غمراسن

مدينة في تونس

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها Fares.Eleil (نقاش | مساهمات) في 18:19، 30 نوفمبر 2011. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

غمراسن معتمدية من معتمديات ولاية تطاوين في تونس. تقع غمراسن على بعد 20 كلم عن تطاوين و 520 كلم عن العاصمة تونس.

غمراسن
صورة من غمراسن
خريطة
الإحداثيات 33°03′33″N 10°20′24″E / 33.059166666667°N 10.34°E / 33.059166666667; 10.34   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
تقسيم إداري
 البلد تونس[1] تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
التقسيم الأعلى ولاية تطاوين
معتمدية غمراسن[2]  تعديل قيمة خاصية (P131) في ويكي بيانات
عاصمة لـ معتمدية غمراسن  تعديل قيمة خاصية (P1376) في ويكي بيانات
خصائص جغرافية
ارتفاع --
عدد السكان
 عدد السكان 15957   تعديل قيمة خاصية (P1082) في ويكي بيانات
 عدد المساكن --
معلومات أخرى
3220  تعديل قيمة خاصية (P281) في ويكي بيانات
رمز جيونيمز 2470927[3]  تعديل قيمة خاصية (P1566) في ويكي بيانات
الموقع الرسمي الموقع الرسمي (العربية)  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
سيدي عرفة
نص
نص
صورة لسيدي عرفة

غمراسن اسم بربري مركب من :

  • غمر: أي القوم
  • سن: أي سيد

أو "غمراسك" و بهذا فان اسم غمراسن يعني "سيد القوم"

تتميز المدينة بمناظر طبيعية جبلية ممتازة و تحتوي هذه الجبال على مستحثات قديمة جدا، مما مكن علماء الآثار في أواخر القرن العشرين من اكتشاف بقايا لديناصورات. وتتميز مدينة غمراسن بكثرة المهاجرين فيها إلى الدول الأوروبية وخاصة فرنسا. وتعتبر الفطاير إضافة إلى العديد من الحلويات، خاصية تتميز بها هذه المدينة العريقة.


جغرافيا

تاريخ

تاريخ المدينة فيمتد إلى مئات آلاف السنين كما تدل على ذلك الحفريات والنقوش التي وجدت في عدد من المواقع والتي أظهرت أشكالا ديناصورية ومساكن بربرية وعينات من المتحجرات والمعدات القديمة. وقد ثبت أن هذه الحضارات كانت الرومانية والبربرية ثم العربية الإسلامية.

تتواجد هذه اللآثار مثل رؤوس سهام وبعض الأدوات الحجرية المتنوعة حول محطة "تيارات" وفي عمق الصحراء. وتشير الدراسات إلي وجود محطات ما قبل تاريخية في كل من وادي "عين دكوك" وفي منطقة "جرجر" و"الدويرات"

من أهم الإكتشافات في هذا المجال هي 3 محطات ما قبل تاريخية متميزة في عمق شعاب غمراسن وهي:

  • محطة "أنسفري"
  • محطة "طاقة حامد"
  • محطة "شعبة المعرك ".

هذه المحطات هي عبارة عن كهوف صخرية تحمل على جدرانها و سقوفها رسوما جدارية يرجع تاريخها الي ما قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد وتحتوي على مشاهد من الحياة اليومية والمعتقدات السائدة في ذلك الزمن عند متساكني هذه الجهة.

 
جنوب غمراسن 1900

عرفت ولاية تطاوين الحضارة الرومانية بصفتها جهة حدودية بين مجال السيطرة الرومانية ومجال القبائل البربرية المستقلة في أطراف الصحراء.

أنشأ الرومان في هذه الجهة عدة منشاءات ذات صبغة دفاعية مثل الحصون كحصن "تلالت" وحصن "رمادة" وفي نفس الوقت أنشأ الرومان عدة منشآت زراعية كالسواقي و السدود ماتزال آثارها الي اليوم.

عرفت ولاية تطاوين الفتح الاسلامي وذلك مع آواسط القرن السابع ميلادي

الفطاير

مــــقدمـة
أدّت هجرات العمل المكثّفة، التي سلكها مهاجرو مناطق الجنوب التونسي منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى شمال البلاد و خاصّة إلى الحاضرة تونس، إلى ظهور صنائع حرفية ذات صبغة تجارية غذّت المشهد الاقتصادي العام للبلاد و أتاحت موارد اقتصادية قارة لأصحابها.. كما تمكنت تدريجيا وبأشكال متفاوتة من احتلال مكانة معتبرة بين الصنائع العريقة التي عرفتها البلاد التونسية. و تعتبر صنعة الفطاير من أبرز هذه المهن التي كان لها مرجعيتها التاريخية و قواعدها التنظيمية المحكمة . لذلك سنحاول من خلال هذه الدراسة الانتروبو- تاريخية تسليط الضوء على هذه الصنعة للتعريف بها ورصد خصوصياتها.
من هو الفطايري؟
للتعريف بصنعة الفطاير ارتأينا الانطلاق من هذه الفقرة التي خصّصها محمد بن عثمان الحشايشي في مؤلفه حول العادات التونسية للتعريف بالفطايري قائلا مايلي: "الفطايري هو الذي يقلي الفطيرة بزيت خالص ، وهي من نوع العجين المخمّر و له حانوت خاص بجهات معلومة ��ن البلد و له صّناع يبيعون له الفطائر فوق طباق من القصدير ، يأكل الناس عنده صباحا و لكن من الأوباش و الرّعاع ،يجلسون على قناطر من اللوح و تجعل الفطائر فوق ألواح طوال وبعد الفراغ من الأكل يمسحون أيديهم بالنخالة ثم ينصرفون و غالب الصغار من أهالي تونس لا بدّ أن يأكل كل واحد منهم فطيرة في الصباح ، وبذا جرت العادة و يأكل من يشتهي ذلك أيضا و هناك من يغمسّها في العسل و السكر أو يأكلها بشيء من الغلة كالعنب أو الكرموس أو البيثر الخ ، أهل هاته الصناعة من أهل الأعراض غمراسن ".

مما لا شك أن إشارة الحشايشي تعتبر شهادة تاريخية قيّمة ووثيقة اجتماعية و اقتصادية و حتى ثقافية عن صنعة الفطاير فقد حاول الكاتب تدقيق التعريف بذكر مواد الصنع و مكان الصناعة و البيع و من يقوم بها ومواد الصنع ومن يستهلكها لذلك سنعتبرها منطلقا لهذه الدراسة و سنتوسع في هذا السياق لمحاولة تعريفها اعتمادا على ما توفر لنا من مصادر مكتوبة و ما اختزنته الذاكرة الشعبية عن هذه الصنعة . الفطايري هو "صاحب هذه الصنعة" أو "الصنايعي" الذي يصنع "الفطيرة " وهي رقاقة في شكل دائرة تصنع كما أشار إلى ذلك الحشايشي من عجين مخمّر. تتكون مادتها الأولية من طحين القمح ( الفارينة) و شيء من الملح و الخميرة ثم تعجن بالماء داخل إناء من الفخار يسمّى "المعجنة" .

تقلى الفطيرة داخل إناء واسع يتسع لكمية كبيرة من الزيت يسمّى "طاجين" يوضع عادة فوق سطح مرتفع قليلا عن الأرض مهيأ للغرض يسمّى " النصبة" حتى يتسنّى للفطايري إيقاد النار تحته بواسطة الحطب أو بواسطة الغاز في فترات لاحقة . و عندما تستوي الفطيرة و يصبح لونها ذهبيا يميل إلى الحمرة يتم إخراجها من الطاجين بواسطة أداة حادة تسمّى "سنفود" و توضع على "القطّار" حتى تتقطّر من زيتها بعض الوقت ثم تكون مباشرة جاهزة للاستهلاك . تكتسب الفطيرة خصوصيتها إذن لا من موادها الأولية البسيطة بل من تقنية تدويرها وسرعة وضعها في الطاجين حتى لا تفقد شكلها الدائري لذلك فان المحترف أو "الصنايعي" فقط يكون قادرا على إعداد الفطيرة . تأكل الفطيرة ساخنة في فطور الصباح داخل حانوت الفطايري و تستهلك في الأصل وحدها دون أي مواد أخرى ( كالسكر و العسل....). و بالتالي يمكننا تصنيفها ضمن الصناعات الغذائية التجارية المختصة في الأكلة السريعة ( fast food إن صح القياس) . كما تقدم للزبائن بطريقة بدائية " فوق ألواح طوال "و بعد الفراغ من الأكل تمسح الأيادي بالنخالة وهي سلوكيات بالإضافة إلى أنها لا تراعي أدنى شروط النظافة فهي لا تمت لتقاليد الحضر بصلة لذلك فقد كانت في البداية تتعامل مع مجتمع استهلاكي ذكوري بالأساس ينتمي خاصة إلى الطبقات الشعبية و الهامشية الذين وصفهم الحشايشي بنبرة تحقيرية " الرعاع و الأوباش و الصغار من أهالي تونس" .لكنه في المقابل أقرّ أيضا بأنها قادرة على استقطاب كل من" يشتهيها" أي من الفئات الاجتماعية الأخرى ولا سيّما الارستقراطية منها .وهو اعتراف ضمني بأن الفطيرة استطاعت أن تأسر قلوب المارين أمام حانوت الفطايري و" "تسيل لعابهم" وفضلا عن ذلك ربّما أصبحت قادرة لبخس ثمنها على مزاحمة بعض الصناعات الغذائية الأخرى التي تميز بها الحضر من أهالي تونس و هي بالأساس الحلويات ذات الجذور الأندلسية و التركية و الأوربية التي وفدت إلى البلاد بعد الاحتلال الفرنسي . لقد أكّد الحشايشي و جلّ التقارير الاستعمارية التي تعرضت إلى ذكر غمراسن على انتماء هذه الصنعة تاريخيا لأهل غمراسن وتخصصّهم فيها دون غيرهم إلى حدّ أن كلمة غمراسني كانت مرادفة لصفة فطايري . إلا أن المصادر لا تحيلنا على أيّة إشارة عن جذور هذه الصنعة و لا كيف وصلت إلى أهالي غمراسن.

وفي بحثنا داخل التراث الشفوي بالجهة وجدنا بأن الذاكرة الجماعية تنعتها "بصنعة الجدّ" فهي بالتالي تصلها مباشرة بالجدّ المؤسس لغمراسن الذي تذكر الأسطورة أنه قادم من الساقية الحمراء و ربّما يكون قد جاء بها معه ثم أورثها إلى أولاده من بعده. كما تشير بعض الروايات الأخرى إلى أن أهل غمراسن أخذوا تقنية صنع الفطاير عن اليهود . وباستثناء هذه الروايات فإننا لا نجد أي دعائم واقعية دالة على الجذور الحقيقية لهذه الصنعة.و يبدو أن ربطها بالجدّ المؤسس لا يعدو إلا شكل من أشكال إضفاء بعض القداسة عليها و إعطائها قيمة مضافة لدى الأجيال اللاحقة لضمان تواصلها وتوارثها من الأب إلى الابن نظرا لما يمثّله الجدّ المؤسس و أسطورة التأسيس من رمزية لدى هذه المجتمعات .و حتى وإن سلمنا بأنها "صنعة الجدّ" فالسؤال يبقى مطروحا لماذا لم تمارس هذه الصنعة في غمراسن ذاتها و المناطق المجاورة لها ؟ لماذا لم تندرج ضمن الأنشطة الاقتصادية اليومية لأهالي المنطقة و عاداتهم الاستهلاكية اليومية ؟ . أماّ مسألة أخذها عن اليهود فربّما تكون أقرب إلى الموضوعية فالمعروف أن اليهود عريقين في ممارسة التجارة بكلّ أنواعها وربّما كانوا قد مرّوا بهذه الصنعة التجارية في فترة ما من فترات تاريخهم.

ومهما يكن من أمر جذور هذه الصنعة فقد اتفقت المصادر رغم قلّتها و الدراسات الحديثة على أنها صنعة ارتبطت بموطن الهجرة و بسوق الشغل لا بالوطن الأم و يبدو أنها من استنباط محترفيها في مكان الهجرة وهو ما أكّده الأستاذ محمد نجيب بوطالب في مقاله حول هجرة العمل من قبيلة ورغمة قائلا : " نحن لا نلاحظ هجرة حرف بل هجرة قوة عمل خام ... إن الحرف تتكون في الخارج في مناطق الجذب" . وهو ما سيتوضح لنا أيضا من خلال التركز المجالي لحوانيت الفطايرية.

التركز المجالي لحوانيت الفطايرية
كما أشرنا إلى ذلك آنفا فان صنعة الفطاير هي وليدة ظاهرة الهجرة. فقد عرف السكان الجبالية بجهة تطاوين ومن بينهم أهل غمراسن هجرة العمل الفردية منذ القرن الخامس عشر تقريبا بسبب الأزمات المناخية و قلّة الموارد الاقتصادية بالمنطقة .لكنها عرفت شكلا أكثر انتظاما و احتدادا منذ أواخر القرن التاسع عشر تزامنا مع الاحتلال الفرنسي للبلاد الذي فرض مراقبة عسكرية صارمة على تحرّكات قبائل ورغمّة ممّا نتج عنه ضرب لمواردهم التقليدية دفعهم إلى البحث عن حلول أخرى لضمان عيشهم . ويبدو أن أنجع هذه الحلول كان سلك طريق الهجرة واستنباط مهن جديدة قادرة على تأمين عائدات مالية قارة فكانت الحاضرة تونس المدينة الوحيدة القادرة آنذاك على استقطاب أعداد هامة من اليد العاملة الغير متخصّصة مهنيا . و قد اعتبرت صنعة الفطاير التي مارسها أهل غمراسن من صنف تلك المهن الهامشية التي استوطنت بالحاضرة و صنفت في خانة مهن البرانية "الخسيسة" على غرار (الفحاّمة و الطبّاخة و الخضّارة و الحمّالة...) مقارنة بالمهن الحضرية الراقية كصناعة الشاشية و العطور و غيرها . وفي الحقيقة لا نمتلك إحصاءات رسمية عن عدد الحوانيت بالحاضرة إلا ما ورد في بعض الوثائق التي أعدّها الفطايرية أنفسهم . فقد أحصت وثيقة مؤرخة في 25 جويلية 1944 عدد 77 حانوت فطايري بالحاضرة باستثناء الأحواز .تتوزّع بطريقة متفاوتة بين كل العروش المكونة لقبيلة غمراسن
توزع عدد الحوانيت حسب العروش سنة 1944
  1. الزواخر 21
  2. الأمّاسي 41
  3. الحدادة 8
  4. أولاد زيد والمرابطين و أولاد سليم 7
  • العدد الجملي : 77

تواصل خارجي

تعتبر غمراسن من أكبر القرى الجبلية حيث يقدّر عدد سكّانها في حدود سنة 1881حوالي 6/1 سكّان الجهة. يحرص أهالي غمراسن كل الحرص على الانتساب إلى أصل عربي اعتمادا على ما نسبه المخيال الأسطوري من أن جدّهم أحد الاخوة الستّة الذين أسّسوا حلف ورغمّة وذلك خلال القرن السادس عشر ميلادي. إلا أن الممعن في رحلة التّيجاني التي قام بها في القرن الثالث عشر يرى ما يفنّد هذا الادّعاء حيث أن غمراسن تجمّع بشري سابق للقرن السّادس عشر ميلادي وسكّانه من " البربر ورغمّيون". إذن من الأرجح انهم من البربر المستعربون الذين اندمجوا سريعا مع العرب الغزاة وتخلّوا بذلك عن لغتهم البربريّة. تمتدّ أراضى الغراسة التابعة لهم على ضفاف وادي غمراسن والمرابطين وفي الشّعاب المحيطة بقرية غمراسن أمّا المراعي التابعة لهم فتمتدّ في سهل الفرش وفي المراعي القريبة من جبل مزار وشمال هضبة الظاهر, تعتبر الهجرة نحو شمال البلاد ثم إلى الجزائر وفرنسا في فترات لاحقة موردا اقتصاديا هاما للغمراسني وقد كانت صنعة الفطاير مهنته الأساسية في مكان العمل. إلا أن اتجاه أهالي غمراسن إلى قطاعات تجارية أخرى وولوعهم بالتعليم جعل نجم هذه الصنعة يأفل عند صفوف الشباب.

المصادر

  1. ^    "صفحة غمراسن في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-16.
  2. ^ "المناطق الترابية (العمادات) حسب الولايات والمعتمديات". اطلع عليه بتاريخ 2024-11-30.
  3. ^ GeoNames (بالإنجليزية), 2005, QID:Q830106

وصلات خارجية

قالب:بوابة تونس