الترس]] و[[خوذة|الخوذة]] على تسليح الجيش الجبري،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=171}}</ref> ولم يقتصر الجبور في الاعتماد على صادراتهم في تسليح الجيش فإنَّهم كانوا يستوردون الرِّماح والسُّيُوف والخناجر من [[بهمنيون|الهند]] وعُرفت سيوفهم فيما بعد بالمهند، ويستوردون السُّيُوف أيضًا من [[الدولة الطاهرية (اليمن)|اليمن]] وعُرفت فيما بعد [[سيف يماني|باليماني]]، ويستوردون النِّشابة من [[بلاد فارس]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=171–172}}</ref> في عهد [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] دخلت [[سلاح ناري|الأسلحة النارية]] إلى الدولة الجبرية بمُساعدة [[الدولة العثمانية|الأتراك العُثمانيين]] الذين أرسلوا عشرين تركيًّا من رُماة [[بندقية (سلاح)|البنادق]] والمسؤولين عليها وساعدوا الجيش الجبري في تدريبهم على الأسلحة النارية واستُخدمت في [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|دفاعهم عن أوال]] من [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=172}}</ref>

== المظاهر الحضاريَّة ==
=== الدِّين ===
[[ملف:خريطة المذاهب.png|تصغير|يسار|خريطة تُظهر امتداد المذاهب الفقهية الإسلامية على الحدود المُعاصرة، يتشابه امتداد المذاهب الحالي إلى حدٍّ كبير للتركيبة الدينية لسُكان الدولة الجبرية.]]
اهتم سلاطين الجبور بالناحية الدينية للدولة وذلك بعد إهمال الدول السابقة للجبور من [[قرامطة|القرامطة]] و[[الدولة العصفورية|العصفوريين]] و[[الإمارة الجروانية|الجروانيين]]، وكان سلاطين الجبور لهم إلمامٌ [[ثقافة إسلامية|بالثقافة الدينية]] وخصوصًا [[فقه إسلامي|الفقهية]] فيقول المُؤرِّخ [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] في [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]]: {{اقتباس مضمن|وله إلمام ببعض فروع [[مالكية|المالكية]] واعتناء بتحصيل كتبهم}}،<ref name=":2" /> وقال المُؤرِّخ [[السمهودي]] في أجود بن زامل: {{اقتباس مضمن|رئيس أهل نجد ورأسُها، سلطان البحرين والقطيف…وحسن العقيدة أبو الجود أجود بن جبر}}،<ref name=":25">{{استشهاد مختصر|السمهودي|1998|ج=3|ص=225}}</ref> وقال المُؤرِّخ [[عبد القادر بن محمد الجزيري|الجزيري]] في أجود بن زامل: {{اقتباس مضمن|أجود ابن زامل…[[مالكية|المالكي]] المذهب}}،<ref name="مولد تلقائيا6">{{استشهاد مختصر|آل عبد القادر|1960|ص=120}}</ref> وقال المُؤرِّخ [[ابن العماد الحنبلي]] في [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]]: {{اقتباس مضمن|وكان [[مالكية|مالكي]] المذهب، [[فقيه]]ا}}،<ref name=":17" /> وقال المُؤرِّخ [[ابن إياس]] في [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]]: {{اقتباس مضمن|وكان [[مالكية|مالكيُّ]] المذهب}}،<ref name=":20">{{استشهاد مختصر|ابن إياس|1984|ج=5|ص=431}}</ref> وتوضح هذه النُّصُوص اعتناق سلاطين الجبور للمذهب [[مالكية|المالكي]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=474}}</ref> يبدو أن أجود بن زامل أراد أن يفيد دولته من رحلة الحج فقد جلب عددًا من الفُقهاء [[المغاربة]] [[مالكية|المالكية]] إلى دولته لنشر العِلم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=179}}</ref> وترجم السخاوي ثلاثة من هؤلاء الفُقهاء وهم: خليفة بن عبد الرحمٰن المَتنَّاني،<ref>{{استشهاد مختصر |السخاوي|1992|ج=3|ص=186–187}}</ref> وعبد الله بن فارس البرنوسي التازي،<ref>{{استشهاد مختصر|السخاوي|1992|ج=5|ص=40–41}}</ref> وحسن بن عمر بن الزين عبد العزيز.<ref>{{استشهاد مختصر|السخاوي|1992|ج=3|ص=120}}</ref>

أشار [[عثمان بن بشر|ابن بشر]] في كتابه [[عنوان المجد في تاريخ نجد]] إلى مجموعةٍ من فُقهاء [[إقليم البحرين|بلاد البحرين]] من مختلف المذاهب في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] وأشار إلى: {{اقتباس مضمن|القاضي علي بن زيد قاضي أجود بن زامل صاحب [[الأحساء]]، والقاضي عبد القادر بن بريد المشرفي، والقاضي منصور بن مصبح الباهلي وعبد الرحمن بن مصبح الباهلي، والقاضي أحمد بن فيروز ابن بسام، وسلطان بن ريس بن مغامس. وكل هؤلاء في زمن أجود بن زامل العامري العقيلي ملك الأحساء ونواحيه}}،<ref>{{استشهاد مختصر|ابن بشر|1982|ج=2|ص=303}}</ref> فلم يقتصر نشاط سلاطين الجبور في نشر مذهبهم المالكي فقط وساهموا أيضًا في نشر مذهبي [[شافعية|الشافعية]] و[[حنابلة|الحنابلة]]،<ref name=":18">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=180}}</ref> وفي المذهب الشافعي فقد ساهموا في جلب الأسر العلمية من المذهب وعيَّنوا منهم قُضاةً للبلاد مثل أسرة آل عبد القادر الأنصاري التي اشتُهرت بالعلم والأدب،<ref>{{استشهاد مختصر|آل عبد القادر|1960|ص=42}}</ref> وأيضًا في تعيينهم أسرة الجعفري{{للهامش|6}} الشافعية إمامة وأوقاف [[مسجد الجبري]]،<ref name=":18" /> وفي المذهب الحنبلي ساهموا في تعيين أحمد بن فيروز الحنبلي قاضيًا عند أجود بن زامل.<ref group="وب" name=":0">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=الحياة الثقافية في ا حساء في عهد الدولة الجبرية|مسار= https://www.academia.edu/32029713/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7_%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A1_%D9%81%D9%8A_%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9|مؤلف=القريني|الأول=محمد موسى|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240811022106/https://www.academia.edu/32029713/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7_%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A1_%D9%81%D9%8A_%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9|تاريخ أرشيف=2024-08-11}}</ref>

تشكَّلت في [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] خلال الحقبة الجبرية عددًا من المراكز العلمية الدينية في المُدُن وتشكَّلت في المُدُن الآتية: [[الهفوف|الهُفُوف]] و[[المبرز|المبرَّز]] و[[التهيمية|التَّيميَّة]] و[[الجبيل|جُبَيْلة]] و[[القارة (الأحساء)|القارة]] و[[التويثير]]،<ref name=":0" group="وب" /> وبرزت الأسر العلمية فيها لتتحول الأحساء في عهد الجبور إلى مركزٍ ديني وثقافي في المنطقة،<ref name=":19">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=181}}</ref> ويُرجِّحُ الباحث صالح المسلط أن كثيرًا من عُلماء الدين من [[أهل السنة والجماعة]] في البحرين ساهموا في نشر [[صوفية|التَّصوُّف]] كما هو الحال في المناطق الإسلامية الأُخرى المُتأثرة بالمذهب الصُّوفي، وتأسست الطريقة الكوازية عن طريق الأحساء من الشيخ أحمد بن موسى المنباوي المغربي وهو أحد كبار شيوخ [[شاذلية|الطريقة الشاذلية]] الصوفية وقد عاش في الأحساء خلال أواخر الحقبة الجبرية،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=73}}</ref> لم تخلوا مُساهمات الجبور في نشر التسنُّن في المنطقة فقد كان [[الشيعة|للشيعة]] حرية نشر أفكارهم وخصوصًا [[إمامة|الإمامية]] [[شيعة اثنا عشرية|الاثنا عشرية]] منهم، ومن الشيعة ظهر الشيخ [[ابن أبي جمهور الأحسائي]] المولود في مدينة [[التهيمية|التَّيميَّة]] خلال الحقبة الجبرية ويُعدُّ من كبار علماء الإمامية ومن مشاهير الطائفة الشيعية،<ref>{{استشهاد مختصر|الشخص|2009|ص=57}}</ref> ويبدو أن التَّسامح الديني بين مُختلف طوائف ومذاهب [[أهل السنة والجماعة|السنة]] و[[الشيعة]] ساهمت في خلق حياةٍ ثقافيةٍ متوازنة فكريًّا لتُصبح فيما بعد مظهرًا من مظاهر الحضارة الدينية خلال الحقبة الجبرية.<ref name=":19" />

[[ملف:مسجد الجبري.jpg|تصغير|يمين|[[مسجد الجبري]]، أحد المعالم الدينية الذي بُنيَ خلال الحقبة الجبرية.]]
ترك الجبور عددًا من أماكن العبادة مثل [[مسجد|المساجد]] ولكثرة غزوات القوات الخارجية للمنطقة من [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليين]] و[[مملكة هرمز|الهُرمُزيين]] و[[الدولة العثمانية|العُثمانيين]] و[[إمارة المنتفق|المنتفق]] عادةً ما يلجأ هؤلاء إلى هدم المباني لذلك لم يبقى إلا القليل من المساجد خلال الحقبة الجبرية،<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=185}}</ref> ويعدُّ [[مسجد الجبري|جامع الجبري]] أهم ما تبقى من المساجد خلال الحقبة الجبرية وبُني سنة [[880 هـ|880هـ]]/[[1475]]م وبناه الشيخ سيف بن حُسين بن أحمد الجبري في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] في مدينة [[الهفوف|الهُفُوف]] وأوقف سيف بن حُسين الجبري جميع وظائف هذا الجامع من إمامة وخُطبة إلى الشيخ نصر الله بن عبد الله الجعفري الشافعي ولذريته من بعده سنة [[901 هـ|901هـ]]/[[1495]]م،<ref group="وب">{{استشهاد ويب|عنوان=موقع التراث {{!}} جامع الجبري|مسار= https://al-turath.com/arabic/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A/|تاريخ الوصول=2024-09-05|لغة=ar|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240906033818/https://al-turath.com/arabic/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25A8%25D8%25B1%25D9%258A/|تاريخ أرشيف=2024-09-06}}</ref> ويُشار أيضًا إلى وجود جامعٍ في مدينة [[المبرز|المُبرَّز]] يحمل نفس اسم الجامع الجبري في الهفوف، وأشار الخالدي في زيارته للمسجد تاريخ [[3 رجب]] [[1430 هـ|1430هـ]]/[[26 يونيو|26 يونيو (حُزيران)]] [[2009]]م أن المسجد أصبح مهجورًا بعد نُزُوح سكان الحي إلى الأحياء الجديدة.<ref name="مولد تلقائيا7">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=195}}</ref>

حرص سلاطين الجبور على تأمين طُرق الحج في مناطق نفوذهم وهم طرق حُجَّاج [[الأحساء]] و[[البصرة]] و[[الكوفة]] إلى الحرمين [[المسجد الحرام|المكِّي]] و[[المسجد النبوي|النَّبوي]] وحرصوا على قيادة قوافل الحج لتأمينها واستقطاب عددٍ كبيرٍ من المُسلمين إليهم،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=181–182}}</ref> وحجَّ [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] مرتين فيذكر [[نجم الدين ابن فهد المكي|المكي]] في حوادث سنة [[876 هـ|876هـ]]/[[1472]]م قائلًا: {{اقتباس مضمن|وحج ابن جبر في خلق كثير جدًا}}،<ref>{{استشهاد مختصر|المكي|1983|ج=4|ص=542}}</ref> وهذه السنة داخلة في فترة حُكم أجود بن زامل؛ ويذكر عبد العزيز بن فهد المكي في حوادث سنة [[893 هـ|893هـ]]/[[1498]]م أن أجود بن زامل حج في نحو خمسة عشر ألفًا،<ref name=":21">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=182}}</ref> كذلك حجَّ ابنه [[محمد بن أجود الجبري|مُحمَّد بن أجود]] في سنة [[912 هـ|912هـ]]/[[1507]]م فيقول ابن فرج: {{اقتباس مضمن|وصل إلى مكة…محمد بن أجود بن جبر في طائفة من عسكره، وكانت عدتهم خمسين ألفا…وطافوا بالبيت وتحللوا من الإحرام}}،<ref name=":6" /> وحجَّ [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] في سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م فيذكر [[ابن إياس]] في حوادث سنة [[928 هـ|928هـ]]/[[1522]]م قائلًا: {{اقتباس مضمن|الأمير مُقرَن أمير عربان بني جَبْر…أتى إلى مكة وحجَّ في العام الماضي}}،<ref name=":20" /> وحجَّ [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]] في سنة [[930 هـ|930هـ]]/[[1524]]م فيذكر [[ابن العماد الحنبلي]] قائلًا عن صالح بن سيف: {{اقتباس مضمن|ثم حجَّ وعاد إلى بلاده}}،<ref name=":17" /> بسبب حرص سلاطين الجبور على قوافل الحج أصبحت قافلة الحاج الجبري من أكبر القوافل الواصلة إلى الحرمين.<ref name=":21" />

=== العُلُوم والآداب ===
اقتصرت الحركة العلمية في الدولة الجبرية على [[أديب|الأُدباء]] و[[شاعر|الشُّعراء]] وذلك يرجع لطبيعة المنطقة الفكرية وعُرفت [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] غناءها بالشُّعراء،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=207}}</ref> ولاقى الشُّعراء من سلاطين الجبور تشجيعًا وعنايةً فكثُر عليهم الوافدون من شُعراء [[نجد]] والبحرين، وكان لشعر هؤلاء إثراءٌ في تاريخ الدولة الجبرية وتُعدُّ مصادر مهمَّة للحقبة الجبرية وأشارت إلى حوادث لم تُذكر في المصادر التاريخية، وقد حفظ شُعراء نجد الكثير من الأشعار التي تعود إلى الحقبة الجبرية والذي كان طابعها [[شعر نبطي|نبطيًّا]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=208–209}}</ref> وبرز من شُعراء الحقبة الجبرية: ابن زيد، وابن غنَّام، وعامر السَّمين، وجُعيثن اليزيدي، وحسين بن علي بن سبيع الأحسائي، ومحمد بن أحمد السبعي، وعلي بن حسني السبعي، و[[ناصر البويهي العاملي|ناصر بن إبراهيم البويهي]]، وفرج بن محمد الأحسائي، ومغامس بن داغر الأحسائي.<ref name=":0" group="وب" />

=== الاقتصاد ===
[[ملف:Al-Ahsa Palm Oasis 2023.jpg|تصغير|يسار|صورة مُلتقطة من أعلى [[جبل القارة (السعودية)|جبل القارة]] في سنة 2023 [[واحة الأحساء|لواحة الأحساء]]، تُعدُّ الثروات الزِّراعية في واحات [[إقليم البحرين]] من أهم صادرات الدولة الجبرية.]]
اعتمد سلاطين الجبور على معبرين في [[تجارة عربية|تجارتهم]] وهما: البري و[[التجارة البحرية|البحري]]، فأمَّا البري كان مُقتصرًا على قوافل الحج وطُرق التجارة في [[شبه الجزيرة العربية]] التي تربطها بالمناطق المُجاورة مثل [[العراق]] و[[بلاد الشام|الشَّام]]،<ref>{{استشهاد مختصر |الخالدي|2011|ص=142}}</ref> ولم تلقى هذه الطرق البرية اهتمامًا كبيرًا من سلاطين الجبور كما لقت الطرق البحرية وعُرفت الحقبة الجبرية بتجارتها المُتزايدة مع بلاد الشرق مثل [[الهند]] و[[الصين]] وشرق [[إفريقيا]] عبر البحر،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=141}}</ref> وقد يرجع تركيز سلاطين الجبور في التجارة البحرية عوضًا عن البرية إلى انتشار [[فوضى|الفوضى]] والاضطرابات خلال فترة صراع دول [[المشرق العربي|المشرق الإسلامي]] فيما بينها على الحُكم والنُّفُوذ، وكانت هذه الصراعات بين كل من: [[الدولة التيمورية]] و[[آق قويونلو|دولتي الأغنام البيضاء]] و[[قره قويونلو|السوداء]] و[[الدولة العثمانية]] و[[الدولة المملوكية]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=30–31}}</ref> أثَّرت النزاعات السياسية بين القوات المذكورة على حركة التجارة في المنطقة سلبًا ما جعل [[تاجر|التُّجَّار]] يلجأون إلى أماكن أكثر استقرارًا والتجأ كثيرٌ منهم إلى التجارة في [[البحر الأحمر]] و[[المحيط الهندي]] التي كانت بعيدةً عن الأحداث السياسية في المشرق، ولَقَى هؤلاء التجَّار دعمًا من سلاطين الجبور ما جعل حركة التجارة في مناطق نفوذهم تنتعش وتتحول إلى تجارةٍ بحريةٍ.<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=31–32}}</ref>

كانت الدولة الجبرية تحمل عددًا من الثروات [[زراعة|الزِّراعية]] و[[حيوان|الحيوانيَّة]] التي كان يعتمد عليها سلاطين الجُبُور في تجارتهم، وكانت [[واحة|الواحات]] مكان تواجد الثروات المذكورة لكثرة [[ينبوع|العُيُون]] فيها وللدولة الجبرية ستة واحات وهن: [[واحة الأحساء|الأحساء]] والقطيف وأوال و[[واحة البريمي|البُريمي]]،<ref name=":22">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=145}}</ref> وقطر وعُمان،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=97، 103}}</ref> في الثورة الزراعية تُصدِّر واحات الدولة [[تمر|التُّمُور]] و[[فاكهة|الفواكه]] و[[خضار|الخَضْرَاوَات]] و[[أرز|الأرز]] و[[قطن|القطن]] و[[حناء|الحنَّاء]]،<ref name=":22" /> ويصف الرحَّالة [[محمد بن عبد المنعم الحميري|الحميري]] بلاد [[إقليم البحرين|البحرين]] في كتابه [[الروض المعطار في خبر الأقطار]] في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|هي بلاد سهلة كثيرة الأنهار والعيون عذبة الماء…وهي كثيرة النخل والفواكه}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الحميري|1980|ص=82}}</ref> وأغلب هذه المُنتجات الزراعية تُستهلك في التجارة وكانت التُّمُور أكثرها تصديرًا وتجارةً مع باقي بقاع [[شبه الجزيرة العربية]] وتصدر أيضًا اللبان في ميناء ظُفار التابع للدولة وتُصدَّر هذه المُنتجات إلى [[نجد]] و[[الحجاز]] و[[بلاد فارس]] وشرق [[إفريقيا]] و[[الهند]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=145–146}}</ref> وفي الثروة الحيوانية تُصدِّر الدولة الجبرية [[جمل|الإبل]] و[[خيل عربية|الخُيُول العربيَّة]] و[[خروف|الأغنام]] و[[بقر|البقر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=104}}</ref> ولطبيعة المنطقة الصحراوية فإنَّ الإبل كانت تُربى بأعداد كبيرة في [[شبه الجزيرة العربية]] وتُصدَّر هذه الإبل إلى [[بلاد الشام]] و[[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] و[[الأناضول|آسيا الصغرى]]، وكانت الخُيُول العربية تُربى قُرب الواحات في الأحساء والقطيف والبُريمي وتُصدَّر الخيول إلى [[الهند]] بحرًا لكثرة الطلب عليها هُناك وتُشير المصادر البُرتُغالية أن خيول الجبور الواصلة إلى الهند لا تقل عن ألف حصان،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=146}}</ref> وعُرفت كل منطقة بتصديرها لمُنتج مُعين [[القطيف (مدينة)|فالقطيف]] تشتهر بتصديرها الرِّماح و[[الأحساء]] بالتُّمُور والمُدُن العُمانية على السَّاحل تشتهر بتصديرها [[سفينة|السُّفُن]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=147}}</ref> وقطر [[نسيج (قماش)|بالمنسوجات]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=98}}</ref> و[[جزيرة البحرين|أوال]] [[لؤلؤ|باللُّؤلؤ]].<ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=102}}</ref>

تُعدُّ كلٌّ من [[تاريخ الهند|الهند]] و[[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] وشرق [[إفريقيا]] أهم مواقع استيراد البضائع عند سلاطين الجُبُور واستورد الجُبُور من الهند عود الطيب و[[ساج|خشب الساج]] و[[توابل|التوابل]] و[[عطر|العُطُور]] و[[عقار (مادة كيميائية)|العقاقير]] و[[كبريت|الكبريت]] و[[خام الحديد|الحديد الخام]] و[[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] و[[أرز|الأرز]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=143}}</ref> واستورد الجبور من الإفريقيين [[ذهب|الذهب]] و[[حديد|الحديد]] و[[عاج|العاج]] و[[نمر|جلد النمر]] و[[عبودية|الرَّقيق]] و[[سلحفاة|ظُهُور السلاحف]] والتي كانت تُنقل إليهم عبر السُّفُن العُمانية،<ref name=":23" /> ومن مصر يستوردون [[سكر|السُّكر]] و[[قطن#نبذة تاريخية|الأقمشة القُطنيَّة]]،<ref name=":23">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=144}}</ref> ويُرجِّحُ الهاجري وجود علاقات اقتصادية بين الجُبُور ومنطقة [[الصين]] في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] لطبيعة العلاقات التاريخية الاقتصادية بين المنطقتين،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=119}}</ref> بعد وصول هذه البضائع إلى موانئ الدولة الجبرية تُعرض على المُجتمع في [[سوق|الأسواق]] فيأخذ الناس حاجتهم ثُمَّ يأخذ سلاطين الجبور ما تبقى من هذه البضائع لعرضها على الأسواق الخارجية في [[تاريخ العراق#القرون الوسطى|العراق]] و[[بلاد الشام|الشام]] و[[الحجاز]] و[[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=144–145}}</ref>

[[ملف:PortugueseColonialEmpire02.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر جميع الأراضي التي وقعت تحت نفوذ [[الإمبراطورية البرتغالية|الإمبراطورية البُرتُغاليَّة]].]]
أ��َّر [[الإمبراطورية البرتغالية|البُرتُغاليُّون]] في حركة التِّجارة بين [[عرب|العرب]] و[[هنود|الهُنُود]] سلبًا بعد احتلالهم [[مملكة هرمز|لمملكة هُرمُز]] سنة [[912 هـ|912هـ]]/[[1507]]م التي كانت تتحكم [[مضيق هرمز|بمضيق هرمز]] وهو مدخل [[الخليج العربي]] وتجارته البحرية مع العالم الخارجي،<ref name=":24">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=148}}</ref> ونتيجة لسياسة البُرتُغاليين التي كانت تضغط بالدول الإسلامية المُطلة على [[المحيط الهندي]] - من ضمنها الدولة الجبرية - عبر [[قرصنة|القرصنة]] و[[ابتزاز|الابتزاز]] فقد أثَّرت هذه السياسة البُرتُغاليَّة سلبًا في الأنظمة الاقتصادية للدول الإسلامية ما جعلت هذه الدول تبحث عن طُرقٍ لكسر الحصار البُرتُغالي،<ref name=":24" /> ولجأ سلاطين الجبور إلى طُرقٍ مُختلفة لكسر الحصار فمنهم من لجأ إلى المُقاومة والقتال مثل [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]] و[[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] ومنهم من لجأ إلى المُهادنة مثل [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=149–150}}</ref> ويبدو أن الجبور قد لجأوا أيضًا إلى التجارة عبر ميناء [[ظفار (محافظة)|ظُفار]] الذي كان بعيدًا عن القرصنة البُرتُغالية في [[الخليج العربي]] و[[البحر الأحمر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=150}}</ref> ولكن لم يكن ميناء ظُفار كافيًا لتصدير المُنتجات المطلوبة وتعبئة خزينة الدولة وزادت الأمور سوءًا بعد [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|سُقُوط أوال]] و[[القطيف (مدينة)|القطيف]] سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=151}}</ref> وبسقوط المنطقتين خسر الجبور أهم الموارد الاقتصادية لديهم من [[لؤلؤ|اللُّؤلؤ]] و[[رمح|الرِّماح]] و[[واحة|الواحات الزِّراعيَّة]] فعجَّلت بذلك سُقُوط الدولة الجبريَّة التي لم تستمر لأكثر من خمس سنوات بعد فقدانهما؛<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=152}}</ref> أيضًا لم تشر المصادر أن الجبور قاموا بسك عملة خاصة بهم وأشار [[ابن إياس]] إلى فئة وكمية النقود التي [[صدقة|تصدَّق]] بها [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] في الحج قائلًا: {{اقتباس مضمن|قيل إنه لما دخل [[مكة]] و[[المدينة المنورة|المدينة]] [[صدقة|تصدَّق]] على أهل مكة والمدينة بنحو [[50000 (عدد)|خمسين ألف]] دينار}}،<ref name=":20" /> ويُرجِّح الخالدي أن الجبور كانوا يتداولون العملات الرائجة في التجارة العالمية وكانت العملات الرائجة آنذاك هي: [[أشرفي|الدينار الأشرفي]] و[[الذهب البندقي|الدوكات]] و[[آقجة|الأقجة العثمانية]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=152–153}}</ref>

=== العُمران ===
[[ملف:Ebrahimpal.jpg|تصغير|يسار|صورة قديمة [[قصر إبراهيم|لقصر إبراهيم]] في [[الهفوف|الهُفُوف]]، يرجع بناء القصر للحقبة الجبريَّة.]]
شهدت [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] نهضةً [[عمارة|عُمرانيَّة]] خلال الحقبة الجبرية فيذكر [[أحمد بن ماجد|ابن ماجد]] عن حال البلاد وتوسُّعها العُمراني في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|وفيها ثلاث مائة وستون قرية}}،<ref name="مولد تلقائيا4" /> ورُغم اهتمام سلاطين الجبور في الجانب العُمراني إلا أنَّهُ لم يبقى من آثارها حاليًا إلا القليل ولعلَّى يرجع ذلك إلى المواد المُستعملة في البناء ومن ضمنها [[تربة|الطين]] الذي لا يصمد أمام [[تعرية|التعرية المناخية]]،<ref name="مولد تلقائيا5" /> وركَّز الجبور في بناء أماكن السكن مثل [[قصر|القُصُور]] وبناء أماكن الدفاع مثل [[قلعة|القلاع]] و[[حصن|الحصون]] و[[سور|الأسوار]] وتُشيَّد هذه المباني بالمواد المتوفرة في المنطقة مثل [[تربة|الطين]] و[[صخر|الحجارة]] و[[حجر جيري|الكلس]] و[[نخلة|جذع النخيل]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=186}}</ref> وبقي جزءٌ من هذه الآثار في مُختلف مناطق [[شبه الجزيرة العربية]] مثل [[إقليم البحرين|البحرين]] و[[تاريخ عمان الحديث والمعاصر#السيطرة الفارسية على عمان|عُمان]].

وفي منطقة البحرين تضمُّ كلٌّ من [[الأحساء]] و[[جزيرة البحرين|أوال]] مواقع أثرية من القُصُور والقلاع، وفي الأحساء شُيِّد [[قصر إبراهيم|قصر الهُفُوف]] خلال الحقبة الجبرية ولا يُعرف تحديدًا في أي عهد من سلاطين الدولة بُني ولكن يُرجِّح الخالدي أنه شُيِّد في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]]،<ref name="مولد تلقائيا7" /> وفي المنيزلة قُرب الأحساء أشار [[محمد بن عبد الله آل عبد القادر|محمد آل عبد القادر]] إلى [[قصر أجود بن زامل|أحد قصورها]] الذي يُنسب [[أجود بن زامل الجبري|لأجود بن زامل]] قائلًا: {{اقتباس مضمن|ومن آثاره رسوم قصر بالقرب من قرية المنيزلة، يسمى [[قصر أجود بن زامل]]}}،<ref name="مولد تلقائيا6" /> وفي أوال تذكر المصادر البُرتُغالية وجود قصور في الجزيرة [[مقرن بن زامل الجبري|لمقرن بن زامل]] وأقام بها [[أنطونيو كوريا (أميرال)|أنطونيو كوريا]] مُدَّةً بعد [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|استيلاءه على الجزيرة]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=539}}</ref> وكان للجزيرة قلعتي [[قلعة البحرين|البُرتُغال]] و[[قلعة عراد|عَراد]] التي يُرجَّح أن الجبور ساهموا بترميمهما،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=202}}</ref> وفي عُمان أشارت المصادر العُمانية إلى قيام الجبور ببناء أو امتلاك العديد من الحُصُون ومنها: [[سمد الشان (المضيبي)|سمد الشان]] و[[ابراء (إبراء)|إبراء]] و[[الغبي]] و[[بات (عبري)|بات]] و[[ينقل (ينقل)|ينقل]] و[[البريمي (البريمي)|البُريمي]] و[[لوى (لوى)|لوى]] و[[مقنيات (عبري)|مقنيات]] و[[أفلاج سلطنة عمان|الأفلاج]] و[[منح (عمان)|منح]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=203}}</ref>

=== المُجتمع ===
[[ملف:Signs of life (3585974779).jpg|تصغير|يمين|صورة لأحد [[بادية|بوادي]] السعودية، ارتبط الجبور مع البادية في بداية عهدهم.]]
عُرف الجبور في عصر تأسيسهم بارتباطهم الوثيق مع [[بادية|البادية]] فإنَّ المصادر الهُرمُزيَّة كانت تُطلق على الجبور تسمية [[بدو|البدو]] نسبةً للبادية،<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=24}}</ref> واتصف [[بدو|البدو]] بالأعراف والتقاليد القبلية السائدة في أيامهم مثل: [[شجاعة|الشجاعة]] و[[فروسية|الفروسية]] و[[كرم|الكرم]] و[[مروءة|المروءة]]،<ref name=":26">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=173}}</ref> وذكرت المصادر والأشعار التي قيلت في سلاطين الجبور بعضًا من الصفات المذكورة ففي الشجاعة قال [[ابن العماد الحنبلي]] في [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]]: {{اقتباس مضمن|…تشهد لصالح بالشجاعة التي لا توصف}}،<ref name=":17" /> وقالت المصادر البُرتُغاليَّة في [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] خلال [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|معركة أوال]]: {{اقتباس مضمن|يضع نفسه في مقدمة الصفوف بكل جرأة}}،<ref name=":26" /> وفي الفروسية كانت من أولويات ما يربُّون عليها البدو أبناءهم وقال [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] في [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]]: {{اقتباس مضمن|ذَا أَتبَاع يزِيدُونَ على الْوَصْف مَعَ فروسية}}،<ref name=":2" /> وفي الكرم قال [[السمهودي]] في أجود بن زامل: {{اقتباس مضمن|أبو الجود أجود ابن جبر}}؛<ref name=":25" /> ويُرجِّحُ الخالدي أن تسمية أبو الجود نسبةً لإنفاقه على أهل الحرمين،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=174}}</ref> وقال [[ابن إياس]] في مقرن بن زامل: {{اقتباس مضمن|قيل إنه لما دخل إلى [[مكة]] و[[المدينة المنورة|المدينة]] تصدَّق على أهل مكة والمدينة بنحو خمسين ألف دينار}}.<ref name=":20" />

وفي عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] بدأ الجبور يميلون [[تحضر|للتحضُّر]] فسكنوا [[قصر|القصور]] في المُدُن وملكوا [[بستان|البساتين]]، ولكنهم لم يقطعوا صلتهم بالبادية فإذا دخل فصل [[شتاء|الشتاء]] وهطلت [[مطر|الأمطار]] في بوادي [[الصمان]] و[[صحراء الدهناء|الدهناء]] خرجوا إليها مُستقرِّين فيها حتى دخول فصل [[صيف|الصيف]] فيعودون إلى [[الأحساء]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=174–175}}</ref> ويصف ذلك ابن زيد في مدح أجود بن زامل قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=306}}</ref>
{{أبيات|يحل بها الدهنا إلى جاده الحيا\\والأحسا إلى طاب الجنا من عذوقها}}
وأثناء تواجدهم في الصحراء في فصلي الشتاء و[[ربيع|الربيع]] كان لهم اهتمامٌ في [[صيد|الصيد]] والقنص فيقومون بتدريب بعض الحيوانات على الصيد مثل: [[فهد|الفهود]] على صيد [[غزال|الغزلان]]، و[[كلب سلوقي|الكلاب السَّلوقية]] على صيد [[أرنب|الأرانب]]، وكانوا يشترون [[صقر|الصُّقُور]] بأغلى الأثمان ويدربونها على صيد [[حبارى|الحباري]] و[[بط|البط]] ويصيدون [[نعامة|النعام]] بمُطاردتها على ظهور [[خيل عربية|الخيل]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=175–176}}</ref> ويصف ذلك ابن غنام في مدح [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]] قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=290، 306}}</ref>
{{أبيات|كما حضرميٍّ أنمريٍّ مشخّف\\غليظ الذراعين أدرميّ المخالب
بالأوثاب عجلٍ يطوي البيد كنه\\نَشَّابٍ استافاه بالقوس جاذب
على صاحبه غالي وشاريه نافق\\إلى شافه القناص لشراه طالب
حديد النظر من ذالق العين كنها\\إلى خِلْتها فيها سنا النار ثاقب
وكل سبرتاتٍ من الربد هرقل\\يكون على جرد السبايا لحوقها}}
وعُرف سلاطين الجبور [[ورع (خلق)|بالورع]] و[[التقوى]] فكانت مجالسهم تخلوا من الفسق والمجون والمعازف وشرب [[خمر|الخمر]] وأشار إلى ذلك ابن زيد في مدحه [[زامل بن حسين الجبري|لزامل بن حسين]] قائلًا:<ref>{{استشهاد مختصر|الصويان|2001|ص=308}}</ref>
{{أبيات|عذي الردى ما شرب بأقداح مسكر\\ولا بات من تردادهن رهين
ولا كنفت معه الغواني ولا صبا\\لهن وصافى لهن خدين}}

وأمَّا مُجتمع الدولة الجبرية من مختلف طبقاته من العلماء والصناع والموالي كان يتمتع بالأمان والاستقرار وكان الموالي يمتهنون وظائف كثيرة ومنها: [[مربى مواشي#المهن بالمزرعة|مربي مواشي]] و[[مزارع]] و[[تاجر]] و[[طواشة|استخراج اللُّؤلؤ]] وصانع و[[جندي]] لخدمة الأسر الثرية من المُجتمع،<ref name=":27">{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=177}}</ref> وكان مربي الماشية والمزارعون يعملون في [[واحة|الواحات]] وأحيانًا يعمل مربي الماشية في البادية والذي كان يربي من الماشية [[غنم|الغنم]] و[[جمل|الإبل]] وقد اعتمد الجبور في تربية [[خيل عربية|الخيول]] عند أهل البادية،<ref name=":27" /> وكان السكان المُستقرِّين في [[قائمة جزر الخليج العربي|جزر]] وسواحل [[الخليج العربي]] يمتهنون تجارة واستخراج اللُّؤلؤ،<ref name=":27" /> وكانت طبقة الصُّنَّاع يعملون في المُدُن ويقتصر عملهم في إنتاج [[سلاح|الأسلحة]] و[[ملابس|الملابس]] من [[قطن|القطن]] و[[صوف|الصوف]] و[[وبر|الوبر]] و[[شعر (تشريح)|الشعر]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=178}}</ref> وكان جزءًا كبيرًا من سكان الدولة الجبرية يعملون في الجيش وكانوا يعملون في حماية الدولة والقوافل التجارية وقوافل الحج وأورد ابن فرج أن عدد الجيش في عهد [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]] وصل إلى خمسين ألف جندي.<ref name=":6" />

== العلاقات الخارجيَّة ==
=== مع مملكة هُرمُز ===
{{مفصلة|مملكة هرمز}}
[[ملف:Jabrids2 no watermark-ar.png|تصغير|يسار|نفوذ الدولة الجبرية في عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] إلى جانبها نفوذ [[مملكة هرمز|مملكة هُرمُز]]، تظهر الخريطة جزيرة [[جزيرة البحرين|أوال]] ومدينة [[القطيف (مدينة)|القطيف]] ضمن نفوذ الدولة الجبرية واللتان كانتا محور صراع الطرفين.]]
كانت علاقة سلاطين الجبور مع [[مملكة هرمز|ملوك هُرمُز]] متوترة ووصلت إلى القتال نتيجة استغلال الجبور للنزاعات الداخلية بين ملوك هرمز على الحُكم ليستطعوا بذلك إسقاط التبعية الهرمزية في [[إقليم البحرين]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=479}}</ref> واستمرَّ توسُّع نفوذ الجبور على حساب ممتلكات هرمز في [[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[جزيرة البحرين|أوال]] حتى عهد [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] ويبدو أن مملكة هرمز استعادت عافيتها بعد انتهاء المشاكل الداخلية فستمر القتال بين الطرفين حتى سنة [[890 هـ|890هـ]]/[[1485]]م الذي انتهى باتفاق مُبرم بين الطرفين،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=117}}</ref> التزم الطرفين ببنود الاتفاقية لمدة طويلة حتى سنة [[913 هـ|913هـ]]/[[1507]]م والتي نصَّت ببقاء أوال والقطيف في نفوذ الجبور،<ref name="مولد تلقائيا8" /> ويبدو أن الوزير الهرمزي خواجه غطاء حاول البدء بحملة عسكرية جديدة لاستعادة أوال والقطيف ولكن وصول البُرتغاليين إلى المنطقة في نفس السنة أجَّلت هذه الحملة إلى حين التخلُّص من [[السيطرة البرتغالية على الخليج العربي|الأطماع البرتغالية في الخليج العربي]]،<ref name="مولد تلقائيا10">{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=492}}</ref> توترت علاقة الطرفين مجددًا نتيجة خضوع [[مملكة هرمز]] [[الإمبراطورية البرتغالية|للتاج البرتغالي]] في نفس السنة ولجأ الأخير إلى [[قرصنة|القرصنة]] على السُّفُن التجارية للجبور ما خلق للجبور عدوٌ مشترك طامعًا في صادرات أوال والقطيف،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=61}}</ref> وزاد توتر الطرفين حتى وصلت للقتال سنة [[917 هـ|917هـ]]/[[1511]]م عندما أرسل خواجه غطاء حملة عسكرية بحرية كبيرة إلى [[جزيرة البحرين|أوال]] للسيطرة عليها ونجح في الاستيلاء عليها لمُدَّة ولكن نتيجة للضغط الجبري على موانئ خواجه غطاء في عُمان الساحلية وانقلاب أهل أوال على حُكمه اضطر للانسحاب من الجزيرة وعودتها لنفوذ الدولة الجبرية،<ref name="مولد تلقائيا10" /> ومن بعد حملة خواجه غطاء الفاشلة ركَّز البرتغاليون في جهة [[الخليج العربي]] وحركوا [[أسطول|أساطيلهم]] من [[البحر الأحمر]] إلى الخليج واستقرَّت القوة البحرية في [[جزيرة هرمز]] سنة [[921 هـ|921هـ]]/[[1515]]م،<ref name="مولد تلقائيا9" /> ورجَّحت موازين القوة في الصراع إلى التحالف البرتغالي-الهرمزي نتيجة تطورهم العسكري الذي فاق الجيش الجبري لامتلاكهم الأسلحة النارية و[[مدفع|المدافع]] فاستطاعوا [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|ضمَّ أوال]] و[[القطيف (مدينة)|القطيف]] إلى نفوذ ملوك هرمز سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م لتعود [[إقليم البحرين|منطقة البحرين]] إلى حقبة التبعية الهُرمُزية.<ref>{{استشهاد مختصر|المسلط|2014|ص=74}}</ref>

=== مع الإمبراطورية البُرتُغاليَّة ===
{{مفصلة|الإمبراطورية البرتغالية}}
بدأت علاقة الطرفين [[عداوة|بالعداوة]] مع وصول البرتغاليين إلى [[المحيط الهندي]] لما له من تضارب مصالح الطرفين في المنطقة من مصالح [[دين (معتقد)|دينية]] و[[اقتصاد|اقتصادية]]،<ref name=":28" /> وذلك في رسالة [[ألفونسو دي ألبوكيرك|ألبوكيرك]] للملك البُرتُغالي [[مانويل الأول ملك البرتغال|مانويل الأول]] المُؤرَّخة في [[919 هـ|919هـ]]/[[20 أكتوبر|20 أكتوبر (تشرين الأول)]] [[1514]]م حيث نصَّ فيها خطته قائلًا: {{اقتباس مضمن|الذهاب إلى البحرين لاحتلالها، وانتزاع اسم [[محمد]] منها وذلك لأن البحرين يا سيدي أمر عظيم ومنطقة جد غنية حيث يكثر فيها اللؤلؤ}}،<ref name=":28">{{استشهاد مختصر|السلمان|2000|ص=216}}</ref> ورُغم هذه العداوة إلا أنها لم تخلوا من محاولات [[دبلوماسية]] لإرضاء الطرفين ففي سنة [[913 هـ|913هـ]]/[[1507|1507م]] حاول القائد ألبوكيرك التواصل مع سُلطان الجبور عبر قائد جيشه في مدينة [[صحار (صحار)|صُحار]]،<ref name="مولد تلقائيا11" /> ثُمَّ تسكت المصادر عن ما جرى بين الطرفين ويبدو أنهم التزموا الحياد حتى سنة [[917 هـ|917هـ]]/[[1511]]م وفي هذه السنة جرت محاولة من الهرمزيين والبرتغاليين في الاستيلاء على [[جزيرة البحرين|أوال]] مستغلين بذلك وفاة [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]]،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=513–514}}</ref> وبعد فشل الحملة حاول سلطان الجبور الجديد [[صالح بن سيف الجبري|صالح بن سيف]] تحسين علاقته مع الهرمزيين والبرتغاليين فقد اتفق معهم في سنة [[920 هـ|920هـ]]/[[1514]]م دفع مبالغ سنوية للهرمزيين مقابل احتفاظ أوال للجبور،<ref name="مولد تلقائيا12" /> ولكن لم تستمر العلاقة الحسنة بين الطرفين مع وصول [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] إلى حُكم الجبور فعادت عداوة الطرفين مثل السابق وقد رجَّحت موازين الصراع إلى [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليين]] بعد [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|استيلائهم على أوال]] سنة [[927 هـ|927هـ]]/[[1521]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=39–40}}</ref>

=== مع الدولة العُثمانيَّة ===
{{مفصلة|الدولة العثمانية}}
[[ملف:Territorial changes of the Ottoman Empire 1520 ar.jpg|تصغير|يمين|نفوذ [[الدولة العثمانية]] في نهاية عهد [[سليم الأول]] سنة [[926 هـ|926هـ]]/[[1520]]م.]]
شكَّلت علاقة سلاطين الجبور مع [[شرافة مكة]] صورة العلاقة بين الدولة الجبرية و[[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانية]] وذلك في تبعية شريف مكة للسُّلطان العثماني [[سليم الأول]] بعد قضاءه على [[الدولة المملوكية]] سنة [[923 هـ|923هـ]]/[[1517]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|تشارشيلي|2003|ص=132}}</ref> وقبل وصول العثمانيين إلى المنطقة كان لسلاطين الجبور مثل [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] احترامٌ لشرافة مكة ويُعبِّر [[عبد الباسط الملطي]] عن هذا قائلًا: {{اقتباس مضمن|وبينه وبين صاحب مكة المشرفة الآن مودةٌ وصداقة}}،<ref name=":29" /> وازدادت متانة هذه الصداقة عن طريق [[مصاهرة|المُصاهرة]] وذلك في زواج شريف مكة [[بركات بن محمد]] بابنة [[محمد بن أجود الجبري|محمد بن أجود]]،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=113}}</ref> وزواج [[مقرن بن زامل الجبري|مقرن بن زامل]] بابنة الشريف بركات بن محمد مما كان له تأثير إيجابي في العلاقات السياسية بين الدولة الجبرية وشرافة مكة ويُرجِّح الباحث خالد بن عبد الله السعيد أن هذه المصاهرة كانت لها دورٌ في تقوية علاقة الجبور مع العثمانيين بطريقة غير مباشرة،<ref name="مولد تلقائيا14">{{استشهاد مختصر|السعيد|2021|ص=88}}</ref> ومع وصول [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] إلى المنطقة وولاء شريف مكة بركات بن محمد لهم فإن الجبور مالوا أكثر إلى العثمانيين لتشابههم في التوجُّهات السياسية العدائية أمام [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليين]] و[[الدولة الصفوية|الصفويين]]،<ref name="مولد تلقائيا13" /> وقد ساند العثمانيون سلاطين الجبور في معاركهم أثناء قتالهم للبرتغاليين فتذكر المصادر البرتغالية أن قوات مقرن بن زامل في [[الاحتلال البرتغالي للبحرين|معركة أوال]] كانت تتكون من بعض [[القوات المسلحة العثمانية|المقاتلين العثمانيين]] وحاملي البنادق الأتراك،<ref>{{استشهاد مختصر|خليل|2006|ص=528}}</ref> وكذلك يُرجَّح أن هذه العلاقات قويت بسبب عِداء العثمانيين والجبور على [[الدولة المملوكية]] في أواخر عهدهم، وفي الجانب العُثماني ساند السُّلطان العُثماني [[بايزيد الثاني]] أمير [[ذو القدر|بنو ذي قدر]] علاء الدولة عسكريًا في هجومه على [[ملطية]] سنة [[888 هـ|888هـ]]/[[1483]]م وبعد هذا الهجوم نشبت [[الحرب العثمانية المملوكية (1485-1491)|أول حربٍ بين الدولتين]]،<ref>{{استشهاد مختصر|طقوش|1997|ص=488}}</ref> وليس بعيدًا عن التاريخ السابق وفي الجانب الجبري ذكر [[ابن طولون الصالحي]] في كتابه [[مفاكهة الخلان في حوادث الزمان]] في حوادث سنة [[885 هـ|885هـ]]/[[1480]]م أن فريقًا من قبيلة [[بنو خالد (قبيلة)|بني خالد]] ثاروا على السلطان [[قايتباي]] في قرية [[الضمير (سوريا)|الضمير]] ولَقِيَ هؤلاء الثُّوار دعمًا من سلطان الجبور [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]]{{للهامش|7}} ولكن قمعت القوات المملوكية هذه الثورة.<ref>{{استشهاد مختصر|ابن طولون|1998|ص=19}}</ref>

=== مع الدولة الصَّفويَّة ===
{{مفصلة|الدولة الصفوية}}
اتَّصفت علاقة الجبور مع الصفويين [[عداوة|بالعداوة]] نتيجة سياسات الشاه [[إسماعيل الصفوي]] في تمديد نفوذه قُرب ديار الجبور ونشر مذهبه [[الشيعة|الشيعي]] فيها،<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=88}}</ref> وزادت حِدَّة العداوة عندما حاول إسماعيل الصفوي التقرُّب من [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليين]] - أعداء الجبور - وقد رحَّب بهم في المنطقة ما نشأ نوعًا من التحالف السياسي ضد الجبور،<ref name="مولد تلقائيا14" /> وكان لهذا التحالف أطماعٌ سياسيةٌ على أملاك الجبور فيُذكر أن القائد [[ألفونسو دي ألبوكيرك|ألبوكيرك]] أراد إرسال سفير يُدعى روي جوميز وبرفقته رجل دين نصراني يُدعى الأب جور إلى إسماعيل الصفوي رسالةً ينصُّ فيها: {{اقتباس مضمن|نظرًا لسلوكه الحسن (إسماعيل الصفوي) تجاه [[مسيحيون|النصارى]] في [[الدولة الصفوية|بلاده]]، أخبراه أن ملكنا يرغب في التحالف معه ويمد له يد المساعدة ليقاتل السلطان العثماني. وإنني أعرض عليه – باسم الملك – الأسطول البحري وطواقم المدفعية والقلاع الهندية ومملكاتنا الأخرى لقتال الأتراك…إذا أراد غزو [[مكة]] فإنني سأدخل [[البحر الأحمر]] وأهاجم [[جدة]]، وإذا أراد أن يدخل [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]] فإني سأقود الأسطول الملكي بنفسي وأغزو [[عدن]] وساحل الجزيرة العربية و[[جزيرة البحرين|البحرين]] و[[القطيف (مدينة)|القطيف]] و[[البصرة]]}}؛ ولكن سفيره مات لظروف غامضة في [[جزيرة هرمز|هرمز]]،<ref>{{استشهاد مختصر|السلمان|2000|ص=197}}</ref> وفشل التحالف بعد هزيمة الصفويين أمام العثمانيين في [[معركة جالديران]] سنة [[920 هـ|920هـ]]/[[1514]]م وتراجعت قوة الصفويين في المنطقة بعد المعركة حتى اختفى دورهم السياسي في صراع الجبور والبرتغاليين.<ref name="مولد تلقائيا14" />

=== مع الدولة البهمنيَّة ===
{{مفصلة|السلطنة البهمنية}}
[[ملف:Bahmani- Mohammed Schah - Münzkabinett, Berlin - 5548196.jpg|تصغير|يسار|دينار بهمني يرجع لعهد السُّلطان محمد شاه الثالث البهمني.]]
تُعدُّ رسالة وزير [[السلطنة البهمنية|الدولة البهمنية]] {{وإو|محمود جهان|Mahmud Gawan}} إلى سلطان الجبور [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] المصدر الوحيد للعلاقات السياسية بين [[الهند]] وسلاطين الجبور والتي تضمنت طلبًا من الوزير لمد الصداقة والتعاون بين [[السلطنة البهمنية|الدولة البهمنية]] والدول الجبرية،<ref>{{استشهاد مختصر|الهاجري|2018|ص=115}}</ref> ويُرجِّحُ [[عبد اللطيف الحميدان|الحميدان]] أن رسالة محمود جهان تُعدُّ أول اتصال رسمي بين الدولتين،<ref>{{استشهاد مختصر|الحميدان|1982|ص=65}}</ref> وكان سبب إرسال الرسالة هو تعرُّض سفن تُجَّار الجبور [[قرصنة|للقرصنة]] قُرب سواحل بلاد البهمنيين وشرحها محمود جهان قائلًا: {{اقتباس مضمن|ينهي بين يدي الأميري أن أنفاره الجائين إلى هذه الديار، ما كان معهم الكتاب والأخبار، لوقوع الواقعة عليهم في البحر العميق، وهو غلبة السارقة عليهم في أثناء الطريق}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الحميدان|1982|ص=71–72}}</ref> ويبدو أن محمود جهان خشي من أن تثير الحادثة غضب أجود بن زامل فسارع إلى كتابة الرسالة ليُطلعه على الحادثة ويطمئنه قائلًا: {{اقتباس مضمن|ولما توجه حامل الصحيفة، إلى جانب الجناب الملكي، وكان المقصود تروية حديقة المحبة الأزلية، ما أطنب المقال واختصر بشرح الحال}}،<ref>{{استشهاد مختصر|الحميدان|1982|ص=72}}</ref> ويُرجِّح الحميدان أن علاقة الدولتين استمرَّت على الصداقة لكونها مرتبطةً [[تاجر|بالتجار]] حيث لا يُذكر أن البهمنيون شاركوا في الصراع الجبري الهرمزي رُغم علاقتهم الجيدة مع [[مملكة هرمز|ملوك هرمز]].<ref>{{استشهاد مختصر|الحميدان|1982|ص=67}}</ref>

== قائمة الحكام الجبور ==
{| width=100% class="wikitable"
! colspan="4" |القائمة<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=306}}</ref>
|-
! #
! اللقب
! الحاكم
! فترة الحكم
|-
|- bgcolor="#CCCCFF"
| colspan="4" align="center" |'''فترة التَّأسيس'''<br /><small>(820 – 874هـ / 1417 – 1470م)
|-
|align="center"|1
|align="center"|[[شيخ|الشَّيخ]]
|align="center"|[[زامل بن حسين الجبري|زَامِل بن حُسَيْن]]
|align="center"|[[820 هـ|820]] – [[870 هـ|870هـ]]<br />[[1417]] – [[1465]]م
|-
|align="center"|2
|align="center"|[[أمير|الأمير]]
|align="center"|[[سيف بن زامل الجبري|سَيْف بن زامل]]
|align="center"|[[870 هـ|870]] – [[874 هـ|874هـ]]<br />[[1465]] – [[1470]]م
|-
|- bgcolor="#CCCCFF"
| colspan="4" align="center" |'''العصر الذَّهبي'''<br /><small>(874 – 927هـ / 1470 – 1521م)
|-
|align="center"|3
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[أجود بن زامل الجبري|أَجْوَد بن زامل]]
|align="center"|[[874 هـ|874]] – [[902 هـ|902هـ]]<br />[[1470]] – [[1497]]م
|-
|align="center"|4
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[محمد بن أجود الجبري|مُحَمَّد بن أجود]]
|align="center"|[[902 هـ|902]] – [[917 هـ|917هـ]]<br />[[1497]] – [[1511]]م
|-
|align="center"|5
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[صالح بن سيف الجبري|صَالِح بن سيف]]
|align="center"|[[917 هـ|917]] – [[922 هـ|922هـ]]<br />[[1511]] – [[1516]]م
|-
|align="center"|6
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[مقرن بن زامل الجبري|مُقْرَن بن زامل]]
|align="center"|[[922 هـ|922]] – [[927 هـ|927هـ]]<br />[[1516]] – [[1521]]م
|-
|- bgcolor="#CCCCFF"
| colspan="4" align="center" |'''فترة السُّقوط'''<br /><small>(927 – 932هـ / 1521 – 1526م)
|-
|align="center"|7
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[علي بن أجود الجبري|عَلِيُّ بن أجود]]
|align="center"|[[927 هـ|927هـ]] – [[1521]]م
|-
|align="center"|8
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[ناصر بن محمد الجبري|نَاصِر بن مُحمَّد]]
|align="center"|[[927 هـ|927]] – [[930 هـ|930هـ]]<br />[[1521]] – [[1524]]م
|-
|align="center"|9
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[قطن بن علي الجبري|قَطَن بن علي]]
|align="center"|[[930 هـ|930]] – [[931 هـ|931هـ]]<br />[[1524]] – [[1525]]م
|-
|align="center"|10
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[علي بن قطن الجبري|عليُّ بن قَطَن]]
|align="center"|[[931 هـ|931هـ]] – [[1525]]م
|-
|align="center"|11
|align="center"|[[سلطان|السُّلطان]]
|align="center"|[[غصيب بن زامل الجبري|غُصَيْب بن زامل]]
|align="center"|[[931 هـ|931]] – [[932 هـ|932هـ]]<br />[[1525]] – [[1526]]م
|- bgcolor="#d9d9d9"
| colspan="4" align="center" |سقوطُ الدَّولة الجَبْرية سنة 932هـ/1526م في الأحساء، واستمر الجبور في عملياتهم السياسية على مناطق أخرى خارج الأحساء، مثل أوال والقطيف وقطر ونجد وعُمان.
|}

== انظُر أيضًا ==
{{روابط شقيقة}}
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
; الأقاليم التاريخية
* [[إقليم البحرين]]
* [[نجد|إقليم نجد]]
* [[جغرافيا عمان|إقليم عُمان]]

; الدول التاريخية
* [[الإمبراطورية البرتغالية|الإمبراطورية البُرتُغالية]]
* [[مملكة هرمز|مملكة هُرمُز]]
* [[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانية]]
}}

== الهوامش ==
:'''{{هامش|1}}:''' يُشار إلى نفوذ الجبور تحت مسمى {{اقتباس مضمن|الدولة الجَبْرية}} أو {{اقتباس مضمن|دولة الجُبُور}} نظرًا لتطوُّر أنظمة الحُكم وتغيُّر ألقاب الحاكم فيها ما يجعل تحديد نظام حُكم مُحدَّد للدولة أمرًا صعبًا.
:'''{{هامش|2}}:''' حُدِّد [[تقويم ميلادي|التاريخ الميلادي]] باستخدام '''[https://hijri-calendar.com/convert/ محوِّل التاريخ]''' في موقع '''[https://hijri-calendar.com/ التقويم الهجري الرسمي للمملكة العربية السُّعودية]'''.
:'''{{هامش|3}}:''' يُعتقد أن الشَّيخ حُميد هو جد الأسرة الحاكمة [[آل حميد (أسرة)|آل حُمَيْد]] التي حكمت [[إقليم البحرين]] ما بين ([[1080 هـ|1080]] – [[1210 هـ|1210هـ]] / [[1669]] – [[1796]]م).<ref>{{استشهاد مختصر|الوهبي|1989|ص=352}}</ref>
:'''{{هامش|4}}:''' تشير المصادر العُمانية إلى أن [[قطن بن علي الجبري|قطن]] له من الأولاد ثلاثة بنين هم: قطن وناصر و[[علي بن قطن الجبري|علي]]،<ref name="مولد تلقائيا1" /> ولم يشير المؤرِّخ ابن فهد المكِّي إلى اسم السُّلطان واكتفى بوصفه ابنًا [[قطن بن علي الجبري|لقطن]]، ولكن رجَّح كلٌّ من [[عبد اللطيف الحميدان|الحميدان]] والخالدي بأنه [[علي بن قطن الجبري|علي]].<ref>{{استشهاد مختصر|الخالدي|2011|ص=43}}</ref>
:'''{{هامش|5}}:''' تُطلق تسمية "الهولي" أو "الحولي" على [[عرب|العرب]] الذين استقرُّوا في [[بلاد فارس|السواحل الفارسية]] بعد نزوحهم من السواحل العربية عبر [[الخليج العربي]].<ref name=":13" />
:'''{{هامش|6}}:''' نسبةً للصحابي [[جعفر بن أبي طالب]].<ref>{{استشهاد مختصر|آل عبد القادر|1960|ص=32}}</ref>
:'''{{هامش|7}}:''' لم يصرِّح [[ابن طولون الصالحي]] باسم سلطان الجبور واكتفى بوصفه {{اقتباس مضمن|ابن جبر}} ويُرجَّح أنه [[أجود بن زامل الجبري|أجود بن زامل]] بسبب وقوع الحادثة في فترة حُكمه.

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
; منشورات
{{بداية المراجع}}
{{مراجع}}
{{نهاية المراجع}}

; مواقع وب
{{بداية المراجع}}
{{مراجع|مجموعة=وب}}
{{نهاية المراجع}}

=== بيانات المراجع (مُرتَّبة حسب تاريخ النشر) ===
;<u>الكُتُب</u>
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q127688980|مرجع=آل عبد القادر1960}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q129811605|مرجع=خميس1972}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q121076328|مرجع=الحميري1980}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q114684142|مرجع=ابن خلدون1981}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q124368755|مرجع=ابن بشر1982}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118601281|مرجع=الظاهري1983أ}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118601314|مرجع=الظاهري1983ب}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q130242470|مرجع=المكي1983}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q114442172|مرجع=ابن إياس1984}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q113580573|مرجع=الحنبلي1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115756960|مرجع=الوهبي1989}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q126364807|مرجع=السخاوي1992}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q129393531|مرجع=ابن فرج1997}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q107191418|مرجع=طقوش1997}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q124614086|مرجع=السمهودي1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q126336050|مرجع=ابن طولون1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q116257134|مرجع=ابن بسام2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q125537771|مرجع=المكي2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q130377508|مرجع=السلمان2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q128834413|مرجع=الجاسر2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q129378435|مرجع=الصويان2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q130420621|مرجع=تشارشيلي2003}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118669529|مرجع=خليل2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q130237750|مرجع=الشخص2009}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q120997896|مرجع=الخالدي2011}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q128846467|مرجع=الملطي2011}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q118210223|مرجع=الملا2014}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q126282975|مرجع=المسلط2014}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q128800345|مرجع=الهاجري2018}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q125866331|مرجع=الوزان2019}}
{{نهاية المراجع}}

;<u>الدوريات المُحكَّمة</u>
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q128800405|مرجع=الحميدان1982}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q125821173|مرجع=السعيد2021}}
{{نهاية المراجع}}

== وصلات خارجية ==
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد ويب|عنوان=الجبور/آل جبر في البحرين|مسار= http://www.hukam.net/family.php?fam=851|تاريخ الوصول=26 أغسطس 2024|صحيفة=تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة|مؤلف=فراس الطيب|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240826091800/http://www.hukam.net/family.php?fam=851|تاريخ أرشيف=2024-08-26}}
* {{استشهاد ويب|صحيفة=تراث الأحساء|تاريخ=12 يوليو 2022|عنوان=الدكتور محمد السلمان يستعرض تاريخ الدولة الجبرية ومعاركها مع البرتغاليين|تاريخ الوصول=31 أغسطس 2024|تاريخ أرشيف=1 سبتمبر 2024|مسار=https://www.alhasa-turath.org/?p=7716|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20240901014438/https://www.alhasa-turath.org/?p=7716}}
{{نهاية المراجع}}
{{بداية صندوق}}
{{s-hou}}
{{صندوق تعاقب|سبقه=[[الإمارة الجروانية|الدَّولَةُ الجَرْوانيَّة]]|العنوان=[[تاريخ الأحساء|تاريخُ الأحساء]]|الأعوام=1417 - 1526|تبعه=[[إمارة المنتفق]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{سلاطين الدولة الجبرية}}
{{الدول التاريخية الإسلامية}}
{{تاريخ الإسلام}}
{{السلالات الحاكمة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية}}
{{الدول المبكرة قبل السعودية}}
{{مواضيع السعودية}}
{{شريط بوابات|الإسلام|الإمبراطورية البرتغالية|التاريخ الإسلامي|الدولة العثمانية|شبه الجزيرة العربية}}
{{شريط محتوى متميز|1=مختارة|التاريخ=3 يناير 2025|النسخة=69197218|تاريخ مراجعة الزملاء=1 نوفمبر 2024}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}
{{لا للتصنيف المعادل}}

[[تصنيف:الدولة الجبرية|*]]
[[تصنيف:الجبور]]
[[تصنيف:سلالات حاكمة عربية]]
[[تصنيف:سلالات حاكمة مسلمة سنية]]
[[تصنيف:تاريخ الأحساء]]
[[تصنيف:تاريخ البحرين]]
[[تصنيف:تاريخ نجد]]
[[تصنيف:تاريخ حضرموت]]
[[تصنيف:دول وأقاليم أسست في عقد 1410]]
[[تصنيف:دول وأقاليم أسست في 1417]]
[[تصنيف:دول وأقاليم انحلت في عقد 1520]]
[[تصنيف:دول وأقاليم انحلت في 1526]]
[[تصنيف:دول سابقة في العالم الإسلامي]]
[[تصنيف:دول سابقة في الشرق الأوسط]]